المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17761 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



تفسير الآية (63-66) من سورة يوسف   
  
3762   02:47 صباحاً   التاريخ: 8-7-2020
المؤلف : المرجع الإلكتروني للمعلوماتية
الكتاب أو المصدر : تفاسير الشيعة
الجزء والصفحة : ......
القسم : القرآن الكريم وعلومه / التفسير الجامع / حرف الياء / سورة يوسف /

 

قال تعالى:{ فَلَمَّا رَجَعُوا إِلى أَبِيهِمْ قَالُوا يَأَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكتَلْ وإِنَّا لَهُ لَحَفِظونَ(63) قَالَ هَلْ ءَامَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلا كمَا أَمِنتُكُمْ عَلى أَخِيهِ مِن قَبْلُ فَاللَّهُ خَيرٌ حَفِظاً وهُوأَرْحَمُ الرَّحِمِينَ(64) ولَمَّا فَتَحُوا مَتَعَهُمْ وَجَدُوا بِضعَتَهُمْ رُدَّت إِلَيهِمْ قَالُوا يَأَبَانَا مَا نَبْغِى هَذِهِ بِضعَتُنَا رُدَّت إِلَيْنَا ونَمِيرُ أَهْلَنَا ونحْفَظ أَخَانَا ونَزْدَادُ كَيْلَ بَعِير ذَلِك كيْلٌ يَسِيرٌ(65) قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكمْ حَتى تُؤْتُونِ مَوْثِقاً مِّنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنى بِهِ إِلا أَن يحَاط بِكُمْ فَلَمَّا ءَاتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ}[يوسف: 63 - 66]​.

تفسير مجمع البيان
- ذكر الطبرسي في تفسير هذه  الآيات (1) :

{ فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ} قيل: أنهم لما دخلوا على يعقوب وسلموا عليه سلاما ضعيفا فقال :لهم يا بني ما لكم تسلمون سلاما ضعيفا وما لي لا أسمع فيكم صوت شمعون فقالوا: يا أبانا إنا جئناك من عند أعظم الناس ملكا ولم ير الناس مثله حكما وعلما وخشوعا وسكينة ووقارا ولئن كان لك شبيه فإنه يشبهك ولكنا أهل بيت خلقنا للبلاء إنه اتهمنا وزعم أنه لا يصدقنا حتى ترسل معنا بابن يامين برسالة منك إليه ليخبره من حزنك وما الذي أحزنك وعن سرعة الشيب إليك وذهاب بصرك وقوله { منع منا الكيل} معناه :منع منا فيما يستقبل إن لم نأته بأخينا لقوله فلا كيل لكم عندي { فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا} ابن يامين { نكتل } أي: نأخذ الطعام بالكيل إن أرسلته اكتلنا وإلا فمنعنا الكيل ومن قرأ يكتل بالياء فالمعنى يأخذ أخونا ابن يامين وقر بعير يكتال له.

 { وإنا له لحافظون } من أن يصيبه سوء ومكروه {قال } يعقوب { هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ} أي: لا آمنكم على ابن يامين في الذهاب به إلا كامني على يوسف ضمنتم لي حفظه ثم ضيعتموه أوأهلكتموه أوغيبتموه عني وإنما قرعهم بحديث يوسف وإلا فقد كان يعلم أنهم في هذه الحال لا يفعلون ما لا يجوز { فالله خير حافظا } أي: حفظ الله خير من حفظكم {وهو أرحم الراحمين } يرحم ضعفي وكبر سني ويرده علي.

 وورد في الخبر أن الله سبحانه قال فبعزتي لأردنهما إليك من بعد ما توكلت علي { ولما فتحوا متاعهم } يعني: أوعية الطعام { وجدوا بضاعتهم ردت إليهم قالوا يا أبانا ما نبغي } أي: ما نطلب في منع أخينا عنه وقيل معناه: ما نطلب بما أخبرناك عن ملك مصر الكذب وقيل معناه: أي شيء نطلب وراء هذا أوفى لنا الكيل ورد علينا الثمن عن قتادة وأراد أن تطيب نفس يعقوب فيبعث ابنه معهم وتم الكلام ثم قالوا ابتداء { هذه بضاعتنا ردت إلينا } أي: فلا ينبغي أن نخاف على أخينا ممن قد أحسن إلينا هذا الإحسان وقيل المراد ما نريد منك دراهم تعطيناها نرجع بها إليه بل تكفينا في الرجوع إليه بضاعتنا هذه فإن الملك إذا فعلنا ما أمرنا به في أخينا يفي بما وعدنا وأرسله معنا :{ ونمير أهلنا } أي: نجلب إليهم الطعام { ونحفظ أخانا } في السفر حتى نرده إليك { ونزداد كيل بعير } لأجله لأنه كان يكال لكل رجل وقر بعير { ذلك كيل يسير } أي: ذلك كيل سهل أي: يسهل على الذي يمضي إليه عن الزجاج والمعنى أنه هين على الملك لا يصعب عليه ولا يظهر في ماله وقيل معناه إن الذي جئناك به كيل قليل لا يقنعنا فنحتاج أن نضيف إليه كيل بعير أخينا عن الجبائي وقيل يسير على من يكتاله لا مئونة فيه ولا مشقة عن الحسن وهذا كله تنبيه منهم على وجه الصواب في إرساله معهم.

 فلما رأى يعقوب (عليه السلام) رده البضاعة وتحقق عنه إكرام الملك إياهم وعزم على إرسال ابن يامين معهم { قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ} أي تعطونني ما يوثق به من يمين أوعهد من الله { لتأتنني به } أي: لتردنه إلى قال ابن عباس يعني حق تحلفوا لي بحق محمد خاتم النبيين (صلى الله عليه وآله وسلّم) وسيد المرسلين أي لا تغدروا بأخيكم ولتأتنني به اللام فيه لجواب القسم.

 { إلا أن يحاط بكم } أي: إلا أن تهلكوا جميعا عن مجاهد وقيل إلا أن تغلبوا حتى لا تطيقوا ذلك عن قتادة والمعنى إلا أن يحال بينكم وبينه حتى لا تقدروا على الإتيان به عن الزجاج { فلما آتوه موثقهم } أي: أعطوه عهودهم وحلفوا له بحق محمد ومنزلته من ربه عن ابن عباس { قال } يعقوب { اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ} أي: شاهد حافظ إن أخلفتم انتصف لي منكم وفي هذا دلالة على وجوب التوكل على الله سبحانه في جميع المهمات والتفويض إليه في كل الأمور وفيها دلالة أيضا على أن يعقوب (عليه السلام) إنما أرسل ابن يامين معهم لأنه علم أنهم لما كبروا ندموا على ما كان فرط منهم في أمر يوسف ولم يصروا على ذلك ولهذا وثق بهم وإنما عيرهم بحديث يوسف حثا لهم على حفظ أخيهم .

___________________

1- تفسير مجمع البيان، الطبرسي،ج5،ص426-427.

تفسير الكاشف
- ذكر محمد جواد مغنية في تفسير هذه  الآيات (1) :

{ فَلَمَّا رَجَعُوا إِلى أَبِيهِمْ قالُوا يا أَبانا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ ) في المستقبل ، يشيرون بذلك إلى ما قاله يوسف لهم : { فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي . . } . ثم قالوا لأبيهم : { فَأَرْسِلْ مَعَنا أَخانا نَكْتَلْ وإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ } وعدوه بحفظه وصيانته كيلا يضن به عليهم { قالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَما أَمِنْتُكُمْ عَلى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ } الذي فعلتم به ما فعلتم . . ثم انصرف عنهم ، والتجأ إلى اللَّه ، وقال : { فَاللَّهُ خَيْرٌ حافِظاً وهُوأَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ } فأنا أعتمد في صيانة ولدي على حفظ اللَّه ، لا حفظكم ، وهو يرحم ضعفي وشيخوختي . وقيل : ان اسم ولده الأصغر الذي طلبه يوسف كان بنيامين .

{ ولَمَّا فَتَحُوا مَتاعَهُمْ وَجَدُوا بِضاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ } فأسرعوا إلى أبيهم مسرورين و{ قالُوا يا أَبانا ما نَبْغِي } أي ما ذا نطلب من عزيز مصر ؟ . وبأي شيء نعتذر له إذا لم نأته بأخينا ، وقد أكرمنا بما ترى من رد الثمن ؟ . { هذِهِ بِضاعَتُنا رُدَّتْ إِلَيْنا } قيل : كانت نعالا وجلودا ، وقال بعض المفسرين الجدد :

انهم وجدوا بضاعتهم ولم يجدوا قمحا ، وان يوسف لم يعطهم شيئا ليضطرهم إلى العودة بأخيهم . . وهذا خطأ لأنه يتنافى مع ظاهر القرآن ، وهوقوله : { أَلا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ } بالإضافة إلى أن منع الطعام عن الأهل والأقربين مع شدة حاجتهم إليه قسوة ولؤم ، ويوسف ( عليه السلام ) أجلّ وأعظم ، أما قولهم :

منع عنا الكيل فالمراد به منع ثانية وفي المستقبل كما أشرنا .

{ ونَمِيرُ أَهْلَنا } نأتيهم بالميرة ، وهي الطعام { ونَحْفَظُ أَخانا } من كل مكروه { ونَزْدادُ كَيْلَ بَعِيرٍ } لأن يوسف كان يعطي للرجل حمل بعير واحد اقتصادا في الطعام كي ينال منه الجميع ، فإذا صحبوا أخاهم معهم ازدادوا حملا من الطعام { ذلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ } أي ان زيادة الحمل ميسرة مع وجود أخينا ، أما بدونه فلا لأن العزيز لا يبيع للرجل إلا حملا واحدا في هذه الأزمة المجدبة . .

ورأى يعقوب ان الحاجة ماسة إلى الطعام ، لأن ما جاؤوا به من مصر أوشك على النفاد ، فاستسلم لضغط الحاجة ، لا لضغط أبنائه ، بالإضافة إلى ثقته بالعزيز بعد ان سمع الكثير عنه ، ورأى من صنعه مع أولاده . { قالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقاً مِنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلَّا أَنْ يُحاطَ بِكُمْ } . أذن لهم بأخيهم بنيامين على أن يعطوه عهدا أكيدا ان يرجعوه إليه سليما معافى إلا أن ينزل بهم ما لم يكن في الحسبان { فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قالَ اللَّهُ عَلى ما نَقُولُ وَكِيلٌ } . فأعطوه العهد الذي أراد ، وأكدوا الايمان بأنهم يفدونه بالأرواح ، وعندها قال : اللَّه وحده هو الشاهد على عهدكم هذا ، فان وفيتم جازاكم أحسن الجزاء ، وان غدرتم كافأكم بأشد العقوبات .

________________

1- التفسير الكاشف، محمد جواد مغنية،ج4، صفحه 335-336.

تفسير الميزان
- ذكر الطباطبائي في تفسير هذه الآيات (1) :

الآيات تقتص رجوع إخوة يوسف (عليه السلام) من عنده إلى أبيهم وإرضاءهم أباهم أن يرسل معهم أخا يوسف من أمه للاكتيال ثم مجيئهم ثانيا إلى يوسف وأخذ يوسف أخاه إليه عن حيلة احتالها لذلك.

قوله تعالى:{ فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} الاكتيال أخذ الطعام كيلا إن كان مما يكال، قال الراغب: الكيل كيل الطعام يقال: كلت له الطعام إذا توليت له ذلك، وكلته الطعام إذا أعطيته كيلا، واكتلت عليه إذا أخذت منه كيلا، قال تعالى:{ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس - يستوفون - وإذا كالوهم}.(المطففين 1-3)

وقوله:{قالوا يا أبانا منع منا الكيل} أي لولم نذهب بأخينا ولم يذهب معنا إلى مصر، بدليل قوله:{فأرسل معنا أخانا} فهوإجمال ما جرى بينهم وبين عزيز مصر من أمره بمنعهم من الكيل أن لم يأتوا إليه بأخ لهم من أبيهم، يقصونه لأبيهم ويسألونه أن يرسله معهم ليكتالوا ولا يحرموا.

وقولهم:{أخانا} إظهار رأفة وإشفاق لتطييب نفس أبيهم من أنفسهم كقولهم:{وإنا له لحافظون} بما فيه من التأكيد البالغ.

قوله تعالى:{ قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} قال في المجمع،: الأمن اطمئنان القلب إلى سلامة الأمر يقال: أمنه يأمنه أمنا انتهى فقوله:{هل آمنكم عليه} إلخ، أي هل اطمأن إليكم في ابني هذا إلا مثل ما اطمأننت إليكم في أخيه يوسف من قبل هذا فكان ما كان.

