أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-8-2016
3307
التاريخ: 22-8-2016
3195
التاريخ: 17/11/2022
2131
التاريخ: 12/11/2022
1382
|
قدّم السيد أمير علي، المؤرّخ والعالم الشهير شرحاً وافياً حول الظروف الاجتماعية والسياسية للمجتمع الإسلامي في فترة حكم هشام بشكل واضح: بموت يزيد الثاني وصلت الخلافة إلى هشام أخوه، واستتبت له الأُمور عندما قمع الثورات الداخلية وأخمد نار المعارك الخارجية، لأنّ قبائل التركمان وخزر كانت تضغط من الشمال على الحكومة المركزية في تلك الفترة، وفي الشرق كان القادة العباسيون يمهّدون الأُمور للقضاء على الحكم الأموي، وفي الداخل كانت نار غضب الخوارج وحقدهم و كانوا شجعاناً بسلاء مستعرة أيضاً، فمكان خيرة شبان العرب في هذه النزاعات إمّا أن يقتلوا في الحروب الأهلية أو يكونوا ضحية سياسة التشاؤم والحسد لبلاط الخلافة الفاسد، لأنّه ونتيجة للثقة العمياء التي منحها الخليفة السابق لوزرائه ورجال بلاطه، صار الحكم بيد أُناس أنانيين غير جديرين، فأثاروا لعجزهم وسوء تدبيرهم للحكم كراهية الناس وغضبهم ؛ ومن المؤكد كان هناك القليل من الرجال الكبار والشخصيات البارزة الذين كانوا يقومون بواجباتهم ووظائفهم الثقيلة بكل جدية واهتمام غير انّ الاهتمام بالدين كان آخر ما يفكّر فيه الناس، وكان الدين بين رجال البلاط وأتباع الجهاز الحاكم على وشك الزوال، لأنّهم لا همّ لهم غير اللهث وراء مصالحهم.
وفي ذلك العصر الخطير والحسّاس كان المجتمع الإسلامي يحتاج إلى ذراع قوية تنقذ سفينة الحكم المنهارة من الغرق، ومن هنا كان من الطبيعي أن يحتاج هشام إلى امتيازات وخصوصيات يستطيع في ظلها أن يواجه المشكلات التي أحاطت العالم الإسلامي من كلّ حدب وصوب، والأمر الذي لا شكّ فيه هو انّ هشام أفضل من الخليفة السابق يزيد، لأنّ جهاز الخلافة في عهده كان قد طهر من وجود العناصر الفاسدة وخلف فيه التروي والوقار النزق، وطهُر المجتمع من وجود الطفيليين الذين هم عالة على المجتمع، غير انّ مبالغة هشام في الصلابة وصلت إلى الغلظة والاضطهاد، وتطبّع اقتصاده بطابع البخل، وقد أدّى قصوره الأخلاقي والإنساني إلى تدهور الأوضاع إلى الأسوأ، لأنّه كان رجلاً سطحي التفكير، مستبداً، سيّء الظن، ومن هنا لم يثق بأي أحد، واتّخذ من التجسّس والخديعة وسيلة للقضاء على المؤامرات التي كانت تحاك ضده، ولأنّه كان سريع التصديق كان يقتل خيرة رجال السلطة بمجرد السعاية فيهم أو سوء الظن بهم، وأدّت هذه المبالغة في إساءة الظن إلى أن يكون لتنحية ولاة الأمصار وقادته نتائج وخيمة.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|