الاستعمالات الأخرى: هنالك انماط اخرى من الاستعمالات تؤثر وتتأثر في شبكة الطرق وفي مورفولوجية المدينة وتطورها ، من هذه الاستعمالات (الاستعمال الترفيهي والثقافي والتعليمي والصحي والمناطق الخضراء والمقابر وغيرها) .

حيث كان المسجد الجامع في المدينة القديمة يقوم بعدة وظائف منها الوظيفة التعليمية والثقافية وفضاؤه المتمثل بالباحة الخارجية له ، منطقة اجتماع لسكان المدينة في اوقات السلم والحرب وذلك فضلاً عن الوظيفة الأساسية له المتمثلة بالوظيفة الدينية .

وكانت تقاطعات وفضاءات الشوارع العامة وشبه العامة في المدينة القديمة تمثل منطقة تفاعل اجتماعي بين السكان اذ يلتقون ويتبادلون الشعر والحوارات الدينية والثقافية المختلفة ، وكان الصغار يلعبون في الأزقة الآمنة وفي الدروب المغلقة بالقرب من منازلهم .

اما في المدينة المعاصرة فأن مبدأ تنظيم استعمالات الأرض الحضرية وتوزيعها وفق خطة تصميم اساس Master Plan اخذ يسيطر منذ منتصف القرن المنصرم ، اذ اصبحت المؤسسات الحكومية والتعليمية والمراكز الثقافية والترويحية توقع بحسب خطط معينة خاضعة لمعايير تخطيطية خاصة بكل استعمال تهدف الى تحقيق توازن نسبي وعدالة اجتماعية في توزيع هذه المؤسسات الخدمية على سبيل المثال ان الخدمات الثقافية العامة للمدينة يفضل توقيعها بمركز المدينة من الناحية التخطيطية.

اما الأراضي المخصصة لدفن الموتى (المقابر) فأنه نتيجة لنمو المدينة القديمة المتزايد اصبحت تقع داخل نطاق المدينة المعاصرة بعد ان كانت تقع على اطراف المدينة القديمة ، مما ادى الى استحداث مناطق اخرى لدفن الموتى خارج نطاق المدن (الراوي-2001-ص22).