المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 16356 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
حرمة زواج زوجة الاب
2024-05-01
{ولا تعضلوهن}
2024-05-01
{وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى اذا حضر احدهم الـموت}
2024-05-01
الثقافة العقلية
2024-05-01
بطاقات لدخول الجنة
2024-05-01
التوبة
2024-05-01

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


تفسير الآية(81-83) من سورة هود  
  
4968   03:12 مساءً   التاريخ: 7-6-2020
المؤلف : المرجع الإلكتروني للمعلوماتية
الكتاب أو المصدر : تفاسير الشيعة
الجزء والصفحة : ......
القسم : القرآن الكريم وعلومه / التفسير الجامع / حرف الهاء / سورة هود /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-4-2020 4185
التاريخ: 5-6-2020 4874
التاريخ: 4-5-2020 2553
التاريخ: 13-6-2020 13670

 

قال تعالى :{ قَالُوا يَلُوط إِنَّا رُسلُ رَبِّك لَن يَصِلُوا إِلَيْك فَأَسرِ بِأَهْلِك بِقِطع مِّنَ الَّيْلِ وَلا يَلْتَفِت مِنكمْ أَحَدٌ إِلا امْرَأَتَك إِنَّهُ مُصِيبهَا مَا أَصابهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصبْحُ أَ لَيْس الصبْحُ بِقَرِيب(81) فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَلِيَهَا سافِلَهَا وَأَمْطرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيل مَّنضود(82) مُّسوَّمَةً عِندَ رَبِّك ومَا هِىَ مِنَ الظلِمِينَ بِبَعِيد} [هود: 81 - 83]

تفسير مجمع البيان
- ذكر الطبرسي في تفسير هذه  الآيات (1) :

ولما رأت الملائكة ما لقيه لوط من قومه {قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ} أرسلنا لهلاكهم فلا تغتم {لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ} أي: لا ينالونك بسوء أبدا { فأسر بأهلك} أي: سر بأهلك ليلا وقال السدي لم يؤمن بلوط إلا ابنتاه.

{ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ} أي: في ظلمة الليل عن ابن عباس وقيل: بعد طائفة من الليل عن قتادة وقيل: في نصف من الليل عن الجبائي {وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ} قيل: في معناه وجوه أحدها : لا ينظر أحد منكم وراءه عن مجاهد كأنهم تعبدوا بذلك للنجاة بالطاعة في هذه العبادة  والثاني : لا يلتفت أحد منكم إلى ماله ولا متاعه بالمدينة وليس معنى يلتفت من الرؤية عن الجبائي كأنه أراد في أن النظر إليهم عبرة فلم ينهوا عنها  والثالث  أن معناه ولا يتخلف منكم أحد عن ابن عباس  والرابع : أنه أمرهم أن لا يلتفتوا إذا سمعوا الوجبة والهدة.

 { إِلَّا امْرَأَتَكَ} وقيل: إنها التفتت حين سمعت الوجبة فقالت يا قوماه فأصابها حجر فقتلها وقيل إلا امرأتك معناه لا تسر بها { إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ} أي : يصيبها من العذاب ما أصابهم أمروه أن يخلفها في المدينة { إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ} لما أخبر الملائكة لوطا بأنهم يهلكون قوم لوط قال لهم أهلكوهم الساعة لضيق صدورهم بهم وشدة غيظه عليهم فقالوا: إن موعد إهلاكهم الصبح لم يجعل الصبح ظرفا وجعله خبر إن لأن الموعد هو الصبح وإنما قالوا له {أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ} تسلية له وقيل : إنه إنما قال لهم: أهلكوهم  ذلك وفي هذا دلالة على أن الله سبحانه إنما يهلك من يهلكه عند انقضاء مدته وإن ضاق صدر الغير به ويجوز أن يكون قد جعل الصبح ميقات إهلاكهم لأن النفوس فيه أودع والناس فيه أجمع { فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا} فيه أقوال  أحدها : جاء أمرنا الملائكة بإهلاك قوم لوط . والثاني : جاء العذاب كأنه قيل كن على التعظيم على طريق المجاز كما قال الشاعر :