ومحصله أنكم تتوقعون مني أن أثق فيه بكم وتطمئن نفسي إليكم كما وثقت بكم واطمأننت إليكم في أخيه من قبل وتعدونني بقولكم:{وإنا له لحافظون} أن تحفظوه كما وعدتم في يوسف بقولكم:{وإنا له لحافظون} وقد أمنتكم بمثل هذا الأمن على يوسف فلم تغنوا عني شيئا وجئتم بقميصه الملطخ بالدم أن الذئب أكله وأمني لكم على هذا الأخ مثل أمني على أخيه من قبل أمن لمن لا يغني أمنه والاطمئنان إليه شيئا ولا بيده حفظ ما سلم إليه واؤتمن له.

وقوله:{ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} تفريع على سابق كلامه:{هل آمنكم عليه} إلخ، وتفيد الاستنتاج أي إذا كان الاطمئنان إليكم في أمره لغا لا أثر له ولا يغني شيئا فخير الاطمئنان والاتكال ما كان اطمئنانا إلى الله سبحانه من حيث حفظه، وإذا تردد الأمر بين التوكل عليه والتفويض إليه وبين الاطمئنان إلى غيره كان الوثوق به تعالى هو المختار المتعين.

وقوله:{وهو أرحم الراحمين} في موضع التعليل لقوله:{فالله خير حافظا} أي إن غيره تعالى ربما أمن في أمر واؤتمن عليه في أمانة سلم له فلم يرحم المؤتمن وضيع الأمانة لكنه سبحانه أرحم الراحمين لا يترك الرحمة في محل الرحمة ويترحم العاجز الضعيف الذي فوض إليه أمرا وتوكل عليه، ومن يتوكل على الله فهو حسبه.

ومن هنا يظهر أن مراده (عليه السلام) ليس بيان لزوم اختياره تعالى في الاعتماد عليه من جهة أنه سبب مستقل في سببيته غير مغلوب البتة بخلاف سائر الأسباب وإن كان الأمر كذلك قال تعالى:{ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ }: الطلاق: 3 كيف والاطمئنان إلى غيره تعالى بهذا المعنى من الشرك الذي يتنزه عنه ساحة الأنبياء، وقد نص تعالى على أن يعقوب (عليه السلام) من المخلصين أهل الاجتباء وأنه من الأئمة الهداة المهديين، وهو(عليه السلام) يعترف في قوله:{إلا كما أمنتكم على أخيه من قبل} أنه أمنهم على يوسف ولو كان من الشرك لم يقدم عليه البتة.

على أنه أمنهم على أخي يوسف أيضا بعد ما أعطوه موثقا من الله تعالى كما تدل عليه الآيات التالية.

بل يريد بيان لزوم اختياره تعالى في الاطمئنان إليه دون غيره من جهة أنه تعالى متصف بصفات كريمة يؤمن معها أن يستغش عباده المتوكلين عليه المسلمين له أمورهم فإنه رءوف بعباده رحيم غفور ودود كريم حكيم عليم ويجمع الجميع أنه أرحم الراحمين على أنه لا يغلب في أمره لا يقهر في مشيته، وأما الناس إذا أمنوا على أمر واطمأن إليهم في شيء فإنهم أسراء الأهواء وملاعب الهوسات النفسانية ربما أخذتهم كرامة النفس وشيمة الوفاء وصفة الرحمة فحفظوا ما في اختيارهم أن يحفظوه  ولا يخونوه  وربما خانوا ولم يحفظوا.

على أنهم لا استقلال لهم في قدرة ولا استغناء لهم في قوة  وإرادة.

وبالجملة مراده (عليه السلام) أن الاطمئنان إلى حفظ الله سبحانه خير من الاطمئنان إلى حفظ غيره لأنه تعالى أرحم الراحمين لا يخون عبده فيما أمنه عليه واطمأن فيه إليه بخلاف الناس فإنهم ربما لم يفوا لعهد الأمانة ولم يرحموا المؤتمن المتوسل بهم فخانوه، ولذلك لما كلف بنيه ثانيا أن يؤتوه موثقا من الله قال:{ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ } فاستثنى ما ليس في اختيارهم من الحفظ وهو حفظه إذا أحيط بهم فإنه فوق استطاعتهم ومقدرتهم وليسوا بمسئولين عنه، وإنما سألهم الموثق في إتيانه فيما لا يخرج من اختيارهم كالقتل والنفي ونحو ذلك فافهم ذلك.

ومما تقدم يظهر أن في قوله (عليه السلام):{وهو أرحم الرحمين} نوع تعريض لهم وتلويح إلى أنهم لم يستوفوا الرحم - أولم يرحموه أصلا - في أمر يوسف حين أمنهم عليه، والآية على أي حال في معنى الرد لما سألوه.

