ـ التفاوت في مستوى التطور بين الدول الناميــة

تضم الدول النامية دولاً ذات ظروف سياسية واجتماعية واقتصادية متباينة ومستويات متفاوتة من التطور ، وتختلف الدول النامية بعضها عن البعض من حيث المؤشرات الطبيعية ـ الديموغرافية .

بيد ان الدول النامية كافة يوحدها عدد من العوامل ، اللغة المشتركة ، التاريخ المشترك ، الثقافة النامية ، الشعب النامي ، الوطن الواحد ، المصالح الاقتصادية المشتركة ، إضافة الى عامل مهم جداً وهو ان امامها جميعاً مهمة التنمية الشاملة ، وتسريع وتائر النمو، في الوقت ذاته يتجلى بوضوح أكثر فأكثر تمايز الدول النامية واشتداد التفاوت في تطورها اضافة الى التمايز والتفاوت في مستوى التطور بين الدول النامية ، فإننا نجد مجالاً ثانياً للتفاوت ، وهو التمايز بين الدول النامية والدول النامية ، ومجالاً ثالثاً بين الدول النامية والدول المتقدمة .

ويمكننا تحديد درجة التفاوت بين الدول النامية من خلال :

ــ المؤشرات الديموغرافية : (النمو السنوي لعدد السكان ، عدد الولادات ، عدد الوفيات .)

ــ المؤشرات الاقتصادية : (مقارنة معدلات النمو ، بخاصة معدل نمو الناتج الإجمالي لبعض الدول النامية خلال فترة زمنية طويلة .)

مؤشرات التفاوت (وعدم التكافؤ) في مستوى التطور وعدد سكان بعض الدول النامية :

لقد نشأت بسبب التفاوت في التطور الاقتصادي بين الدول النامية هوة كبيرة وعميقة من حيث مؤشر الدخل الفردي  ، حيث نلاحظ ان الدخل الفردي في الكويت يصل الى 12700 دولار في عام 1979م بينما لم يتجاوز في مصر مبلغ 310 دولار ، بالتأكيد كان هذا الفرق الكبير في درجة التفاوت مثلاً بين دخل الفرد في مصر ودخل الفرد في الكويت ناجم عن المبالغ والعوائد الكبيرة التي تحصل عليها الدول النامية الغنية بالنفط مقابل تصدير كمية كبيرة من هذه الثروة المعدنية .

وتنشأ نتيجة لعملية التمايز ــ الذي يتزايد اكثر فأكثر مع مرور الوقت ــ وتعاظم عدم التوازن في تطور الدول النامية ، مجموعات من الدول المتباينة من حيث مستوى التطور الاقتصادي ، وفي النتيجة يكون لها أثر سلبي على التكامل الاقتصادي النامي ، وقيام الوحدة النامية الشاملة .

كما يؤدي التفاوت وعدم التكافؤ المتزايد الى اضعاف الجبهة الموحدة للدول النامية مع بقية الدول النامية في مواجهة النهب الامبريالي ، وفي سبيل اقامة نظام اقتصادي دولي جديد .