أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-9-2020
3556
التاريخ: 2-9-2020
2398
التاريخ: 3-9-2020
5510
التاريخ: 3-9-2020
2332
|
قال تعالى : {وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (50) أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (51) قُلْ كَفَى بِاللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيدًا يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْبَاطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (52) وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَوْلَا أَجَلٌ مُسَمًّى لَجَاءَهُمُ الْعَذَابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (53) يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ (54) يَوْمَ يَغْشَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } [العنكبوت : 50 - 55] .
تفسير مجمع البيان
- ذكر الطبرسي في تفسير هذه الآيات (1) :
{وقالوا} يعني كفار مكة {لولا أنزل عليه آية من ربه} أراد به الآيات التي اقترحوها في قوله وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا الآيات وأن يجعل الصفا ذهبا وقيل إنهم سألوا آية ك آية موسى (عليه السلام) من فلق البحر وقلب العصا حية وجعلوا ما أتى به من المعجزات والآيات غير آية وحجة إلقاء للشبهة بين العوام فقال الله تعالى {قل} يا محمد لهم {إنما الآيات عند الله} ينزلها ويظهرها بحسب ما يعلم من مصالح عباده وينزل على كل نبي منها ما هو أصلح له ولأمته ولذلك لم تتفق آيات الأنبياء كلها وإنما جاء كل نبي بفن منها {وإنما أنا نذير مبين} أي منذر مخوف من معصية الله مظهر طريق الحق والباطل وقد فعل الله سبحانه ما يشهد بصدقي من المعجزات .
ولما تقدم طلبهم للآيات أجابهم سبحانه فقال {أ ولم يكفهم إنا أنزلنا عليك} يا محمد {الكتاب} أي القرآن {يتلى عليهم} بين سبحانه أن في إنزال القرآن دلالة واضحة ومعجزة لائحة وحجة بالغة تنزاح معه العلة وتقوم به الحجة فلا يحتاج في الوصول إلى العلم بصحة نبوته إلى غيره على أن إظهار المعجزات مع كونها إزاحة للعلة تراعى فيه المصلحة فإذا كانت المصلحة في إظهار نوع منها لم يجز إظهار غيرها ولو أظهر الله سبحانه الآيات التي اقترحوها ثم لم يؤمنوا لاقتضت الحكمة إهلاكهم بعذاب الاستئصال كما اقتضت ذلك في الأمم السالفة وقد وعد الله سبحانه أن لا يعذب هذه الأمة بعذاب الاستئصال وفي هذا دلالة على أن القرآن كاف في المعجز وأنه في أعلى درجات الإعجاز لأنه جعله كافيا عن جميع المعجزات والكفاية بلوغ حد ينافي الحاجة .
{إن في ذلك} معناه إن في القرآن {لرحمة} أي نعمة عظيمة الموقع لأن من تبعه وعمل به نال الثواب وفاز بالجنة {وذكرى} أي وتذكير أو موعظة {لقوم يؤمنون} أي يصدقون به وقيل أن قوما من المسلمين كتبوا شيئا من كتب أهل الكتاب فهددهم سبحانه في هذه الآية ونهاهم عنه وقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) جئتكم بها بيضاء نقية {قل} يا محمد {كفى بالله بيني وبينكم شهيدا} لي بالصدق والإبلاغ وعليكم بالتكذيب والعناد وشهادة الله له قوله محمد رسول الله وهو في كلام معجز قد ثبت أنه من الله سبحانه وقيل إن شهادة الله له إثبات المعجزة له بإنزال الكتاب عليه .
{يعلم ما في السموات والأرض} فيعلم أني على الهدى وأنكم على الضلالة {والذين آمنوا بالباطل} أي صدقوا بغير الله عن ابن عباس وقيل بعبادة الشيطان عن مقاتل {وكفروا بالله} أي جحدوا وحدانية الله {أولئك هم الخاسرون} خسروا ثواب الله بارتكاب المعاصي والجحود بالله {ويستعجلونك بالعذاب} يا محمد أي يسألونك نزول العذاب عاجلا لجحودهم صحة ما توعدهم به كما قال النضر بن الحرث أمطر علينا حجارة من السماء {ولولا أجل مسمى} أي وقت قدره الله تعالى أن يعاقبهم فيه وهو يوم القيامة أو أجل قدره الله تعالى أن يبقيهم إليه لضرب من المصلحة .
