المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17761 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



قصَّة يحيى (عليه السلام)  
  
1853   03:19 مساءً   التاريخ: 25-11-2020
المؤلف : الدكتور محمود البستاني .
الكتاب أو المصدر : قصص القرآن الكريم دلالياً وجمالياً
الجزء والصفحة : ج1 ، ص 135 - 137 .
القسم : القرآن الكريم وعلومه / قصص قرآنية / قصص الأنبياء / قصة النبي زكريا وابنه يحيى /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-06-2015 2889
التاريخ: 25-11-2020 1757
التاريخ: 25-11-2020 1854
التاريخ: 2023-02-15 1307

في حديثنا عن هذه الاُقصوصة ينبغي أولا ألاّ نفصلها عن اُقصوصة زكريّا أي طلب الذرّيّة ، لقد استجابت السماء للنمط الذرّيّ الذي طلبه زكريّا (عليه السلام) ، فبشّرته بالسمة الخطيرة التي ستلفّ هذا الوليد ، . . . إنّها سمة النبوّة فيما تمثّل الصفوة من الآدميين .

كما أنّ السماء ألمحت إلى زكريّا بوظيفة خطيرة اُخرى سينهض بها وليده يحيى ، وهذه الوظيفة تتمثّل في أنّ يحيى سيكون أوّل شخصية ستساند دعوة عيسى الذي سيولدُ بعد ستة شهور من حين ولادة يحيى .

وسنرى عند حديثنا عن قصة يحيى ، كيف أنّ لشخصية يحيى التي عُرفت بالصدق والنزاهة ، أثراً بالغاً في اجتذاب الجمهور إلى رسالة عيسى .

والمهمّ ، أنّ السماء قد استجابت لطلب زكريّا (عليه السلام) ووهبته يحيى (عليه السلام) .

إلاّ أنّ زكريّا ، وقد أذهلته المفاجأةُ التي كان يتوقعها دون أدنى شك ، لا يسعه إلاّ أن يتساءل مستفهماً ، ومنبهراً ، وفرحاً عن العلامة ، عن الآية التي ستعمّق قناعته ويقينه باستجابة السماء لدعوته . . .

ولذلك هَتَفَ :

﴿رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً . . .﴾

فأجابته السماء ، بأنّ آية ذلك أن يصوم عن الكلام ثلاثة أيام ، أو أن يصوم عن الأكل والكلام جميعاً ، كما تقول بعض النصوص المفسّرة ، وأن ينحصر تعامله بالرمز والإيماء مع الآخرين ، عدا الكلام المتصل باللّه وبالتسبيح له بالعشيّ والإبكار .

* * *

والذي نعتزم لَفتَ نظركَ إليه هو أن تتأمّل بدقة موقع قصة زكريّا من القصتين اللتين تقدّم الحديث عنهما ، أي قصة امرأة عمران ومريم .

فلقد رسمها القرآن الكريمُ بعد قصة امرأة عمران ، وعند بداية قصة مريم (عليها السلام) . . .

أي أنّ القرآن رسمها خلال قصة مريم وعند الشطر الأوّل من حياتها المتصلة بالعمل العبادي في المحراب . فقطع بذلك سلسلة الأحداث في قصة مريم ، ثمّ تابع رسمها بعد الانتهاء من قصة زكريّا (عليه السلام) .

هنا ينبغي أن تضع في ذهنك أنّ لهذا القطع دلالته الفنّية والنفسيّة .

فهناك أولا مسوّغاتٌ تتصل بطلب زكريّا (عليه السلام) للولد ، فهو حينما شاهد المعجز المتمثّل في الرزق الذي كان يمطر مريم (عليها السلام) ، تحرّكت نفسه واستُثيرت ، لأن يتقدّم بطلب كان يختلج في سريرته وتنازعه نفسه إليه ، فكانت المناسبة أن يتوافق طلبه زمنياً مع ظاهرة الرزق .

وهذا ما يُشكّل المسوّغ لقطع سلسلة الأحداث والمواقف في قصة مريم ، للبدء بصياغة قصة زكريّا (عليه السلام) .