قوله تعالى:{ وَلَمَّا فَتَحُوا مَتَاعَهُمْ وَجَدُوا بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ} إلى آخر الآية.

البغي هو الطلب ويستعمل كثيرا في الشر ومنه البغي بمعنى الظلم والبغي بمعنى الزنا، وقال في المجمع،: الميرة الأطعمة التي تحمل من بلد إلى بلد ويقال: مرتهم أميرهم ميرا: إذا أتيتهم بالميرة، ومثله: امترتهم امتيارا.  انتهى.

وقوله:{يا أبانا ما نبغي} استفهام أي لما فتحوا متاعهم ووجدوا بضاعتهم ردت إليهم وكان ذلك دليلا على إكرام العزيز لهم وأنه غير قاصد بهم سوءا وقد سلم إليهم الطعام ورد إليهم الثمن فكان ذهابهم إلى مصر للامتيار خير سفر نفعا ودرا راجعوا أباهم وقالوا: يا أبانا ما الذي نطلب من سفرنا إلى مصر وراء هذا؟ فقد أوفى لنا الكيل ورد إلينا ما بذلناه من البضاعة ثمنا.

فقولهم:{ يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا} أرادوا به تطييب نفس أبيهم ليرضى بذهاب أخيهم معهم لأنه في أمن من العزيز وهم يحفظونه كما وعدوه و{لذلك عقبوه بقولهم:{ وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ} أي سهل.

وربما قيل: إن{ما} في قوله:{ما نبغي} للنفي أي ما نطلب بما أخبرناك من العزيز وإكرامه لنا الكذب فهذه بضاعتنا ردت إلينا، وكذا قيل: إن اليسير بمعنى القليل أي إن الذي جئنا به إليك من الكيل قليل لا يقنعنا فنحتاج إلى أن نضيف إليه كيل بعير أخينا.

قوله تعالى:{ قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ} الموثق بكسر الثاء ما يوثق به ويعتمد عليه، والموثق من الله هو أمر يوثق به ويرتبط مع ذلك بالله وإيتاء موثق إلهي وإعطاؤه هو أن يسلط الإنسان على أمر إلهي يوثق به كالعهد واليمين بمنزلة الرهينة، والمعاهد والمقسم بقوله عاهدت الله أن أفعل كذا أو بالله لأفعلن كذا يراهن كرامة الله وحرمته فيضعها رهينة عند من يعاهده أويقسم له، ولولم يف بما قال خسر في رهينته وهو مسئول عند الله لا محالة.

والإحاطة من حاط بمعنى حفظ ومنه الحائط للجدار الذي يدور حول المكان ليحفظه والله سبحانه محيط بكل شيء أي مسلط عليه حافظ له من كل جهة لا يخرج ولا شيء من أجزائه من قدرته، وأحاط به البلاء والمصيبة أي نزل به على نحو انسدت عليه جميع طرق النجاة فلا مناص له منه، ومنه قولهم: أحيط به أي هلك أو فسد أو انسدت عليه طرق النجاة والخلاص قال تعالى:{ وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا}: الكهف: 42، وقال:{ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}: يونس: 22 ومنه قوله في الآية:{إلا أن يحاط بكم} أي أن ينزل بكم من النازلة ما يسلب منكم كل استطاعة وقدرة فلا يسعكم الإتيان به إلي.

والوكالة نوع تسلط على أمر يعود إلى الغير ليقوم به، وتوكيل الإنسان غيره في أمر تسليطه عليه ليقوم في إصلاحه مقامه، والتوكل عليه اعتماده والاطمئنان إليه في أمر، وتوكيله تعالى والتوكل عليه في الأمور ليس بعناية أنه خالق كل شيء ومالكه ومدبره بل بعناية أنه أذن في نسبة الأمور إلى مصادرها والأفعال إلى فواعلها وملكها إياها بنحو من التمليك وهي فاقدة للأصالة والاستقلال في التأثير والله سبحانه هو السبب المستقل القاهر لكل سبب الغالب عليه فمن الرشد إذا أراد الإنسان أمرا وتوصل إليه بالأسباب العادية التي بين يديه أن يرى الله سبحانه هو السبب الوحيد المستقل بتدبير الأمر وينفي الاستقلال والأصالة عن نفسه وعن الأسباب التي استعملها في طريق الوصول إليه فيتوكل عليه سبحانه.

