المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 16458 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
شخصية الإمام الرضا ( عليه السلام )
2024-05-18
{ان رحمت اللـه قريب من الـمحسنين}
2024-05-18
معنى التضرع
2024-05-18
عاقبة من اخذ الدنيا باللعب
2024-05-18
من هم الأعراف؟
2024-05-18
{ان تلكم الـجنة اورثتموها بما كنتم تعملون}
2024-05-18

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الجمع الأول للقرآن‏  
  
2010   05:24 مساءاً   التاريخ: 29-04-2015
المؤلف : محمد علي الاشيقر
الكتاب أو المصدر : لمحات من تاريخ القران
الجزء والصفحة : ص111-129.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / تاريخ القرآن / جمع وتدوين القرآن /

يؤثر عن النبي الكريم صلى اللّه عليه وآله وسلّم أنه قال‏  (1)  : «لا تكتبوا عني شيئا غير القرآن، ومن كتب فليمحه وحدّثوا عني ولا حرج، ومن كذّب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار»  (2)

وقوله (صلى الله عليه وعلى الله وسلم) هذا ما جاء إلا لكي يحفظ للقرآن صفته وارتباطه المباشر باللّه تعالى وليحول دون اختلاطه بشي‏ء له هذه الرابطة وهذه الصفة والسمة القدسية ودون أن تلتبس أقواله وشروحه وسيرته (صلى الله عليه وعلى الله وسلم) بآيات القرآن الكريم‏  (3) ..

لذا فعند ما كان الوحي ينزل على النبي (صلى الله عليه وعلى الله وسلم) والذي- كان يترقّب نزوله بشوق عارم- عند ما كان ينزل عليه بشي‏ء من الآيات الكريمة كان يستدعي على الفور بعض من كان يكتب له بالخط المقرر حينذاك وهو  (الخط المكي)  وهم كتاب وامناء الوحي «الذين كانوا يلازمون النبي حيثما ذهب وانى قام لكي يؤدوا هذا العمل الذي تفرغوا له لا يشغلهم عنه شاغل»  (4) فيملي عليهم كل ما كان ينزل عليه وذلك «مبالغة في تسجيله وتقييده وزيادة في التوثق والضبط والاحتياط الشديد»  (5) ..

وإذا فرغ (صلى الله عليه وعلى الله وسلم) من ذلك طلب من الكاتب اعادة ما كتبه، فإن كان فيه سقط أو زيادة أو نقصان صلّحه وأقامه لهم، وكان «كثير من المؤمنين بعد ذلك ينقلون الآيات من الألواح المكتوبة بيد كتاب الوحي»  (6) فيجمعوها بعد أن يحفظوها ..

كما وكان (صلى الله عليه وعلى الله وسلم) يقرئ الفائزين بشرف الصحبة ويحفظهم كل ما كان ينزل عليه من الآيات اولا بأول «و يوما فيوما حتى لا تضيع، واعفي هؤلاء من الحضور في جبهات القتال» (7) لما في الآية الكريمة { وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً } [التوبة : 122]..

هذا فضلا عن أنه (صلى الله عليه وعلى الله وسلم) كان يبعث إلى من كان بعيد الدار منهم من يعلمه ويقرؤه، وكان «يحرّض امته على أن يبلغ الشاهد منهم الغائب ولو آية من القرآن فقال : بلغوا عني ولو آية من القرآن»  (8) , وأنه (صلى الله عليه وعلى الله وسلم) قد خصص سيدة لتعليم النساء القرآن، إضافة إلى «أن النبي كان‏ يحتفظ بنسخة مما كتب في داره»  (9) وأنه (صلى الله عليه وعلى الله وسلم) كان يؤم الصحابة والمصلين خلال الصلوات فيقرأ القرآن وهم ورائه يسمعون فيحفظ القرآن في صدورهم‏  (10) ..

كما وان العرب عشاق الفصاحة والبلاغة كانوا ينجذبون لآيات اللّه لما فيها من البيان والأدب فيأتون من بلاد بعيدة لاستماع بعض هذه الآيات من فم الرسول (صلى الله عليه وعلى الله وسلم)  (11) , وكانوا يأتون في الليالي الظلماء خفية إلى قرب دار النبي ويستمعون إلى الآيات التي كان يقرأها النبي (صلى الله عليه وعلى الله وسلم) ..

أما الأصحاب فكانوا يتنافسون في استظهار آيات اللّه وحفظها ومدارستها لأجل قراءتها في الصلوات والنوافل ويتسابقون إلى فهمها وهضمها، وكانوا كلما نزل شي‏ء من الآيات تهفو قلوبهم إليها وتنشرح صدورهم وتلقوها بالغبطة والفرحة الغامرة حيث كان «شعار الإسلام وسمة المسلم حينئذ هو التجمل والتكمل بحفظ ما ينزل من القرآن الكريم لكي يتبصر بحججه ويتنوّر بمعارفه وشرائعه»  (12) لأنه الينبوع الأول للتشريع والحبل المتين والدستور الشامل، على النحو الذي نجده حاليا عند حملة المبادئ المختلفة حيث نراهم يحفظون نظرياتها وفلسفتها ونشراتها لغرض التثقف بها ووعيها والاحتجاج بها والذود عن حياضها ..

ويتفاوت حفظ هؤلاء الأصحاب للآيات الكريمة تبعا لمدى حضورهم ووجودهم عند الرسول (صلى الله عليه وعلى الله وسلم) حال املاء الآيات على كتّاب الوحي حيث «ان كثيرا منهم كان يخرج في السرايا التي يبعث بها الرسول لجهاد أعدائه فيشغلون بهذا عن بعض ما ينزل»  (13) وعلى درجة فطنتهم وملكتهم في الحفظ والاستظهار في لوح القلب وسعة خبرتهم بأساليب اللغة وطرق البيان والبديع ..

وكان هؤلاء أيضا إذا حفظوا شيئا أو عشرا من الآيات لم يتجاوزوها إلى غيرها أو إلى العشر الأخرى حتى يعلموا ما فيها من العلم والعمل ..

وبالنظر لعدم وجود المشاغل وانتفاء المتاعب لدى هؤلاء لبساطة الحياة الاجتماعية التي كانوا يحيوها وسهولتها وذلك على خلاف ما هي عليها الحياة الآن من التعقيد والتّطور والمشقة، نرى أنه شذ أن نجد أحدا منهم أو من بقية رجالات المسلمين أو نسائهم يخلو من حفظ قسم كبير أو صغير من آيات القرآن، وهذا وضع طبيعي إذا ما أضفنا إلى بساطة الحياة ما امتازت به العرب وعرفوا به من خصائص العروبة الكاملة وفيها قوة الحافظة الفطرية- والتي قد تصل عند البعض منهم إلى درجة النقش في الحجر- وسيلان الأذهان وقوة الذاكرة وصفاء الذهن، وهذه نتيجة طبيعية للأمية التي كانت تحياها غالبية العرب، حيث أن هذه الأمية قد وجهتهم للاهتمام بالحفظ فقويت لديهم الذاكرة قوة خارقة على النحو الذي نجده في الأعمى، فالأخير أقوى حفظا من البصير إذ جعل كل اعتماده على الحفظ، أما البصير فإن ركونه إلى الكتابة واعتماده عليه يضعف ذاكرته عن غيره، لذا نرى من ذلك «أنه كانت عناية الصحابة بحفظ القرآن أكثر منهم من عنايته بكتابته»  (14) ..

وكتاب الوحي موضوعي البحث والذين كانوا يكتبون للرسول (صلى الله عليه وعلى الله وسلم) الآيات المنزلة «لا يحصون» (15) وقيل يصل عددهم إلى 43 نفر  (16) , واشهرهم وأقدمهم إمام الهدى علي- عليه السلام- ومنهم الخلفاء أبو بكر وعمر وعثمان وكذلك زيد بن ثابت أبي بن كعب وثابت بن قيس والزبير ابن العوام وحذيفة بن اليمان وعبد اللّه بن رواحة وسعيد بن العاص ومعاذ ابن جبل ..

وكان ألزم كتاب الوحي للنبي (صلى الله عليه وعلى الله وسلم) وأكثرهم كتابة وتدوينا هو الإمام علي  (عليه السلام) ويأتي من بعده زيد بن ثابت ..

نخلص هنا مما تقدم بيانه أن حفظ القرآن وجمعه الأول  (ويطلق الجمع على حفظ القرآن وعلى كتبته)  قد تم في عهد الرسول (صلى الله عليه وعلى الله وسلم) بصورتين وطريقتين هما (17)  :

1- الصورة الصوتية :

وهو حفظه في صدور المسلمين حفظا لم يهمل حرفا (18) ولا حركة ولا سكونا ولا اثباتا ولا حذفا ولا دخل عليهم في شي‏ء منه شك ولا وهم، وقد كان البعض يحفظه كله والبعض الآخر شطرا منه قل أو كثر وسواء أ كانت سور كاملة أم آيات عديدة من مختلف السور ..

وكان شغف المسلمين بحفظه وتلاوته حينئذ عظيما، فقد كانوا يتداولون ما استجد منه في نواديهم ومجتمعاتهم لأنه بات يملك عليهم سويداء قلوبهم وغدا همهم الأوحد قراءة وكتابة الكتاب أو الاستماع إليه لأنه قاعدة الدين والدنيا وبه تتأيد السلطة والحكم، حتى أن منازلهم كانت تدوي ليلا من أصواتهم بالقرآن كدويّ النحل حيث كانوا يهجرون لذة النوم وراحة الهجود إيثارا للذة القيام به في الليل متفرقين أو مجتمعين ..

كما وكان يسمع لمسجد رسول اللّه (صلى الله عليه وعلى الله وسلم) ضجة بتلاوة القرآن حتى امرهم الرسول (صلى الله عليه وعلى الله وسلم) أن يخفضوا ويخففوا من أصواتهم لئلا يتغالطوا ما بينهم ..

كما وكانت سور القتال تتلى أحيانا في نشيد جماعي تهدر به الكتائب الغازية فتملأ نفوسها روعة وقلوبها إيمانا مما يدفعها لأن تفعل الأعاجيب وتقوم بالمستحيلات وتحقق المعجزات على النحو الذي نجده في عصرنا هذا «من هتاف بالنشيد القومي والوطني خلال فترات الحماسة والشجاعة والمناسبات الأخرى» (19) خصوصا عند بدء هجوم القوات لتزيد من حماسة الجند وتفانيهم في القتال ..

هذا فضلا عن أن المرأة قد تجعل مهرها سورة من القرآن (20) أو أكثر وذلك من أجل العناية به والحث على تعهده، وهذا عكس ما نلمسه‏ الآن من المشاكل والعقبات التي توضع في طريق الزواج بمضاعفة مهور الفتيات أو اشتراط أشياء من غير الممكن تنفيذها بسهولة ويسر خلافا لحديث الرسول (صلى الله عليه وعلى الله وسلم) حين قال : «إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير» ..

وطبيعي أن انتشار الفكر الإسلامي النير سيزيل هذه العقبات من الطريق وسيبعد العادات والأعراف العشائرية والضالّة والتي تقف في طريق بناء الأعشاش الزوجية واقامة مجتمع العدل والكفاية ..