بيد أنّ هذا لم يكن وحده مسوّغاً فنّياً ونفسيّاً لعملية القطع ، بل ثمة مسوّغ آخر له خطورته الكبيرة . وهذا المسوّغ من الناحية الفنية يتمثل في عملية التمهيد والارهاص ، بما ستكشف عنه الأحداث والمواقف في قصة مريم ، أي قصة الإنجاب المعجز ذاتها ، وفي قصة وليدها عيسى (عليه السلام) ، حيث أنّ وليدها عيسى (عليه السلام) قد بُشّر على لسان الملائكة بأنّ مهمّة الرسالة ستكون على يديه ، غير أنّ هناك حدثاً خطيراً لا زال مضمراً في قلب الأيام ، ألا وهو أنّ رسالة عيسى (عليه السلام) سوف تعتمد في بعض خطواتها على مساندة يحيى له ، ذلك بأنّ ليحيى (عليه السلام) شخصية ذات مركز اجتماعي خطير ، إنّها تتمتّع بتقدير اجتماعي ، وبسمعة اجتماعية كفيلة بأن تجعل كلمته مسموعةً عند الجماهير ، نظراً لما عُرِفَ من صدقه وزهده .

إذن لمّا كان من حيث الزمان مولد يحيى سابقاً على مولد عيسى (عليه السلام) ، حينئذ يكون المسوّغ الفنّي لمجيء قصة زكريّا (عليه السلام) والحديث عن ولده يحيى (عليه السلام) ، يكون هذا المسوّغُ واضحاً في قطع سلسلة الوقائع المتصلة بمريم ، لأنّ الشطر الثاني من حياتها هو الذي كشفت القصةُ عن ولادة عيسى من خلاله ، فكان من الطبيعي أن تجيء قصة يحيى قبل قصة عيسى ، سواء أكان مجيئها من حيث التسلسل الزمني في الولادة ـ حيث وُلد يحيى قبل عيسى بستة شهور ـ أو كان مجيئها من حيث التسلسل الزمني ، ومن حيث التسلسل الموضوعي ، في عملية المساندة لرسالة عيسى .

وبكلمة اُخرى ، مادام يحيى سيكون أول مساند لعيسى ، وستكون لكلمته أثرها على نفسية الجمهور ، حينئذ لابدّ أن تجيء قصته سابقةً أيضاً على قصة عيسى (عليه السلام) .

إنّ هذه المسوغات الفنّية ، يجب ألاّ تغيب عن بالك ، لأنّها تجسّد قيمة الفنّ العظيم في القصص القرآني .

ولكننا حين نتجاوز ذلك كلّه ونتابع قصة زكريّا (عليه السلام) ، نجد أن شخصية يحيى نفسها من الممكن أن تشكّل قصة جديدة ، فيكون عدد القصص في سورة آل عمران ستةً ، وتكون قصة يحيى حينئذ ، أمّا قصة مستقلة ، أو متداخلة ، أو قصة داخل قصة زكريّا . . .

ولا نُريد أن نطيل الحديث عن البناء الفنّي لهذه القصة ـ ونقصد بها قصة يحيى (عليه السلام) ـ ، بل نكتفي بالإشارة إلى أنـّها رسمت شخصية يحيى ، وهي تحمل أربع سمات ، لها مساهمتها في المواقف الأحداث ، دون أدنى شك ، ويكفي أنها تحمل سمة النبوّة كما هو الحال بالنسبة لزكريا وعيسى ، فضلا عن أنّ القرآن رسمها شخصية تحصر نفسها عن الشهوات ، وعن اللهو والأباطيل ، وهي سمة الحصور التي أطلقها القرآن الكريم عليه ، كما رسمها سيّداً في العلم والعبادة . . .

والمهم أنّ السمات المذكورة تظل متجانسة مع السمات التي لحظناها عند امرأة عمران ، وعند مريم ، وعند زكريّا ، فيما لا حاجة إلى إطالة الكلام في ذلك ، بل ندع المتلقّي بنفسه ، أو ندعوه إلى أن يستخلص بنفسه السمات المتجانسة بينها وبين ما سبقها وما يلحقها .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .