أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-1-2016
4855
التاريخ: 24-3-2016
4966
التاريخ: 21-9-2019
1709
التاريخ: 10-04-2015
2398
|
النديم أبو عبد الله ذكره أبو جعفر الطوسي في مصنفي الإمامية وقال هو شيخ أهل اللغة ووجههم وأستاذ أبي العباس ثعلب قرأ عليه قبل ابن الأعرابي وتخرج من يده وكان خصيصا بأبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام وأبي الحسن قبله وله معه مسائل وأخبار وله كتب منها كتاب أسماء الجبال والمياه والأودية كتاب بني مرة بن عوف كتاب بني نمر بن قاسط كتاب بني عقيل كتاب بني عبد الله بن غطفان كتاب طيء كتاب شعر العجير السلولي وصنعه كتاب شعر ثابت بن قطنة قال الشابشتي وكان خصيصا بالمتوكل ونديما له وأنكر منه المتوكل ما أوجب نفيه من بغداد ثم قطع أذنه وكان السبب في ذلك أن الفتح بن خاقان كان يعشق شلهيك خادم المتوكل واشتهر الأمر فيه حتى بلغه وله فيه أشعار ذكرت بعضها في ترجمة الفتح وكان أبو عبد الله يسعى فيما يحبه الفتح ونمى الخبر إلى المتوكل فاستدعى أبا عبد الله وقال له إنما أردتك لتنادمني ليس لتقود على غلماني فأنكر ذلك وحلف يمينا حنث فيها فطلق من كانت حرة من نسائه وأعتق من كان مملوكا ولزمه حج ثلاثين سنة فكان يحج في كل عام.
قال فأمر المتوكل بنفيه إلى تكريت فأقام فيها أياما ثم جاءه زرافة في الليل على البريد فبلغه ذلك فظن أن المتوكل لما شرب بالليل وسكر أمر بقتله فاستسلم لأمر الله فلما دخل إليه قال له قد جئتك في شيء ما كنت أحب أضن أخرج في مثله قال وما هو قال أمير المؤمنين أمر بقطع أذنك وقال قل له لست أعاملك إلا كما يعامل الفتيان فرأى ذلك هينا في جنب ما كان توهمه من إذهاب مهجته فقطع غضروف أذنه من خارج ولم يستقصه وجعله في كافور كان معه وانصرف به وبقي منفيا مدة ثم حدر إلى بغداد فأقام بمنزله مدة. قال أبو عبد الله فلقيت إسحاق بن إبراهيم الموصلي ثم لما كف بصره فسألني عن أخبار الناس والسلطان فأخبرته ثم شكوت إليه غمي بقطع أذني فجعل يسليني ويعزيني ثم قال لي من المتقدم اليوم عند أمير المؤمنين الخاص من ندمائه قلت محمد بن عمر البازيار قال من هذا الرجل وما مقدار علمه وأدبه فقلت أما أدبه فلا أدري ولكني أخبرك بما سمعت منه منذ قريب حضرنا الدار يوم عقد المتوكل لأولاده الثلاثة فدخل مروان بن أبي الجنوب بن أبي حفصة فأنشده قصيدته التي يقول فيها: [مجزوء الكامل]
(بيضاء في وجناتها ... ورد فكيف لنا بشمه)
فسر المتوكل بذلك سرورا كثيرا شديدا وأمر فنثر عليه بدرة دنانير وأن تلقط وتطرح في حجره وأمره بالجلوس وعقد له على اليمامة والبحرين فقال: يا أمير المؤمنين ما رأيت كاليوم ولا أرى أبقاك الله ما دامت السموات والأرض فقال محمد بن عمر هذا بعد طول إن شاء الله وقبل قال له فما تقول في أدبه فقال أأكثر من أن يقول للخليفة أبقاك الله يا أمير المؤمنين إلي يوم القيامة وبعد القيامة بشيء كثير فقال إسحاق ويلك جزعت على أذنك وغمك قطعها حتى لا تسمع مثل هذا الكلام ثم قال لو أن لك مكوك آذان إيش كان ينفعك مع هؤلاء.
قال ثم أعاده المتوكل إلى خدمته وكان إذا دعاه قال له يا عبيد على جهة المزاح وقال له يوما هل لك في جارية أهبها لك فأكبر ذلك وأنكره فوهب له جارية يقال لها صاحب من جواريه حسنة كاملة إلا أن بعض الخدم رد بيده على فمها وقد أرادت أن تدميه فصدع ثنيتها فاسودت فشانها ذلك عنده وحمل كل ما كان لها وكان شيئا كثيرا عظيما.
