أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-02-23
787
التاريخ: 2023-02-26
849
التاريخ: 2023-03-04
1162
التاريخ: 24-12-2021
2265
|
علاقة الجغرافية السياسية بالعلوم الأخرى
تركز الجغرافية السياسية على النشاط السياسي للإنسان في إطار بيئته الطبيعية وتفاعله معها، ولذلك فهي تعتمد في الكثير من المعلومات على غيرها من العلوم ذات الصلة بالبيئة بالإضافة إلى الجغرافية وهي العلم الذي تنتمي إليه.
ورغم انفصال الجغرافية السياسية كفرع مستقل من فروع الجغرافية له شخصيته التي تميزه إلا أنها على صلة بالجغرافية بصفة عامة وبالجغرافية الاقتصادية والتاريخية والإقليمية بصفة خاصة.
فالجغرافية السياسية ترتبط ارتباطا وثيقا بالجغرافية الاقتصادية، بل إنها طوال مراحل تطورها الأولى نمت من خلال الجغرافية الاقتصادية، لأن دراسة الظروف الاقتصادية للدولة داخل حدودها السياسية تعد من المقومات الأساسية لقيامها، كما أنها تلعب دورا كبيرا في رسم حدودها السياسية وتحديد علاقتها بالدول الأخرى.
والجغرافية التاريخية تهتم بدراسة الظروف وأنماط العلاقات السياسية التي كانت سائدة في الماضي، وهذا ما تحتاج إليه الجغرافية السياسية لربط الماضي بالحاضر، إذ لا يمكن دراسة العلاقات الداخلية والخارجية للدولة دون الرجوع إلى الماضي، ومن هتا جاءت أهمية الجغرافية التاريخية بالنسبة للجغرافية السياسية، لأن الدول تعد ظاهرات سياسية من صنع الإنسان، ولذلك فهي عرضة للتغير، وهذا التغير موضوع الجغرافية التاريخية، ولا يمكن للجغرافي ان يتجاهل هذا التغير، بل إن فهم الخريطة السياسية غير ممكن دون فهم الجغرافية التاريخية، لأن عنصر الزمن أساسي بالنسبة للجغرافية بصفة عامة، كما يعد أساسيا في علاقات الشعوب ببعضها البعض، وبالبيئات التي تعيش فيها، وبالتالي فإن له أثره على الدولة، وعلى علاقاتها الخارجية، لأن الدولة تتغير بتغير سكانها وتغير علاقاتها ببيناتها، وتغير حدودها السياسية، وتغير خط استغلالها لمواردها الاقتصادية ونظمها السياسية، ولذلك تصبح الجغرافية التاريخية ذات أهمية بالنسبة للجغرافية السياسية.
أما الجغرافية الإقليمية فتدرس الإقليم الجغرافي من جوانبه الطبيعية والبشرية، كما تقوم الجغرافية السياسية بدراسة هذه الجوانب في الدولة داخل حدودها السياسية، ولذلك فإنها تقدم للجغرافية السياسية بعض المعلومات التي تحتاج إليها في كثير من الأحيان.
والتاريخ من العلوم ذات العلاقة بالجغرافية السياسية، وكثيرون من علماء الجغرافية السياسية ينتمون اصلا إلى التاريخ، أو على صلة وثيقة به، فالتاريخ يهتم بدراسة الأحداث والعلاقات بين الدول في سياق تتابعها في الماضي، بينما يتركز اهتمام الجغرافية السياسية على دراسة الخصائص السياسية للبيئة في الوقت الحاضر، ودراسة هذه الخصائص يصعب فهمها دون معرفة الماضي، وفي ضوء معرفة الماضي وفهم الحاضر يمكن وضع تصور للمستقبل في هذا الإطار، ولذلك يصبح ما يقدمه التاريخ للجغرافية السياسية مهما جدا.
ويرى راتزل أن الجغرافية السياسية في التفسير الجغرافي للتاريخ، ولا يمكن تصور دراسة لحرب من الحروب أو دولة من الدول دون دراسة الظروف البيئية ومدى تأثيرها في سير الأحداث، وكما ذكر حون سميث Smith, فان الجغرافية بدون التاريخ تعد جثة لا حراك فيها، كما أن التاريخ يضل بغير الجغرافية ويصبح كانه عابر سبيل لا يعرف لنفسه مستقرا.
كما ترتبط الجغرافية السياسية بالديموغرافيا Demography باعتبارها دراسة علمية لعوامل السكان وحركتهم واصولهم العرقية، ولذلك فهي تمثل مصدرا من المصادر التي تستقى منها الجغرافية السياسية الكثير من الحقائق والمعلومات. ا وللجغرافية السياسية علاقة ببعض العلوم الأخرى وإن كانت هامشية مثل الأنثروبوجرافي Anthropography، وبعلم الاقتصاد في صورة الجغرافية الاقتصادية، وبعلم الجيولوجيا في صورة الجيمورفولوجيا. ومن كل ما سبق نرى مدى ارتباط الجغرافية السياسية بكثير من العلوم ذات الصلة إما بالبيئة أو بالإنسان، وكلاهما من الأساسيات التي تعتمد عليها الجغرافية السياسية, كما أن ذلك يعني أن الجغرافية السياسية تتطلب استيعاب نتائج العلوم المتعددة ذات العلاقة التي أشرنا إليها، وفي نفس الوقت تتطلب المهارة والقدرة على الربط بين تلك النتائج والاعتماد عليها في مواجهة الموضوعات التي تدرسها.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|