فقالت له العينان سمعا وطاعة               وحدرنا كالدر لما يثقب(2)

 وعلى هذا فالأمر هو نفس العذاب  والثالث : جاء أمرنا بالعذاب { جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا} أي: قلبنا القرية أسفلها أعلاها فإن الله تعالى أمر جبرائيل (عليه السلام) فأدخل جناحه تحت الأرض فرفعها حتى سمع أهل السماء صياح الديكة ونباح الكلاب ثم قلبها ثم خسف بهم الأرض فهم يتجلجلون فيها إلى يوم القيامة فعلى هذا يكون معنى جعلنا جعل بأمرنا وإنما أضافه إلى نفسه لأنه أمره به { وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً} أي:وأمطرنا على القرية أي على الغائبين منها حجارة عن الجبائي وقيل : أمطرت الحجارة على تلك القرية حين رفعها جبرائيل وقيل: إنما أمطرت عليهم الحجارة بعد أن قلبت قريتهم تغليظا للعقوبة وقيل: كانت أربع مدائن وهي المؤتفكات سدوم وعاموراء ودوما وصبوايم وأعظمها سدوم وكان لوط يسكنها قال أبو عبيدة :يقال مطر في الرحمة وأمطر في العذاب {من سجيل} أي: سنك كل عن ابن عباس وسعيد بن جبير بين بذلك صلابتها ومباينتها للبرد وأنها ليست من جنس ما جرت به عادتهم في سقوط البرد من الغيوم وقيل: إن السجيل الطين عن قتادة وعكرمة ويؤيده قوله لنرسل عليهم حجارة من طين وروي عن عكرمة أيضا أنه بحر معلق في الهواء بين الأرض والسماء منه أنزلت الحجارة وقال: الضحاك هو الآجر وقال الفراء هو طين قد طبخ حتى صار بمنزلة الأرحاء وقال: كان أصل الحجارة طينا فشددت عن الحسن وقيل إن السجيل سماء الدنيا عن ابن زيد فكانت تلك الحجارة منزلة من السماء الدنيا { منضود} هو من صفة سجيل أي: نضد بعضها على بعض حتى حجرا عن الربيع وقيل مصفوف في تتابع أي كان بعضها في جنب بعض عن قتادة وقيل يتبع بعضها بعضا عن ابن عباس « مسومة » هي من صفة الحجارة أي معلمة جعل فيها علامات تدل على أنها معدة للعذاب وقيل مطوقة بها نضخ من حمرة عن قتادة وعكرمة وقيل: كان مكتوبا على كل حجرة منها اسم صاحبها عن الربيع وقيل عليها سيماء لا تشاكل حجارة الأرض عن ابن جريج وقيل: مختومة عن الحسن والسدي وقيل مشهورة { عند ربك } أي: في علم ربك وقيل: في خزائن ربك التي لا يملكها غيره ولا يتصرف فيها أحد إلا بأمره { وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ} أي: وما تلك الحجارة من الظالمين من أمتك يا محمد ببعيد أراد بذلك إرهاب قريش وقال قتادة: ما أجار الله منها ظالما بعد قوم لوط فاتقوا الله وكونوا منه على حذر وقيل :يعني بذلك قوم لوط يريد أنها لم تكن تخطئهم وذكر أن حجرا بقي معلقا بين السماء والأرض أربعين يوما يتوقع به رجلا من قوم لوط كان في الحرم حتى خرج منه فأصابه. قال قتادة: وكانوا أربعة آلاف ألف .

__________________

1- تفسير مجمع البيان ،الطبرسي،ج5،ص315-317.

2- حدّر الشئ:شقّه.

تفسير الكاشف
- ذكر محمد جواد مغنية في تفسير هذه  الآيات (1) :

{ قالُوا يا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ } . قال الرازي : لما رأت الملائكة قلق لوط وحزنه بشّروه بأنواع البشارات : إحداها انهم رسل اللَّه .

ثانيها ان الكفار لا يصلون إلى ما هموا به ثالثها انه تعالى مهلكهم . رابعها انه ينجيه وأهله من العذاب . خامسها ان لوط في ركن شديد لأن اللَّه ناصره على القوم الظالمين .

{ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ ولا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُها ما أَصابَهُمْ } . طلب الملائكة من لوط ( عليه السلام ) ان يخرج ليلا بأهله ، وألا ينظر أحد منهم إلى ما وراءه . . وربما كانت الحكمة من ذلك ألا يرى الملتفت ما نزل في دياره من الهلاك فيرق ويحزن . . اما امرأة لوط فقد تركها بأمر اللَّه مع القوم الكافرين لأنها منهم ، فكان عليها ما عليهم من لعنة اللَّه وغضبه . { إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ } . هذا من كلام الملائكة ، ويومئ إلى الجواب عن استعجال من استعجل نزول الهلاك بالقوم .

{ فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا جَعَلْنا عالِيَها سافِلَها } . المراد بأمر اللَّه هنا حكمه وقضاؤه ، وضمير عاليها يعود إلى قرى لوط ، ومثله ضمير سافلها ، أي ان اللَّه سبحانه

خسف الأرض بتلك القرى ، وفي بعض التفاسير انها تبعد عن بيت المقدس ثلاثة أيام . { وأَمْطَرْنا عَلَيْها حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ } . وقد جاء تفسير السجيل بالطين في الآية 32 من سورة الذاريات : « لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ طِينٍ » والمنضود المتراكم بعضه فوق بعض أو ينزل متتابعا بعضه اثر بعض ، والمسومة التي لها علامة خاصة ، ولا تصيب إلا من يستحقها ، والمعنى ان اللَّه انزل على قرى لوط عذابين : المطر بهذه الحجارة ، والخسف .

{ وما هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ } . قال المفسرون : المراد بالظالمين هنا كفار مكة ، وان اللَّه توعدهم بما أصاب قوم لوط من الهلاك إن هم أصروا على تكذيب محمد ( صلى الله عليه واله ) . وليس هذا ببعيد ، مع العلم بأن كل ظالم في شرق الأرض وغربها معرّض لنزول العذاب به من السماء ، أومن المعذبين في الأرض . . فإن كل ثورة تحررية حدثت أو تحدث لا مصدر لها الا النقمة على الظلم وأهله ، والفساد وأنصاره .

____________________

1- التفسير الكاشف، محمد جواد مغنية،ج4، ص255-256.

تفسير الميزان
- ذكر الطباطبائي في تفسير هذه الآيات (1) :

قوله تعالى:{ قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ} إلى آخر الآية عدم وصولهم إليه كناية عن عدم قدرتهم على ما يريدون، والمعنى لما بلغ الأمر هذا المبلغ قالت الملائكة مخاطبين للوط: إنا رسل ربك فأظهروا له أنهم ملائكة وعرفوه أنهم مرسلون من عند الله، وطيبوا نفسه أن القوم لن يصلوا إليه ولن يقدروا أن يصيبوا منه ما يريدون فكان ما ذكره الله تعالى في موضع آخر من كلامه:{ولقد راودوه عن ضيفه فطمسنا أعينهم:} القمر: - 37، فأذهب الله بأبصار الذين تابعوا على الشر وازدحموا على بابه فصاروا عميانا يتخبطون.

وقوله:{ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ} الإسراء والسري بالضم السير بالليل فيكون قوله:{بقطع من الليل} نوع توضيح له، والباء للمصاحبة أوبمعنى في.

والقطع من الشيء طائفة منه وبعضه، والالتفات افتعال من اللفت، قال الراغب: يقال: لفته عن كذا صرفه عنه، قال تعالى:{قالوا أ جئتنا لتلفتنا} أي تصرفنا، ومنه التفت فلان إذا عدل عن قبله بوجهه، وامرأة لفوت تلفت من زوجها إلى ولدها من غيره. انتهى.

والقول دستور من الملائكة للوط (عليه السلام) إرشادا له إلى النجاة من العذاب النازل بالقوم صبيحة ليلتهم هاتيك، وفيه معنى الاستعجال كما يشعر به قوله بعد:{ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ }.

والمعنى أنا مرسلون لعذاب القوم وهلاكهم فانج أنت بنفسك وأهلك وسيروا أنت وأهلك بقطع من هذا الليل وأخرجوا من ديارهم فإنهم هالكون بعذاب الله صبيحة ليلتهم هذه، ولا كثير وقت بينك وبين الصبح ولا ينظر أحدكم إلى وراء.

وما ذكره بعضهم أن المراد بالالتفات الالتفات إلى مال أومتاع في المدينة يأخذه معه أوالالتفات بمعنى التخلف عن السري مما لا يلتفت إليه.

وقوله:{ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ} ظاهر السياق أنه استثناء من قوله:{أهلك} لا من قوله:{أحد} وفي قوله:{إنه مصيبها ما أصابهم} بيان السبب لاستثنائها، وقال تعالى في غير هذا الموضع:{ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ:} الحجر: - 60.

وقوله:{ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ} أي موعد هلاكهم الصبح وهو صدر النهار بعد طلوع الفجر حين الشروق، كما قال تعالى في موضع آخر:{ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ:} الحجر: - 73.

والجملة الأولى تعليل لقوله:{فأسر بأهلك بقطع من الليل} وفيه نوع استعجال كما تقدم، ويؤكده قوله:{أ ليس الصبح بقريب} ومن الجائز أن يكون لوط (عليه السلام) يستعجلهم في عذاب القوم فيجيبوه بقولهم:{ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ} أي إن من المقدر أن يهلكوا بالصبح وليس موعدا بعيدا أو يكون الجملة الأولى استعجالا من الملائكة، والثانية تسلية منهم للوط في استعجاله.

ولم يذكر في الآيات ما هي الغاية لسراهم والمحل الذي يتوجهون إليه، وقد قال تعالى في موضع آخر من كلامه:{ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ:} الحجر: - 65، وظاهره أن الملائكة لم يذكروا له المقصد وأحالوا ذلك إلى ما سيأتيه من الدلالة بالوحي الإلهي.

قوله تعالى:{ فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ} ضمائر التأنيث الثلاث راجعة إلى أرض القوم أو القرية أو بلادهم المعلومة من السياق، والسجيل على ما في المجمع، بمعنى السجين وهو النار، وقال الراغب: السجين حجر وطين مختلط، وأصله فيما قيل فارسي معرب، انتهى.

يشير إلى ما قيل إن أصله سنكك كل، وقيل: إنه مأخوذ من السجل بمعنى الكتاب كأنها كتب فيها ما فيها من عمل الإهلاك، وقيل: مأخوذ من أسجلت بمعنى أرسلت.

والظاهر أن الأصل في جميع هذه المعاني هو التركيب الفارسي المعرب المفيد معنى الحجر والطين، والسجل بمعنى الكتاب أيضا منه فإنهم على ما قيل كانوا يكتبون على الحجر المعمول ثم توسع فسمي كل كتاب سجلا وإن كان من قرطاس، والإسجال بمعنى الإرسال مأخوذ من ذلك.

والنضد هو النظم والترتيب، والتسويم جعل الشيء ذا علامة من السيماء بمعنى العلامة.

والمعنى: ولما جاء أمرنا بالعذاب وهو أمره تعالى الملائكة بعذابهم وهو كلمة{كن} التي أشار إليها في قوله:{ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ - كن:} يس: - 83، جعلنا عالي أرضهم وبلادهم سافلها بتقليبها عليهم وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود معلمة عند ربك وفي علمه ليس لها أن تخطىء هدفها الذي رميت لأجل إصابته.

