المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4878 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

ابو جعفـر المنصـور وآل بيت النبي(صلى الله عليه وآله)
4-7-2017
السياحة الثقافية
8-10-2020
معنى كلمة وسط‌
11-2-2016
مـحـاور تـدريــب البـائـعـيـن
2024-03-24
مَنْ هم أهل البيت
4-12-2015
علامات المحبوب عند الله تعالى
2023-02-28


بيان الوسيلة واللواء  
  
1281   11:08 صباحاً   التاريخ: 30-03-2015
المؤلف : العلامة المحقق السيد عبد الله شبر
الكتاب أو المصدر : حق اليقين في معرفة أصول الدين
الجزء والصفحة : ج2، ص 441 - 445
القسم : العقائد الاسلامية / المعاد / القيامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-03-2015 856
التاريخ: 30-03-2015 918
التاريخ: 11-08-2015 2453
التاريخ: 30-03-2015 1282

 الإيمان بالوسيلة و اللواء والحوض والشفاعة وسائر منازل النبي وأهل بيته في‌ القيامة، وقد تواترت بذلك الأخبار من طرق العامة والخاصة، بل كاد أن يكون من‌ ضروريات الدين. فالإيمان بذلك واجب لا سيما الحوض والكوثر والشفاعة الكبرى، ولنورد قليلا من الأخبار هنا :

روى الكليني و الصدوق في الخصال و معاني الأخبار، وعلي بن إبراهيم في تفسيره‌ عن الصادق عليه السّلام قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله وسلم يقول: إذا سألتم اللّه فاسألوا لي الوسيلة. فسألنا النبي عن الوسيلة فقال: هي درجتي في الجنة، وهي ألف مرقاة ما بين المرقاة إلى‌ المرقاة حضر الفرس الجواد شهرا، وهي ما بين مرقاة جوهر إلى مرقاة زبرجد إلى مرقاة لؤلؤ إلى مرقاة ذهب إلى مرقاة فضة، فيؤتى بها يوم القيامة حتى تنصب مع درجة النبيين، فهي في درجة النبيين كالقمر بين الكواكب، فلا يبقى يومئذ نبي و لا شهيد و لا صديق إلا قال طوبى لمن كانت هذه درجته. فينادي المنادي و يسمع النداء جميع النبيين والصديقين ‌و الشهداء و المؤمنين، هذه درجة محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلم. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم فأقبل يومئذ متّزرا بريطة من نور عليّ تاج الملك و إكليل الكرامة، وعلي بن أبي طالب أمامي وبيده لوائي وهو لواء الحمد مكتوب عليه لا إله إلا اللّه محمد رسول اللّه المفلحون هم الفائزون باللّه، فإذا مررنا بالنبيين قالوا هذان ملكان لم نعرفهما و لم نرهما، وإذا مررنا بالملائكة قالوا هذان ‌نبيان مرسلان حتى أعلو الدرجة، وعلي يتبعني فإذا صرت في أعلا الدرجة منها وعلي‌ أسفل مني بيده لوائي فلا يبقى يومئذ نبي و لا مؤمن إلا رفعوا رءوسهم إلي يقولون طوبى ‌لهذين العبدين ما أكرمهما على اللّه، فينادي المنادي يسمع النبيين وجميع الخلائق هذا حبيبي محمد، وهذا وليي علي بن أبي طالب طوبى لمن أحبه وويل لمن أبغضه و كذب ‌عليه. ثم قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم يا علي فلا يبقى يومئذ في مشهد القيامة أحد يحبك إلا استروح إلى هذا الكلام و ابيض وجهه و فرح قلبه، ولا يبقى أحد ممن عاداك و نصب لك‌ حربا وجحد لك حقا إلا اسود وجهه واضطربت قدماه، فبينا أنا كذلك إذا ملكان قد أقبلا إلي، أما أحدهما فرضوان خازن الجنة، وأما الآخر فمالك خازن النار، فيدنو رضوان ‌ويسلم علي و يقول السلام عليك يا رسول اللّه، فأرد عليه وأقول أيها الملك الطيب الريح ‌الحسن الوجه الكريم على ربه من أنت، فيقول أنا رضوان خازن الجنة أمرني ربي أن آتيك‌ بمفاتيح الجنة فخذها يا محمد، فأقول لقد قبلت ذلك من ربي فله الحمد على ما أنعم به‌ علي، ادفعها إلى أخي علي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، فيدفعها ويرجع رضوان. ثم ‌يدنو مالك خازن النار فيسلم ويقول السلام عليك يا رسول اللّه يا حبيب اللّه ، فأقول له‌ وعليك السلام أيها الملك ما أنكر رؤيتك وأقبح وجهك من أنت، فيقول أنا مالك خازن‌ النار أمرني ربي ان آتيك بمفاتيح النار، فأقول قد قبلت ذلك من ربي فله الحمد على ما أنعم به علي وفضلني به ادفعها إلى أخي علي بن أبي طالب فيدفعها إليه. ثم يرجع مالك‌ فيقبل علي ومعه مفاتيح الجنة ومقاليد النار حتى يقعد على عجزة جهنم أي مؤخرها، ويأخذ زمامها بيده وقد علا زفيرها واشتد حرورها و كثر شررها، فتنادي جهنم يا علي ‌جزني قد اطفأ نورك لهبي، فيقول علي لها ذري هذا وليي و خذي هذا عدوي، فلجهنم ‌يومئذ أشد مطاوعة لعلي من غلام أحدكم لصاحبه، فإن شاء يذهب بها يمنة وإن شاء يذهب‌ بها يسرة، ولجهنم يومئذ أشد مطاوعة لعلي من جميع الخلائق، وذلك أن عليا يومئذ قسيم ‌الجنة والنار.

