المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24
أثر التبدل المناخي على الزراعة Climatic Effects on Agriculture
2024-11-24
نماذج التبدل المناخي Climatic Change Models
2024-11-24
التربة المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
نظرية زحزحة القارات وحركة الصفائح Plate Tectonic and Drifting Continents
2024-11-24

الإعلام الجديد
7-8-2022
Lipid Use by the Tissues
6-10-2021
التكبر و التواضع
2024-05-16
حفص بن سوقة العمري
22-7-2017
خِدمة الناس
29-3-2022
برنامج في التربية العلمية للإعدادية المهنية
2024-02-13


مقتل يحيى بن عمر و ذكر بعض أعقابه  
  
5230   05:36 مساءً   التاريخ: 15-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص76-80.
القسم :

هو يحيى بن عمر بن يحيى بن الحسين بن زيد الشهيد ، و يكنى بأبي الحسن، و أمّه أمّ الحسن بنت الحسين بن عبد اللّه بن اسماعيل بن عبد اللّه بن جعفر الطيار (رضى اللّه عنه)، خرج في ايام المتوكل بخراسان فأخذ و جي‏ء به الى‏ المتوكل فأمر به أن يضرب بالسوط و أن يحبس في حبس الفتح بن خاقان، فمكث في السجن برهة ثم أطلق.

 فذهب الى بغداد و مكث فيها مدّة من الزمن، ثم ذهب الى الكوفة، و خرج في ايام المستعين باللّه، و لمّا أراد الخروج ابتدأ بزيارة قبر أبي عبد اللّه (عليه السلام) ثم أظهر عزمه على الخروج فوافقه جمع من الزوّار فخرجوا و جاءوا الى قرية شاهي فلمّا جنّ الليل دخلوا الكوفة فبدأ أصحابه بأخذ البيعة من أهل الكوفة قائلين : أيها الناس اجيبوا داعي اللّه ؛ فاجتمع إليه خلق عظيم و بايعوه فلمّا أصبحوا أخذ يحيى كل ما في بيت المال و انفقه على الناس، و كان يتعامل معهم بالعدل و القسط و الاحسان و كانوا يحبونه كثيرا، فجمع عبد اللّه بن محمود والي الكوفة جيشا و خرج لحرب يحيى، فهجم عليه يحيى و ضربه على وجهه فانهزم و انهزم جيشه و كان يحيى شجاعا قويّا.

 ذكر أبو الفرج في قوته انّ يحيى كان له عمود حديد ثقيل يكون معه في منزله و كان ربما سخط على العبد أو الأمة من حشمه فيلوي العمود في عنقه فلا يقدر أحد أن يحلّه عنه حتى يحلّه يحيى (رضى اللّه عنه‏) ؛ و على أية حال، فقد شاع خبره في الامصار و البلدان، فلمّا وصل الخبر الى بغداد أرسل محمد بن عبد اللّه بن طاهر ابن عمّه الحسين بن اسماعيل في جيش لحرب يحيى، فخرج أهل بغداد معه بكره و اجبار لميلهم الباطني الى يحيى ؛ فلمّا تلاقى الجيشان حدثت حروب و حوادث بينهما في قرية (شاهي) و انهزم هيضم- أحد قواد جيش يحيى- بعد ما نشبت الحرب و حمى الوطيس، فتزعزع جيش يحيى و قوي جيش العدو، فلمّا رأى ذلك يحيى قاتل قتالا شديدا حتى أثخن بالجراح و وقع على الارض فجاء إليه سعد الضبابي فحزّ رأسه و جاء به الى الحسين بن اسماعيل و لم يعرف انّه رأسه لكثرة الجراحات في وجهه ثم أرسل الرأس الى بغداد لمحمد بن عبد اللّه بن طاهر ثم أرسل الى‏ سر من رأى للمستعين ثم أرجع الى بغداد و نصب فيها، فضجّ أهل بغداد و تألّموا و انكروا قتله، لحبّهم ايّاه، و ذلك لما رأوا من حسن معاشرته و تورّعه عن أخذ الاموال و الكفّ عن الدماء و العدل و الاحسان، ثم دخل على محمد بن عبد اللّه بن طاهر جمع يهنئونه،  و دخل عليه أيضا أبو هشام الجعفري و قال : أيها الأمير جئت لأهنّئك بقتيل لو كان رسول اللّه (صلى الله عليه واله) حيّا لعزّيته فيه، فلم يجبه محمد فخرج أبو هشام من عنده و قال:

يا بني طاهر كلوه وبيّا            انّ لحم النبي غير مريّ‏

انّ وترا يكون طالبه اللّه‏           لوتر نجاحه بالحريّ‏

ثم أمر محمد بإرسال أهل بيت يحيى اسرى الى خراسان، و قال : انّ رؤوس أولاد الأنبياء في أيّ بيت كانت تكون سببا لزوال نعمة ذلك البيت و بركته.

 روى أبو الفرج عن ابن عمار قال : و أدخل الأسارى من أصحاب يحيى الى بغداد و لم يكن فيما رؤي قبل ذلك من الأسارى أحد لحقه ما لحقهم من العسف و سوء الحال، و كانوا يساقون و هم حفاة سوقا عنيفا فمن تأخر ضربت عنقه، فورد كتاب المستعين بتخلية سبيلهم فخلّوا الّا رجلا يعرف باسحاق بن جناح كان صاحب شرطة يحيى بن عمر، فانّه لم يزل محبوسا حتى مات ؛ فأخرج (رحمه اللّه) بثيابه ملفوفا في كساء قومسي‏ على نعش حتى جاءوا به الى خربة فطرح على الأرض و ألقي عليه حائط (رحمة اللّه عليه‏) ؛ على أية حال كان يحيى رجلا شريفا ورعا متديّنا كثير الخير و الاحسان عطوفا رءوفا محام عن الطالبيين محبا لهم محسنا إليهم، فلذا أثّر قتله في قلوب الناس و تألّموا كثيرا صغيرهم‏

و كبيرهم، و كان استشهاده سنة (250) هـ و رثاه جمع كثير و من المراثي:

بكت الخيل شجوها بعد يحيى‏              و بكاه المهنّد المصقول‏

و بكاه العراق شرقا و غربا                و بكاه الكتاب و التنزيل‏

و المصلّى و البيت و الركن‏                و الحجر جميعا له عليه عويل‏

كيف لم تسقط السماء علينا                يوم قالوا أبو الحسين قتيل‏

و بنات النبي يندبن شجوا                  موجعات دموعهنّ همول‏

و يرثين للرزيّة بدرا                        فقده مفظع عزيز جليل‏

قطعت وجهه سيوف الأعادي‏             بابي وجهه الوسيم الجميل‏

قتله مذكر لقتل عليّ‏                        و حسين يوم أوذي الرسول‏

صلوات الاله وقفا عليهم‏                            ما بكى موجع و حنّ ثكول‏

و من أعقاب الحسين ذي الدمعة السيد الاجل النسابة العلامة النحرير بهاء الدين عليّ بن غياث الدين عبد الكريم النيلي النجفي ابن عبد الحميد بن عبد اللّه بن احمد بن الحسين بن عليّ بن غياث الدين العالم التقي (و هو الذي هجم عليه جمع من اعراب شط «سواره» فأخذوا ثيابه و أرادوا أخذ سرواله فمنعهم فقتلوه) ابن السيد جلال الدين عبد الحميد الذي يروي عنه محمد بن جعفر المشهدي في المزار الكبير ابن العالم الفاضل المحدث عبد اللّه التقي النسابة، ابن نجم الدين اسامة نقيب العراق ابن النقيب شمس الدين أحمد بن النقيب ابي الحسن عليّ بن السيد الفاضل النسابة ابي طالب محمد بن عليّ عمر الشريف الرئيس الجليل مير الحاج سنة (339) و الذي وضع الحجر الأسود مكانه بعد ما جاء القرامطة الى مكة و نزعوا الحجر عن مكانه و جاءوا به الى الكوفة و وضعوه في الاسطوانة السابعة في المسجد، و أشار أمير المؤمنين (عليه السلام) الى هذه الواقعة في اخباره بالمغيبات حيث قال و هو بالكوفة : لا بد أن يصلب على هذه السارية و أشار الى الاسطوانة السابعة و لهذه الوقعة حكاية طويلة، و هذا السيد الجليل هو الذي بنى قبّة جدّه أمير المؤمنين (عليه السلام) من خالص ماله ابن يحيى النسابة نقيب النقباء القائم بالكوفة ابن الحسين النسابة النقيب الطاهر ابن أبي عاتقة احمد المحدّث ابن أبي عمر بن يحيى بن الحسين ذي الدمعة بن زيد الشهيد بن الامام زين العابدين (عليه السلام) .

