أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-5-2022
1569
التاريخ: 17-04-2015
3720
التاريخ: 17-04-2015
3603
التاريخ: 21/11/2022
1920
|
روى الشيخ ابن شهر أشوب (رحمه اللّه) عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر أن المنصور قد كان همّ بقتل ابي عبد اللّه (عليه السلام) غير مرة فكان اذا بعث اليه ودعاه ليقتله فاذا نظر اليه هابه ولم يقتله، غير أنه منع الناس عنه، ومنعه من القعود للناس، واستقصى عليه أشد الاستقصاء، حتى انه كان يقع لاحدهم مسألة في دينه في نكاح او طلاق او غير ذلك فلا يكون علم ذلك عندهم ولا يصلون اليه، فيعتزل الرجل وأهله ، قلت ويؤيد هذا الخبر ما رواه القطب الراوندي عن هارون بن خارجة، قال : كان رجل من اصحابنا طلق امرأته ثلاثاً، فسأل أصحابنا، فقالوا : ليس بشيء، فقالت امرأته : لا ارضى حتى تسأل ابا عبد اللّه، وكان بالحيرة اذ ذاك ايام ابي العباس، قال : فذهبت الى الحيرة ولم اقدر على كلامه، اذ منع الخليفة الناس من الدخول على ابي عبد اللّه (عليه السلام)، وانا انظر كيف التمس لقاءه، فاذا سواديّ عليه جبة صوف يبيع خياراً، فقلت له بكم خيارك هذا كله، قال بدرهم، فأعطيته درهماً وقلت له اعطني جبتك هذه فأخذتها ولبستها وناديت من يشتري خياراً ودنوت منه (عليه السلام)، فاذا غلام من ناحية ينادي يا صاحب الخيار، فقال (عليه السلام) لي لما دنوت منه ما أجود ما احتلت، أي شيء حاجتك، قلت اني ابتليت فطلقت اهلي في دفعة ثلاثاً فسألت اصحابنا فقالوا : ليس بشيء، وان المرأة قالت لا ارضى، حتى تسأل ابا عبد اللّه (عليه السلام)، فقال ارجع الى اهلك فليس عليك شيء.
وروى كش عن عنبسة قال سمعت ابا عبد اللّه (عليه السلام) يقول : اشكو الى اللّه وحدتي وتقلقلي من اهل المدينة حتى تقدموا وأراكم واسرّ بكم، فليت هذه الطاغية اذن لي فاتخذت قصراً فسكنته واسكنتكم معي، واضمن له ان لا يجيء من ناحيتنا مكروه ابداً.
اقول : لما منع الصادق من القعود للناس شقّ ذلك على شيعته، وصعب عليهم، حتى القى اللّه عز وجل في روع المنصور ان يسأل الصادق (عليه السلام) ليتحفه بشيء من عنده لا يكون لاحد مثله، فبعث اليه بمخصرة كانت للنبي (صلى اللّه عليه وآله) طولها ذراع، ففرح بها فرحاً شديداً، وامر ان تشق له اربعة ارباع، وقسمها في اربعة مواضع ثم قال : ما جزاؤك عندي الا ان اطلق لك ونُفشي علمك لشيعتك، ولا اتعرض لك ولا لهم، فاقعد غير محتشم وافت الناس، ولا تكن في بلد أنا فيه، ففشا العلم عن الصادق (عليه السلام).
اقول : ويظهر من رواية المحاسن، ان الناس اجتمعوا عنده وتداكوا عليه حتى يأخذوا من علمه (عليه السلام)، والرواية هذه عن معاوية بن ميسرة بن شريح، قال : شهدت ابا عبد اللّه (عليه السلام) في مسجد الخيف وهو في حلقة فيها نحو من مئتي رجل، وفيهم عبد اللّه بن شبرمة فقال يا أبا عبد اللّه انّا نقضي بالعراق فنقضي من الكتاب والسنّة، وترد علينا المسألة فنجتهد فيها بالرأي قال : فانصت الناس جميع من حضر للجواب واقبل ابو عبد اللّه (عليه السلام) على من يمينه، يحدثهم، فلما رأى الناس ذلك اقبل بعضهم الى بعض، وتركوا الانصات، ثم تحدثوا ما شاء اللّه، ثم ان ابن شبرمة قال يا أبا عبد اللّه، انّا قضاة العراق، وانّا نقضي بالكتاب والسنة، وانه ترد علينا اشياء ونجتهد فيها بالرأي، قال : فأنصت جميع الناس للجواب، واقبل ابو عبد اللّه (عليه السلام) على من على يساره يحدثهم، فلما رأى الناس ذلك اقبل بعضهم على بعض وتركوا الانصات، ثم ان ابن شبرمة سكت ما شاء اللّه ثم عاد لمثل قوله، فاقبل ابو عبد اللّه (عليه السلام) فقال : أي رجل كان عليّ بن ابي طالب (عليه السلام) فقد كان عندكم بالعراق ولكم فيه خبر، قال فأطراه ابن شبرمة وقال فيه قولاً عظيماً، فقال له ابو عبد اللّه (عليه السلام) فان عليّاً أبى ان يدخل في دين اللّه الرأي، وان يقول في شيء من دين اللّه بالرأي والمقاييس.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|