المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

Dimitrie Pompeiu
11-4-2017
أسلوب الوفاء بالأجرة في قانون ايجار العقار
13-4-2016
معاوية بن يزيد الثاني (64هـ/ 684م)
14-12-2018
الزهراء ( عليها السّلام ) كوثر الرسالة
7-5-2022
الموائع القاتلة للأحياء Biocidal Fluids
19-7-2017
النبي (ص) وعلاقته بالروم والفرس
5-6-2020


الاستعباد والحرية  
  
2330   11:02 صباحاً   التاريخ: 22-9-2020
المؤلف : الشيخ ياسين عيسى
الكتاب أو المصدر : مع الشباب سؤال وجواب
الجزء والصفحة : ص9-11
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-04-18 984
التاريخ: 2024-05-29 684
التاريخ: 29-1-2017 2491
التاريخ: 25-12-2020 2478

ما الحكمة من تشريع الإسلام لقانون الرق المنافي لمبادئ حقوق الإنسان؟

الجواب :

الناس على اختلافهم هم سواسية في الإنسانية ولا فضيلة الا باللياقات والقيم، ولا يحق لاحد ان يستعبد احدا من خلق الله لان الكل عباد الله فقط ، لأنه هو الذي خلقهم ورزقهم وانعم عليهم وتولى امرهم واجرى فيهم قضاءه وحكمته كما يريد.

قال تعالى :{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}[الحجرات: 13].

ان فكرة استعباد الإنسان للإنسان هي فكرة من إنتاج المنحرفين والمستكبرين من البشر، وكانت قبل الإسلام بآلاف السنين، ويشهد لذلك قصة النبي يوسف (عليه السلام) في القرآن الكريم: {وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ} [يوسف: 20].

والصحيح ان الإسلام الحنيف عمل على الغاء قانون الرق سرا وعمل به ظاهرا، كما تقتضيه الحكمة في التعامل مع أي ظاهرة لها امتدادها المتجذر في عادات الناس وفي التاريخ الاجتماعي، ولذا نرى الإسلام قد قام بخطوات عملية وبنحو التدريج لأنهاء هذه الظاهرة من حياة المجتمع ومن افكار الناس.

ومن هذه الخطوات :

1ـ رغَّب باستحباب عتق العبيد.

قال الإمام الصادق (عليه السلام) في الرجل يعتق المملوك : (يعتق الله عز وجل بكل عضو منه عضوا من النار).

وعنه (عليه السلام) : (ولقد اعتق علي (عليه السلام) ألف مملوك لوجه الله عز وجل وبرَّت بهم يداه)(1).

أوجب عتق العبيد ككفارة عن بعض المخالفات التشريعية واعتبر عتق العبد شرطا في عودة رضا الله تعالى على عبده العاصي المقترف للمحرَّم، كما جاء في كفارة من افطر في شهر رمضان.

قال الإمام الصادق (عليه السلام) في رجل افطر من شهر رمضان متعمدا يوما واحدا من غير عذر، قال :(يعتق نسمة (عبدا) او يصوم شهرين متتابعين او يطعم ستين مسكينا، فان لم يقدر تصدق بما يطيق)(2).

2- ان الإسلام نادى بأعظم رسالة حقوق إنسانية وأقدمها، على لسان وصي رسول الله الإمام علي (عليه السلام) في قوله لمالك الأشتر :(ولا تكن عليهم سبُعا ضاريا تغتنم اكلهم فانهم صنفان اما أخ لك في الدين او نظير لك في الخلق)(3).

وهذه الرسالة الإنسانية هي الضمانة الوحيدة لحل مشكلة الإنسان مع اخيه الإنسان على صعيد الفرد والدولة حيث الناس سواسية كأسنان المشط والمفاضلة هي بالتقوى وبلوغ مرضاة الله سبحانه.

________________

1ـ وسائل الشيعة : ج16 – كتاب العتق الباب الاول، ص2-3.

2- وسائل الشيعة ج7، ص28 ح1.

3- نهج البلاغة، كتاب 53. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.