وذكر بعضهم أن القلب وقع على بلادهم والإمطار بالسجيل عذب به الغائبون منهم.

وقيل: إن القرية هي التي أمطرت حين رفعها جبرئيل ليخسفها.

وقيل: إنما أمطرت عليهم الحجارة بعد ما قلبت قريتهم تغليظا في العقوبة.

والأقوال جميعا من التحكم من غير دليل من اللفظ.

وفي قوله تعالى في غير هذا الموضع:{ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ:} الحجر: - 73، فقد كان هناك قلب وصيحة وإمطار بالحجارة ومن الممكن أن يكون ذلك بحدوث بركان من البراكين بالقرب من بلادهم وتحدث به زلزلة في أرضهم وانفجار أرضي بصيحة توجب قلب مدنهم، ويمطر البركان عليهم من قطعات الحجارة التي يثيرها ويرميها، والله أعلم.

قوله تعالى:{ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ} قيل المراد بالظالمين ظالموا أهل مكة أوالمشركون من قوم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والكلام مسوق للتهديد، والمعنى وليست هذه الحجارة من ظالمي مكة ببعيد أوالمعنى: ليست هذه القرى المخسوفة من ظالمي قومك ببعيد فإنه في طريقهم بين مكة والشام، كما قال تعالى في موضع آخر:{وإنها لسبيل مقيم:} الحجر: - 76، وقال:{ وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ (137) وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ:} الصافات: - 138.

ويؤيده العدول من سياق التكلم إلى الغيبة في قوله:{مسومة عند ربك} فكأنه تعالى عدل عن مثل قولنا: مسومة عندنا إلى هذا التعبير ليتعرض لقومه (صلى الله عليه وآله وسلم) بالتهديد أوبإنهاء الحديث إلى حسهم ليكون أقوى تأثيرا في الحجاج عليهم.

وربما احتمل أن المراد تهديد مطلق الظالمين والمراد أنه ليست الحجارة أي أمطارها من عند الله من معشر الظالمين ومنهم قوم لوط الظالمون ببعيد، ويكون وجه الالتفات في قوله:{عند ربك} أيضا التعريض لقوم النبي الظالمين المشركين.

______________________

1- تفسير الميزان ،الطباطبائي،ج10،ص270-273.

تفسير الامثل
- ذكر الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسير هذه  الآيات (1) :

عاقبة الجماعة الظّالمة:

وأخيراً حين شاهد الملائكة {رسل الله} الأضياف ما عليه لوط من العذاب النفس كشفوا «ستاراً» عن أسرار عملهم و{ قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ}.

الطريف هنا أنّ ملائكة الله لم يقولوا: لن يصلنا سوء وضرر، بل قالوا: لن يصلوا إِليك يا لوط فيؤذوك ويسيؤوا إِليك!

وهذا التعبير إِمّا لأنّهم كانوا يحسبون أنّهم غير منفصلين عن لوط لأنّهم أضيافه على كل حال، وهتك حرمتهم هتك لحرمة لوط. أو لأنّهم أرادوا أن يفهموا لوطاً بأنّهم رسل الله، وأنّ عدم وصول قومه إِليهم بالإِساءة أمر مسلّم به، بل حتى لوط نفسه الذي هو رجل من جنس أُولئك لن يصلوا إِليه بسوء، وذلك بلطف الله وفضله.

