(2) دور إدارة الجودة الشاملة في تطوير مهنة الإدارة  

إن إدارة الجودة الشاملة كما نعرفها اليوم بدأت خلال فترة الاحتلال العسكري لليابان بعد هزيمتها بالحرب العالمية الثانية والاصلاحات العديدة التي ادخلها الجنرال دوجلاس مكارثر ما بين (1945 – 1952) على الحياة اليابانية بشكل عام والتي كانت قابلة للتغيير والتوفيق والملاءمة بين حضارتها وثقافتها ومتطلبات العصر الحديث في الصناعة ⁽¹⁾. وأول ما قام به الجنرال مكارثر بالطبع في حل الاحتكارات وإعطاء رجال الاعمال والصناعة مقامهم الاول في النهوض ببلادهم هو البدء في استيراد ونقل وتطويع التقنية الغربية للأغراض السليمة . وممن كان لهم الدور المؤثر وليم ادوارد ديمنج W.Edward Deming في استخدامه لنظريته التي لم تلق اهتماما في امريكا خلال فترة عمله مع شركة جنرال موتورز في الرقابة الاحصائية على العمليات. ومن اهم آرائه المدعمة إحصائيا ان 15% من مشاكل الجودة مرجعها كفاءة العمالة ، بينما 85% ترجع إلى ضعف الإدارة وعدم كفاءة العمليات الإدارية ويعتبر الإطار ذو الاربعة عشر نقطة الذي وضعه ديمنج هو بمثابة الأساس لمبادئ الجودة الشاملة ⁽²⁾.

ولا شك في ان مساهمة ديمنج الرئيسية والتي تعتبر أساس لكل الجهود اللاحقة في مجال إدارة الجودة الشاملة مبنية على المبادئ الخمسة التالية وهي (مبادئ ديمنج الخمسة) :

(2/1) تعتبر الجودة جزءا لا يتجزأ من نسيج جميع الانشطة المختلفة التي تؤدي بالمؤسسة ولا تعتمد على الفحوصات والاختبارات الهادفة إلى اصطياد الاخطاء ولكن التخلص من الاخطاء كلية في كل نشاط من الانشطة.

(2/2) تعتمد الجودة على العمل الجماعي ومن ثم يجب إزالة العوائق التي تفرق بين الادارات ، مع جعل العاملين يتعاونون بدلا من المنافسة بينهم.

(2/3) بناء علاقات طويلة المدى بين الموظفين والممولين والعملاء قوامها المصلحة المتبادلة.

(2/4) تزويد المديرين والموظفين بالتدريب اللازم الذي يحتاجونه للمشاركة الكاملة في عملية التحسين.

(2/5) يجب ان تشارك الادارة العليا في هذه الجهود لضمان استمراريتها في المدى الطويل.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

1ـ د . ابراهيم عبد الله المنيف ، استراتيجيات الادارة اليابانية ، المملكة العربية السعودية ، بدون تاريخ نشر ، ص272-274 .

2ـ ادارة الجودة من المنظور الاداري ، (الاسكندرية ، دار الجامعية ،2009) ص103 .