وروى القمي في تفسيره عن أبي بصير عن الصادق عليه السّلام قال: إذا كان يوم القيامة دعي محمد فيكسى حلة وردية. ثم يقام عن يمين العرش، ثم يدعى بإبراهيم فيكسى حلة بيضاء فيقام يسار العرش، ثم يدعى بعلي أمير المؤمنين فيكسى حلة وردية فيقام عن يمين‌ النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلم، ثم يدعى بإسماعيل فيكسى حلة بيضاء فيقام عن يسار إبراهيم، ثم يدعى ‌بالحسن فيكسى حلة وردية فيقام عن يمين أمير المؤمنين. ثم يدعى بالحسين فيكسى حلة وردية فيقام عن يمين الحسن، ثم يدعى بالأئمة فيكسون حللا وردية فيقام كل واحد عن‌ يمين صاحبه، ثم يدعى بالشيعة فيقومون أمامهم، ثم يدعى بفاطمة و نسائها من ذريتها وشيعتها فيدخلون الجنة بغير حساب، ثم ينادي مناد من بطنان العرش من قبل رب العزة والأفق الأعلى نعم الأب أبوك يا محمد وهو إبراهيم، ونعم الأخ أخوك وهو علي بن أبي‌ طالب، ونعم السبط سبطاك وهما الحسن والحسين، ونعم الجنين جنينك وهو محسن، ونعم الأئمة الراشدون ذريتك و هم فلان وفلان. ونعم الشيعة شيعتك ألا إنّ محمدا ووصيه ‌وسبطيه والأئمة من ذريته هم الفائزون ثم يؤمر بهم إلى الجنة، وذلك قوله تعالى: {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ} [آل عمران: 185].

وفي بصائر الدرجات عن الصادق عليه السّلام قال: إذا كان يوم القيامة وضع منبر يراه‌ جميع الخلائق، فيصعد عليه رجل فيقوم عن يمينه ملك، وعن يساره ملك، ينادي الذي‌ عن يمينه يا معشر الخلائق هذا علي بن أبي طالب يدخل النار من يشاء.

