المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17581 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



مجالات النسخ في الرسالة الاسلامية  
  
2736   01:26 صباحاً   التاريخ: 27-04-2015
المؤلف : السيد هاشم الموسوي
الكتاب أو المصدر : القران في مدرسة اهل البيت
الجزء والصفحة : ص 161-164.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / الناسخ والمنسوخ /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-10-2014 1606
التاريخ: 20-11-2020 3055
التاريخ: 12-10-2014 2732
التاريخ: 18-11-2014 4715

سبق الحديث عن مجالات النسخ بين الرسالات الالهية ، ونعود هنا فنتحدث عن النسخ في الشريعة الاسلامية ذاتها- كما نثبت أيضا أن النسخ في الشريعة الاسلامية لا يشمل إلّا جانب الأحكام أيضا ، كما مرّ سابقا ، فلا نسخ في العقيدة ، وقيم الاخلاق ، أو ما أخبر اللّه سبحانه وتعالى به من وقائع ، أو ما بيّنه من علوم ومعارف ، ولقد اختلف علماء الاسلام في ما يمكن أن ينسخ من القرآن- أي ما ينسخ من آيات القرآن وما لا ينسخ.

ولإيضاح هذه المسألة المتنازع عليها بين المسلمين نلخصها بالآتي :

1- ان الآية الكريمة هي عبارة عن نص لفظي يحمل حكما شرعيا أو مفهوما عقيديا أو معرفة حقّة ، وهي قرآن يتلى.

2- أجمع المسلمون على وقوع نسخ حكم الآية مع بقاء التلاوة- أي أن الآية باقية ، وهي جزء من القرآن يتلوها المسلمون ، غير أن حكمها معطّل تعطيلا نهائيا؛ لاستبداله بغيره من الأحكام ، كآية النجوى : وهي قوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً } [المجادلة : 12]....

3- نسخ التلاوة وبقاء الحكم : اختلف المسلمون في وقوع النسخ بهذا المعنى ، فذهب الشيعة الامامية الى عدم وقوع هذا الصنف من النسخ وإنّ ما اعتمد عليه في هذا المجال؛ إن هو إلّا أخبار آحاد ، لا صحّة فيها ، إضافة الى أنّ النسخ لا يثبت بأخبار الآحاد بإجماع المسلمين ، فليس هناك آية نسخت تلاوتها وبقي حكمها. أي ليست هناك آية كانت جزءا يتلى من القرآن ، ثم رفعها اللّه سبحانه ، وهي غير موجودة الآن بتلاوتها ، مع بقاء حكمها. وذهب أتباع المذاهب الستة الى جواز ذلك.

وقد مرّ علينا في تعريف النسخ المتبنّى في هذه المدرسة ، كما في تعريف الفيومي الذي جاء فيه «... ويكون في اللفظ والحكم أو في إحداهما».

وقد أشار الراغب الاصفهاني الى هذه النظرية عند تفسيره قوله‏ تعالى : { مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا } [البقرة : 106] قيل : معناه ما نزيل العمل بها ، أو نحذفها عن قلوب العباد ...) وقد استدل القائلون بهذه النظرية بآية الرجم.

ذكر السيوطي أن ابن أشتة : (أخرج في المصاحف عن الليث بن سعد : أول من جمع القرآن أبو بكر ، وكتبه زيد ... وأن عمر أتي بآية الرجم فلم يكتبها ، لأنه كان وحده) (1).

وآية الرجم التي ادعى عمر أنها من القرآن ، ولم يقبل منه. رويت بوجوه : منها : (إذا زنى الشيخ والشيخة فارجموهما البتة نكالا من اللّه واللّه عزيز حكيم) (2).

4- نسخ التلاوة والحكم : ولقد اختلف في وقوع هذا الصنف من الأحكام فذهب الشيعة الامامية الى عدم وقوعه في القرآن ، وليس هناك من دليل عليه ، وذهب بعض علماء المدرسة السنيّة الى وقوع ذلك في القرآن ، واستدلوا بروايات آحاد على ذلك ، منها أن عروة بن الزبير روى عن عائشة أنها قالت : (و كانت سورة الأحزاب تقرأ في زمن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم مائتي آية ، فلما كتب عثمان المصاحف ، لم نجد منها إلّا ما هو الآن) (3).

وقال السيوطي : (النسخ في القرآن ثلاثة أضرب : أحدها ما نسخ‏ تلاوته وحكمه معا. قالت عائشة : كان فيما أنزل : عشر رضعات معلومات ، فنسخن بخمس معلومات ، فتوفي رسول اللّه ، وهن مما يقرأن - رواه الشيخان ...) (4).

__________________
(1) الاتقان : 1/ 167- 168 ، المكتبة العصريّة - بيروت ط سنة 1408 هـ .

(2) أبو القاسم الخوئي ، البيان في تفسير القرآن : ص 220- 221.

(3) المصدر السابق .

(4) الإتقان : 1/ 62 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .