أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-7-2020
2267
التاريخ: 28-3-2017
3201
التاريخ: 2024-03-08
714
التاريخ: 2024-06-02
670
|
لا أحد يمكنه أن يفكر في النحل لمدة طويلة دون أن يفكر في الأزهار ايضا. ويعتقد دعاة التطور أن الأزهار الملونة والنحل البدائي قد تطورا معا، فالنحلة تحصل على غذائها من الأزهار التي تنجذب لها من خلال الوانها الجميلة، فالزهرة تعلن عن سلعتها بألوانها حتى تضمن حدوث التلقيح pollination. يوجد السكر الطبيعي في عصارة النبات في صورة سكروز sucrose. والسكروز جزيء كيماوي عبارة عن: مزيج من نوعين من السكر البسيط، هما الجلوكوز والفركتوز glucose and fructose ، اللذين كانا يسميان قديما باسم dextrose and levulose.
وتوصف هذه السكريات بأنها سكريات أحادية monosaccharides، فسكر مثل السكروز يتكون من اتحاد سكريين أحاديين يسميان ال disaccharide. وهذه السكريات تفرز عن طريق غدد الرحيق في صورة رحيق سكري ومحلول مائي.
إن غدد الرحيق nectarines ليست مجرد ثقوب في النبات تسمح للعصارة بالخروج، لكنها أعضاء نشطة تختار من العصارة المواد التي سوف تفرز في صورة رحيق nectar، وفي بعض أنواع النباتات يتحلل السكروز بشكل جزئي أو بشكل كلى إلى مكونات احادية التسكر monosaccharides قبل أن تفرز في صورة رحيق. وعلى هذا فالرحيق قد يختلف في محتوياته، فقد يحتوي على سكروز نقي مخلوط من السكروز ، الجلوكوز ، الفركتوز ، أو في صورة نوعين فقط من السكريات الأحادية هما الجلوكوز والفركتوز .
على سبيل المثال ، الكشمش Ribes ( الكشمش الأسود والاحمر ) يمثل المجموعة الأولى ، وأغلب أنواع البرسيم clovers تمثل المجموعة الثانية ، وتمثل نباتات الجنس brassica مثل اللفت rape ، الخردل mustard ، كرنب الكيل kale ، المجموعة الأخيرة من حيث الترتيب التفاضلي لدى النحل. وفي ازهار نباتات المجموعة الأخيرة تزيد نسبة السكروز عن نسبة الفركتوز، ولهذا السبب فإن العسل الناتج من هذه الأزهار يتحبب granulates بسرعة، ويحدث هذا غالبا في أقراص العسل.
توجد غدد الرحيق في أماكن متعددة من الأزهار، لكنها توجد عادة بالقرب من قواعد الأسدية stamens ، ويتوقف ذلك على نوع النبات الحامل للزهرة ، ففي التفاح تكون هذه الغدد معرضة للخارج ، وفي البرسيم تختفي هذه الغدد داخل الزهرة المعقدة التركيب نوعا.
في حالة غدد الرحيق المختفية يكون الرحيق غير معرض لتأثير العوامل البيئية، مثل : الرياح ، الأمطار ، كما أن الأمر يتطلب وجود حشرات ذات خرطوم طويل لتتمكن من البحث عن الرحيق داخل الزهرة ، الأمر الذي يعني الحاجة إلى أنواع خاصة من النحل.
كما رأينا ، فأنواع مختلفة من الأزهار تفرز أنواعا مختلفة ومتنوعة من الرحيق ، تختلف أيضا في نسبة متوسط تركيز الرحيق الناتج ، هذان العاملان سوف يؤثران على انجذاب النحل تجاه الأزهار ، وهو أمر شديد الأهمية لحاجة الأزهار إلى التلقيح، كما هو الحال في المحصول المنافس crop competition اللي حصل من وجوده على نتائج معاكسة ، ولتوضيح الأمر نأخذ التفاح ، مثلا ، الذي ينتج رحيق به 25% سكر، وهي نسبة لا تساعد على جذب النحل في حالة وجود محصول آخر ، مثل كرنب الكيل ينتج رحيقا به 50% سكر ، هذا هو ما نطلق عليه المحصول المنافس، وايضا في هذه الحالة فإن نوع السكر سوف يجعل النحل اشد انجذابا إلى كرنب الكيل.
