المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

سياحة المعارض Conventions والمتاحف في الوطن العربي
16-4-2022
التبول اللاإرادي عند الاطفال
12-4-2017
عدم التهاون
20-11-2018
Affricates
2024-05-02
الفرض السديمي nebular hypothesis
21-6-2017
Reuben Louis Goodstein
13-12-2017


الإعتذار  
  
21801   05:22 مساءاً   التاريخ: 23-03-2015
المؤلف : د. علي الجندي
الكتاب أو المصدر : في تأريخ الأدب الجاهلي
الجزء والصفحة : ص405-412
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الجاهلي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-03-2015 1594
التاريخ: 22-03-2015 3973
التاريخ: 22-03-2015 8105
التاريخ: 23-03-2015 2117

يمتاز الاعتذار بقلته في شعر الجاهليين ، ويأتي عادة لإظهار الندم على فعل حدث. أو حال وقعت، ويريد المعتذر أن يبرئ نفسه، لينجو من اللوم، أو يحاول إصلاح الحال، بتفسير أو شرح معقول لها، لكي يرجع الأمور إلى مجراها العادي، وقد ورد في هذا الغرض أبيات لكثير من الشعراء، ولكنه لم يحتل مكانًا هامًّا في شعر كل منهم. وقد حللنا هذه الظاهرة من الناحية الحربية في شعر الحرب. ولم يكن لأحد من الشعراء الجاهليين باع في الاعتذار إلا النابغة الذبياني، فقد أسهب فيه، فاشتهر به، حتى قيل عنه أضاف إلى الشعر فنًّا جديدًا. ويقصدون بذلك فن الاعتذار. كأنه لم يكن موجودًا عند شعراء العرب قبل النابغة الذبياني. وحقيقة لقد أتى فيه النابغة بمعانٍ رائعة، وصورة شعرية جميلة. وكان النابغة يفد إلى المناذرة في الحيرة، وعلى الغساسنة في الشام، ويمدحهم، فيحسنون وفادته ويكرمونه، وكان أكثر ما يفد إلى النعمان بن المنذر ملك الحيرة، وكان النعمان يقربه حتى جعله نديمه. وظل زمانا لا يفد على الغساسنة، لما كان بينهم وبين المناذرة من التباغض، إلى أن وشى به الواشون إلى النعمان، فغضب النعمان عليه وتوعده، فهرب النابغة إلى قومه في نجد، ثم شخص إلى الغساسنة في الشام ومدحهم. وظل مقيمًا عندهم وفي نفسه استرضاء النعمان، والعودة إلى الحيرة، حتى تمكن من ذلك بواسطة اثنين من بني فزارة. فعاد إلى النعمان، وقدم له اعتذارياته المشهورة.

فقد كان ما دب بينه وبين النعمان بن المنذر من سوء تفاهم وقطيعة سببًا في إثارة شاعرية الاعتذار عند النابغة الذبياني، فقال، وأجاد، حتى اعتبره النقاد، مبدع هذا الفن. ومن اعتذارياته قوله(1):

أتاني أبيت اللعن أنك لمتني وتلك التي أهتم منها وأنصب(2)

فبت كأن العائدات فرشنني هراسًا به يعلى فراشي ويقشب(3)

حلفت فلم أترك لنفسك ريبة وليس وراء الله للمرء مذهب(4)

لئن كنت قد بلغت عني خيانة لمبلغك الواشي أغش وأكذب

ولكنني كنت امرءًا لي جانب من الأرض فيه مستراد ومذهب(5)

ملوك وإخوان إذا ما أتيتهم أحكم في أموالهم وأقرب

كفعلك في قوم أراك اصطنعتهم فلم ترهم في شكر ذلك أذنبوا

وإنك شمس والملوك كواكب إذا طلعت لم يبد منهن كوكب

فلا تتركني بالوعيد كأنني إلى الناس مطلي به القار أجرب(6)

ألم تر أن الله أعطاك سورة ترى كل ملك دونها يتذبذب(7)

ولست بمستبق أخا لا تلمه على شعث أي الرجال المهذب(8)

فإن أك مظلومًا فعبد ظلمته وإن تك ذا عتبى فمثلك يعتب(9)

