أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-7-2020
4036
التاريخ: 15-11-2016
1098
التاريخ: 7-9-2019
1876
التاريخ: 2023-10-18
807
|
السقيفة الفتنة الكبرى ( أم الفتن )
بعد ثلاثة وعشرين عاما مرت على ذلك الجهاد المرير الذي قام به رسول الله واخوه وخليفته ووريثه علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) منذ العهد الجاهلي المغمور في الظلمات ، ظلمات الجهل والفقر والفاقة والانحطاط الاجتماعي والصحي والخلقي . بعد ذلك العهد الذي كانت الجزيرة العربية طعمة مبتذلة لجيرانها من الفرس والرومان وحتى الأحباش وأقلها في الحجاز . وأخص منها مكة البلاد التي حرمتها حتى الطبيعة من الماء والهواء العذب لدرجة لا يطمع فيها الغازي والفاتح لا بثراء ولا بجمال ولا كمال ، منذ ذلك العصر وإذا بمحمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ذلك الذي بعد انقضاء دور الطفولة والشباب وهو يتدبر القيام بمهمة بما أوتي من موهبة روحية وفكرية لم يسبق لها مثيل في عالم البشرية ، وقد شاء الله عز وجل ان يكون ظهوره معجزة المثال البشري على وجه هذه البسيطة بما أوتي من عقل وتدبير وحكمة وكفاح وجهاد وتحمل لأشد الصدمات والأهوال من افراد وجماعات تفانت في العصبية الجاهلية والذود عن الشرك والعادات والاخلاق المستهترة ، سارحة في بحبوحة من التعاسة والنعرات القومية ، يستحل فيها القوي الضعيف لأقصى ما يتصوره الفكر ، وينزل فيها الفرد لأقصى درجات الخسة ، امام الشهوات والغرائز الجنسية ، تتحكم فيهم العادات والطبائع التي نأت عن الصفات الانسانية ، وابتعدت عن المنطق السليم . يعبدون أحجارا نحتوها بأيديهم ، ويعتقدون بسخافات وأوهام يأباها من له ذرة من العقل السليم ، ويستحلون لفقرهم وفاقتهم وجهلهم وقساوتهم وأد بناتهم حيات ولا يمنعهم عن الرذيلة - مهما بلغت - إباء أو شمم غير طمع أو فزع . وكانت العصور المتمادية والأصقاع القريبة والنائية بعد طول العسر وشدة القسر قد جمعت ما فيها من فضائل وحسن وكمال وجمال في هذه الموهبة العظمى ، وشاء الله سبحانه عز وجل ان تبزغ شمس الحكمة ويتفجر ينبوع السعادة على العالم أجمع في هذه الديار ، وإذا بها تتلبس في عالم جسماني يودع في عبد المطلب لينشطر إلى قسمين ليعود بعد بضع سنوات لاتحاده الروحي فيكون منه محمد ويكمله بعلي جسمين في روح واحد يشد الواحد أزر الآخر مادة ومعنى ، فيشد الواحد عضد الآخر شدا لا ينفصم فيكون الأول نبيا والثاني وصيا ووزيرا ، وعلى أكتافهما تقام أرقى حضارة عرفها البشر من الحضارات الانسانية الواقعية ، واجل دين وعقيدة كان لها ان تبعث بالبشرية لأقصى ما ترجوه من السعادة ، قائمة على المنطق السليم والمنهج القويم ، تلك التي كان يحلم بها ويتمناها أعظم فلاسفة العالم وحاروا في الوصول إليها كسقراط وإفلاطون وأرسطو ومن سبقهم وتلاهم . وفي خلال تلك الفترة القصيرة من الزمن وإذا به يصدع بأمر من الله سبحانه ليؤسس في القوم المستضعفين إمبراطورية قوامها الايمان بالله ومستنده إلى العقل والمنطق السليم ، تؤيدها الإرادة والاخلاص ، وضع مناهجها وأسسها وأكملها وأتمها بعترته أهل بيته وفي طليعتهم ابن عمه علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) خليفته من بعده وشقيق نفسه وشريك علمه وحكمته وتدبيره ، فقال وقد دعي إلى الله : " اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا من بعدي " وأوضح لهم السبيل ، وأقام لهم الدليل ، وبين لهم النهج فكان علي وصيه واخاه ووزيره وباب علمه وسفينة نجاة أمته ، والميزان الفارق بين المؤمنين والمنافقين ، ويعسوب الدين ، وامام الغر المحجلين ، وقدوة المتقين ، ووزيره وحبيبه وحبيب اله العالمين ، ومولى كل مؤمن ومؤمنة ، ثم دعاهم في غدير خم وأخذ البيعة العامة له هناك ، وهنأه الرجال والنساء آنذاك ، وأخص منهم أبا بكر وعمر بن الخطاب ، وأخذ جبرائيل العهد على عمر كيلا ينقضه حتى قريب وفاته ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وأوفدهم مع أسامة ولعن من تخلف ، وقد تخلفوا ، ثم دعا بمحضرهم بدواة وقرطاس ، ليضع العهد كتابة وقد رأينا كل ذلك وكيف كانت بمخالفة عمر أول فتنة في الاسلام ، حتى إذا قرب الأجل وتمت الوصية ، وبدأ علي ( عليه السلام ) باجراء وصية رسول الله لتغسيله وتكفينه ودفنه ، اغتنم عمر فرصة اجتماع الأنصار في السقيفة فأتى إلى دار رسول الله وفيها بنو هاشم وأجل الصحابة يستدعي أبا بكر وحده من بيتهم ، وكان قبلها قد خلف وراءه هو وأبو بكر جيش أسامة خارج المدينة بما في الجيش من أجل المهاجرين والأنصار وبادرا إلى السقيفة ، وفي الطريق يصحبهما أبو عبيدة بن الجراح ويدخلون السقيفة وإذا بالأوس والخزرج قد اجتمعوا لانتخاب أمير بينهم وكانوا قبلها بليلة قد ألقوا التفرقة بينهما ( أي بين الأوس والخزرج ) واغتنموا الفرصة للخلاف بينهما فتقدم أبو بكر ليبايع أحد الرجلين عمر أو أبا عبيدة ودون علم من بني هاشم ، ودون علم من الصحابة الحاضرين في تغسيل رسول الله ، ودون علم من الباقين الذين هم خارج السقيفة ، ودون علم من جميع الأقطار والمدن والقرى القريبة أو البعيدة ، سواء كان في المدينة أو حولها ، أو مكة أو حولها أو اليمن وما فيه ، أو الجزيرة بما فيها من مسلمين . هكذا كانت بيعة أبي بكر وقد سبق الدخول في السقيفة تهديد عمر لكل من يقول إن رسول الله قد مات ، لأن أبا بكر كان غائبا حتى إذا حضر السقيفة وبويع ، انتهت مهمته وبعدها خروجه وسحب كل من شوهد في الطريق لمبايعة أبي بكر .
هذه صورة مختصرة عن الجهود التي بذلها محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حتى كون تلك الإمبراطورية ، وبعدها الدسيسة والفتنة الكبرى للانتقاض ، ونقض أبو بكر وعمر عهدهما للخلافة الاسلامية التي زعما ان الأمة أجمعت على انتخاب الخليفة ، ونحن بعد أن أدرجنا مختصرا من الواقعة نعود لتفصيلها باحثين عن الامر لأنواع الانتخابات التي جرت وتجري في العالم من القديم إلى اليوم وبعد سرد نظرية أفلاطون لأنواع الحكومات في جمهوريته ونظرة لأصلح الحكومات لجمهوريته ، ونظرة في علم النفس وعلم الاجتماع والتربية والوراثة والمحيط ، وبعدها نسرد نظرة الاسلام مع ما يتبعها من آيات قرآنية وروايات نبوية حول الموضوع ، ونظرتنا بعد كل ذلك ولو تحقق ما اراده رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|