القسمة أو التطريد الصناعي من أهم العمليات التي يمارسها مربي النحل بغرض إكثار المستعمرات وزيادة عدد الخلايا، وهي عملية يمكن للنحل التحكم في موعد إجرائها بخلاف التطريد الطبيعي الذي يحدد النحل موعده ، ويجب أن يضع النحال في اعتباره أن عملية التقسيم لا تؤثر على قوة المستعمرة إذا تمت العملية قبيل موسم الفيض أو قبيل حلول الشتاء إذا أجريت العملية بعد انتهاء موسم الفيض ، ويلجأ النحل إلى عملية التقسيم لزيادة عدد المستعمرات بنسبة 10 - 15٪ كل عام لتعويض ما يفقد من المستعمرات أثناء الشتاء وما قد يموت من الملكات.

مواصفات المستعمرات التي يمكن تقسيمها:

يشترط في المستعمرات التي يمكن تقسيمها أن تكون قوية مزدحمة بالنحل والعسل وحبوب اللقاح والحضنة. وتجرى عملية التقسيم عادة في أوائل الربيع ، من منتصف فبراير إلى أول إبريل لكي يكون هناك متسعا من الوقت لاستكمال هذه المستعمرات لقوتها قبل حلول فصل الشتاء. وقت التقسيم بعد انتهاء الموسم ، وفي مثل هذه الحالة تقسم المستعمرة القوية إلى مستعمرتين بحيث يكون صندوقا الطائفتين موضوعين فوق بعضهما ويفصل بينهما حاجز من السلك ، وكل مستعمرة على رأسها ملكة حديثة ، ولكل منها مدخل مستقل.

في الربيع يمكن نقل الخلية العلوية وجعلها كخلية حديثة قائمة بذاتها ، أو قد تضم إلى الخلية الأم قرب حلول موسم الفيض لتصبح مستعمرة واحدة قوية لها القدرة على جمع كمية كبيرة من العسل ، أو قد تستعمل في تقوية إحدى الطوائف الأخرى بالمنحل.

إعداد المستعمرات للتقسيم

- تغذية المستعمرات التي سيجرى عليها التقسيم حتى تنشط الملكة في وضع البيض.

- إعداد الخلايا الفارغة.

- إعداد الأقراص الشمعية أو الإطارات المزودة بالأساسات الشمعية لكي تضاف إلى الخلايا الجديدة.

- تربية ملكات من سلالة ممتازة لإدخالها على المستعمرات الجديدة حتى لا يضيع وقت المستعمرة في تربية الملكات.

طرق التقسيم

تختلف طرق التقسيم باختلاف قوة المستعمرة كما يلي:

- إنتاج مستعمرتين جديدتين

في المستعمرات القوية يجري رفع بعض الأقراص المحتوية على الحضنة والعسل وحبوب اللقاح ما عليها من نحل من هذه الخلية القوية ، وتوضع في خلية فارغة ، يستحسن إدخال ملكة جديدة ملقحة أو عذراء أو بيت ملكي إلى المستعمرة الجديدة ، على أن تكون الملكة من سلالة ممتازة ، ويسد مدخل الخلية الأصلية بالحشائش الخضراء ، ثم تنقل وتوضع في مكان الخلية الجديدة ، وتوضع الخلية الجديدة مكانها ، وذلك حتى تزداد قوتها بعودة النحل السارح إليها. وبعد يوم أو اثنين يقوم النحل بقرض الحشائش والخروج من الخلية بالتدريج ليتعود على مكانه الجديد ، تجرى هذه

العملية في أوائل الربيع ، وتترك النوية لتكوين مستعمرة جديدة.

- إنتاج مستعمرة واحدة من مستعمرتين أو أكثر

يفضل الكثيرون اتباع هذه الطريقة في تقسيم المستعمرات، لأنها لا تتسبب في ضعف الخلايا المقسمة، ولإجراء هذه الطريقة ترفع بعض الأقراص المحتوية على الحضنة والعسل وحبوب اللقاح بدون نحل من مستعمرة أو أكثر تبعا لقوة المستعمرة المشتركة في هذه العملية ، ثم تؤخذ الشغالات اللازمة من مستعمرة واحدة فقط ، وذلك بأن توضع الأقراص المأخوذة من المستعمرات في خلية فارغة. مع إدخال ملكة أو بيت ملكي عليها ، ثم توضع هذه الخلية بجوار المستعمرة التي سيؤخذ منها النحل، حيث ترفع بعض أقراصها ويهز ما عليها من نحل بداخل الخلية التي سيوضع بها القسم الجديد ثم يسد مدخل الخلية التي أخذ منها النحل بالحشائش الخضراء ، وتنقل الخلية المحتوية على القسم الجديد في مكانها لكي يعود لها النحل السارح Field bees.

تقسيم مستعمرة قوية إلى عدد من النوريات

قبل إجراء هذه العملية يفضل رفع ملكة المستعمرة القوية قبل التقسيم بيومين أو ثلاثة حتى يشعر النحل في هذه المستعمرة بغياب الملكة، فيقل ميله للسروح، ثم تؤخذ هذه الملكة وتدخل على مستعمرة بحاجة لها، أو عمل نواة صغيرة بنقلها مع قرصين يحتويان على الحضنة بما عليهما من نحل، ويستحسن عدم تقسيم المستعمرات القوية إلى أكثر من 3 نويات، وتقسيم المستعمرات متوسطة القوة إلى نويتين.

يجب أن تجرى عملية التقسيم في الربيع قبل موسم الفيض ولا يجري التقسيم في منتصف موسم الفيض حتى لا يتعطل النحل في إنتاج العسل إلا في حالة إنتاج الطرود للبيع.