هذا وان أشهر من حفظ القرآن كله أو قسم كبير منه من آل وأصحاب رسول اللّه (صلى الله عليه وعلى الله وسلم) هو الإمام علي (عليه السلام) والخلفاء أبو بكر وعمر وعثمان وحبر الأمة وترجمان القرآنعبد اللّه بن عباس (21)  وأبي بن‏ كعب وزيد بن ثابت وعبد اللّه بن مسعود وأبو الدرداء وأبو موسى الأشعري ومعاذ بن جبل وحذيفة بن اليمان وسالم بن معقل وأبو زيد  (قيس)  بن السكن وأبو هريرة وطلحة وسعد وعبد اللّه بن عمر وعبيد اللّه بن السائب وعبادة بن الصامت ... الخ.

وطبيعي أن هؤلاء ليسوا هم كل الحفاظ للقرآن الكريم وإنما هناك آخرون من المسلمين ممن حفظ من القرآن كثيرا أو قليلا مما لا يسع المقام لا يراد أسمائهم جميعا ..

ويكفي أن نشير هنا إلى  (70)  صحابيا من حفاظ القرآن ورواته قد استشهدوا في واقعة اليمامة ومثلهم في العدد قد قتلوا في عصر النبي (صلى الله عليه وعلى الله وسلم) عند بئر مؤتة وغيرهم قد قتل بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وعلى الله وسلم) في الوقائع المختلفة وكلهم كانوا ممن استوعب القرآن حفظا واستظهارا ..

ويروى بهذا الصدد أن القبائل في صدر الإسلام كانت تفاخر فيما بينها على كثرة ما بين أفرادها من حفاظ القرآن كله، فيقال أن الخزرج كانت تفاخر الأوس بوجود أربعة أشخاص من قبيلتها ممن حفظ القرآن كله وهم زيد بن ثابت ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب وأبو زيد، بينما لا تملك الأوس هنا إلا أن تفاخر بأفراد منها لهم مناقب أخرى مثل ذو الشهادتين وغيره‏ (22) ..

ونحب ان نورد هنا إلى أنه قد حفظ القرآن عند فجر النبوة الإسلامية أيضا جملة وزمرة من أقطاب الكفر وفرسان الشرك بأمل الرد عليه ومعارضته، فمن أشهر إسلامه منهم فيما بعد- وفعلا قد أسلم معظمهم- كان ما حفظوه من الآيات في عهد شركهم عونا ومددا لهم في تفهّم أصول الشريعة ومبادئ العقيدة بعد أن وضّح لهم النبي (صلى الله عليه وعلى الله وسلم) المعنى الحقيقي والغرض الصحيح للآيات المحفوظة في صدورهم ..

أما القلة القليلة التي أخذتها العزة بالإثم ولم توفق للدخول في رحاب الدعوة الجديدة ثم ماتت وهي بعيدة عن أنوار الحق والهداية فقد كانت الآيات المحفوظة في صدورهم حجة عليهم عند الحساب ..

2- الصورة المكتوبة :

وهي الطريقة الثانية التي تم بواسطتها حفظ وجمع القرآن الكريم وهذا الأمر جرى عن طريق تدوينه وتسجيله‏ (23) بواسطة الكتابة والتسجيل على الوسائل المتيسرة والموجودة في ذلك العهد وهي (24)  :

أ- العسب : «جمع عسيب وهي اضلاع وجريد النخل حيث كانوا يكشفون عنه الخوص ويكتبون في الطرف العريض، وقيل أنه ما لم ينبت عليه الخوص من جريد النخل».

ب- اللخاف : «جمع لخفة وهي صفائح الحجارة الرقاق».

ج- الرقاع : «جمع رقعة وهي القطعة من الجلد أو الورق».

د- الأقتاب : «جمع قتب وهو الخشب الذي يوضع على ظهر البعير ليركب عليه» ويستعمل لنقش الكتابة عليه.

هـ- الأكتاف : «جمع كتف وهو العظم بالبعير أو الشاة وإذا جف كتب عليه».

و- الكرانيف : «جمع كرنافة وهي أصول سعف النخل الغلاظ»

ز- اضافة إلى العظام المختلفة والحرير والكتان وقطع الأديم والقراطيس والأوراق الأولية والرقوق الناعمة المسواة ..

فقد حرص كثير من الصحابة في حياة الرسول (صلى الله عليه وعلى الله وسلم) وبإشراف مباشر منه واستجابة لقوله  (صلى الله عليه وعلى الله وسلم) : «قيّدوا العلم بالكتاب» على الاحتفاظ وجمع كل أو قسم من الآيات الكريمة والتي دوّنوها على الوسائل‏ المتقدمة جمعها في مكان واحد «و ليس في مصحف واحد» بسبب أن الوحي لم ينقطع نزوله على الأرض طيلة حياة الرسول  (صلى الله عليه وعلى الله وسلم) ، وقبل هذا الانقطاع لا يمكن إتمام جمع المصحف، فضلا عن ترقب ورود ناسخ لبعض الأحكام والآيات ..

والمقصود من حفظ وجمع الآيات في مكان واحد هنا هو أن يسجل ويحرّر الحافظ أو الصحابي الآيات تباعا ثم يدعها في غرفة واحدة أو صندوق خاص أو مكان أمين متفرقة وليست على هيئة الكتب المجلدة، كما وكان هناك من أكمل منهم هذا الجمع عقب وفاة الرسول (صلى الله عليه وعلى الله وسلم) مباشرة ..

ويؤكد قولنا هذا ما يروى من أن أكثر الصحابة كان معتادا على الختم، ومعنى ختمه هو أن يقرأه من أوله إلى آخره «فلو لم يكن القرآن مسجلا ومجموعا ومرتبا من الأول إلى الآخر ومحفوظا في مكان خاص لما اطلق على قراءته عنوان الختم» (25) ...

