المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17980 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



التفسير في مفهوم الشهيد الصدر  
  
4472   06:21 مساءاً   التاريخ: 24-04-2015
المؤلف : السيد محمد باقر الصدر ، اعداد : الشيخ محمد مهدي شمس الدين
الكتاب أو المصدر : السنن التاريخية في القران
الجزء والصفحة : ص 13-18.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / التفسير والمفسرون / التفسير / مفهوم التفسير /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-01 369
التاريخ: 24-04-2015 1992
التاريخ: 27-09-2015 2607
التاريخ: 2023-07-22 1486

يميز السيد محمد باقر الصدر بين منهجين في التفسير: التفسير التجزيئي والتفسير التوحيدي الموضوعي، هذان المنهجان على رغم تباينهما، متكاملان.

أ- التفسير التجزيئي : يقصد السيد محمد باقر الصدر بهذه التسمية تناول جزء من القرآن : يأخذ الآية منفصلة ويعمد إلى تفسيرها. قد يحتاج المفسر هنا اللجوء إلى آيات اخرى وقد يقود ذلك إلى استخلاص دلالات للقرآن، الا انها تبقى بنظرة تجزيئية: معارف ومدلولات، تناثر وتراكم عددي، من دون اي ارتباط يقودنا إلى تحديد نظرية قرآنية لكل مجال من مجالات الحياة (1).

شيوعه: شاع هذا التفسير وسيطر على الساحة قرونا عديدة. ابرز العوامل التي ساهمت في شيوعه النزعة الروائية والحديثية للتفسير. فالتفسير في‏ البداية كان شعبة من الحديث: ما ثورا كان او ما عرف بأسباب النزول. كان الحديث الاساس الوحيد تقريبا، يضاف اليه بعض المعلومات اللغوية والادبية والتاريخية (2).

قيمة التفسير التجزيئي واثره: على رغم شيوع هذا المنهج في التفسير، فان اثره، برأي السيد الصدر، كان سلبيا، من نتيجته التناقض والتباين اللذين كانا سببا في بروز غير مذهب في الاسلام. اتاح المنهج التجزيئي لكل مفسر تبرير مذهبه واتجاهه من خلال اسناد رأيه إلى القرآن، مع ما يتبع ذلك من جمع للأنصار والاشباع حول المفسر(3) ولعل المسائل الكلامية من جبر واختيار وما عداها هي خير مثال على صحة ما نقول.

ب- التفسير التوحيدي الموضوعي : يحرص السيد الصدر على اظهار ما يرمي اليه من مصطلح الموضوعية لئلا يلتبس بين الدلالة التي يعطيه اياها وبين الدلالة الشائعة. فيوضح انه لا يقصد الموضوعية بدلالتها مقابل الذاتية، وانما الموضوعي نسبة إلى الموضوع. فالتفسير الموضوعي هو محاولة القيام بدراسة المواضيع القرآنية عقائدية كانت، اجتماعية او كونية وما إلى ذلك. كأن تتناول مثلا عقيدة التوحيد في القرآن، فتكون موضوعا يتجه التفسير إلى استنباطه من مدلولات الآيات ومعانيها. كذلك النبوة، الاقتصاد، ...، .. (4).

غاية التفسير الموضوعي وقيمته: بخلاف التفسير التجزيئي يرمي التفسير الموضوعي إلى تحديد موقف نظري للقرآن، وبالتالي للرسالة الاسلامية من خلال تناوله لواحد من مواضيع الحياة والكون.

نقطة الانطلاق في هذا الاتجاه هي الواقع والحياة : يبدأ المفسر من الواقع وينتهي إلى القرآن بخلاف التفسير التجزيئي الذي يبدأ بالقرآن وينتهي‏ بالقرآن، مقفل، منعزل عن واقع الحياة (5).

التفسير الموضوعي تفسير جدلي يمنح القرآن قدرة على القيمومة، على العطاء الدائم والابداع في مواكبة الحياة، في حين تقصر اللغة عن الاتجاه بخط مواز، طاقة اللغة محدودة بخلاف كلمات اللّه :

{قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي} [الكهف: 109].

المصطلحات التي نقف عليها في الكلام على هذا الاتجاه في التفسير:

الحوار، الاستنطاق، الجدلية، مواكبة الحياة. هذه المصطلحات ترد في صلب أية نظرية معاصرة ، وهذا ما يضع النظرية القرآنية في مكانها الطبيعي في مجابهة التيارات والافكار السائدة ، خصوصا عند ما ينطلق من الواقع والحياة، إلى تزوده بخبرات التجربة البشرية.

موضوعية التفسير تكسب أفقا اوسع وعطاء ارحب واكثر من خلال انطلاقة من التجربة البشرية ، يزداد غنى بما تقدمه تلك التجربة من مواد. من هنا فانه السبيل الوحيد للحصول على النظريات الاساسية للإسلام تجاه مواضيع الحياة المختلفة.