{لجاءهم العذاب} الذي استحقوه {وليأتينهم} العذاب {بغتة وهم لا يشعرون} بإتيانه ووقت مجيئه ثم ذكر أن موعد عذابهم النار فقال {يستعجلونك بالعذاب وإن جهنم لمحيطة بالكافرين} يعني إن العذاب وإن لم يأتهم في الدنيا فإن جهنم محيطة بهم أي جامعة لهم وهم معذبون فيها لا محالة {يوم يغشيهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم} يعني أن العذاب يحيط بهم لا أنه يصل إلى موضع منهم دون موضع فلا يبقى جزء منهم إلا وهو معذب في النار عن الحسن وهذا كقوله لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش {ويقول ذوقوا ما كنتم تعملون} أي جزاء أعمالكم وأفعالكم القبيحة .
_____________
1- مجمع البيان ، الطبرسي ، ج8 ، ص8 ، ص33-36 .
تفسير الكاشف
- ذكر محمد جواد مغنية في تفسير هذه الآيات (1) :
{وقالُوا لَولا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آياتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الآياتُ عِنْدَ اللَّهِ وإِنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ} .
تقدم مثله في الآية 119 من سورة البقرة ج 1 ص 189 والآية 37 من سورة الأنعام ج 3 ص 184 والآية 20 من سورة يونس ج 4 ص 142 وغيرها .
{أَولَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ يُتْلى عَلَيْهِمْ} وكل ما فيه يشهد بأنه من عند اللَّه ، وقد تحداهم أن يأتوا بسورة من مثله فعجزوا ، وكشف لهم عن الكثير مما أضمروا وخبأوا ، وقص عليهم قصص الماضين ، وشهد بصدقه المنصفون من أهل الكتاب ، وفي ذلك حجة كافية شافية لمن يطلب الحق من معدنه ، والمشركون الذين كابروا وعاندوا رسالة محمد (صلى الله عليه واله وسلم) على يقين من ذلك ، وما منعهم من اتباع الحق إلا المطامع والمنافع {إِنَّ فِي ذلِكَ لَرَحْمَةً وذِكْرى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} . ذلك إشارة إلى القرآن ، وهو رحمة ونعمة لمن يعمل به ، وتذكير وموعظة لمن يصدقه ويؤمن بشريعته وآياته .
{قُلْ كَفى بِاللَّهِ بَيْنِي وبَيْنَكُمْ شَهِيداً} يشهد ويعلم اني قد بلَّغت رسالته ، وانكم كذبتم وأعرضتم ، وأيضا {يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ والأَرْضِ} ولا تخفى عليه خافية ، {والَّذِينَ آمَنُوا بِالْباطِلِ وكَفَرُوا بِاللَّهِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ} كل ما نهى اللَّه عنه فهو باطل ، وكل من عصى اللَّه فهو كافر أو فاسق ، وكل منهما باء بغضب اللَّه ومأواه جهنم وبئس المصير .
{ويَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ ولَولا أَجَلٌ مُسَمًّى لَجاءَهُمُ الْعَذابُ} . دعا رسول اللَّه (صلى الله عليه واله وسلم) قريشا إلى التوحيد والعدل ، وحذرهم عاقبة الشرك والظلم ، فقالوا تعصبا لباطلهم : ائتنا بعذاب أليم . . وكان في قريش من يفضل الهلاك على الخضوع لمحمد (صلى الله عليه واله وسلم) كرها له وحقدا عليه ، وقد شاهدنا كثيرا من الناس ينكصون عن دعوة الحق كرها بالداعي لا بالحق . . فأجاب سبحانه المستعجلين بأن اللَّه قضى وقدر أمدا معينا لعذابهم ، ولولاه لأتاهم العذاب في الحال {ولَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وهُمْ لا يَشْعُرُونَ} . العذاب يأتيهم لا محالة ، ولكن فجأة ومن غير إشعار ليزدادوا ألما على ألم ، ألم الدهشة ، وألم الحريق .
{يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ وإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ} . يتعجلون عذاب الدنيا ، وما دروا أنهم في حصار من عذاب أشد وأعظم ، وانه سيطبق عليهم ، وهم في غفلة معرضون {يَوْمَ يَغْشاهُمُ الْعَذابُ مِنْ فَوْقِهِمْ ومِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ ويَقُولُ ذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} . هذا اليوم حق لا ريب ، والحق كائن ومتحقق بالفعل ، أو يكون ويتحقق في العاجل أو الآجل والا لم يكن حقا ، أما نيران هذا اليوم فنعوذ باللَّه من لجبها وكلبها . . تحيط بالمغضوب عليه من جميع جهاته ، وتلتحم بلحمه وعظمه حتى إذا صار هباء عادت إليه الحياة من جديد ، وعادت النيران إلى سيرتها الأولى . . وهكذا إلى ما شاء اللَّه . . اللهم إني أعوذ برحمتك من غضبك وأستشفع إليك بما انطوى عليه قلبي من النصح وحب الخير لجميع عبادك ، وأنت أعلم بالسرائر .
_____________
1- تفسير الكاشف ، محمد جواد مغنية ، ج ٦ ، ص 120-121 .
تفسير الميزان
- ذكر الطباطبائي في تفسير هذه الآيات (1) :
قوله تعالى : {وقالوا لولا أنزل عليه آيات من ربه قل إنما الآيات عند الله وإنما أنا نذير مبين} لما ذكر الكتاب وأمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يتلوه ويدعوهم إليه به وأن منهم من يؤمن به ومنهم من لا يؤمن به وهم الكافرون الظالمون أشار في هذه الآية والآيتين بعدها إلى عدم اعتنائهم بالقرآن الذي هو آية النبوة واقتراحهم على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يأتيهم بآيات غيره والجواب عنه .
فقوله : {وقالوا لولا أنزل عليه آيات من ربه} اقتراح منهم أن يأتيهم بآيات غير القرآن تعريضا منهم أنه ليس بآية وزعما منهم أن النبي يجب أن يكون ذا قوة إلهية غيبية يقوى على كل ما يريد ، وفي قولهم : لولا أنزل عليه ، دون أن يقولوا : لولا يأتينا بآيات نوع سخرية كقولهم : { يَاأَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ (6) لَومَا تَأْتِينَا بِالْمَلَائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} [الحجر : 6 ، 7]
وقوله : {قل إنما الآيات عند الله} جواب عن زعمهم أن من يدعي الرسالة يدعي قوة غيبية يقدر بها على كل ما أراد بأن الآيات عند الله ينزلها متى ما أراد وكيفما شاء لا يشاركه في القدرة عليها غيره فليس إلى النبي شيء إلا أن يشاء الله ثم زاده بيانا بقصر شأن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في الإنذار فحسب بقوله : {إنما أنا نذير مبين} .
قوله تعالى : {أ ولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم} إلى آخر الآية توطئة وتمهيد للجواب عن تعريضهم بالقرآن أنه ليس بآية ، والاستفهام للإنكار والخطاب للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أي يكفيهم آية هذا الكتاب الذي أنزلناه عليك وهو يتلى عليهم فيسمعونه ويعرفون مكانته من الإعجاز وهو مملو رحمة وتذكرة للمؤمنين .
قوله تعالى : {قل كفى بالله بيني وبينكم شهيدا} إلقاء جواب إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ليجيبهم به وهو أن الله سبحانه شهيد بيني وبينكم فيما نتخاصم فيه وهو أمر الرسالة فإنه سبحانه يشهد في كلامه الذي أنزله علي برسالتي وهو تعالى يعلم ما في السماوات والأرض من غير أن يجهل شيئا وكفى بشهادته لي دليلا على دعواي .
وليس لهم أن يقولوا إنه ليس بكلام الله لمكان تحديه مرة بعد مرة في خلال الآيات ومنه يعلم أن قوله : {قل كفى بالله بيني وبينكم شهيدا} ليس دعوى مجردة أو كلاما خطابيا بل هو بيان استدلالي وحجة قاطعة على ما عرفت .
وقوله : {والذين آمنوا بالباطل وكفروا بالله أولئك هم الخاسرون} قصر الخسران فيهم لعدم إيمانهم بالله بالكفر بكتابه الذي فيه شهادته على الرسالة وهم بكفرهم بالله الحق يؤمنون بالباطل ولذلك خسروا في إيمانهم .
قوله تعالى : {ويستعجلونك بالعذاب ولولا أجل مسمى لجاءهم العذاب وليأتينهم بغتة وهم لا يشعرون} إشارة إلى قولهم كقول متقدميهم : ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين ، وقد حكى الله عنهم استعجالهم في قوله : {وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ} [هود : 8] .
والمراد بالأجل المسمى هو الذي قضاه لبني آدم حين أهبط آدم إلى الأرض فقال : {وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ} [البقرة : 36] ، وقال : {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ} [الأعراف : 34] .
وهذا العذاب الذي يحول بينه وبينهم الأجل المسمى هو الذي يستحقونه لمطلق أعمالهم السيئة كما قال عز من قائل : {وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا } [الكهف : 58] ، ولا ينافي ذلك تعجيل العذاب بنزول الآيات المقترحة على الرسول من غير إمهال وإنظار ، قال تعالى : {وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ } [الإسراء : 59] .
قوله تعالى : {يستعجلونك بالعذاب وإن جهنم لمحيطة بالكافرين ، يوم يغشاهم العذاب} إلى آخر الآية ، تكرار {يستعجلونك} للدلالة على كمال جهلهم وفساد فهمهم وأن استعجالهم استعجال لأمر مؤجل لا معجل أولا واستعجال لعذاب واقع لا صارف له عنهم لأنهم مجزيون بأعمالهم التي لا تفارقهم ثانيا .
والغشاوة والغشاية التغطية بنحو الإحاطة ، وقوله : {يوم يغشاهم} ظرف لقوله : {محيطة} والباقي ظاهر .
_________________
1- الميزان ، الطباطبائي ، ج16 ، ص113-115 .
تفسير الامثل
- ذكر الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسير هذه الآيات (1) :
أليس القرآن كافياً في إعجازه ؟!
الأشخاص الذين لم يذعنوا ويسلّموا للبيان الإستدلالي والمنطقي الذي جاء به القرآن بسبب عنادهم وإصرارهم على الباطل ، ولم يقبلوا بكتاب كالقرآن الذي جاء به إنسان أمي كالنّبي محمّد (صلى الله عليه وآله) دليلا جليّاً على حقانية دعوته . . . تذرعوا بحجّة أخرى على سبيل الإستهزاء والسخرية ، وهي أنّه لم لا تأت ـ يا محمّد ـ بمعجزة من المعاجز التي جاء بها موسى وعيسى {وقالوا لولا أنزل عليه آيات من ربّه} .
ولِم لَم يكن لديه مثل عصى موسى ويده البيضاء ونفخة المسيح ؟!
ولم لا يهلك أعداءه بمعاجزه ، كما فعل موسى وشعيب وهود ونوح بأممهم المعاندين ؟! .
أو كما يعبر على لسانهم القرآن في الآيات 90 ـ 93 من سورة الإسراء { وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا (90) أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا (91) أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا (92) أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا} [الإسراء : 90 - 93] .
ومن دون شك فإنّ النّبي(صلى الله عليه وآله) كانت لديه معاجز غير القرآن الكريم ، كما أن التواريخ تصرح بذلك أيضاً . . . إلاّ أن أُولئك لم يكن قصدهم من وراء كلامهم الحصول على معجزة ، بل كان قصدهم ـ من جهة ـ أن لا يعتبروا القرآن شيئاً مهماً وكتاباً إعجازياً ، ومن جهة أُخرى كانوا يريدون معجزات مقترحة ـ«والمراد من المعجزات المقترحة هوأن يأتي النّبي(صلى الله عليه وآله) طبقاً لرغبات هذا وذاك بمعاجز خارقة للعادة يقترحونها عليه ، فمثلا يريد منه بعضهم أن يفجّر له الأرض ينابيع من الماء ا لزلال ، ويريد الآخر منه أن يقلب له الجبال التي في مكّة ذهباً ، ويتذرع الثّالث بأن هذا لا يكفي أيضاً بل ينبغي أن يصعد إلى السماء ، وهكذا يجعلون المعجزة على شكل ألعوبة لا قيمة لها ، وآخر الأمر . . وبعد رؤية كل هذه الأُمور يتهمونه بأنه ساحر» .
