المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

مدرسـة العلاقـات الانسانـية وأهـم نظريـاتهـا وتـجاربهـا في الادارة
3/11/2022
حرب الجمل
10-02-2015
المنتـج الجديـد New Product
19-3-2019
أثر المسجد في الحياة الاجتماعية
1-6-2022
أنواع الأعمال الإنشائية
2023-05-15
النظم الجغرافية
5-3-2022


رجوع حبابة الوالبيّة شبابها إليها  
  
6344   02:56 مساءً   التاريخ: 11-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص39-40.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / مناقب الإمام السجّاد (عليه السّلام) /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-04-2015 3512
التاريخ: 30-3-2016 3360
التاريخ: 11-04-2015 3072
التاريخ: 29/9/2022 1796

روى الشيخ الصدوق و غيره عن حبابة الوالبيّة انّها قالت: رأيت أمير المؤمنين (عليه السلام) في شرطة الخميس و معه درّة يضرب بها بيّاع الجريّ و المار ماهي و الزمّار و الطافي و يقول لهم: يا بيّاعي مسوخ بني اسرائيل و جند بني مروان، فقام إليه فرات بن الأحنف فقال له: يا أمير المؤمنين فما جند بني مروان؟

فقال له: أقوام حلقوا اللحاء و فتلوا الشوارب، فلم أر ناطقا أحسن نطقا منه ثم أتبعته فلم أزل أقفو أثره حتى قعد في رحبة المسجد، فقلت له : يا أمير المؤمنين ما دلالة الامامة رحمك اللّه؟ فقال لي: ائتني بتلك الحصاة - و أشار بيده الى حصاة- فأتيته بها فطبع لي فيها بخاتمه، ثم قال لي : يا حبابة إذا ادّعي مدّع الامامة فقدر أن يطبع كما رأيت فاعلمي انّه امام مفترض الطاعة و الامام لا يعزب عنه شي‏ء يريده.

قالت: ثم انصرفت حتى قبض أمير المؤمنين (عليه السلام) فجئت الى الحسن (عليه السلام) و هو في مجلس أمير المؤمنين و الناس يسألونه، فقال لي : يا حبابة الوالبيّة، فقلت: نعم يا مولاي، فقال: هاتي‏ ما معك ، قلت: فأعطيته الحصاة ، فطبع لي فيها كما طبع أمير المؤمنين (عليه السلام) .

قالت: ثم أتيت الحسين (عليه السلام) و هو في مسجد الرسول (صلى الله عليه واله) فقرّب و رحّب بي ثم قال لي : انّ في الدلالة دليلا على ما تريدين، أ فتريدين دلالة الامامة؟ فقلت: نعم يا سيدي، فقال : هاتي ما معك، فناولته الحصاة فطبع لي فيها.

قالت: ثم أتيت عليّ بن الحسين (عليه السلام) و قد بلغ بي الكبر الى أن أعييت و أنا أعدّ يومئذ مائة و ثلاث عشرة سنة، فرأيته راكعا ساجدا مشغولا بالعبادة، فيئست من الدلالة فأومأ إليّ بالسبابة فعاد إليّ شبابي، قالت: فقلت : يا سيدي كم مضى من الدنيا و كم بقي؟ قال: امّا ما مضى فنعم (أي اخبرك به) و امّا ما بقي فلا، قالت: ثم قال لي: هاتي ما معك، فأعطيته الحصاة فطبع لي فيها.

ثم أتيت أبا جعفر (عليه السلام) فطبع لي فيها، ثم أتيت أبا عبد اللّه (عليه السلام) فطبع لي فيها، ثم أتيت أبا الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) فطبع لي فيها، ثم أتيت الرضا (عليه السلام) فطبع لي فيها، ثم عاشت حبابة الوالبيّة بعد ذلك تسعة أشهر على ما ذكره عبد اللّه بن هشام‏ .

 ولا يخفى انّ حبابة الوالبية امرأة شيعية عاقلة كاملة جليلة عالمة بالحلال و الحرام، كثيرة العبادة، و لقد لصقت بطنها بظهرها من كثرة الاجتهاد في العبادة، و احترقت جبهتها من كثرة السجود، و كانت تزور الحسين (عليه السلام) كثيرا فكلما ازداد ذهاب الناس الى معاوية ازداد ذهابها الى الحسين (عليه السلام) و لقد شفيت من البرص ببركة بصاقه الشريف.

و هي التي قالت: رأيت محمد الباقر (عليه السلام) في المسجد الحرام عند العصر و الناس حوله مجتمعون يسألونه عن الحلال و الحرام فما قام من مجلسه حتى أجاب على ألف مسألة و أفتى بها.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.