أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-02-27
953
التاريخ: 22-12-2021
1831
التاريخ: 13-7-2022
2025
التاريخ: 25-7-2016
2002
|
بصورة مثالية فإن جميع من يعيش مشاعر الحب يعامل شريكه معاملة الند مائة في المائة، وبكل ما تحمله الكلمة من معنى ولسوء الحظ نحن لا نعيش بأي حال من الأحوال في عالم مثالي ولعدة أسباب هناك بعض الأفراد من السيدات ومن الرجال، لديهم الشعور بالتفوق على الآخرين، وفي بعض الحالات يشعرون أن دورهم وإسهاماتهم التي يقدموها هامة وذات شأن أكثر من دور وإسهامات شريكهم. وفي بعض الحالات الأخرى هناك جهل واضح، ثم هناك من يعانون من نسب غير صحيحة للغطرسة والاعتداد بالنفس.
إن إحدى أعظم الهبات التي تقدمها لنفسك ولعلاقتك هي أن تعلم قيمة نفسك وأن تشعر بالأمان لأنك إنسان مميز وفريد ومهم، ليس هناك إنسان في العالم يشبهك تماماً وما من أحد يمكنه أن يحل مكانك. إن إسهاماتك مهمة والمشاعر الجميلة والقيمة التي تدخلها في علاقتك ذات شأن ولا يمكن الاستغناء عنها واستبدالها.
وبصورة غير سارة هناك العديد ممن يصدقون فكرة شريكهم الخاصة باهتمامه بذاته. ربما يكون شريكهم هو المسؤول عن دخل الأسرة بأكمله أو أغلبه، ولهذا يشعرون (وغالباً ما يعملون على هذا الأساس) إنهم يعتمدون عليه. إن من يشتغل مقابل الراتب أو الأجر يتصرف كما لو أن شريكه محظوظ (لأن هناك من يعتني به)، وبالتالي يقلل من حجم إسهاماتهم، وبينما يكون إنسان ما محظوظاً لأن احتياجاتهم المادية قد اعتنى بها واستوفاها شريكه أو شريكته، فإن الأمر في الواقع يتساوى مع الذي (يكسب لقمة العيش) لأنه محظوظ أيضاً لأن حاجاته قد تم الاهتمام بها. وغالباً فإن من لا يكسب لقمة العيش (الفرد الغير عامل) هو الذي يجعل الحياة ممكنة ومريحة من وراء الكواليس للفرد الذي يكسب لقمة العيش ويساعدهم على النهوض بمسؤوليتهم. وإن تقلل حجم هذا الجزء من اللغز لهو شيء أناني وأحمق.
هناك تحول مذهل يحدث عندما يعرف الشريكان قيمة كل منهما وعندما يحس كل منهما بالأمان في إسهاماتهما الخاصة الفريدة، إنه لأمر شديد الفائدة للعلاقة عندما يحس كل منهما أنه شريك متساوٍ.
لقد قابلت زوجين ينطبق عليهما الوصف الكلاسيكي للأشخاص (ذوي النظرة الأحادية للأمور) (شين) وهو الزوج والمسؤول عن دخل الأسرة بينما زوجته (مارثا) ظلت في المنزل ترعى أولادهما الثلاثة الذين في مراحل التعليم - وكان يعمل كلاهما بجهد شديد ، لكن الفرق الأساسي بينهما أن (مارثا) كانت تقدر لزوجها إسهاماته، بينما كان (شين) يعتبر أن ما تقوم به زوجته أمراً مسلماً به بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وكان يقوم بالقليل من الأعمال – المنزلية – عندما كان يمرض أحد الأطفال في منتصف الليل كان يفترض (شين) أن زوجته سوف تعتني بالطفل بينما هو يغط في نوم هادئ. كل وأي مشاحنة كان من مسؤولية زوجته للتعامل معها. لقد كانت مواقفه تتحدث بنفس الدرجة من العلو مثل أفعاله، وكانت هي تدعي أنه رقيق ومهذب ولكن – بطريقة ما – كان يعامل (مارثا) بأسلوب دوني كما لو كان يريد أن (يبقيها في مكانها).