فالنابغة يقول للنعمان(10) إن غضبه على النابغة وتوجيه اللوم إليه، يسبب له همًّا وحزنًا وتعبًا، حتى أصبح كالمريض الذي ينام على أشواك، تتجدد من حين إلى حين، ثم يحلف أن ما حدث ليس له أساس من الصحة، وإنما محض كذب وافتراء اختلقه الواشون ليفسدوا ما بينهما. ثم يبين النابغة للنعمان أن ذهابه إلى الغساسنة ليس إلا لشكرهم اعترافًا بالجميل الذي أسدوه إلى النابغة، ومن يشكر صاحب الفضل لا يؤاخذ على شكره، وإنما أنت أيها الملك لا يدانيك ملك آخر. فليس هناك من الملوك من يشبهك أو يناظرك، فأبهتك وعظمتك وسلطانك تغطي على الأخرين، وتخفي معالمهم، كالشمس حينما تسطع تتلاشى أمامها جميع الكواكب. ثم يقول النابغة للنعمان: أرجو ألّا يكون في نفسك غضب علي، كما أدعوك ألا تضمر لي تهديدًا، وإلا كرهني الناس، لأنهم جميعًا يحبونك، ونبذوني. واجتنبوني كأني بعير أجرب قد طلي بالقطران. ويستمر النابغة فيتضرع إلى النعمان قائلًا: إن ما بيني وبينك ليس إلا واحدة من حالتين: إما أن أكون مذنبًا، وإما أن أكون بريئًا. فإن كنت مذنبًا، فأنا بشر. وليس من البشر واحد كامل من جميع النواحي، فلكل إنسان عيوب وهفوات. وأنت أعظم من يعفو عن الذنوب، ويصفح عن الهفوات، فأنت أهل الرضا والإكرام، وإن كنت بريئًا، فلست أنا إلا عبدًا وللسيد حق التصرف في عبده، وأنا راضٍ بسيدي، حبيب إليّ جميع تصرفاته، ولا أبغي إلا رضاه ومسرته.

وقال النابغة الذبياني يمدح النعمان ويعتذر إليه. ويهجو مرة بن ربيعة لما وشى به عند النعمان(11).

عفا ذو حسا من فرتنا فالفوارع فجنبا أريك فالتلاع الدوافع(12)

توهمت آيات لها فعرفتها لستة أعوام وذا العام سابع

فكفكفت مني عبرة فرددتها على النحر منها مستهل ودامع(13)

على حين عاتبت المشيب على الصبا وقلت ألما أصح والشيب وازع

وقد حال هم دون ذلك شاغل مكان الشغاف تبتغيه الأصابع(14)

وعيد أبي قابوس في غير كنهه أتاني ودوني راكس والضواجع(15)

فبت كأني ساورتني ضئيلة من الرقش في أنيابها السم ناقع(16)

يسهد من ليل التمام سليمها لحلي النساء في يديه قعاقع(17)

تناذرها الراقون من سوء سمها تطلقه طورا وطورا تراجع(18)

أتاني أبيت اللعن أنك لمتني وتلك التي تستك منها المسامع(19)

مقالة أن قد قلت سوف أناله وذلك من تلقاء مثلك رائع(20)

لعمري وما عمري علي بهين لقد نطقت بطلا على الأقارع

أقارع عوف لا أحاول غيرها وجوه قرود تبتغي من تجادع(21)

أتاك امرؤ مستبطن لي بغضة له من عدو مثل ذلك شافع(22)

أتاك بقول هلهل النسج كاذب ولم يأت بالحق الذي هو ناصح

أتاك بقول لم أكن لأقوله ولو كبلت في ساعدي الجوامع(23)

حلفت ولم أترك لنفسك ريبة وهل يأثمن ذو أمة وهو طائع(24)

بمصطحبات من لصاف وثيرة يزرن إلالًا سيرهن التدافع(25)

سمامًا تباري الريح خوصًا عيونها لهن رزايا بالطريق ودائع(26)

عليهن شعث عامدون لحجهم فهن كأطراف الحني خواضع(27)

لكلفتني ذنب امرئ وتركته كذي العر يكوى غيره وهو راتع(28)

فإن كنت لا ذو الضغن عني مكذب ولا حلفي على البراءة نافع(29)

