أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-9-2019
1893
التاريخ: 7-6-2021
3004
التاريخ: 20-10-2019
1938
التاريخ: 27-11-2019
2142
|
أول فتنة يبدأ بها في الاسلام
وللتأكد من صحة ما أقول نراجع أجل علماء العامة من السنة والجماعة كالامام الثقة حسين مبيدي في شرح الديوان حيث يقول : ان أول فتنة وقعت في الاسلام كانت في محضر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في مرض موته إذ أراد أن يوصي ومانعه عمر وقام النزاع بين الفريقين واختلاف الكلمة بين المسلمين ، وهكذا العلامة الشهرستاني في المقدمة الرابعة من كتاب الملل والنحل حيث يقول : ان أول خلاف وقع بين المسلمين هو منذ ممانعة عمر من طلب رسول الله للدواة والبياض لكتابة الوصية كما أشار ابن أبي الحديد لهذا في ج 2 ص 653 ، ولماذا لا يكون ذلك ، فرسول الله معصوم ولا تفارقه العصمة في أفعاله وأقواله حتى الموت ، لا سيما كما نجد من طلبه انما كان دالا من فحواه على الرشاد والهداية ومنع الضلال ، وبهذا خالف عمر رسول الله وخالف الله وأثبت هذه في اعماله التي تلت ذلك بعد موت رسول الله والتجري على رسول الله في حياته أخص منها ساعة الموت فإنه قد وجه اضعاف ذلك إلى عترته ووصيه وخليفته بإقصائهم عن حقوقهم وتقديم حقوقهم إلى ألد أعدائهم من آل أمية وغيرهم ، وكان المدبر لكل تلك الأعمال انما هو صاحبه أبو بكر ويشد أزره جماعة بدأها أبو عبيدة الجراح وسالم مولى أبي حذيفة . وحق لبني أمية أن يحيوا لعمر وأبي بكر آثارا ما أنزل الله بها من سلطان ، وان يطمسوا حقائق من كتاب الله وسنة رسوله تلك التي تثبت مخازيهم ومنكراتهم ، وقد خلقوا بذلك فضائل ودسوا مفاخر وكرامات هي أبعد عن أهلها بعد السماء عن الأرض . وأخفوا وطمسوا معالم ما كانت لتخفى على ذوي اللب إلا من أضله الشيطان وأعمى بصيرته وبات في سخط من الله . من يقبل أن يقول إن أبا بكر وعمر اعلم وأخلص وأصلح من رسول الله على مصالح الاسلام ، وهما حتى قبيل فتح مكة كانا يدامنان الخمر وناديها وبينهما أبو عبيدة وأنس بن مالك وغيره . ان كنا مسلمين فان ذلك كفر وفسق مبعثه الجهل والعصبية الجاهلية التي جاء الاسلام لزوالها . أيصح أن عمر يعرف مصالح المسلمين أحسن من الله ورسوله ؟ أم هو يدري بحدود الله في القرآن وفهم آياته التي خالفها في نفس معارضته لرسول الله وقوله ان الرجل يهجر . ولقد قال رسول الله كرارا على رؤوس الاشهاد : " إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ان تمسكتم بهما فقد نجوتم ولن تضلوا أبدا " ( أتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا وفي الآخرة يرد إلى أشد العذاب ) ( 1 ) ويرى عمر ما دام ان القرآن موجود فلا حاجة لنا بهداية رسول الله وارشاده ، ولو سألناكم من أحق ان يتبع : قول رسول الله . أم قول عمر ؟ بل كلام الله أم كلام عمر ؟ فإذا ما جواب هذه الآية : ( ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ) ( 2 ) ؟ ترى كيف يحتاج القرآن إلى من يعلمهم من رسول أو أولي امر ، وقوله ( بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم ) ( 3 ) ، فمن أحق بالعلم ؟ ومن هو حامل العلم ؟ أرسول الله ووصيه أم عمر ؟ فما جزاء من يشاقق الله ورسوله . لهذا ترى ان كلمة عمر منبع الفتنة والفرقة ومنشأ سخط رسول الله . اللهم غفرانك من عظم هذه الجرأة على رسولك والأمة ترى بعينها ان عمر انما قصد منع رسول الله من العهد والوصية الخطية امام رسول الله وقد كان أوعى وأصحى من حال أبي بكر في مرض موته يوم أغمي عليه وأكمله عثمان في كتابة عهده لعمر .
وهكذا ترى النعرة الجاهلية لا تزال تتجه إلى الشرك والنفاق وتحيد عن الحق وتبدل أوامر الله ورسوله . سبحان الله حين يقول : ( وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ) . وقول الشاعر : أريد حياته ويريد قتلي ، أهذا جزاء رسول الله ؟ أهذا جزاء عترته يوم قال : إني مخلف فيكم كتاب الله وعترتي . ويوم نزلت الآية الكريمة ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) يعني الهجوم على دار أهل بيتي وجمع الحطب لإحراقه وارعاب سيدة نساء العالمين وسيدي شباب أهل الجنة وأخذ وصيه حاسر الرأس حافي القدمين إلى أحد مواليه الذين بايعه قبل شهرين لإرغامه على أن يبايعه . فمن هم أضل سبيلا ؟ أقوم موسى حينما خلف فيهم هارون واتبعوا السامري أم قوم محمد حينما قاموا بعد رسول الله وكانت هذه اعمالهم وتلك نتائجهم حتى اضطر إلى أن يذكرهم علي وهم يسحبونه : " أنا عبد الله وأخو رسوله " ، ثم رمى بنفسه على قبر رسول الله باكيا قائلا : " يا بن أم ان القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني " ماذا جناه علي وماذا جنته الزهراء وما جناه الحسن والحسين أهذا جزاء رسول الله أو هذا مبلغ ما أسداه عليكم من الرحمة والاحسان لبئس ما خلفتموه في أهله . أهكذا تنقضون عهد الله وعهد رسوله : ( والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما امر الله به ان يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار ) .
____________________
( 1 ) سورة البقرة ، الآية 85 .
( 2 ) سورة النساء ، الآية 83 .
( 3 ) سورة العنكبوت ، الآية 49 .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|