لذلك فإن القرآن يقول في الآية (111) من سورة الأنعام {وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا } [الأنعام : 111] .
وعلى كل حال فإنّ القرآن ، للرد على ذرائع هؤلاء المحتالين ذوي الحجج الواهية ، يدخل من طريقين :
فيقول أوّلا في خطابه لنبيه (قل إنّما الآيات عند الله} أي قل لأُولئك المعاندين أن الله يدري أية معجزة تناسب أي زمان وأي قوم ، وهو يعلم أي الأفراد هم أتباع الحق ، وينبغي أن يريهم المعاجز الخارقة للعادة ، وأي الأفراد المتذرعون وأتباع هوى النفس ؟!
ثمّ يضيف القرآن معقباً أن قل (وإنّما أنا نذير مبين} . . فمسؤوليتي الإنذار ـ فحسب ـ والإبلاغ وبيان كلام الله ، أمّا المعاجز والأُمور الخارقة للعادة فهي بأمر الله .
والجواب الآخر هو قوله تعالى : {أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم} .
فهم يطلبون معاجز مادية «جسمانية» ، والقرآن بحد ذاته أعظم معجزة معنوية . .
وهم يريدون معجزة عابرة لا تمكث طويلا ، في حين أن القرآن معجزة خالدة تتلى آياته ليل نهار عليهم وعلى الأجيال من بعدهم .
ترى هل يعقل أن يأتي إنسان أُمي وحتى لوكان يقرأ ويكتب فرضاً بكتاب بهذا المحتوى العظيم والجاذبية العجيبة ، التي هي فوق قدرة الإنسان والبشر ، ثمّ يدعوا أهل العلم متحدياً لهم للإتيان بمثله فيعجزون عن الإتيان بمثله ؟!
فلو كانوا حقاً طلاب معجزة ، فقد آتيناهم بنزول القرآن أكثر ممّا طلبوه إلاّ أنّهم لم يكونوا طلاب معجزة ، بل هم متذرعون بالأباطيل ! .
وينبغي الإلتفات إلى أن التعبير {أولم يكفهم} إنّما يستعمل ـ غالباً ـ في موارد يكون الإنسان قد أدّى عملا فوق ما ينتظره الطرف الآخر ، وهو غافل عنه أو يتغافل عنه ، كأن يقول مثلا : لم أحصل على الخدمة الفلانيّة ، في حين أن الخدمة التي قدمت إليه ـ كما في هذه الحال ـ أكبر خدمة ، إلاّ أنّه لا يعتبرها شيئاً ، ونقول له : أولم يكفك ما قدمناه ؟!
ثمّ بعد هذا كله ينبغي أن تكون المعجزة منسجمة مع ظروف «الزمان والمكان وكيفية دعوة النّبي» فالنّبي الذي يدعوا إلى مبدأ خالد ، ينبغي أن تكون معجزته خالدة أيضاً .
والنّبي الذي تستوعب دعوته العالم وتستوعب القرون والأعصار المقبلة ، لابدّ له من أن يأتي بمعجزة نيّرة «روحية وعقلانية» ليجلب إليه أفكار جميع العلماء والمفكرين ، ومن المسلّم به أن مثل هذا الهدف يتناسب مع القرآن ، لا عصى موسى ولا يده البيضاء .
وفي نهاية الآية يضيف القرآن للتأكيد والتوضيح بصورة أجلى ، فيقول : (إنّ في ذلك لرحمةً وذكرى لقوم يؤمنون} .
«ذلك» هنا إشارة إلى الكتاب المنزل من السماء ، وهو القرآن .
