الفرق بين التخوم والحدود الدولية

بعد أن تعرضنا في النقطة الأولى إلى معنى التخوم , ينبغي علينا الآن أن نوضح الفرق بينها وبين الحدود من خلال النقاط الآتية:

1- إن منطقة التخوم غير واضحة المعالم وغير محددة وتدخل ضمن حدود الدولة , أما الحدود فهي عبارة عن  خطوط اتفاقية واضحة ومحددة فاصلة بين الدول المتجاورة.

2- إن التخوم على اعتبارها أقاليم طبيعية تمتاز بالثبات , فهي لا تقبل الانتقال من مكان إلى آخر على العكس من خط الحدود الذي ينتقل بسهولة إذا ما أرادت الدول المتجاورة ذلك⁽¹⁾.

3- التخوم غالبا" ما تكون ظاهرة طبيعية لا دخل لإرادة الإنسان فيها , أما الحدود الدولية فهي ظاهرة طبيعية واصطناعية (بشرية) أي ظاهرة سياسية وقانونية حيث يكون هناك اتفاق على اختيــــــارها وتحديدها وتخطيطها بين الدول المتجاورة وغالبا ً ما يتم رسم هذه الحدود منسجما ً مع الظـواهر الطبيعية ومنها الأنهار والجبال⁽²⁾.

4- كانت في الماضي التخوم تعتبر مناطق دفاعية لحماية الدولة كما سبقت الإشارة إلى ذلك بينما خط الحدود لا يمنح الدولة المعنية الحماية الكافية , ولكن مع تقدم التكنولوجيا الحربية وتطور فنون الحرب أصبحت التخوم لا تؤمن الدفاع ولم تعد تحتفظ بوظيفتها كمناطق حاجزة كما هو الحال عليه في السابق⁽³⁾.

ولكن على الرغم من الفرق الذي تم بيانه بين التخوم والحدود , هناك بعض الدراسات لا تميز بينهما , على سبيل المثال الدراسة التي أجرتها (أيلين سامبل) التي ساوت بين التخوم والحدود وأكدت قولها بأن أفضل الحدود في الواقع هي الأراضي غير المأهولة أو التي لا يتواجد فيها السكان , هذا وتدعم سامبل رأيها حول الموضوع بالقول انه حتى في حالات التحديد الواضح للحدود فإنها لا تتطــــابق , والدليل على ذلك إن كل دولة لها إجراءات كمركية وجوازات في جانب من جانبي الحدود تتفاوت المساحة بينها باختلاف الظروف المحلية للدولة , تاركة على أية حال نطاقا ً وليس حدا⁽⁴⁾.

ونحن لا نتفق مع الرأي السابق القائل بعدم التفرقة بين التخوم والحدود , وذلك للسببين الآتيين :الأول : ما تم عرضه من نقاط تمييز جوهرية بين الحدود الدولية والتخوم, أما السبب الثاني :- أن التخوم أصبحت ظاهرة تاريخية لا وجود لها, وحيث أن اليابس أصبح جميعه تابعا ً لدول العالم المختلفة, وقد أصبحت الحدود تتمتع بأهمية كبيــــــرة حيـث إن منازعاتها توصف على إنها أخطر المنازعات الدولية.

____________

(1) د. صالح محمد محمود بدر الدين , مصدر سابق ,ص41ومابعدها.

(2) د. عبد الناصر أبو زيد, مصدر سابق , ص13.

(3) د. صالح محمد محمود بدر الدين , مصدر سابق,ص42.

(4) د. عبد الناصر أبو زيد , مصدر سابق,ص13ومابعدها.