نقرأ في الآية (37) من سورة القمر{ وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ} وهذه الآية تدل على أن هؤلاء الجماعة الذين أرادوا السوء بأضياف لوط، فقدوا بصرهم بإذن الله، فلم يستطيعوا الهجوم عليهم. ونقرأ في بعض الرّوايات ـ أيضاً ـ أنّ أحد الملائكة غشّى وجوههم بحفنة من التراب فعموا جميعاً.(2)

وعلى كل حال، فاطلاع لوط(عليه السلام) على حال أضيافه ومأموريتهم نزل كالماء البارد على قلبه المحترق وأحسّ بلحظة واحدة أن ثقلا كبيراً من الغمّ والحيرة قد أُزيل عن قلبه، وأشرقت عيناه بالسرور والبهجة، وعلم أنّ مرحلة الغم والحيرة اشرفت على الإِنتهاء، ودنا زمن السرور والنجاة من مخالب هؤلاء القوم المنحرفين المتوحشين.

ثمّ أمر الأضيافُ لوطاً ـ مباشرة ـ أن يرحل هو وأهله من هذه البلدة وقالوا: { فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ}(3).

ولكن كونوا على حذر { وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ} إِلى الوراء { إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ} لتخلّفها عن أمر الله وعصيانهم مع العُصَاة الظَلَمَة.

وفي قوله تعالى: { وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ} عند المفسّرين احتمالات عديدة.

الأوّل: لا ينظر أحد إِلى ورائه مديراً وجهه إِلى الخلف.

الثّاني: لا تفكروا بما تركتم خلفكم من الأموال ووسائل المعاش، إِنّما عليكم أن تنجوا أنفسكم من الهلاك.

الثّالث: لا يتخلف منكم أحد عن هذه القافلة الصغيرة.

الرّابع: إِنّ الأرض ستضطرب حال خروجكم وستبدأ مقدمات العذاب فاهربوا بسرعة ولا تلتفتوا إِلى الوراء ...

ولكن لا مانع من الجمع بين هذه الإِحتمالات كلها في الآية(4).

وخلاصة الأمر فإنّ آخر ما قاله رسل الله ـ أي الملائكة ـ للوط(عليه السلام): إِنّ العذاب سينزل قومه صباحاً. ومع أوّل شعاع للشمس سيحين غروب حياة هؤلاء: {إِنّ موعدهم الصبح}.

ونقرأ في بعض الرّوايات أنّ الملائكة حين وعدوا لوطاً بنزول العذاب صباحاً، سأل لوط الملائكة لشدة ما لقيه من قومه ممّا ساءَه، وجرح قلبه وملأه همّاً وغمّاً أن يعجلوا عليهم بالعذاب في الحال فإنّ الأفضل الإِسراع، ولكن الملائكة طمأنوه وسرّوا عنه بقولهم: { أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ}.

وأخيراً دنت لحظة العذاب وتصرّمت ساعات انتظار لوط النّبي(عليه السلام)، وكما يقول القرآن الكريم { فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ}.

وكلمة «سجّيل» فارسية الأصل، وهي مركبة من «سنك» ومعناها الحجارة و«گِل» ومعناها الطين، فعلى هذا هي شيء صلباً كالحجارة ولا رخواً كالزهرة،وإِنّما هي برزخ «وسط» بينهما.

و«المنضود» من مادة «نضد» ومعناه كون الشيء مصفوفاً وموضوعاً بشكل متتابع ومتراكم، أي إِنّ هذا المطر كان متتابعاً سريعاً إِلى درجة حتى كأنّ هذه الأحجار تتراكب بعضها فوق بعض فتكون «منضودة».

ولكن هذه الأحجار ليست أحجاراً عادية، بل هي أحجار فيها علامات عندالله {مسوّمة عِندَ ربّك}.

ولا تتصوروا أنّ هذه الأحجار مخصوصة بقوم لوط، بل { وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ}.

هؤلاء القوم المنحرفون ظلموا أنفسهم وظلموا مجتمعهم، لعبوا بمصير أُمتهم كما هزئوا بالإِيمان والأخلاق الإِنسانيّة، وكلّما نصحهم نبيّهم باخلاص وحرقة قلب لم يسمعوا له وسخروا منه، وبلغت صلافتهم وعدم حيائهم حدّاً أنّهم أرادوا الاعتداء على ضيوف زعيمهم ويهتكوا حرمتهم.