أجل ، إن القرآن رحمة «وسيلة» للذكرى والتذكر أيضاً ، فهو للمؤمنين الذين فتحوا قلوبهم بوجه الحقيقة ، والذين يبتغون النور والطريق السويّ هولهم رحمة إلهية يحسونها بكل وجودهم ، ويشعرون بالإطمئنان والدعة عنده . . وكلّما قرأوا آياته تذكروا ، فهي لهم ذكرى وأية ذكرى ؟!
ولعل الفرق بين «الرحمة» و«الذكرى» أنّ القرآن ليس معجزة وذكرى فحسب ، بل هو إضافة إلى كل ذلك يحتوي على القوانين التي تمنح الرحمة والمناهج التربوية والإنسانية .
فمثلا كانت عصى موسى معجزة فحسب ، إلاّ أنّها لم يكن لها أثرٌ في حياة الناس اليومية ، غير أن القرآن معجزة ، هو في الوقت ذاته منهج كامل الحياة ورحمة أيضاً .
ولمّا كان كل مدع بحاجة إلى الشاهد ، فالقرآن يبيّن في الآية الأُخرى أن خير شاهد هو الله {قل كفى بالله بيني وبينكم شهيداً} .
وبديهي أنّه كلّما كان إطلاع الشاهد وشهادته أكثر ، فإنّ قيمة الشهادة تكون أهم ، لذلك يضيف القرآن بعدئذ قائلا : {يعلم ما في السماوات والأرض} .
والآن لنعرف كيف شهد الله على حقانية نبيّه(صلى الله عليه وآله) ؟!
يحتمل أن تكون هذه الشهادة شهادة عملية ، لأنّه حين يؤتي الله نبيّه معجزة كبرى كالقرآن ، فقد وقع على سند حقانيته وأمضاه .
ترى هل يمكن أن يأتي الله الحكيم العادل بمعجزة على يد كذّاب ، والعياذ بالله ! فعلى هذا كانت طريقة إعطاء المعجزة لشخص النّبي (صلى الله عليه وآله) ـ بنفسها ـ أعظم شهادة على نبوته من قبل الله .
وإضافةً للشهادة العملية المتقدمة ، نقرأ في آيات كثيرة من القرآن شهادة قولية في نبوة النّبي(صلى الله عليه وآله) ، كما في الآية (40) من سورة الأحزاب {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ } [الأحزاب : 40] ، وفي الآية (29) من سورة الفتح أيضاً {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح : 29] . قال بعض المفسّرين : إنّ هذه الآية كانت جواباً على ما قاله بعض رؤوساء اليهود من أهل المدينة ، أمثال «كعب بن الأشرف» وأتباعه ، إذ قالوا : يا محمّد ، من يشهد على أنّك مرسل من قبل الله ، فنزلت هذه الآية {قل كفى بالله شهيداً بيني وبينكم} ! .
كما يمكن أن تفسّر الآية المتقدمة بتفسير آخر وبيان ثان ، وذلك أنّ المراد من شهادة الله في الآية هي ما سبق من الوعد والذكر في كتب الله السابقة «كالتّوراة والإنجيل» ويعلم بذلك علماء أهل الكتاب بصورة جيدة ! .
وفي الوقت ذاته لا منافاة بين التّفسيرات الثلاثة الآنفة الذكر ، ومن الممكن أن تجتمع هذه التفاسير في معنى الآية أيضاً .
وتختتم الآية بنحو من الوعيد والتهديد لأُولئك الكفار بالله ، فيقول : {والذين آمنوا بالباطل وكفروا بالله أُولئك هم الخاسرون} .
وأي خسران أعظم من أن يعطي الإنسان جميع وجوده في سبيل لا شيء ؟! كما فعله المشركون ، فقد أعطوا قلوبهم وأرواحهم للأوثان والأصنام . . ووظّفوا جميع قواهم الجسمانية والإمكانات الاجتماعية والفردية في سبيل الإعلام والتبليغ لمذهبهم الوثني وأهملوا ذكر الله ، فلم يُعد عليهم هذا إلاّ بالضرر والخسران ! .
