أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-3-2016
3524
التاريخ: 2024-08-07
429
التاريخ: 20-3-2016
3900
التاريخ: 20-8-2022
4395
|
انّ الحسين (عليه السلام) خرج من المدينة ليلة الأحد ليومين بقيا من شهر رجب، و وصل مكة ليلة الجمعة لثلاثة ايام خلت من شعبان فلمّا دخلها تمثل بهذه الآية المباركة: {وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ } [القصص: 22].
ولمّا علم الوليد بن عتبة بخروج الحسين (عليه السلام) بعث الى عبد اللّه بن عمر و طلب منه البيعة فقال عبد اللّه : سأبايع بعد أن يبايع غيري و سأتبعهم، و كان الوليد لا يهتم كثيرا ببيعة عبد اللّه لعدم خوفه منه، فتركه لذلك، فذهب ابن عمر الى مكة و لحق بسائر المعارضين.
ولمّا بلغ أهل مكة و الكثير من الناس الذين جاءوا للعمرة قدوم الامام الحسين (عليه السلام) فرحوا كثيرا وجاءوا إليه و كانوا يحضرون مجلسه صباحا ومساء، وقد القى عبد اللّه بن الزبير رحله في مكة ولازم الكعبة واكثر من الصلاة والعبادة لخداع الناس وكان يذهب كل يوم الى الحسين (عليه السلام) مع انّه يحسّ بالثقل في نفسه من الامام (عليه السلام) ولا يحب بقاءه في مكة لزعمه انّ الامام ينافسه، وكان يعلم عدم بيعة أحد من أهل مكة له ما دام الحسين هناك و بلغ أهل الكوفة هلاك معاوية، فأرجفوا بيزيد وعرفوا خبر الحسين (عليه السلام) وامتناعه عن بيعته وخروجه الى مكة، فاجتمعت الشيعة بالكوفة في منزل سليمان بن صرد الخزاعي، فذكروا هلاك معاوية، فحمدوا اللّه و اثنوا عليه وقال سليمان : انّ معاوية قد هلك و انّ حسينا قد تقبض على القوم ببيعته وخرج الى مكة، و انتم شيعته وشيعة ابيه، فان كنتم تعلمون انكم ناصروه و مجاهدو عدّوه، فاكتبوا إليه و أعلموه، و ان خفتم الوهن و الفشل فلا تغروا الرجل في نفسه.
فقالوا بأجمعهم : لا بل نقاتل عدوّه و نقتل أنفسنا دونه ؛ قال: فاكتبوا إليه، فكتبوا كتابا باسم سليمان بن صرد بن نجبة (بالنون و الجيم و الباء المفتوحات، قاله ابن الأثير) و رفاعة بن شداد البجلي (بجيلة كحنيفة و النسبة بجليّ كحنفيّ) و حبيب بن مظاهر رحمه اللّه و سائر الشيعة، الى الحسين (عليه السلام) فقالوا فيها بعد الحمد و الثناء على اللّه و بيان هلاك معاوية:
«يا بن رسول اللّه انّه ليس علينا امام، فأقبل لعلّ اللّه يجمعنا بك على الحق، والنعمان بن بشير في قصر الامارة لسنا نجتمع معه في جمعة ولا نخرج معه الى عيد، ولو قد بلغنا انّك قد أقبلت إلينا أخرجناه حتى نلحقه بالشام إن شاء اللّه تعالى».
ثم سرحوا بالكتاب مع عبد اللّه بن مسمع الهمداني و عبد اللّه بن وال التميمي و أمروهما بالنجاء، ثم لبث أهل الكوفة بعد تسريحهم بالكتاب يومين و انفذوا قيس بن مسهر الصيداوي وعبد الرحمن بن عبد اللّه بن شداد و عمارة بن عبد اللّه السلولي الى الحسين (عليه السلام) ومعهم نحو من مائة و خمسين صحيفة من الرجل والاثنين والثلاثة والاربعة من عظماء الكوفة وكبارها.
ثم لبثوا يومين آخرين و سرحوا هاني بن هاني السبيعي و سعيد بن عبد اللّه الحنفي و كتبوا إليه:
«بسم اللّه الرحمن الرحيم، للحسين بن علي (عليهما السّلام) من شيعته من المؤمنين و المسلمين، أما بعد فحي هلا فان الناس ينتظرونك لا رأي لهم في غيرك، فالعجل العجل ثم العجل العجل و السلام عليك» .
وكتب شبث بن ربعي وحجار بن أبجر و يزيد بن الحارث بن رويم الشيباني وعروة بن قيس و عمرو بن الحجاج الزبيدي و محمد بن عمرو التيمي:
«اما بعد فقد أخضر الجناب و أينعت الثمار، فاذا شئت فأقبل على جند لك مجندة، و السلام» .
وتلاحقت عليه الرسل وكثرت الكتب حتى اجتمع في يوم واحد عنده نحو من ستمائة كتاب من هؤلاء الغدّارين، فكان (عليه السلام) يتأنى في ارسال الجواب إليهم حتى اجتمع عنده اثنا عشر الف كتاب.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|