شروط التفسير في كل من المنهجين : من المتعارف عليه في اوساط المفسرين ان شروط التفسير، لدى توافرها، تعطي المفسر الحق في تفسيره، او لا يجوز ان يدعي المعرفة اي انسان. المفسر يجب ان تتوفر فيه شروط عددها التفتازاني في خمسة عشر علما لا يكون مفسرا الا من توفرت فيه‏ (6) اللغة، النحو، التعريف، الاشتقاق، المعاني، البديع، القراءات، اصول الدين، الفقه، اسباب النزول، القصص، الناسخ والمنسوخ، الحديث إضافة إلى‏ الموهبة والاستعداد الشخصي.

اما عند الباقر، فكما تفسيره كذلك هي شروط تفسيره مختلفة : ان يحمل المفسر كل تراث البشرية الذي عاشه، يحمل افكار عصره ، يحمل المقولات التي تعلمها في تجربته البشرية، ثم يضعها بين يدي القرآن ليحكم على هذه الحصيلة بما يمكن لهذا المفسر ان يفهمه، ان يستشفه ويستنطقه، ان يتبينه من خلال مجموعة آياته‏ (7) بين التفسيرين. على رغم تمييزه بين الاتجاهين في التفسير، وتباين كل منهما في النتيجة بين سلبية وايجابية ، فان الشهيد الصدر لا يقول باستقلالهما.

لا يقول باستغناء الواحد عن الآخر: الموضوعي يحتاج في سبيل تكوين نظريته إلى تحديد مدلولات تجزيئية يتعامل معها ضمن اطار الموضوع الذي يتبناه، في حين ان التفسير التجزيئي يقف، من دون شك، على حقائق قرآنية من حقائق الحياة.

يختلف الاتجاهان في الملامح والاهداف ويتكاملان في الحصيلة الفكرية الواحدة.

المفسر في الاتجاه التجزيئي يستمع : النص يتحدث وهو يستمع، دوره هنا سلبي‏ (8). القرآن هو المعطي، عطاؤه بقدر استيعاب المفسر من خلال سعة افقه وانفتاح ذهنه وصفاء فكره، واحاطته بآداب اللغة واساليبها، اي من خلال توافر الشروط المتعارف عليها لكل مفسر.

اما المفسر في الاتجاه الموضوعي ينطلق من واقع الحياة، يركز نظره على واحد من موضوعات الحياة في اي ميدان يشاء: يرصد ما وصلت اليه تجارب الانسان وفكره حول ذلك الموضوع من مشاكل وما قدمه الفكر الانساني من‏ حلول، وما طرحه التطبيق التاريخي من اسئلة ونقاط كل ذلك يشكل نقطة انطلاق يصل بعدها إلى الآيات القرآنية لا ليستمع، كما في الاتجاه التجزيئي، وانما ليطرح موضوعا جاهزا مشربا بعدد كبير من الافكار والمواقف البشرية، ينظر اليها من خلال القرآن، حيث يدور حوار بين المفسر والنص القرآني‏ (9).

سؤال وجواب ، المفسر يسأل والقرآن يجيب في ضوء الحصيلة التي استطاع ان يجمعها من خلال التجارب البشرية ، من خلال اعمال الخطأ والصواب التي مارسها المفكرون على الارض.

هنا يصل المفسر إلى استنباط موقف القرآن من الموضوع المطروح وما يمكنه استلهامه في النص من نظرية.

من خلال هذا المنهج في التفسير نصل إلى نتائج ترتبط بتيار التجربة البشرية ويتحرك معها، يواكب صيرورتها. نتائج عبارة عن معالم واتجاهات قرآنية تتجدد من خلالها النظرية الاسلامية بشأن مواضيع الحياة.

واذا كانت السلبية هي خاصة التفسير التجزيئي، فان التفسير الموضوعي هنا، المستند إلى الحوار مع الآيات واستنطاقها، هو توظيف هادف للنص القرآني في سبيل الكشف عن واحدة من حقائق الحياة الكبرى.

المفسر في الاتجاه التجزيئي يبدأ بالقرآن وينتهي بالقرآن: يستمع يسجل، يخلي ذهنه من أية سوابق.

التفسير الموضوعي يتجاوز التجزيئي خطوة : فاذا كان التجزيئي يكتفي بإبراز المدلولات التفصيلية للآيات القرآنية، فان الموضوعي يتطلع، اضافة إلى ذلك، إلى ما هو اوسع، فيحاول ادراك اوجه العلاقة بان المدلولات التفصيلية ليصل إلى مركب نظري قرآني يشتمل في اطاره على كل واحد من المدلولات التفصيلية.

بمعنى آخر، يرمي إلى التعبير عن موقف القرآن ازاء واحد من موضوعات‏ الحياة، وهذه هي الدلالة التي يرمي إليها السيد من خلال استعمال المصطلح.

اما كلمة توحيدي فيعبر عنها الشهيد الصدر بالتوحيد بين التجربة البشرية والقرآن: لا تخضع هذه لذاك ولا العكس، وصولا إلى استخراج المفهوم القرآني الذي يحدد موقف الاسلام تجاه هذه التجربة او المقولة الفكرية التي ادخلها في سياق بحثه ‏(10).

________________
(1) المدرسة القرآنية .

(2) نفسه.

(3) نفسه.

(4) نفسه.

(5) نفسه.

(6) قا : القاموس الاسلامي (القاهرة 1963)، م1، مادة تفسير، ص 481.

(7) المدرسة القرآنية.

(8) نفسه.

(9) نفسه.

(10) نفسه.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .