أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-06-27
606
التاريخ: 4-1-2017
2397
التاريخ: 27-11-2020
2405
التاريخ: 28-4-2017
2068
|
ما رأيكم بالوفاء بالعهد تجاه أهلكم وذويكم وأقربائكم؟ إن الأخلاق الإسلامية تقوم على «الصدق والأمانة والوفاء» وعن أمير المؤمنين عليه السلام: [المؤمن إذا وعد وفى](1) وقال عليه السلام أيضاً [من دلائل الإيمان الوفاء بالعهد](2). وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: [من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليف إذا وعد](3).
الوفاء بالعهود والمواثيق ينمّي شجرة المحبة والصفاء وينبت الأزهار التي تفوح برائحة الاستقرار والمحبة العطرة. وكل من يكون أكثر وفاءً لأهله وعياله يكون محبوباً أكثر عند الله وتكون منزلته ومقامه في الجنة أقرب إلى منزلة رسول الإسلام الأمين الوفي صلى الله عليه وآله. والآن لنطالع الرسالة التالية التي وصلتنا من إحدى الأخوات الكريمات:
الرسالة:... أبلغ من العمر تسعة وعشرين عاماً لدي ثلاثة صبيان أحدهم في السادسة والآخر في السابعة والثالث في العاشرة من العمر. إني متزوجة منذ عشر سنوات وزوجي رجل مؤمن وطيب تماماً حسن الأخلاق ولكن فيه بعض العيوب. فهو عديم الوفاء أي أنه يعد بأمر ما وينسى وعده. فهو يعد بالعودة إلى المنزل في الساعة الفلانية لكي نذهب معاً لزيارة أحد الأقارب او الأصدقاء ولكنه يتخلّف عن المجيء إلى البيت ويجعلنا نضيق ذرعاً من الانتظار والترقب وعندما أقول له: لماذا لم تأتِ إلى البيت في الموعد المقرر؟ لماذا تأخرت؟ فإنه يقود: لا بأس إنها دعوة عائلية. لقد انشغلت بأمر ما..
هل عدم مجيئه إلى البيت في الوقت المقرر أمر غير مهم حقاً؟
كلا، إنه أمر مهم، إذ لا يجوز عدم الوفاء بالوعد إلا في حالات الضرورة القصوى. إن الأخلاق الإسلامية السامية لا تجيز أبداً عدم الوفاء ونقض العهود، حتى مع الأشخاص الغرباء عنا صغارا كانوا أو كباراً وسواء كانوا أقرباء لنا أو غرباء عنا. فالكل كبار ومحترمون وإذا وعدناهم بأمر ما يجب علينا أن نفي بوعدنا.
إن حسن الخلق لا يعني فقط حسن التعامل مع الآخرين وإظهار المحبة لهم. فأهم شيء في حسن الخلق هو الصدق والصراحة حيث إن الوفاء بالعهد هو أجمل أنواع الصدق، أرجو أن أصبح أنا وأنت أيتها الأخت الكريمة وأنت أيها الأخ الكريم (الذي تفي بعهودك) في عداد الأبرار والكرماء لنستحق بذلك لقب (مسلمين) وأن نكون جديرين بهذه التسمية.
والآن نتابع رسالة هذه الأخت الكريمة:
الرسالة: كما أن زوجي يقضي معظم أوقاته خارج المنزل وعندما يعود إلى البيت في الساعة الرابعة بعد الظهر لا يمكث فترة قصيرة حتى يغادر المنزل مرة أخرى وهو يقول: إني ذاهب لأزور والدتي. ولكنه من هناك يذهب إلى المسجد. فأقول له: إني لا أعارض ذهابك إلى منزل والدتك ولكن عندما تذهب إلى بيت والدتك خذ معك واحداً أو اثنين من أطفالك. وإذا أردت أن تذهب إلى المسجد، فاذهب ولكن خذ معك الأولاد.
ولكنه لا يقبل كلامي هذا، فهو آخر من يغادر المسجد ويعود إلى المنزل ليلاً. وعندما نتناول طعام العشاء في المنزل يغادر مرة أخرى للمشاركة في محاضرات دينة وعندما لا تكون هناك محاضرات أو جلسات دينية فإن النعاس يتغلب عليه فينهض ويذهب إلى فراشه للنوم...
وعندما أقول له، تحدث معنا قليلاً، راجع دروس اولادك واسألهم عن دراستهم يرد عليّ بالقول: إذن ما هي مهمة الأستاذ؟
وعندما أقول له: إن أولادك لهم حق عليك أن تهتم بتربيتهم؟ يقول: إني أعمل في سبيل الله وأساعد الناس وأقوم بأعمال الخير...
فأقول له: إذا كنت تقوم بأعمال الخير فلماذا لا تخصص جزءاً من وقتك لبيتك وعيالك؟! أليس الاهتمام بالبيت والزوجة والأولاد وتربيتهم أهمّ من أعمال الخير؟!..
أيها الأخ الكريم، صحيح أن كل واحد منا عليه أن يخصص جزءاً من وقته للقيام بأعمال الخير الاجتماعية وحل مشاكل الآخرين، ولكن القيام بهذا الواجب يجب أن لا يجعلنا نتجاهل واجباً آخر من واجباتنا ألا وهو واجب «الاهتمام بالبيت والزوجة والأولاد وتربيتهم» وهذا الواجب هو من أهم الواجبات وأصعب الوظائف التي كلفنا الله بها ووضعها على عاتقنا فـ «المبالغة في التأديب» أي أن نبذل أقصى ما بوسعنا لتربية أولادنا وتعليمهم أصول الأدب والأخلاق الفاضلة - هي واجب إلهي وهذا الواجب لا يسقط عنا إذا قمنا بأي عمل خير آخر.
فهل صحيح أن تترك ابنك المريض وتذهب لرعاية ومعالجة مريض آخر؟! فكما أن واجبك الأول هو رعاية أولادك والاهتمام بهم ومعالجتهم، فإن تربية الأولاد وتعليمهم أصول الأدب والأخلاق الفاضلة هي من الواجبات الأساسية التي تقع على عاتقك.
حقاً لماذا لا تأخذ أولادك معك إلى المسجد؟
إذا أردت أن يتعلم ابنك الصلاة والصدق والوفاء ويصبح مؤمناً ملتزماً فعليك من الآن أن تعود آذانهم على سماع صوت التكبير والأذان وتعود أبصارهم على مشاهدة صفوف المصلين وهم يركعون ويسجدون أثناء صلاة الجماعة. فالطفل إذا لم يتعود على حضور الاجتماعات والمحاضرات الدينية فإنه سيكون لا سمح الله في المستقبل بعيدا عن مبادئ الشرف والإيمان والتقوى.
إذن فجدير بك أيها الأخ الكريم أن تقسّم وقتك الثمين وتخصص جزءاً منه للاهتمام بشؤون البيت والأولاد ومتابعة نشاطاتهم ودراستهم والتحدث معهم وتربيتهم حيث إن هذا من أفضل أعمال الخير. فالنبي صلى الله عليه وآله يقول: [خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي](4).
نتمنى لك التوفيق وأنت تسعى في طريق الخير والوفاء وتربية الأولاد.
___________________________________________
(١) بحار الأنوار ، ج ٧٥ص ٩٢ باب ٤٧.
(٢) غرر الحكم.
(٣) بحار الأنوار ج٧٧.
(4) وهج الفصاحة في أدب النبي ، ص٤٤٧.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|