إن الفارق بين هذين الزوجين وبين العديد من الأزواج، والسبب الذي من أجله أردنا أن نذكر قصتهما في هذا الكتاب هو أن (مارثا) لم تتشكك ولو للحظة في قيمة نفسها. لقد تحملت لسنوات عديدة غطرسة زوجها لأنها كانت تعتقد أنه (دعوني أستعين بكلماتها هي) :(لم يفهم الأمر بعد) وعند لحظة معينة – ملت.
وبدل أن تشعر بالاستياء تجاه ذاتها أو تجاه زوجها فلقد أخذت مارثا كل الأمور تحت سيطرتها. ولم تعبس ولم تصرخ أو تشعر بعدم الأمان بأي صورة في مقابل ذلك، فلقد أرست القواعد بصورة واثقة. قالت لزوجها بالحرف (اسمع يا (شين) لقد أحببتك ووقفت بجانبك لمدة طويلة جداً أنا أعلم أن لديك أفكاراً تعصبية تجعلك تشعر أن إسهاماتك أكثر أهمية من إسهاماتي ولكنك على خطأ واضح! وفي الحقيقة أنت قد خرجت من المنزل لتناول الغداء وأنا لا أعرف طريقة لطيفة لكي أصرح لك عما أريده بصراحة، سوف آخذ إجازة لمدة شهر واحد من القيام بالأعمال لك، لو وصلتك رسالتي (ما أريد إبلاغك به)، سوف أعود مرة أخرى كسابق عهدي، وإن لم تصلك فسوف تكون مسؤولاً عن نفسك لمدة شهر آخر، أثناء هذا الشهر لن أطهو لك الطعام، لن أقوم بغسل الملابس، لن أذكرك بالتزاماتك ومواعيدك. وقطعاً لن أقوم بأعمال التنظيف من أي نوع، لو أصبح المنزل شديد الفوضى والاتساخ، فيمكنك أن تنظفه أو تتركه – فأنا لا أبالي. لن أحل مكانك عندما تتخلف عن نشاطات هامة يشارك فيها الأولاد، ولن أقوم بالبحث عن الأشياء العديدة التي تضيع منك كل يوم، سوف أواصل تقديم الأمور التي يحتاجها الأولاد والتي كنت أقدمها لهم وهذا لأنني أحبهم ولأنهم صغار جداً لدرجة لا تمكنهم من إعطاء التقدير الكامل لكل ما أقوم به لهم، ولكن أنت لا عذر لك. أنا أريدك أن تعلم أنني ما زلت أحبك كثيراً ولكنني لا أريد أن أستمر في تلك اللعبة بعد الآن. حظاً سعيداً وأتمنى لك شهراً لطيفاً.
وبصورة مذهلة، فلقد تشبثت (مارثا) برأيها طوال الشهر! عندما حكت لي القصة اندهشت كيف نجح زواجهما – ولكنه نجح. بعد استيائه المبدئي وإحساسه بالصدمة، إلا أنه اكتسب تدريجياً احتراماً جديداً لزوجته والذي – بصورة واضحة – قد أحدث تغييراً في طبيعة علاقتهما الزوجية. وفي الحقيقة هو ينظر إلى الماضي بنظرة ملؤها الخجل على تصرفاته القديمة.
من الواضح جداً، فإن هذه إحدى الحالات الفردية وأسلوب (مارثا) لن يحقق النجاح، وربما لن يفضله الجميع، وأنا في الحقيقة لم أسمع أبداً قصة تشبهها. وعلى أية حال فإن هذه القصة توضح قوة معرفتك لقيمتك الذاتية، وكلي أمل أن شريكك لن يقلل من شأنك لأي سبب سواء مالياً أو غير ذلك، ولكن إن حدث هذا فمن المفيد أن تتذكر أن الأمر الهام هو أن تتذكر شعورك تجاه ذاتك. خذ وقتك بصورة منتظمة لأن تذكر نفسك بمدى تميزك ومدى ما أنت عليه من مستوى رائع، لو قمت بذلك فسوف تعرف دائماً قيمتك الذاتية.
|
|
للتخلص من الإمساك.. فاكهة واحدة لها مفعول سحري
|
|
|
|
|
العلماء ينجحون لأول مرة في إنشاء حبل شوكي بشري وظيفي في المختبر
|
|
|
|
|
قسم العلاقات العامّة ينظّم برنامجاً ثقافياً لوفد من أكاديمية العميد لرعاية المواهب
|
|
|