ولا أنا مأمون بشيء أقوله وأنت بأمر لا محالة واقع

فإنك كالليل الذي هو مدركي وإن خلت أن المنتأى عنك واسع

خطاطيف حجن في حبال متينة تمد بها أيد إليك نوازع(30)

أتوعد عبدًا لم يخنك أمانة ويترك عبد ظالم وهو ظالع(31)

وأنت ربيع ينعش الناس سيبه وسيف أعيرته المنية قاطع(32)

أبى الله إلا عدله ووفاءه فلا النكر معروف ولا العرف ضائع

وتسقى إذا ما شئت غير مصرد بزوراء في حافاتها المسك كانع(33)

وكان الصبر في القتال والنصر في الحروب من أعظم مفاخر العرب في الجاهلية. ولا سيما إذا كان الشاعر المفتخر من الفرسان، من ذلك مثلًا ما حدث يوم فيف الريح. وكان بين بني عامر بن صعصعة قوم عامر بن الطفيل، ذلك الشاعر الفارس. وبين بني الحارث بن كعب، حيث جمعت قبائل شتى، منهم زبيد وسعد العشيرة ومراد ونهد وخثعم وشهران، وأقبلوا يريدون بني عامر وهم ينتجعون مكانًا يقال له فيف الريح. فاقتتلوا، وكان عامر بن الطفيل يتعهد الناس، فيقول: يا فلان ما رأيتك فعلت شيئًا. فمن أبلى فليرني سيفه أو رمحه. فانتهز الفرصة رجل من أعدائه بني الحارث اسمه مسهر. فقال: يا أبا علي، انظر إلى ما صنعت بالقوم. انظر إلى رمحي وسناني، فلما أقبل عامر لينظر وجأه مسهر بالرمح في وجنته ففلقها وانشقت عين عامر. ثم افترقوا، فقال في ذلك عامر بن الطفيل(34):

لقد علمت عليا هوازن أنني أنا الفارس الحامي حقيقة جعفر

وقد علم المزنوق أني أكره على جمعهم كر المنيح المشهر

إذا أزور من وقع الرماح زجرته وقلت له: ارجع مقبلا غير مدبر

وأنبأته أن الفرار خزاية على المرء ما لم يبل جهدًا ويعذر

ألست ترى أرماحهم فيَّ شرعا وأنت حصان ماجد العرق فاصبر

لعمري وما عمري على بهين لقد شان حر الوجه طعنة مسهر

فبئس الفتى إن كنت أعور عاقرًا جبانًا، فما عذري لدى كل محضر

وما رمت حتى بل نحري وصدره نجيع كهداب الدمقس المسير

أقول لنفس لا يجاد بمثلها أقلي المراح إنني غير مقصر

فلو كان جمع مثلنا لم نبالهم ولكن أتينا أسرة ذات مفخر

فجاءوا بشهران العريضة كلها وأكلب طرًّا في لباس السنور

وهكذا كان الأبطال يثبتون في ميادين القتال ويصمدون في مواجهة الخطر، ولا يولون الأدبار خشية الخزي والعار، وإذا حدث من المقاتل تصرف اضطرته إليه ظروف حرجة قاسية، فإنه -اعتذارًا عما وقع- كان يسرع إلى بيان الأسباب التي دعته إلى ذلك، بما يحفظ عليه كرامته وهيبته(35).

ومن أطرف ما ورد في الاعتذار عن القرار -وهو أقرب ما يكون إلى الفكاهة والنوادر- أبيات تنسب إلى وعلة الجرمي، يقول فيها(36):

فدى لكما رجلي أمي وخالتي غداة الكلاب إذ تحز الدوابر(37)

نجوت نجاء لم ير الناس مثله كأني عقاب عند تيمن كاسر(38)

خدارية سفعاء لبد ريشها من الطل يوم ذو أهاضيب ماطر(39)

كأنا وقد حالت حذنة دوننا نعام تلاه فارس متواتر(40)

فمن يك يرجو في تميم هوادة فليس لجرم في تميم أواصر(41)

ولما سمعت الخيل تدعو مقاعسًا تطالعني من ثغرة النحر جائر(42)

فإن أستطع لا تلتبس بي مقاعس ولا يرني مبداهم و المحاضر(43)

ولا تك لي حدادة مضرية إذا ما غدت قوت العيال تبادر(44)

يقول لي النهدي: إنك مردفي وكيف رداف الفل. أمك عابر(45)

يذكرني بالرحم بيني وبينه وقد كان في نهد وجرم تدابر(46)

ولما رأيت الخيل تتري أثائجًا علمت بأن اليوم أحمس فاجر(47)

فهو يصف سرعته الفائقة في الهرب فرارًا من خطر محدق مؤكد خشية أن يقع أسيرًا في أيدي قوم فيهم خسة. ولا يملكون قوت يومهم.