 و اعلم انّ بهاء الدين عليّ المذكور ذو مناقب كثيرة و فضائل حميدة، و من تأليفاته الشريفة التي اعتمد عليها نقدة الاخبار و سدنة الآثار و نقلوا عنها : كتاب «الأنوار المضيئة»، و «الدرّ النضيد» و كتاب «سرور أهل الايمان في علامات ظهور صاحب الزمان عجل اللّه فرجه» و كتاب «الغيبة و الانصاف في الرد على صاحب الكشاف» و «شرح المصباح الصغير للشيخ» و غيرها من الكتب.

و هو استاذ الشيخ الحسن بن سليمان الحلّي صاحب «مختصر البصائر»، و ابن فهد الحلّي، و تلميذ الشيخ الشهيد و فخر المحققين و السيد عميد الدين، و جدّه محمد الشريف الجليل ابن عمر بن يحيى بن الحسين النسابة بن ابي عاتقة احمد المحدث.

 و قال صاحب عمدة الطالب في حقه : و كان وجيها متموّلا لم يملك أحد من العلويين ما ملك من الأملاك و الأموال و التنايا ، قيل انّه زرع في سنة واحدة ثمانية و سبعين ألف جريبا ، و من أغرب حكاياته انّه كان جالسا في الديوان و المطهر بن عبد اللّه وزير عضد الدولة ابن بويه في الديوان، فورد عليه توقيع فيه : انّ رسول القرامطة يصل الى الكوفة فينبغي أن تكتب الى الكوفة في تهيئة أسبابه، فأرى الوزير الشريف ذلك التوقيع و أشار إليه بأن يرسل الى الكوفة من يقيم برسم الخدمة مع ذلك الرسول و يهيّئ له منزلا ينزله و ما يحتاج إليه.

 ثم اشتغل الوزير ببعض مهمات الديوان ساعة و التفت فرأى الشريف جالسا، فقال : أيّها الشريف انّ هذا الامر ليس مما يتهاون به و لا يتكاسل فيه، فقال الشريف : قد أرسلت الى الكوفة بالخبر و أتى الجواب بتهيئة الاسباب، فتعجّب الوزير من ذلك و سأله، فأخبره انّ‏ عنده ببغداد طيورا كوفية و بالكوفة طيورا بغداديّة، فلمّا أمر الوزير بما أمر به أشرت بان يكتب الى الكوفة على الطير بذلك و جاء الخبر بوصول الكتاب و امتثال الاشارة .

و من أعقاب الحسين ذي الدمعة، السيد الأجل بهاء الشرف نجم الدين أبو الحسن محمد بن الحسن بن أحمد بن عليّ بن محمد بن عمر بن يحيى بن الحسين النسابة بن أحمد المحدّث بن عمر بن يحيى بن الحسين ذي الدمعة، الذي جاء اسمه في اوّل الصحيفة الكاملة، و يروي عنه عميد الرؤساء، و يروي أيضا عنه جمع آخر غيره كابن سكون و جعفر بن عليّ والد الشيخ محمد ابن المشهدي و الشيخ هبة اللّه بن نما و غيرهم عليهم الرضوان.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.