وغالباً ما يشير القرآن إلى هذا الخسران في آياته ، وفي بعض الآيات يرد التعبير بكلمة «أخسر» وهي إشارة إلى أنّه ليس فوق هذا الخسران من خسارة ولا أعظم منه ! . . (راجع آيات السور «هود 22 والنمل 5 والكهف 103») .
والمثل الأهمّ هو أنّه قد يتفق للإنسان أحياناً أن يتضرر في معاملته ويخسر رأس ماله ويُغلب على أمره ، وقد تتسع هذه الدائرة أحياناً فيثقل كاهله بالديون ، وهذه الحالة أسوأ الحالات والمشركون هم في مثل هذه الحالة ، بل قد يكونون سبباً لضلال الآخرين وخسرانهم ، وكما يصطلح عليه : «الفشل سلسلة متصلة» (2) .
في الآيات المتقدمة عرض قسمان من ذرائع الكفار قبال دعوة النّبي (صلى الله عليه وآله) وقد أجيب عنهما :
الأوّل : كان قولهم : لم لا يأتي بمعجزة ؟!
فأجاب القرآن : إن هذا الكتاب المنزل من السماء هو أعظم معجزة .
والثّاني : سؤالهم : من الشاهد على صدق دعواك وحقانية النبوة عندك ؟
فأجاب القرآن : {كفى بالله شهيداً بيني وبينكم يعلم ما في السماوات والأرض} .
أمّا في الآية التالية فإشارة إلى الذريعة الثّالثة إذ تقول : (ويستعجلونك بالعذاب} إذ يقولون : لوكان عذاب الله حقاً على الكافرين فلم لا يأتينا !؟
فيجيب القرآن على هذه الذريعة بثلاثة أجوبة .
الأوّل : (ولولا أجل مسمّى لجاءهم العذاب} .
وهذا الزمان المعين «الأجل» إنّما هو لهدف أصلي ، للإرعواء عن باطلهم وتيقظهم ، أو إتمام الحجة عليهم ، فالله لا يستعجل أبداً في أمره ، لأنّ العجلة خلاف حكمته .
والثّاني : إن أُولئك الذين يتذرعون بهذا القول ما يدريهم لعل العذاب يأخذهم على حين غرة من أنفسهم {وليأتينهم بغتةً وهم لا يشعرون} (3) .
وبالرغم من أن موعد العذاب ـ في الواقع ـ معين ومقرّر إلاّ أن المصلحة تقتضي ألاّ يطّلعوا عليه ، وأن يأتيهم دون مقدمات ، لأنّه لو عرف وقته لكان باعثاً على تجرؤ الكفار والمذنبين وجسارتهم . . وكانوا يواصلون الذنب والكفر إلى آخر لحظة . . وحين يأزف الوعد بالعذاب فإنهم سيتجهون بالتوبة ـ جميعاً ـ الى الله وينيبون إليه .
والحكمة التربوية لمثل هذا العقاب تقتضي أن يكتم موعده ، لتكون كل لحظة ذات أثر بنفسها ، ويكون الخوف والإستيحاش منها عاملا على الردع ، ويتّضح ممّا قلناه ـ ضمناً ـ أنّ المراد من جملة {وهم لا يشعرون} لا تعني أنّهم لا يدركون أصل وجود العذاب . وإلاّ فإنّ فلسفة العذاب والحكمة منه لا يكون لها أثر ، بل المراد أنّهم لا يعرفون اللحظة التي ينزل فيها العذاب ولا مقدماته ، وبتعبير آخر : إنّ العذاب ينزل عليهم كالصاعقة وهم غافلون .
ويظهر من آيات متعددة من القرآن أن التذرع بالحجج الواهية لم يكن منحصراً بأهل مكّة ، بل كثير من الأمم السابقين يلتجئون إلى مثل هذه الذريعة ، ويصرون على تعجيل العقوبة والعذاب ! .
وأخيراً فإنّ الجواب القرآني الثّالث يتبيّن في الآية إذ يقول : {يستعجلونك بالعذاب وإنّ جهنّم لمحيطة بالكافرين} .