كما ويؤكد هذا القول أيضا ما يروى عن زيد بن ثابت بقوله :

«بأننا كنا نجمع آيات القرآن الكريم بحضور النبي (صلى الله عليه وعلى الله وسلم) من قصاصات من الورق .... الخ» ..

أما بصدد ترتيب آيات السور فإن الرسول (صلى الله عليه وعلى الله وسلم) لم يكن ينتظر في ترتيب الآيات المنزلة نجوما حتى يكمل نزولها، ولم يتريث في تأليف سورة واحدة حتى تتم كافة فصولها، بل كان كلما القيت عليه آية أو أكثر يأمر حالا بوضعها في مكان يحدده لهم من سورة معينة، كما ويعيّن موضعها من بعضها طبقا لما أخبر به الوحي الأمين فيقول  (صلى الله عليه وعلى الله وسلم)  : ضعوا آية كذا في موضع كذا أو في سورة كذا ...

وفي بعض الأحيان كان يحدث أن تنزل آيتان لسورتين مختلفتين‏ في آن واحد فيطلب الرسول (صلى الله عليه وعلى الله وسلم) تدوينهما منفصلتين تفاديا لأي لبس أو خلط بينهما «ثم يدلهم (صلى الله عليه وعلى الله وسلم) على موضع كل آية من سورتها المطلوبة» (26) وعلى مكانهما المقرر ..

فالتتابع الخاص بين الآيات في كل سورة اذن هو تصميم رباني لا يجوز تغييره أو استبداله بترتيب مغاير آخر الآيات، كما وان الصحابة  لم يرتبوا الآيات ترتيبا سمعوا النبي (صلى الله عليه وعلى الله وسلم) يقرأ على خلافه ..

وعلى هذا يمكن التأكيد والجزم بأن جميع الآيات قد نسقت ووضعت في أماكنها المطلوبة والثانية ضمن السورة كما وتم ترتيب السور (27) في المصحف قبيل وفاة الرسول (صلى الله عليه وعلى الله وسلم) وسميت السور بإذنه وتوجيهه ..

علما بأن هذه الآيات وهذه السور في القرآن الكريم لم تتخذ في ورودها التنزيلي سبيلها التي اتبعته في وضعها الترتيبي، فما أكثر السور التي نزلت جميعا أو اشتاتا في الفترات التي نزلت بها سور اخرى، وكم آية في السورة الواحدة تقدمت فيها نزولا وتأخرت ترتيبا، وكم آية هي على عكس ذلك ..

ولهذه الطريقة كما يرى البعض (28) سر خاص مفاده أن جميع القرآن وآياته وأحكامه وتشريعاته وان اختلفت أماكنها وتعدّدت مواقعها فهي وحدة كاملة لا يجوز التفريق بينهما في العمل أو التمسك ببعضها دون البعض فهي إما أن تؤخذ كلها أو تترك كلها ولا وسط بين ذلك قط ..

هذا وعند ما كان الوحيّ ينزل بالبسملة في أول سورة كان يعرف‏ الجميع أنها سورة جديدة فتوضع في محلها، فضلا عن أن الرسول (صلى الله عليه وعلى الله وسلم) أو المسلمين بقول آخر لا يعلم ختم السورة حتى تنزل البسملة فإذا نزلت علم بان السورة قد انتهت، لذا اعتبرت البسملة- في الحق- «آية أصيلة وجزءا من كل سورة لا تتجزأ» (29) عدا سورة براءة، ودليل ذلك هو أن الرسول (صلى الله عليه وعلى الله وسلم) كان يقرأها ولو لم تكن جزءا من القرآن لوجب عليه (صلى الله عليه وعلى الله وسلم) ان يصرّح بذلك، فان قراءته لها- وهو في مقام البيان- دليل على أنها من القرآن، فضلا عن أن السلف الصالح قد جرى على اثباتها في المصحف مع استقرار السيرة واستمرارها على قراءتها في أول كل سورة، فضلا عن اشتمال جميع المصاحف منذ صدر الإسلام حتى الآن على ذكرها في أول كل سورة مع حرصهم الشديد- المسلمين- على عدم ادخال ما ليس في القرآن فيه «حتى أن بعض الصحابة عارض في تنقيط المصحف وتشكيله لكي لا يدخل في المصحف أي عنصر جديد» (30) ..

أما سورة براءة فقد قيل في سبب حذف البسملة منها أن هذه قد جاءت تقريعا وعذابا أليما على الكافرين والمشركين فلا تتفق والحالة هذه مع فحوى البسملة وفلسفتها والتي سداها الأمان ولحمتها الرحمة والرضوان ..

و قد قيل في سبب حذفها من سورة التوبة أيضا أنه قد جاء عن طريق الشك الذي نجم عند جمع القرآن- الجمع الثالث- وهو ما إذا كانت كل سورة الأنفال التي تسبق سورة التوبة وسورة التوبة هما سورة واحدة أو سورتان لأنه ورد في الأثر أن النبي (صلى الله عليه وعلى الله وسلم) كان قد قرأهما بدون الإتيان بالبسملة بينهما، لذا حذفت البسملة عند الجمع من سورة التوبة أولا ووضعت الأخيرة- التوبة- مستقلة بعد الانفال ليصدّق عليها الوجهان والاحتمالان، وجه أنها سورة مستقلة ووجه آخر هو أنها من سورة الأنفال‏ (31) ..

علما بأن التعليل الأول هو المأخوذ به والمقبول لدى الكثيرين من المؤرخين والرواة (32) ..

