المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

الشراب ام المعاصي
8-7-2019
Otto Toeplitz
31-5-2017
الحشرات التي تصيب القمح (الحنطة)
19-6-2017
استلة الهستونات Histone Acetylation
6-8-2018
من أصل أبي سعيد عبّاد العصفريّ.
2023-08-08
مستويات الاتصال
8-1-2022


انتصار الصادق على الحصار الفكري  
  
3597   03:10 مساءً   التاريخ: 17-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : الانوار البهية في تواريخ الحجج الالهية
الجزء والصفحة : ص145-147.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام جعفر بن محمد الصادق / قضايا عامة /

روى الشيخ ابن شهر أشوب (رحمه اللّه) عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر أن المنصور قد كان همّ بقتل ابي عبد اللّه (عليه السلام) غير مرة فكان اذا بعث اليه ودعاه ليقتله فاذا نظر اليه هابه ولم يقتله، غير أنه منع الناس عنه، ومنعه من القعود للناس، واستقصى عليه أشد الاستقصاء، حتى انه كان يقع لاحدهم مسألة في دينه في نكاح او طلاق او غير ذلك فلا يكون علم ذلك عندهم ولا يصلون اليه، فيعتزل الرجل وأهله ، قلت ويؤيد هذا الخبر ما رواه القطب الراوندي عن هارون بن خارجة، قال : كان رجل من اصحابنا طلق امرأته ثلاثاً، فسأل أصحابنا، فقالوا : ليس بشيء، فقالت امرأته : لا ارضى حتى تسأل ابا عبد اللّه، وكان بالحيرة اذ ذاك ايام ابي العباس، قال : فذهبت الى الحيرة ولم اقدر على كلامه، اذ منع الخليفة الناس من الدخول على ابي عبد اللّه (عليه السلام)، وانا انظر كيف التمس لقاءه، فاذا سواديّ عليه جبة صوف يبيع خياراً، فقلت له بكم خيارك هذا كله، قال بدرهم، فأعطيته درهماً وقلت له اعطني جبتك هذه فأخذتها ولبستها وناديت من يشتري خياراً ودنوت منه (عليه السلام)، فاذا غلام من ناحية ينادي يا صاحب الخيار، فقال (عليه السلام) لي لما دنوت منه ما أجود ما احتلت، أي شيء حاجتك، قلت اني ابتليت فطلقت اهلي في دفعة ثلاثاً فسألت اصحابنا فقالوا : ليس بشيء، وان المرأة قالت لا ارضى، حتى تسأل ابا عبد اللّه (عليه السلام)، فقال ارجع الى اهلك فليس عليك شيء.

 

وروى كش عن عنبسة قال سمعت ابا عبد اللّه (عليه السلام) يقول : اشكو الى اللّه وحدتي وتقلقلي من اهل المدينة حتى تقدموا وأراكم واسرّ بكم، فليت هذه الطاغية اذن لي فاتخذت قصراً فسكنته واسكنتكم معي، واضمن له ان لا يجيء من ناحيتنا مكروه ابداً.

اقول : لما منع الصادق من القعود للناس شقّ ذلك على شيعته، وصعب عليهم، حتى القى اللّه عز وجل في روع المنصور ان يسأل الصادق (عليه السلام) ليتحفه بشيء من عنده لا يكون لاحد مثله، فبعث اليه بمخصرة كانت للنبي (صلى اللّه عليه وآله)  طولها ذراع، ففرح بها فرحاً شديداً، وامر ان تشق له اربعة ارباع، وقسمها في اربعة مواضع ثم قال : ما جزاؤك عندي الا ان اطلق لك ونُفشي علمك لشيعتك، ولا اتعرض لك ولا لهم، فاقعد غير محتشم وافت الناس، ولا تكن في بلد أنا فيه، ففشا العلم عن الصادق (عليه السلام).

اقول : ويظهر من رواية المحاسن، ان الناس اجتمعوا عنده وتداكوا عليه حتى يأخذوا من علمه (عليه السلام)، والرواية هذه عن معاوية بن ميسرة بن شريح، قال : شهدت ابا عبد اللّه (عليه السلام) في مسجد الخيف وهو في حلقة فيها نحو من مئتي رجل، وفيهم عبد اللّه بن شبرمة فقال يا أبا عبد اللّه انّا نقضي بالعراق فنقضي من الكتاب والسنّة، وترد علينا المسألة فنجتهد فيها بالرأي قال : فانصت الناس جميع من حضر للجواب واقبل ابو عبد اللّه (عليه السلام) على من يمينه، يحدثهم، فلما رأى الناس ذلك اقبل بعضهم الى بعض، وتركوا الانصات، ثم تحدثوا ما شاء اللّه، ثم ان ابن شبرمة قال يا أبا عبد اللّه، انّا قضاة العراق، وانّا نقضي بالكتاب والسنة، وانه ترد علينا اشياء ونجتهد فيها بالرأي، قال : فأنصت جميع الناس للجواب، واقبل ابو عبد اللّه (عليه السلام) على من على يساره يحدثهم، فلما رأى الناس ذلك اقبل بعضهم على بعض وتركوا الانصات، ثم ان ابن شبرمة سكت ما شاء اللّه ثم عاد لمثل قوله، فاقبل ابو عبد اللّه (عليه السلام) فقال : أي رجل كان عليّ بن ابي طالب (عليه السلام) فقد كان عندكم بالعراق ولكم فيه خبر، قال فأطراه ابن شبرمة وقال فيه قولاً عظيماً، فقال له ابو عبد اللّه (عليه السلام) فان عليّاً أبى ان يدخل في دين اللّه الرأي، وان يقول في شيء من دين اللّه بالرأي والمقاييس.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.