أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-12-2019
484
التاريخ: 12-12-2019
610
التاريخ: 4-12-2019
530
التاريخ: 4-12-2019
751
|
روي أن أمير المؤمنين عليه السلام أرسل عبد الله بن العباس إلى الخوارج وكان بمرأى منهم ومسمع قالوا له في الجواب:
إنا نقمنا يا بن عباس على صاحبك خصالا كلها مكفرة، موبقة، تدعوا إلى النار أما " أولها " فإنه محي اسمه من إمرة المؤمنين (1) ثم كتب بينه وبين معاوية فإذا لم يكن أمير المؤمنين ونحن المؤمنون لسنا نرضى بأن يكون أميرنا.
وأما " الثانية " فإنه شك في نفسه حين قال للحكمين: " انظروا فإن كان معاوية أحق بها فاثبتاه، وإن كنت أولى بها فأثبتاني " فإذا هو شك في نفسه ولم يدر أهو المحق أم معاوية، فنحن فيه أشد شكا.
و " الثالثة " إنه جعل الحكم إلى غيره وقد كان عندنا أحكم الناس.
و " الرابعة " إنه حكم الرجال في دين الله ولم يكن ذلك إليه.
و " الخامسة ": إنه قسم بيننا الكراع والسلاح يوم البصرة ومنعنا النساء والذرية و " السادسة " إنه كان وصيا فضيع الوصية.
قال ابن عباس: قد سمعت يا أمير المؤمنين مقالة القوم، وأنت أحق بجوابهم فقال: نعم.
ثم قال: يا بن عباس قل لهم ألستم ترضون بحكم الله وحكم رسوله؟
قالوا: نعم.
قال: ابدأ على ما بدأتم به (2) في بدئ الأمر.
ثم قال: كنت أكتب لرسول الله صلى الله عليه وآله الوحي، والقضايا، والشروط، والأمان يوم صالح أبا سفيان، وسهيل بن عمرو فكتبت:
بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما اصطلح عليه محمد رسول الله أبا سفيان صخر بن حرب، وسهيل بن عمرو فقال سهيل: لا نعرف الرحمن الرحيم، ولا نقر أنك رسول الله، ولكنا نحسب ذلك شرفا لك أن تقدم اسمك على أسمائنا وإن كنا أسن منك وأبي أسن من أبيك.
فأمرني رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: اكتب - مكان بسم الله الرحمن الرحيم -:
" باسمك اللهم " فمحوت ذلك وكتبت: " باسمك اللهم " ومحوت " رسول الله " وكتبت " محمد بن عبد الله " فقال لي " إنك تدعى إلى مثلها فتجيب وأنت مكره (3) " وهكذا كتبت بيني وبين معاوية وعمرو بن العاص: " هذا ما اصطلح عليه أمير المؤمنين ومعاوية وعمرو بن العاص " فقالا: لقد ظلمناك بأن أقررنا بأنك أمير المؤمنين وقاتلناك، ولكن اكتب: علي بن أبي طالب " فمحوت كما محي رسول الله صلى الله عليه وآله، فإن أبيتم ذلك فقد جحدتم، فقالوا: هذه لك خرجت منها.
قال: وأما قولكم " إني شككت في نفسي حيث قلت للحكمين: انظرا فإن كان معاوية أحق بها مني فاثبتاه " فإن ذلك لم يكن شكا مني، ولكن أنصفت في القول، قال الله تعالى: {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [سبأ: 24] ولم يكن ذلك شكا وقد علم الله أن نبيه على الحق، قالوا: وهذه لك.
قال: وأما قولكم: " إني جعلت الحكم إلى غيري وقد كنت عندكم أحكم الناس " فهذا رسول الله صلى الله عليه وآله قد جعل الحكم إلى سعد يوم بني قريظة وقد كان من أحكم الناس وقد قال الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21] فتأسيت برسول الله صل الله عليه وآله، قالوا: وهذه لك بحجتنا.
قال: وأما قولكم: " إني حكمت في دين الله الرجال " فما حكمت الرجال وإنما حكمت كلام ربي، الذي جعله الله حكما بين أهله، وقد حكم الله الرجال في طائر فقال {وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ } [المائدة: 95] فدماء المسلمين أعظم من دم طائر قالوا: وهذه لك بحجتنا.
قال: وأما قولكم: " إني قسمت يوم البصرة لما ظفرني الله بأصحاب الجمل الكراع والسلاح ومنعتكم النساء والذرية " فإني مننت على أهل البصرة كما من رسول الله على أهل مكة، فإن عدوا علينا أخذناهم بذنوبهم، ولم نأخذ صغيرا بكبير فأيكم كان يأخذ عائشة في سهمه؟ قالوا: وهذه لك بحجتنا.
قال: وأما قولكم: " إني كنت وصيا فضيعت الوصية فأنتم كفرتم وقدمتم علي، وأزلتم الأمر عني، وليس على الأوصياء الدعاء إلى أنفسهم، إنما يبعث الله الأنبياء عليهم السلام فيدعون إلى أنفسهم، وأما الوصي فمدلول عليه مستغن عن الدعاء إلى نفسه، وذلك لمن آمن بالله ورسوله، ولقد قال الله جل ذكره: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} [آل عمران: 97] فلو ترك الناس الحج لم يكن البيت ليكفر بتركهم إياه، ولكن كانوا يكفرون بتركهم، لأن الله تعالى قد نصبه لهم علما وكذلك نصبني علما حيث قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى وأنت مني بمنزلة الكعبة تؤتى ولا تأتي " فقالوا: وهذه لك بحجتنا.
فاذعنوا فرجع بعضهم وبقي منهم أربعة آلاف لم يرجعوا ممن كانوا قعدوا عنه فقاتلهم وقتلهم.
________________
(1) حين أمر أمير المؤمنين (عليه السلام) كاتبه أن يكتب: (إن هذا ما تقاضى عليه أمير المؤمنين (عليه السلام) علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان) قال عمرو بن العاص (اكتب اسمه واسم أبيه ولا تسميه بإمرة المؤمنين فإنما هو أمير هؤلاء وليس هو بأميرنا) ولما أصروا على ذلك قال أمير المؤمنين: الله أكبر سنة بسنة ومثل بمثل وذكر قول النبي صلى الله عليه وآله له يوم الحديبية: لك مثلها ثم أمر فكتبوا. " هذا ما تقاضى عليه علي بن أبي طالب بن عبد المطلب..
(2) أي ابدأ في الرد على إشكالاتكم مما بدأتم به في عرضها حسب التسلسل، أو أبدأ معكم بتحكيم القرآن كما بدأتم في أول الأمر.
(3) جاء في قصة الحديبية أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: " يا علي إنك أبيت أن تمحو اسمي من النبوة والذي بعثني بالحق نبيا لتجيبن أبناءهم إلى مثلها وأنت مضيض مضطهد ".
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
الأمين العام للعتبة العسكرية المقدسة يستقبل قائد الفرقة الرابعة الشرطة الاتحادية
|
|
|