فإذا تأخر عنهم عذاب الدنيا ، فإن عذاب الآخرة واقع لا محالة ، ومحيط بهم تماماً وسيصيبهم حتماً بحيث أنّ القرآن يذكره بصورة أمر فعليٍّ {وكأن جهنّم الآن محيطة بهم} .
ويوجد تفسير آخر أكثر دقّةً لهذه الآية ، وهو أنّ جهنم محيطة ، الآن فعلا بالكافرين ، من جهتين ـ بالمعنى الواقعي للكلمة .
الجهة الأولى : إنّها جهنم الدنيا ، إذ هم على أثر شركهم وتلوثهم بالذنب يحترقون بجهنم التي أعدّوها لأنفسهم ، جهنم الحرب وسفك الدماء ، جهنم النزاع والشقاق والإختلافات ، جهنم القلق والفزع ، جهنم الظلم ، وجهنم الهوى والهوس والعناد .
والجهة الثّانية : طبقاً لظاهر الآيات في القرآن فإنّ جهنم موجودة فعلا ، وكما تقدم سابقاً فإنّ جهنّم موجودة في باطن الدنيا ، وبهذا فهي محيطة بهم على نحو الحقيقة . . وفي سورة التكاثر إشارة لها أيضاً { كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6) ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ} [التكاثر : 5 - 7] من سورة التكاثر (4) .
ثمّ يضيف القرآن (يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم ويقول ذوقوا ما كنتم تعملون} (5) .
يمكن أن تكون هذه الآية توضيحاً لإحاطة عذاب جهنّم في يوم القيامة بالكفار ، ويمكن أن تكون بياناً مستقلا لذلك العذاب الأليم لهم الذي يحيط بهم اليوم على أثر أعمالهم ، وفي غد يتجلى هذا العذاب بوضوح ويكون محسوساً ظاهراً .
وعلى كل حال فذكره لإحاطة العذاب {من فوقهم ومن تحت أرجلهم} وعدم ذكره لبقية الجهات ـ في الحقيقة ـ هو لوضوح المطلب ، وإضافة إلى ذلك فإن نار العذاب اذا امتدت ألسنتها من تحت الأرجل ونزلت على الرؤوس ، فإنها تحيط بجميع البدن أيضاً وتغشى جميع أطرافه وجوانبه .
وأساساً فإنّ هذا التعبير مستعمل في اللغة العربية ، إذ يقال مثلا : إن فلاناً غارق من قرنه إلى قدمه في مستنقع الفسق وعدم العفة ، أي إن جميع وجوده غارق في هذا الذنب ، وبهذا يرتفع الإشكال عند المفسّرين في ذكر القرآن للجهة العليا «من فوقهم» والجهة السفلى «من تحتهم» والسكوت عن الجهات الأربع الأُخرى ، ويتّضح المراد منه بالتقرير الذي بيّناه!
أمّا جملة {ذوقوا ما كنتم تعملون} التي يظهر أن قائلها هو الله تعالى ، فهي بالإضافة إلى أنّها نوع من العقوبة النفسية لمثل هؤلاء الأشخاص ، فهي كاشفة عن هذه الحقيقة ، وهي أن عذاب الله ليس إلاّ انعكاساً للأعمال التي يقوم بها الإنسان نفسه في النشأة الآخرة ! .
_____________
1- الامثل ، ناصر مكارم الشيرازي ، ج10 ، ص85-91 .
2 ـ لنا في هذا الصدد بحث مفصّل بيّناه في ذيل الآية (103) من سورة الكهف .
3 ـ «البغتة» مشتقة من «البغت» على زنة «وقت» ومعناه التحقق المفاجىء وغير المنتظر لأمر .
4 ـ لمزيد الإيضاح يراجع ـ في هذا الصدد تفسير الآية (123) من سورة آل عمران .
5 ـ يرى بعض المفسّرين أن كلمة «يوم» متعلقة بفعل محذوف مقدر ، وقال بعضهم : هو متعلق بـ «محيطة» .
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
اللجنتان العلمية والتحضيرية تناقش ملخصات الأبحاث المقدمة لمؤتمر العميد العالمي السابع
|
|
|