فليس التوكل هو قطع الإنسان أو نفيه نسبة الأمور إلى نفسه أو إلى الأسباب بل هو نفيه دعوى الاستقلال عن نفسه وعن الأسباب وإرجاع الاستقلال والأصالة إليه تعالى مع إبقاء أصل النسبة غير المستقلة التي إلى نفسه وإلى الأسباب.

ولذلك نرى أن يعقوب (عليه السلام) فيما تحكيه الآيات من توكله على الله لم يلغ الأسباب ولم يهملها بل تمسك بالأسباب العادية فكلم أولا بنيه في أخيهم ثم أخذ منهم موثقا من الله ثم توكل على الله وكذا فيما وصاهم في الآية الآتية بدخولهم من أبواب متفرقة ثم توكله على ربه تعالى.

فالله سبحانه على كل شيء وكيل من جهة الأمور التي لها نسبة إليها كما أنه ولي لها من جهة استقلاله بالقيام على الأمور المنسوبة إليها وهي عاجزة عن القيام بها بحول وقوة، وأنه رب كل شيء من جهة أنه المالك المدبر لها.

ومعنى الآية:{قال} يعقوب لبنيه:{لن أرسله} أي أخاكم من أم يوسف{معكم حتى تؤتون} وتعطوني{موثقا من الله} أثق به وأعتمد عليه من عهد أويمين{لتأتنني به} واللام للقسم ولما كان إيتاؤهم موثقا من الله إنما كان يمضي ويفيد فيما كان راجعا إلى استطاعتهم وقدرتهم استثنى فقال{إلا أن يحاط بكم} وتسلبوا الاستطاعة والقدرة{فلما آتوه موثقهم} من الله{قال} يعقوب{الله على ما نقول وكيل} أي إنا قاولنا جميعا فقلت وقلتم وتوسلنا بذلك إلى هذه الأسباب العادية للوصول إلى غرض نبتغيه فليكن الله سبحانه وكيلا على هذه الأقاويل يجريها على رسلها فمن التزم بشيء فليأت به كما التزم وإن تخلف فليجازه الله وينتصف منه.

_____________________________

1- تفسير الميزان ،الطباطبائي،ج11،ص177-181.

تفسير الامثل
- ذكر الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسير هذه  الآيات (1) :

موافقة يعقوب:

رجع اُخوة يوسف إلى كنعان فرحين حاملين معهم المتاع الثمين، لكنّهم كانوا يفكّرون بمصيرهم في المستقبل وأنّه لو رفض الأب ولم يوافق على سفر أخيهم الصغير (بنيامين) فإنّ عزيز مصر سوف لن يستقبلهم، كما إنّه لا يعطيهم حصّتهم من الحبوب والمؤن.

ومن هنا يقول القرآن: { فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ} ولا سبيل لنا للحصول عليه إلاّ أن ترسل معنا أخانا { فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ}(2) وكن على يقين من أنّنا سوف نحافظ عليه ونمنعه من الآخرين {وإنّا له لحافظون}.

أمّا الأب الشيخ الكبير الذي لم يمح صورة (يوسف) عن ذاكرته مرّ السنين فإنّه حينما سمع هذا الكلام استولى عليه الخوف وقال لهم معاتباً: { هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ} فكيف تتوقّعون منّي أن أطمئن بكم واُلبّي طلبكم واُوافق على سفر ولدي وفلذّة كبدي معكم إلى بلاد بعيدة، ولا زلت أذكر تخلفّكم في المرّة السابقة عن عهدكم، ثمّ أضاف { فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}هذه العبارة لعلّها إشارة إلى ما تحدّثت به نفس يعقوب من أنّه يصعب عليّ أن اُوافق على سفر بنيامين معكم وقد عرفت سوؤكم في المرّة السابقة، لكن حتّى لو وافقت على ذلك فإنّني أتّكل على الله سبحانه وتعالى الذي هو أرحم الراحمين وأطلب رعايته وحفظه منه لا منكم.

الآية السابقة لا تدلّ على الموافقة القطعيّة وقبوله لطلبهم، وإنّما هي مجرّد إحتمال منه حيث أنّ الآيات القادمة تظهر أنّ يعقوب لم يكن قد وافق على طلبهم إلاّ بعد أن أخذ منهم العهود والمواثيق، والإحتمال الآخر هو أنّ هذه الآية لعلّها إشارة إلى يوسف، حيث كان يعلم إنّه على قيد الحياة (وسوف نقرأ في الآيات القادمة إنّه كان على يقين بحياة يوسف) فدعا له بالحفظ.