وفي تفسير العياشي عن محمد بن جعفر عن أبيه جعفر عليه السّلام قال: إذا كان يوم‌ القيامة نصب منبر عن يمين العرش له أربع و عشرون مرقاة، ويجي‌ء علي بن أبي‌ طالب عليه السّلام وبيده لواء الحمد فيرتقيه و يعلوه، ويعرض الخلائق عليه فمن عرفه دخل ‌الجنة ومن أنكره دخل النار.

وتفسير ذلك في كتاب اللّه: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} [التوبة: 105] .

قال وهو واللّه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام.

وروى العامة والخاصة بطرق عديدة في تفسير قوله تعالى : {أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ} [ق: 24].

إن الخطاب لمحمد صلّى اللّه عليه وآله وسلم وعلي عليه السّلام.

ورووا عن الأعمش والحسن بن صالح وغيرهم أن الآية هكذا أنزلت يا محمد يا علي‌ ألقيا في جهنم كل كفار عنيد.

وروى فرات بن ابراهيم في تفسيره عن الصادق عن آبائه قال: قال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم إن‌ اللّه تبارك و تعالى إذا جمع الناس يوم القيامة وعدني المقام المحمود، وهو واف لي به، وإذا كان يوم القيامة نصب لي منبر له ألف درجة، فأصعد حتى أعلو فوقه، فيأتيني جبرائيل‌ بلواء الحمد فيضعه في يدي ويقول يا محمد هذا المقام المحمود الذي وعدك اللّه تعالى ، فأقول لعلي اصعد فيكون أسفل مني بدرجة ، فأضع لواء الحمد في يده ، ثم يأتي رضوان‌ بمفاتيح الجنة فيقول يا محمد هذا المقام الذي وعدك اللّه تعالى فيضعها في يدي، فأضعها في حجر علي بن أبي طالب، ثم يأتي مالك خازن النار فيقول يا محمد هذا المقام المحمود الذي وعدك اللّه تعالى هذه مفاتيح النار، أدخل عدوك وعدو ذريتك وعدو امتك النار ، فآخذها واضعها في حجر علي بن أبي طالب فالنار والجنة يومئذ أسمع لي ولعلي من ‌العروس لزوجها فهي قول اللّه تعالى: {أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ} [ق: 24] .

ألقيا يا محمد و يا علي عدوكما في النار، ثم أقوم وأثني على اللّه ثناء لم يثن عليه أحد قبلي، ثم أثني على ‌الملائكة المقربين ثم أثني على الأنبياء والمرسلين، ثم اثني على الأمم الصالحين، ثم ‌أجلس فيثني اللّه علي وتثني علي ملائكته وتثني علي أنبياؤه ورسله وتثني علي الأمم ‌الصالحة. ثم ينادي مناد من بطنان العرش يا معشر الخلائق غضوا أبصاركم حتى تمر بنت‌ حبيب اللّه إلى قصرها، فتمر فاطمة بنتي عليها ريطتان خضراوان حولها سبعون ألف‌ حوراء، فإذا بلغت إلى باب قصرها وجدت الحسن قائما والحسين قائما مقطوع الرأس، فتقول للحسن من هذا، فيقول هذا أخي إن امة أبيك قتلوه وقطعوا رأسه، فيأتيها النداء من ‌عند اللّه تبارك وتعالى يا بنت حبيب اللّه اني إنما أريتك ما فعلت به أمة أبيك، لأني ذخرت‌ لك عندي تعزيتك بمصيبتك اني لا أنظر في محاسبته حتى تدخلي الجنة أنت وذريتك ‌وشيعتك ومن أولاكم معروفا ممن ليس هو من شيعتك قبل أن أنظر في محاسبة العباد، فتدخل فاطمة ابنتي الجنة و ذريتها وشيعتها ومن أولاها معروفا ممن ليس هو من شيعتها، فهو قول اللّه تعالى في كتابه: {لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ} [الأنبياء: 103] قال هو يوم القيامة: {وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ} [الأنبياء: 102] هي واللّه فاطمة وذريتها وشيعتها ومن أولاهم معروفا ممن هو ليس من شيعتها.

وروى الصدوق في العيون عن الرضا عليه السّلام عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم السّلام‌

قال: قال رسول اللّه يا علي أنت أول من يدخل الجنة وبيدك لوائي وهو لواء الحمد وهو سبعون شقة الشقة منه أوسع من الشمس والقمر.

وفي العلل عن السجاد عليه السّلام عن آبائه عن علي قال: قال لي رسول اللّه: أنت أول‌ من يدخل الجنة، فقلت: يا رسول اللّه أدخلها قبلك، قال: نعم لأنك صاحب لوائي في‌ الآخرة كما أنك صاحب لوائي في الدنيا وصاحب اللواء هو المتقدم، ثم قال: يا علي كأني ‌بك وقد دخلت الجنة وبيدك لوائي وهو لواء الحمد تحته آدم فمن دونه.

وروى الصدوق في الخصال والأمالي بأسانيد عديدة عن عبد اللّه بن عباس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله وسلم: أتاني جبرائيل وهو فرح مستبشر، فقلت له حبيبي جبرائيل مع ما أنت فيه من الفرح ما منزلة أخي وابن عمي علي بن أبي طالب عند ربه، فقال جبرائيل يا محمد والذي بعثك بالنبوة واصطفاك بالرسالة ما هبطت في وقتي هذا إلا لهذا، يا محمد العلي الأعلى يقرأ عليك السلام ويقول محمد نبي رحمتي وعلي مقيم حجتي، لا أعذب ‌من والاه وإن عصاني، ولا أرحم من عاداه  وإن أطاعني. قال ابن عباس: ثم قال رسول‌ اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم: إذا كان يوم القيامة أتاني جبرائيل و بيده لواء الحمد و هو سبعون شقة، الشقة منه أوسع من الشمس و القمر، فيدفعه إلي فآخذه وأدفعه إلى علي بن أبي طالب، فوثب ‌عمر بن الخطاب فقال يا رسول اللّه وكيف يطيق علي حمل اللواء وقد ذكرت أنه سبعون‌ شقة، الشقة منه أوسع من الشمس والقمر. فقال النبي صلّى اللّه عليه و آله وسلم: إذا كان يوم القيامة يعطي‌ اللّه عليا من القوة مثل قوة جبرائيل، ومن النور مثل نور آدم، ومن الحلم مثل حلم رضوان، ومن الجمال مثل جمال يوسف، ومن الصوت ما يداني صوت داود، ولو لا أن يكون داود خطيبا لعلي في الجنان لأعطي مثل صوته، وإن عليا أول من يشرب من السلسبيل‌ والزنجبيل، لا تجوز لعلي قدم على الصراط إلا وثبتت له مكانها أخرى، وإن لعلي وشيعته ‌من اللّه مكانا يغبطه به الأولون والآخرون.

وروى البرقي والكليني والعياشي وغيرهم بأسانيد عديدة عنهم عليهم السّلام في تفسير قوله‌ تعالى: { يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ} [الإسراء: 71] ‌أي ندعو كل قرن من هذه الأمة بإمامهم فيجي‌ء رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم في قرنه، وعلي في قرنه، والحسن في قرنه، والحسين في قرنه، وكل ‌إمام في قرنه الذي هلك بين ظهرانيهم، فإن أثبت إمامه اعطي كتابه بيمينه، ومن أنكره كان ‌من أصحاب الشمال الذين قال اللّه فيهم: {وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ * فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ * وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ} [الواقعة: 41 - 43] .

وفي رواية عنه: ليس من قوم ائتموا بإمامهم في ‌الدنيا إلا جاء يوم القيامة يلعنهم ويلعنوه، إلا أنتم ومن على مثل حالكم.

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.