لقد ذهبنا آنفا إلى «أن البسملة آية من الفاتحة ومن كل سورة عدا سورة براءة» (33) وقد أوردنا الأخبار المتضافرة المأثورة عن النبي (صلى الله عليه وعلى الله وسلم) وأهل البيت والأصحاب، ولكن رغم هذا فلا نعدم من يقول بأن البسملة ليست أصيلة في السورة بسبب أن «اثبات السلف لها في المصاحف- كما تقدم- كان لأجل التبرك» (34) فيكون الافتتاح بها في الصلاة أو في كل عمل ذي شأن هو ثواب وخير وبركة ..

أما سورة الفاتحة فإن بسملتها- لدى الجميع- هي جزء من الفاتحة لا تتجزأ ولا يعد من قرأ سورة الفاتحة بدون الإتيان بها سرا أو جهرا أنه قد قرأ سورة كاملة من القرآن الكريم ..

هذا ولم نعدم أيضا وجود فئة صغيرة أخرى تذهب في البسملة مذهبا جديدا وهو أنها مستقلة بنفسها وليست جزءا من أي سورة وان رجح- لديها- هنا قراءتها في مطلع كل سورة ..

و نشير بعد ذلك إلى أن الرسول (صلى الله عليه وعلى الله وسلم) كان يعرض ما نزل عليه من الآيات في كل شهر رمضان من كل عام هجري على الوحي الأمين، وان الوحي طلب منه في السنة العاشرة من الهجرة عرضها عليه مرتين وهي التي تسمى ب- العرضة الأخيرة- فعرف الرسول بأن هذا الأمر قرينة وإشارة إلى أن أجله قد حان وان اللّه سبحانه قد آثره لجواره واختار له دار كرامته‏ (35) .

وكان الرسول (صلى الله عليه وعلى الله وسلم) بدوره أيضا يستعيد قراءة- كتاب الوحي- وغيرهم من الحفاظ في كل فرصة ومناسبة سانحة من أجل التثبت من سلامة كتابتهم واستظهارهم ولتصحيح الأغلاط والسقطات التي قد تشوب بعض ما حفظوه في صدورهم أو ما كتبوه في أوراقهم ..

و قد فعل الرسول (صلى الله عليه وعلى الله وسلم) هذا وأكّد عليه حتى لا يضيع الإسلام بضياع دستوره وكتابه الخالد ولأن «القرآن أمانة في عنق الرسول (صلى الله عليه وعلى الله وسلم) عليه حتما أن يؤديه كاملا ويسلّمه مجموعا لئلا تناله أيدي العابثين» (36) وتتطاوله ألسنة المغرضين في كل زمان ..

والاستعاذة الأخيرة هذه تختلف عن الأولى- والمماثلة لها في الطريقة- تختلف عنها في الوقت فقط حيث كانت الأولى تتم حال الفراغ من كتابة الآية التي أنزلها الوحي الأمين على النبي (صلى الله عليه وعلى الله وسلم) أو بعد حفظها في الصدور مباشرة، إما الثانية- موضوعة البحث- فتتم في المناسبات والفرص والأوقات المؤاتية تقاربت أو تباعدت ..

أما بصدد وسائل التدوين التي كانت مستعملة في عصر النبوة والتي تم بواسطتها تحرير وتسجيل الآيات القرآنية المنزلة، فلنا تعقيب موجز حولها، وكان المؤمل أن اشير إليها في فصل سابق هو- طبيعة المجتمع العربي في عصر النبوة- إلا اني آثرت إرجاءها إلى هذا المكان لأتناولها مفصلا بعد أن أكون قد فرغت من الإشارة إليها وتعريفها عند البحث في السورة الثانية لكتابة القرآن وهي  (الصورة المكتوبة) ، ليتاح للقارئ أن يأخذ صورة عامة عنها قبل الولوج إلى سويدائها ..

فبصدد هذه الوسائل أقول أن الغالبية من الرواة والمؤرخين ذهبت إلى أن التدوين في عهد النبوة كان قد تم على الوسائل البدائية المشار إليها قبل قليل وهي الأكتاف والعظام ورقاق الحجارة والخشب والكرانيف ... الخ.

وطبيعي أن ما ذهب إليه هؤلاء ليس هو كل الحقيقة والواقع عن وسائل التدوين، بل أرى مع نفر قليل من المؤرخين والرواة أن التدوين في عصر النبوة تم بالإضافة إلى كل ذلك على الوسائل المتطورة كالقراطيس والأوراق البدائية والرقوق الناعمة المسواة بدليل هو أن الرسول (صلى الله عليه وعلى الله وسلم) حرصا منه على حفظ اعظم مظاهر النبوة ومعجزته الخالدة «كان يكتب كل ما ينزل عليه في رقاع منفردة ثم تنقل هذه الرقاع إلى صحف معدة لها كالسجل‏ (37) فتلحق فصولها ببعضها وفق ما كان يشير إليه النبي (صلى الله عليه وعلى الله وسلم) ويطلبه» (38) .

وقد تكتب الآيات المنزلة على الصحف مباشرة إلا في الحالات القليلة التي لم تتيسّر فيها الصحف فتكتب على الأكتاف والعظام ودليل ذلك هو «ان القرآن الذي هبط في مكة يكوّن ثلثي آيات المصحف قد سجل ودوّن كله، فلو أن هذا القدر من القرآن كان قد كتب على الوسائل البدائية كرقاق الحجارة والخشب ... ونحوه لاحتاج إلى 20 بعير لحمله، ولم نسمع من أخبار الهجرة أن قافلة من الأحجار قد هربت إلى‏ المدينة قبل النبي أو بعده وهي تحمل هذه الحمولات الكبيرة والغريبة» (39) .