فلما مات أبو عبد الله تزوجت صاحب بعض العلويين قال علي بن يحيى بن المنجم فرأيته في النوم وهو يقول: [الرجز]
أبا علي ما ترى العجائبا ... أصبح جسمي في التراب غائبا
واستبدلت صاحب بعدي صاحبا
ومن شعر أبي عبيد الله يكاتب فيه علي بن يحيى: [المديد]
(من عذيري من أبي حسن ... حين يجفوني ويصرمني)
(كان لي خلا وكنت له ... كامتزاج الروح بالبدن)
(فوشى واش فغيره ... وعليه كان يحسدني)
(إنما يزداد معرفة ... بودادي حين يفقدني)
قال واتصل بنجاح بن سلمة أن أبا عبد الله بن حمدون يذكره بحضرة المتوكل يتنادر به فلقيه نجاح يوما فقال له يا أبا عبد الله قد بلغني ذكرك لي بغير الجميل في حضرة أمير المؤمنين أتحب أن أنهي إليه قولك إذا خلوت أتراني أحبه وقد فعل بي ما فعل والله ما وضعت يدي على أذني إلا تجددت له عندي بغضة.
فقال ابن حمدون الطلاق لي لازم إن كنت قلت هذا قط وامرأته طالق إن ذكره بغير ما يحبه أبدا
وكان أبوه إبراهيم وأظن أنه الملقب بحمدون ينادم المعتصم ثم الواثق بعده وكان يعاتب المتوكل في أيام أخيه الواثق وجاءه مرة بحية وأخرج رأسها من كمه تعريضا بأنه شجاع وكان ذلك يعجب الواثق.
ولما مات الواثق نادم حمدون المتوكل فلما كان في بعض الأيام أمر المتوكل بإحضار فريدة جارية أخيه الواثق فأحضرت مكرهة ودفع إليها عود فغنت غناء كالندبة فغضب المتوكل وأمرها أن تغني غناء فغنت بتحزن وشجى فزاد ذلك في طيب غنائها فوجم حمدون للرقة التي تداخلته فغضب المتوكل ورأى أنه فعل ذلك بسبب أخيه الواثق حزنا عليه وكان يبغض كل من مال إليه فأمر بنفيه إلى السند وضربه ثلاثمائة سوط فسأل أن يكون الضرب من فوق الثياب لضعفه عن ذلك فأجيب إلى ذلك وأقام منفيا ثلاث سنين.
وتزوج المتوكل فريدة بعد ذلك فولدت له ابنه أبا الحسن.
وحدث حمدون بن إسماعيل قال دعاني المعتصم يوما فدخلت إليه وهو في بعض مجالسه وإلى جنبه باب صغير فحادثته مليا إلى أن رأيت الباب قد حرك وخرجت منه جارية بيضاء مقدودة حسنة الوجه وبيدها رطل وعلى عنقها منديل فأخذ الرطل من يدها فشربه ثم قال اخرج يا حمدون فخرجت فكنت في دهليز الحجرة فلم ألبث أن دعاني فدخلت وهو على حاله فحادثته مليا ثم حرك ذلك الباب فخرجت جارية كأحسن ما يكون من النساء سمراء دقيقة اللون بيدها رطل فأخذه وشربه وقال ارجع إلى مكانك فخرجت فلبثت ساعة هناك ثم دعاني فأتيته وحادثته ساعة وحرك الباب فخرجت أحسن الثلاث بيدها رطل ومعها منديل فأخذ الرطل فشربه وقال ارجع إلى مكانك فخرجت فلبثت ساعة ثم دعاني فدخلت فقال لي أتعرف هؤلاء قلت معاذ الله أن أعرف أحدا ممن هو داخل دار أمير المؤمنين فقال إحداهن ابنه بابك الخرمي والأخرى ابنة المازيار أو المازيان والثالثة ابنة بطريق عمورية افترعتهن الساعة وهذا نهاية الملك يا حمدون.
وأما أبو محمد بن حمدون فذكر جحظة أن مولده في سنة سبع وثلاثين ومائتين وتوفي ببغداد في رمضان سنة تسع وثلاثمائة ونادم المعتمد وخص به وكان من ثقاته المتقدمين عنده وله معه أخبار
وأما أبو العبيس بن أبي عبد الله بن حمدون أحد المشهورين بجودة الغناء والصنعة فيه وابنه إبراهيم بن العبيس أيضا من المجيدين في الغناء وشجاء الصوت فهؤلاء المعروفون بمنادمة الخلفاء من بني حمدون.
وحدث أحمد بن أبي طاهر أن ابن حمدون النديم حدثه أن الواثق بالله بسط جلاسه وأمرهم ألا ينقبضوا ألا في مجلسه وأن يجروا النادرة على ما اتفقت عليه غير محتشمين وإن اتفق وقوعها عليه أحتمل قال فغبرنا على ذلك مدة وكان على عيني الواثق نكتة بياض فلما كان في بعض الأيام أنشد الواثق أبيات أبي حية النميري: [الطويل]
(نظرت كأني من وراء زجاجة ... إلى الدار من ماء الصبابة أنظر)
فقلت وإلى غير الدار يا أمير المؤمنين ثم قال لوزيره قد قابلني هذا الرجل بما لا أطيق أن أنظر إليه بعدها. فانظر كم مبلغ جاريه وجرايته وأرزاقه وصلاته فاجمعها وأقطعه بها إقطاعا بالأهواز وأخرجه إليها ليبعد عن ناظري ففعل. قال وأخرجت إليها وتبيغ بي الدم فالتمست حجاما كان في خدمتي فقيل لم يخرج في الصحبة لعلة لحقنه فقلت التمسوا حجاما نظيفا حاذقا وتقدموا إليه بقلة الكلام وترك الانبساط فأتوني بشيخ حسن على غاية النظافة وطيب الريح فجلس بين يدي وأخذ الغلام المرآة فلما أخذ في إصلاح وجهي قلت له اترك في هذا الموضع واحذف في هذا الموضع وعدل هذه الشعرات وسرح هذا المكان وأطلت الكلام وهو ساكت فلما قعد للحجامة قلت له اشرط في الجانب الأيمن اثنتي عشرة شرطة وفي الجانب الأيسر أربع عشرة شرطة فإن الدم في الجانب الأيسر أقل منه في الأيمن لأن الكبد في الأيمن والحرارة هناك أوفر والدم أعزر فإذا زدت في شرط الأيمن اعتدل خروج الدم من الجانبين ففعل وهو مع ذلك ساكت فعجبت من صمته وقلت للغلام ادفع إليه دينارا فدفعه إليه فرده فقلت استقله ولعمري إن العيون إلى مثلي ممتدة والطمع مستحكم في نديم الخليفة وصاحب إقطاعه أعطه دينارا آخر ففعل فردهما وأبى أن يأخذهما فاغتظت وقلت قبحك الله أنت حجام سواد وأكثر من يجلس بين يديك يدفع لك نصف درهم وأنت تستقل ما دفعت إليك فقال وحقك ما رددتها استقلالا ولكن نحن أهل صناعة واحدة وأنت أحذق مني وما كان الله ليراني وأنا آخذ من أهل صناعتي أجرة أبدا فأخجلني وانصرف ولم يأخذ شيئا
فلما كان في العام القابل خرجت لمثل ما خرجت إليه في العام الماضي واحتجت إلى نقص الدم فقلت لغلامي اذهب فجئنا بذلك الحجام فقد عرف الخدمة وقد انصرف تلك الدفعة ولم يأخذ شيئا ولعله قد نسيها فيقع برنا منه على حاجة منه إليه.
قال فلما جلس بين يدي وأصلح وجهي الإصلاح الذي كنت أوقفته عليه وحجمني أحسن حجامة فلما فرغ قلت سبحان الله أنت صانع سواد فمن أين لك هذا الحذق بهذه الصنعة فقال وحقك ما كنت أحسن من هذا شيئا ولكن حجام الخليفة اجتاز بنا بهذا الموضع في العام الماضي فتعلمت منه هذا
فضحكت منه وأمرت له بثلاثين دينارا مع ما تم له من معاريض كلامه في الدفعتين جميعا
وأنشد جحظة في أماليه لنفسه يرثي حمدون النديم كذا قال ولم يعينه: [الطويل]
(أيعذب من بعد ابن حمدون مشرب ... لقد كدرت بعد الصفاء المشارب)
(أصبنا به فاستأسد الضبع بعده ... ودب إلينا من أناس عقارب)
(وقطب وجه الدهر بعد وفاته ... فمن أي وجه جئته فهو قاطب)
(بمن ألج الباب الشديد حجابه ... إذا ازدحمت يوما عليه المواكب)
(بمن أبلغ الغايات أم من بجاهه ... أنال وأحوي كل ما أنا طالب)
(فأصبحت حلف البيت خلف جداره ... وبالأمر مني يستعيذ النجائب)
وقال جحظة في أبي جعفر بن حمدون ولا أعرفه إلا أنه كذا أورده في أماليه [المتقارب]
(أبا جعفر لا تنال العلا ... بتيهك في المجلس الحاشد)
(ولا بغلام كبدر التمام ... ركب في غصن مائد)
(ولا بازيار إذا ما أتاك ... يخطر بالذر والصائد)
(فكيف ومالك من شاكر ... وكيف ومالك من حامد)
(أتذكر إذ أنت تحت الزمان ... وحيد بلا درهم واحد)
وتحدث جحظة في أماليه قال: قال لي أبو عبد الله بن حمدون حسبت ما وصلني به المتوكل في مدة خلافته وهي أربع عشرة سنة وشهور فوجدته ستين ألفا وثلاثمائة ألف دينار ونظرت فيما وصلني به المستعين في مدة خلافته وهي ثلاث سنين ونيف وكان أكثر مما وصلني به المتوكل ثم خلع المستعين وحدر إلى واسط ومنع من كل شيء إلا القوت فاشتهى نبيذا فخرجت دايته إلى أهل واسط فتشكت ذلك إليهم فقال لها رجل من التجار له عندي كل يوم خمسة أرطال نبيذ دوشاب فكانت تمضي إليه في كل يوم فتجيئه به سرا إلى أن حمل من واسط فقتل بالقاطول.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|