هؤلاء الذين كانوا قد قلبوا كل شيء يجب أن تنقلب مدينتهم عليهم، ولا يكفي أن يغدو عليها سافلها، بل ليُمطروا بوابل من الأحجار تدمّر كل شيء من «معالم الحياة» هناك ولا يبقى منهم سوى صحراء موحشة وقبور مظلمة تحت ركام الأحجار الصغيرة.

وهل أنّ الذين ينبغي معاقبتهم هم قوم لوط فحسب؟ قطعاً لا. فكل جماعة منحرفة وأُمّة ظالمة ينتظرها مثل هذا المصير، فتارة تكون تحت وابل الأحجار، وأُخرى تحت ضربات القنابل المحرقة، وحيناً تحت ضغط الإِختلافات الإِجتماعية القاتلة، وأخيراً فإنّ لكلٍّ شكلا من العذاب وصورة معينة.

__________________

1- تفسير الامثل،مكارم الشيرازي،ج6،ص134-137.

2- اصول الكافي ،ج5،ص546،ح5.ورد ثلاث تفاسير في تفسير العبارة(فأخذ كفاً) انه كيف عميت ابصار المتجاوزين على ضيوف نبي لوط عليه السلام :

أ) ان جبرائيل عليه السلام اشار باصبعه اليهم فاعماهم ،كما ورد في العبارة (فلما دخلواهدى جبرائيل باصبعه نحوهم فذهبت اعينهم ) اصول الكافي ،ج8،ص329،ح505.

ب) ضرب جبرئيل بجناحيه على وجوههم فطمسها .

ج)امر جبرائيل عليه السلام نبي لوط ان ياخذ كفا من التراب فيضرب به على وجوههم وذلك في العبارة ( فخذ كفاً من بطحاء الارض فاضرب وجوههم ).

3- أسر» مشتق من «الإِسراء» وهو المسير ليلا، وذكر الليل في الآية من باب توكيد الموضوع، والقطع معناه ظلمة الليل، إشارة إِلى أن يتحرك والناس نيام أو مشغولون عنه بالشراب وحلك الليل ليخرج وهم في غفلة عنه.

4- في قوله (إِلاَّ امرأتك) هذا الإِستثناء من أي جملة هو؟ للمفسّرين احتمالان: «الأوّل» إنّه يعدّ استثناء من (لاَ يلتفت منكم أحد) ومفهومها أنّ لوطاً وأهله بما فيهم امرأته تحركوا للخروج من المدينة ولم يلتفت منهم أحد كما أمرهم الرسل، إِلا امرأة لوط فإنّها بحكم علاقتها بقوم لوط وتأثرها على مصيرهم، وقفت لحظة ونظرت إِلى الوراء، وطبقاً لبعض الرّوايات أصابها حجر من الأحجار التي كانت تهوي على المدينة فقُتلت به. «الثاني» إنّه استثناء من جملة (فأسر بأهلك) فيكون معناها أنّ جميع أهله ذهبوا معه ولكن امرأته بقيت في المدينة ولم يأخذها لوط معه، ولكن الإِحتمال الأوّل أنسَبُ.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .



بالصور: عند زيارته لمعهد نور الإمام الحسين (عليه السلام) للمكفوفين وضعاف البصر في كربلاء.. ممثل المرجعية العليا يقف على الخدمات المقدمة للطلبة والطالبات
ممثل المرجعية العليا يؤكد استعداد العتبة الحسينية لتبني إكمال الدراسة الجامعية لشريحة المكفوفين في العراق
ممثل المرجعية العليا يؤكد على ضرورة مواكبة التطورات العالمية واستقطاب الكفاءات العراقية لتقديم أفضل الخدمات للمواطنين
العتبة الحسينية تستملك قطعة أرض في العاصمة بغداد لإنشاء مستشفى لعلاج الأورام السرطانية ومركز تخصصي للتوحد