كما وأن وجود القراطيس والصحف في عهد النبوة ليس مستبعدا بعد أن جاء ذكرها مرارا عديدة في القرآن الكريم في قوله تعالى : { وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ} [الأنعام : 7]  وقوله سبحانه : {قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا} [الأنعام : 91] وقوله تعالى : {فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ  (13)  مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ} [عبس : 13، 14]  وقوله عز من قائل : {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى  (18)  صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى} [الأعلى : 18، 19] ..

ان القراطيس والصحف المشار إليها في القرآن الكريم لا يمكن- في الحق- ان تدل أو تنصرف لتلك الوسائل الأولية والبدائية المعروفة، بل تطلق عادة على ما كان شائعا حينئذ من وسائل الكتابة وموادها التي تبسط وتطوى وتحمل ويكتب عليها بسهولة ويسر والتي قد يكون لها شبه كبير أو صغير بالورق المستعمل حاليا في الكتابة وان كان دونه- طبعا- في الإتقان والجودة (40) .

هذا من جهة ومن الجهة الأخرى فقد سبق ان نوّهنا في فصل سابق بانتشار التعليم بصورة محدودة بين صفوف الناس داخل المدن الحجازية، فلا يمكن والحالة هذه ان تقتصر كتابات هؤلاء ومراسلاتهم على الوسائل البدائية في الكتابة وإلى جوارهم وبقربهم الدول والجاليات‏

التي عرفت واستعملت القراطيس والأوراق وسجلت عليها بعض مقاطع وأجزاء من التوراة والإنجيل اضافة إلى فصول قليلة من التواريخ والأخبار والقوانين والمعلقات ..

فطبيعي كان العرب سبّاقين في اقتباس هذه القراطيس والأوراق من أجل أن يدوّنوا عليها كتاباتهم ومعاملاتهم التجارية ليسهل عليهم حفظها وحملها معهم في رحلاتهم الصيفية والشتوية إلى ديار الشام وأرض اليمن السعيدة لأجل التكسب والارتزاق والتجارة ..

كما ولا يمكن هنا أن نتصور أو نعتقد بأن احراق عثمان بن عفان للآيات القرآنية بعد جمعه القرآن- الجمع الثالث- وإحراق مروان بن الحكم بعد ذلك للآيات التي استنسخت في خلال الجمع الثاني في عهد أبي بكر الصديق والتي كانت محفوظة لدى أم المؤمنين حفصة بنت عمر بعد ارتحالها إلى جوار ربها. كما سيرد بيانه بعد قليل- لا يمكن أن نتصور ان كل هذا الإحراق كان على الأحجار واللخاف والأكتاف والعظام وهذه كلها لا يمكن أن ينالها لهيب النار بطبيعتها، وإنما جاء الحرق على القراطيس والصحف والرقاع التي دوّنت عليها الآيات القرآنية في حياة الرسول (صلى الله عليه وعلى الله وسلم) وبعده ..

كما ولا يمكن أن نعقل قيام أبو بكر الصديق بشد الصحاف ببعضها بخيط واحد بعد ثقبها أو بدونه- كما تقدم- لا يمكن أن نعقل هذا إلا أن الأمر والفعل كان قد تم على القراطيس والصحف والرقوق الناعمة المسواة والتي لا يمكن جمعها إلى بعض وشدها بخيط بعد ثقبها أو بدونه ..

هذا وأضيف إلى كل هذا أنه لا يمكن أن نتصور ان تكون الصحيفة التي وضعها القرشيون في أصل الكعبة عند منطلق الوحي وبدء الرسالة الإسلامية بصورتها العلنية والتي امتد مكوثها داخل الكعبة لما يقرب من ثلاث سنوات والتي سوّدوها بالقرارات الجائرة والأحكام‏ الظالمة المتعلقة بمقاطعة أهل البيت وحصرهم في شعب أبي طالب وعدم السماح لأحد من الناس بالاتصال بهم أو اعانتهم أو تزويجهم أو أخذ شي‏ء منهم أو إعطائهم أي شي‏ء، لا يمكن أن نتصور ان هذه الصحيفة قد كتبت على الرقاع أو العظام أو الأكتاف، بل أنها سطّرت في الحقيقة- كما يفيد اسمها أيضا- على صحيفة منتظمة الأطراف أو على قرطاس أو جلد غزال ناصع ومنتظم والذي مزّقته الأرضة بعد ذلك كل ممزّق ولم تترك منه سالما إلا ما ورد فيه من أسماء اللّه تعالى أو صفات له، مما حد بقريش عقب ذلك إلى رفعها وشقها وابطال احكامها وهم يجرون أذيال الخيبة والفشل الذريع غير مأسوف عليهم ..

وأخيرا وليس آخرا نشير هنا إلى ما ورد ذكره قبل قليل من قول ينسب إلى كتاب الوحي زيد بن ثابت ومفاده هو أنه مع السلف الصالح كانوا يجمعون آيات القرآن الكريم بحضور الرسول (صلى الله عليه وعلى الله وسلم) من قصاصات من الورق، ولفظ الورق هذا وان لم يشبه الورق الذي نستعمله الآن إلا أنه لا يقل عنه إلا في الجودة والإتقان والتطور (41) ...

وبعد هذا نلتمس من القارئ الكريم أن يستعد ويتهيأ لنقله إلى الفصل التالي لذى كيف أمكن جمع القرآن في مصحف واحد، وان هذا المصحف لم ينقص منه حرفا واحدا ولم يزد فيه حرفا، وما علة ذلك إلا لأن اللّه تعالى آثر حفظ كتابه الكريم من الزيادة والنقصان، ولأن المسلمين عامة والعرب خاصة عند ما تمسكوا بالعقيدة بقوة وجعلوها أساس حياتهم ومدار تفكيرهم فأن هذا قد منعهم من نسيان آية أو إقحام ما ليس من القرآن فيه وان كان هذا حرفا واحدا ونقطة واحدة ..

ومن استعد من القراء الكرام للرحلة فليشرع في قراءة والفصل القادم حيث سيجد مصداق كل ما أشرنا إليه آنفا بشكل ساطع وجلي سطوع الشمس وجلاء القمر لذي عينين ..

________________________

(1) يروى بهذا الصدد أن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)  قد أذن في السنوات الأخيرة من حياته في كتابة الحديث وذلك بعد أن نزل أكثر القرآن وحفظه الكثير واشربوا حبه وذاقوا حلاوته وبلاغته وبعد أن سمعوا كلام الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)  وعرفوا مرتبته من القرآن ..

وهناك من قال بأن هذا الإذن كان خاصا ومن قال بأنه كان عاما ..

واستنادا إلى كل هذا فقد كتب الأصحاب ودوّن الحديث في عهد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)  ومنهم من كانت له مجموعة خاصة اشتهر بها، فقد كان للإمام علي (عليه السلام) صحيفة وكان لأنس بن مالك صحيفة، فضلا عن صحائف حبر الأمة عبد اللّه بن عباس وعبد اللّه بن مسعود وجابر بن عبد اللّه الأنصاري، ولم تكن هذه الصحائف تأليفا جامعا بل كان تدوينا لأبواب متفرقة غير مجمعة، علما بأن التجميع والتدوين الرسمي للأحاديث النبوية كان في مطلع القرن الثاني الهجري وفي عهد الخليفة الزاهد عمر بن عبد العزيز كما مرّ الاشارة إليه من قبل ..

(2)  صحيح مسلم، فضائل القرآن- اسماعيل بن كثير القرشي.

(3) ان عدم اختلاط السنة بالقرآن هذا لا يعني البتة عدم حفظ السنة، بل إن السنة النبوية حفظت في الصدور في صدر الإسلام كآيات القرآن ..

(4) المصحف الشريف- الدكتور محمد عبد العزيز مرزوق.

(5) التعبير الفني في القرآن- الدكتور بكري شيخ أمين.

(6) الاعتذار (محمد والقرآن)  جان ديون بورت، ترجمة عباس الخليلي.

(7) القرآن في الإسلام- السيد محمد حسين الطباطبائي.

(8) التعريف بالقرآن والحديث- محمد الزفزاف.

(9) روح الدين الإسلامي- عفيف عبد الفتاح طبارة.

(10) المصحف الشريف- الدكتور محمد عبد العزيز مرزوق.

(11) القرآن في الإسلام- السيد محمد حسين الطباطبائي.

(12) آلاء الرحمن في تفسير القرآن- الشيخ محمد جواد البلاغي.

(13) التعريف بالقرآن والحديث- محمد الزفزاف.

(14) التعريف بالقرآن والحديث- محمد الزفزاف.

(15) التعبير الفني في القرآن- الدكتور بكري شيخ أمين.

(16) الإتقان في علوم القرآن- جلال الدين السيوطي، تاريخ القرآن- أبي عبد اللّه الزنجاني.

(17) كان« لزاما ان يتطابق القرآن عن هذين المصدرين والصورتين حيث كان كل

(18) نشير إلى أن زيادة أو نقصان أي حرف كان أمرا مهتما به ولو مثل حرف« واو» مع أن ذلك قد لا يغيّر المعنى كثيرا .. خلاف فيه يذكر يرجع فيه إلى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) كي يزيله» علوم القرآن- أحمد عادل كمال.

(19) نظرات في القرآن- محمد الغزالي.

(20) يروى ان امرأة أدت إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)  فقالت : انها قد وهبت نفسها للّه ولرسوله فقال (صلى الله عليه وآله وسلم)  ما لي في النساء من حاجة، فقال رجل زوجنيها، قال (صلى الله عليه وآله وسلم)  :

اعطها ثوبا، قال : لا أجد، قال : اعطها ولو خاتما من حديد، فاعتل له فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : ما معك من القرآن، قال : كذا وكذا، قال (صلى الله عليه وآله وسلم)  : زوجتكها بما معك من القرآن ..

ولقد ذهب البعض إلى كراهية أخذ الأجرة على تعليم القرآن فيقول العلامة الحلي في الحدائق : « الأقرب إباحته على كراهية، الأصل الإباحة لأن فيه منفعة تعليم القرآن وتعميم اشاعة معجزة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)  ولأنه يجوز جعله مهرا فيجوز اخذ الأجرة عليه اذ لو حرمت الأجرة لحرم جعله مهرا» وقال الشيخ الطوسي في النهاية :« نكره أخذ الأجرة على تعليم شي‏ء من القرآن وكذلك على نسخ المصاحف وليس بمحظور وانما يكره إذا كان هناك شرط فان لم يكن شرط لم يكن به بأس» ..

(21) هو عبد اللّه بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ولد في مكة المكرمة قبل الهجرة بثلاث سنين وفي خلال حصار بني هاشم في شعبهم، وكان له منزلة مميزة بين الصحابة بعلمه وفهمه على صغر سنه، حيث دعا له الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)  : بقوله« اللهم فقّهه في الدين وعلّمه التأويل» ..

وينقل عن لسان- ابن عباس- قوله :« ما أخذت من تفسير القرآن فعن علي بن أبي طالب» وقد قيل له مرة :« اين علمك من علم ابن عمك-؟» فأجاب :

« نقطة من بحر» ..

وقد روي عنه ما لا يحصى كثرة فلا تكاد تخلو آية من آيات القرآن إلا وله فيها قوله أو أقوال، كما وكثر الرواة عنه كثرة جاوز الحد والمعقول ..

توفي - رحمه اللّه- في مدينة الطائف عام 68 من الهجرة عن عمر 71 سنة وقبره هناك يزار، وحين سوى عليه التراب قام ابن الحنفية وقال قولته المشهورة :

« مات واللّه هذا اليوم حبر هذه الأمة» ..

لابن عباس عدة اخوة هم قتم الذي توفي ودفن في سمرقند بالصين والفضل الذي توفي ودفن باليمن وعبيد اللّه ومن الأمثال أو الطرائف التي تروى عند ذكر عبد اللّه وعبيد اللّه ابنا العباس هو أن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)  كان قد أشعر عمه العباس بالويلات والمصائب التي سيذوقها ابناؤه من أبنائه بقوله : « ويل لابنائي من أبنائك» فأجاب العباس :« وهل اترك الزواج» فقال النبي :« أبعد عبد اللّه وعبيد اللّه» ..

(22)  تاريخ القرآن- محمد طاهر الكردي.

(23) إن الفرق بين الجمع والتدوين هو ان الأول عبارة عن تأليف مصحف وترتيبه بينما الثاني فلا يخرج عن التسجيل دون السير أو الالتزام بنظام ثابت ..

(24) الإتقان في علوم القرآن- جلال الدين السيوطي.

(25) مجلة الإيمان النجفية- مقال السيد جمال الهاشمي حول جمع القرآن.

(26) روح الدين الإسلامي- عفيف عبد الفتاح طبارة.

(27) نشير إلى أن هناك من يذهب إلى أن ترتيب السور كان باجتهاد من الصحابة وان غيرهم يذهب إلى أن ترتيب بعض السور توقيفي وبعضه باجتهاد من الصحابة كما سيلي تفصيله في فصل الجمع الثالث للقرآن.

(28) نظرات في القرآن- محمد الغزالي.

(29) تفسير المنار- محمد رشيد رضا، تفسير الرازي- فخر الدين الرازي.

(30) محاضرات في تفسير القرآن- السيد اسماعيل الصدر.

(31) الإتقان في علوم القرآن- جلال الدين السيوطي.

(32) من الطريف أن نذكر هنا ان الصبيان في مكاتب جمهورية مصر العربية يتنادرون فيما بينهم بأن النمل من عادته سرقة ما يجده، ومن أجل ذلك فقد تولى سرقة بسملة براءة ووضعها في قلب سورته- سورة النمل- عند ذكر حوادث النبي سليمان وزوجته الملكة بلقيس ..

(33) منهج البيان في تفسير القرآن- السيد ابن الحسن الرضوي.

(34) البيان في آداب حملة القرآن- يحيى شرف الدين.

(35) صحيح البخاري- محمد بن إسماعيل البخاري.

(36) الإمام الصادق- عبد اللّه السبيتي.

(37) وفي هذا المعنى قال الشاعر في الشطر الأول من بيته :

كل علم ليس في القرطاس ضاع‏           كل سر جاوز الاثنين شاع‏

(38) القرآن المجيد- محمد عزة دروزة.

(39) القرآن- محمد صبيح.

(40) القرآن المجيد- محمد عزة دروزة.

(41) إن الورق الذي نستعمله الآن كان قد اكتشفه الصينيون، ولكنه لم يدخل الغرب ولم تعرفه اوربا إلّا عن طريق المسلمين، وذلك أن زياد بن صالح حاكم سمرقند من قبل العباسيين (عام 751 م) لاحظ ان القبائل التركستانية على الحدود الشرقية للدولة الإسلامية كانت تهاجم هذه الحدود بدعم من الصين وتأييد منها.

وبصدد تأديب هذه القبائل بعث حملة قوية عليها بقيادة خالد بن إبراهيم حيث دخلت بلادها ومزّقت جموعها واخذ أعدادا كبيرة منها كأسرى حرب كان منهم كثير من الصينيين وجاء بهم إلى حواضر البلاد الإسلامية وهؤلاء هم الذين بدءوا يصنعون الورق الصيني وادخلوا الورق وصناعته في الوطن الإسلامي ..

وقد ازدهرت وانتعشت هذه الصناعة بشكل خاص في خراسان في عهد الفضل ابن يحيى البرمكي عامل الرشيد على خراسان، وقد عنى الرشيد نفسه بصناعة الورق وطلب تدوين المصاحف على هذا الورق بدلا من الورق والقراطيس والصحف لنصاعته وجودته على تلك« دور العرب في تكوين الفكر الاروبي- الدكتور عبد الرحمن بدوي» ..

هذا وقد انتشرت صناعة الورق انتشارا كبيرا في طول العالم الإسلامي منذ القرن الثاني للهجرة (الثاني للميلاد)  وعن طريق المسلمين العرب في الاندلس هذا الورق إلى أوربا، وكان قد دخلها قبل ذلك وبعده عن هذا الطريق وعن طريق جزيرة صقلية والحروب الصليبية مختلف الصناعات والعلوم والفنون والآداب التي كانت عند المسلمين العرب، فاوربا إذن مدينة للمسلمين في حضارتها الراهنة ومدنيتها المعاصرة التي تعيشها بقدر ما مدين به المسلمون للإسلام ورسوله الكريم الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم)  ..




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .



ستوفر فحوصات تشخيصية لم تكن متوفرة سابقا... تعرف على مميزات أجهزة المختبر في مستشفى الثقلين لعلاج الاورام في البصرة
بالصور: تزامنا مع ذكرى ولادة الإمام الرضا (ع).. لوحات مطرزة تزين الصحن الحسيني الشريف
بالفيديو: الاكبر في العراق.. العتبة الحسينية تنجز المرحلة الأولى من مدينة الثقلين لإسكان الفقراء في البصرة
ضمنها مقام التل الزينبي والمضيف.. العتبة الحسينية تعلن عن افتتاحها ثلاثة أجزاء من مشروع صحن العقيلة زينب (ع) خلال الفترة المقبلة