ثمّ إنّ الاُخوة حينما عادوا من مصر { وَلَمَّا فَتَحُوا مَتَاعَهُمْ وَجَدُوا بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ} فشاهدوا أنّ هذا الأمر هو برهان قاطع على صحّة طلبهم، فجاؤوا إلى أبيهم و { قَالُوا يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا}(3) وهل هناك فضل وكرم أكثر من هذا أن يقوم حاكم أجنبي وفي ظروف القحط والجفاف، بمساعدتنا ويبيع لنا الحبوب والمؤن ثمّ يردّ إلينا ما دفعناه ثمناً له؟!

ثمّ أنّه ردّ بضاعتنا علينا بشكل خفي بحيث لا يستثير فينا الخجل ـ أليس هذا غاية الجود والكرم؟! فياأبانا ليس هناك مجال للتأخير ـ ابعث معنا أخانا لكي نسافر ونشتري الطعام {ونمير أهلنا} (4)وسوف نكون جادّين في حفظ أخينا {ونحفظ أخانا}، وهكذا نتمكّن من أن نشتري كيل بعير من الحبوب {ونزداد كيل بعير} وإنّنا على يقين في أنّ سماحة العزيز وكرمه ـ سوف يسهّلان حصوله و {ذلك كيل يسير}.(5)

وفي كلّ الأحوال ـ رفض يعقوب إرسال إبنه بنيامين معهم، ولكنّه كان يواجه إصرار أولاده بمنطقهم القوي بحيث اضطرّ إلى التنازل على مطلبهم ولم يَر بدّاً من القبول، ولكنّه وافق بشرط: {قال لن أرسله معكم حتّى تؤتون موثقاً من الله لتأتنّني به إلاّ أن يحاط بكم}، والمقصود من قوله {موثقاً من الله} هو العهد واليمين المتضمّن لإسم الله سبحانه وتعالى، وأمّا جملة {إلاّ أن يحاط بكم} فهي في الواقع بمعنى ـ إلاّ إذا أحاطت بكم وغلبتكم الحوادث، ولعلّها إشارة إلى حوادث الموت أو غيرها من الحوادث والمصائب التي تسلب قدرة الإنسان وتقصم ظهره وتجعله عاجزاً.(6)

وذكر هذا الإستثناء دليل بازر على ذكاء نبي الله يعقوب وفطنته، فإنّه برغم حبّه الشديد لولده بنيامين لكنّه لم يحمل أولاده بما لا يطيقوا وقال لهم: إنّكم مسؤولون عن سلامة ولدي العزيز وأنّي سوف أطلبه منكم إلاّ أن تغلبكم الحوادث القاهرة، فحينئذ لا حرج عليكم.

وعلى كلّ حال فقد وافق اُخوة يوسف بدورهم على شرط أبيهم، وحينما أعطوه العهد والمواثيق المغلّظة قال يعقوب: { فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ}.

_________________

1- تفسير الامثل،مكارم الشيرازي،ج6،ص325-327.

2- (نكتل ) في الاصل من ( نكتال)من مادة (كيل) بمعنى أخذ الشيء.

3- يمكن أن تكون جملة ( ماينبغي) استفهامية ويكون تقديرها )مانبقى وراء ذلك) ويمكن أن تكون نافية وتقديرها:(( مانبغي بذلك الكذب-او مانبقى منك دراهم)).

4- (نمير) مأخوذة من مادة (مير) يعني حمل الطعام والمواد الغذائية.

5- ويراد من جملة :(ذلك كيل يسير) فضلاً على ما- قبل في المتن ، ويحتمل أن يرادبه كان اخوة يوسف مرادهم  أن ماجئتنا به يصير كيل يسير ولو جاء أخانا الصغير معنا لحضينا بكيل اكثر من الغلة.

6- ورد هذا التغيير ، في موارد من القرأن الكريم يعني الهلاك والغناء وظنوا أنهم أحاط بهم)،(سورة يونس،الاية 23).و(احيط بثمره)(سورة الكهف، الاية 42)، ولكن في الواضح أنه لايرادفي الاية المزبورة هذا المعنى(هلاك) بل عذر يسلبا من الانسان القدرة والحركة.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .