المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



الصراع بين الحق والباطل  
  
2528   12:54 صباحاً   التاريخ: 16-10-2020
المؤلف : الشيخ ياسين عيسى
الكتاب أو المصدر : مع الشباب سؤال وجواب
الجزء والصفحة : ص100-102
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

ـ لماذا كانت الغلبة للمشركين في أحد وفي المسلمين رسول الله (صلّى الله عليه وآله)؟

ـ الجواب:

ان الغلبة او الانهزام من الامور التي اجراها الله سبحانه بأسبابها، فاذا ما توفرت شرائطهما تحقق المشروط سواء كان الغالب هو جند الشرك او جند الإسلام هذا في المقاييس العادية والمادية، واذا ما كان الصراع بين الحق والباطل فان المعادلة لها منطقها الخاص، فان الحق منتصر لا محالة اذا ما توفرت ظروفه وشروطه، الا ما شاء الله تعالى، وهو المنتصر في آخر المطاف، وهو المؤيد بالطاف الله الخفية.

كما في قوله تعالى: {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} [الإسراء: 81].

وعندما تقبل معادلة انتصار الدم على السيف وانتصار الدمعة على جبروت الطواغيت، لان الله سبحانه كتب على نفسه الرحمة بعباده المسلمين حقا ووعدهم بالنصر ما داموا قد نصروا الله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد: 7].

فان نصروا الله تعالى واخلصوا له واطاعوا التكليف امدّهم الله بملائكته المردفين ومن حيث لا يعلمون، حتى لو لم تكتمل شرائطهم المادية وكانوا في قلة، بل سيكتب الله تعالى لهم النصر ولو بعد حين وهو على كل شيء قدير.

ان اي انتصار للمسلمين يكشف عن تأييد الله سبحانه، واي غلبة للمشركين لا تستلزم رضا الله عنهم كيف وهم اعداؤه واعداء عباده الصالحين؟!.

اما ما جرى في معركة احد من غلبة لسلطة المشركين وما حصل للمسلمين وفيهم رسول الرحمة (صلّى الله عليه وآله) انما كان له سببه، ويتحمل المسلمون مسؤوليته عندما خالفوا تكليفهم الشرعي الذي هو سبب رضا الله وسبب تأييده، وكيف ينصر الله سبحانه قوما يخالفون أوامر نبيهم (عليه السلام)؟!.

ان الله سبحانه يحب رسوله ويريد نصر دينه وهو القائل جلَّ وعلا: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [التوبة: 33].

ومع ذلك أجرى الامور بأسبابها وجعل لألطافه الخفيّة اسبابها. وعندما خالف الرماة تكليفهم الشرعي، الموجب عليهم عدم ترك مواقعهم حتى لو انهزم المشركون إلى مكة، كانت الهزيمة.

وينقل اهل السيرة ان الرماة عندما نظروا إلى اصحاب رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ينتهبون سواد القوم، قالوا لعبد الله بن جبير (قائد الرماة) : قد غنم اصحابنا ونبقى نحن بلا غنيمة؟ فقال لهم عبدالله : اتقوا الله فإن رسول الله قد تقدّم الينا ان لا نبرح، فلم يقبلوا منه.

وكانت الهزيمة عندما انحطّ خالد بن الوليد على عبدالله بن جبير وعلى من بقي معه وهم نفر قليل، فقتلهم على باب الشعب ثم اتى المسلمين من ادبارهم...

وقد أدت هزيمة المسلمين إلى تقديم سبعين (70) شهيدا على رأسهم اسد الله واسد رسوله حمزة.

ان الذي جرى عبرة ودرسا ينبغي على المسلمين تعلمه، ليعرفوا قيمة الالتزام بالحكم الشرعي وقيمة التقيّد بالتكليف الإلهي حتى لو كان رسول الله (صلّى الله عليه و آله) بين ظهرانيهم(1).

________________

1ـ راجع الميزان في تفسير القرآن ج4 ص10-15.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.