تختلف النسبة المئوية للسكر في الرحيق الذي تكونه الأزهار المختلفة من 5% لزهرة الربيع primrose إلى 70٪ لزهرة قسطلة الهند البيضاء ( قسطل الحصان ) white horsechestnut ، ويختلف تركيز السكر وكميته في الرحيق المفرز ، في نفس نوع النبات الواحد وذلك باختلاف البيئة التي ينمو فيها النبات ، وايضا في النبات الواحد باختلاف الأحول الجوية ، تعطى النباتات أفضل ما لديها في البيئة التي تطورت ونمت فيها : فنبات الخلنج heather يحتاج إلى تربة حامضية وكمية امطار كبيرة نوعا، ويعطي البرسيم الأبيض white clover أفضل ما لديه في التربة الجيرية أو القلوية الطينية alkaline clays.
تختلف ايضا كمية ونوع الرحيق باختلاف المحصول الواحد، حيث تتعرض بعض النباتات بشكل فردي للجفاف والعطش من النباتات الأخرى معها في نفس الحقل. ويحدث هذا الأمر في بعض السنوات للبرسيم الأبيض في الأراضي الجيرية الخفيفة ، في حين أن نفس النوع والمنزرع في تربة طينية جيرية يظل ينتج الرحيق بشكل جيد ( أرجو أن تلاحظ انني هنا لا أقصد أن التربة الصالحة للبرسيم ، في حالة زراعته كمحصول علف ، هي التربة الجيرية أو الرملية ، فالتربة الصالة للبرسيم في الطينية الخالية من الأملاح ، ولكن ما قصدته هو ان مقدار الرحيق وجودته تكون أفضل في انواع التربة سالفة الذكر).
هناك تقلبات قصيرة الأمد ، مثل الطقس البارد ، الذي سوف يعمل على تقليل معدل الرحيق المفرز أو حتى يوقفه تماما ، في حين أن الطقس الدافئ سوف يعمل على زيادة الرحيق المفرز ، وسوف يقف إفراز الرحيق تماما في الجو الحار جدا ، حيث تبدأ النباتات في الذبول .
كما أن المطر قد يعمل على غسيل الرحيق من غدد الرحيق المفتوحة كما هو الحل في التفاح، كما أن الشمس والرياح الخفيفة تعمل على تجفيف الماء في الرحيق ما يؤدي إلى تركيز السكر ورفع نسبته في الحلول. إن شجرة التفاح تنتج رحيقا من الأزهار في الجانب من الشجرة المواجه للشمس تركيز السكر فيه 52٪ ، وتنتج الأزهار في الجانب غير المواجه للشمس رحيقا تركيز السكر فيه 20 %.
إن كل العوامل سالفة الذكر تؤثر في مقدار العسل الذي سيتمكن النحل من جمعه وتخزينه في المستعمرة، وهي لذلك عوامل شديدة الأهمية للنحالين beekeeper عندما يرغبون في نقل نحلهم إلى أماكن المحاصيل المنزرعة.
إن كثافة العلف في المنطقة، وملاءمة النباتات للمنطقة المنزرعة، وجودة الأحوال الجوية، كلها عوامل تتحكم في قرار النحل عند تحديد المدة التي يبقى فيها النحل في المنطقة بدون تخزين. وعلى العموم، فكمية الرحيق في أي منطقة هي كمية محدودة، والكمية التي يمكن لخلية واحدة جمعها من مساحة محصولية معينة ، يمكن لخليتين جمعهما من نصف المساحة ولكن بضعف الجهد والعمل وبضعف التكاليف والنفقات . كما أن العناية يجب أن توضع في الاعتبار حتى لا ينخفض محصول الرحيق .
ولكي يكون النحال ناجحا يجب أن يكون ملما ببعض المعارف النباتية، فيجب أن يعرف أنواع الأزهار المنتشرة في الريف، والنباتات التي تحمل هذه الأزهار، وأيضا الطرق والأساليب المستخدمة في مقاومة الحشرات والحشائش، كلها أمور سوف تساعدك في الحصول على إنتاج كبير من العسل وحماية الخلايا من أضرار المبيدات السامة.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|