إن أبيات الاعتذار في الشعر الجاهلي قليلة بالنسبة إلى غيره من الأغراض الأخرى. فما السبب؟ أكان ذلك لقلة دواعي الاعتذار، بمعنى: إنه لم يكن يحدث ما يستوجب الاعتذار إلا قليلًا؟ ربما كان ذلك غير صحيح إذ لا شك أن كل إنسان عرضة للخطأ والوقوع في أمور تستحق الاعتذار أم كان ذلك لأن جميع من ارتكبوا خطأ أو قصروا لم يكونوا شعراء؟ إن ذلك صحيح. ولكن لم يرد لجميع الشعراء اعتذار.

أم يكون ذلك لأن الجاهلي -شاعرًا كان أم غير شاعر- كان يعتز بنفسه، ويعجب بها، ويجب أن يشاع عنه القوة والكمال والصواب والبعد عن الخطأ على الدوام، فلم يرض أن يسجل على نفسه اعترافًا بالتقصير في حادثة ما؟ قد يكون ذلك قريبًا من المعقول، خصوصًا إذا علمنا أن الشعر كان كثير التداول، سريع الانتقال. كما كان يعتبر سجلًّا خالدًا لحوادثهم.

ومن الطبيعي ألا يحفل الإنسان بتسجيل نقيصة على نفسه في أي شيء. ويلاحظ أن الشاعر ما كان يعتذر عن شيء وقع منه إلا تحت ضغط ظروف قاهرة، فالمعتذر كان في الغالب يفعل ذلك ردًّا على عدو منتصر يفتخر، أو هاجٍ، أو لائم في حادثة كثر الحديث عنها، رغبة منه في الدفاع عن شرفه، أو المحافظة على كرامته، أو كرامة قومه.

وأكثر الاعتذار الحقيقي في مجال الحروب والقتال جاء من قوم اشتهروا بالبطولة الفائقة والشجاعة النادرة كعامر بن الطفيل، ودريد بن الصمة، وعبيد بن الأبرص، وقد يكون ذلك راجعًا إلى اعتماد هؤلاء، وأمثالهم على ما لهم من شهرة حربية، وشيوع خبرتهم بالقتال، كأن بطولتهم أمكن وأرسخ من أن تزعزعها أمثال هذه الحوادث التافهة النادرة على أنهم في كثير من الأحيان كان ينسبونها للحظ، أو القدر، أو شيء خارج عن طوق إرادتهم، كأن الواحد منهم كان يبغي ألا يؤاخذ على شيء لم يكن في مقدوره.

وكانت أبيات الاعتذار من الأبطال المشهورين يصحبها في العادة، فخر بأمجاد حربية سابقة، وتهديد للعدو بحرب شعواء. كأن المعتذرين كانوا يقصدون أن يبرهنوا على أنهم ليسوا ضعفاء ولا جبناء. وأنهم واثقون من أنفسهم، معتمدون على قوتهم وبأسهم مما سيكون له أعنف الآثار في الأعداء. كما كان الاعتذار في بعض الأحيان يتضمن هجاء يجمع مساوئ العدو. رغبة في إضعاف الروح المعنوية للأعداء والتقليل من شأنهم.

أما اعتذاريات من عاش على التكسب بشعره في المدح كالنابغة الذبياني، فواضح فيها العبودية والذلة وإن حفلت بتفتيق المعاني وتنويع الصور.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) ديوانه ص71

(2) أنصب: أتعب تعبًا شديدًا. أبيت اللعن: أبيت أن تفعل شيئا تلعن بسببه.

(3) الهراس: شجر كثير الشوك. العائدات: الزائرات للمريض. فرشنني: جعلن لي فراشًا مبسوطًا. يقشب: يجدد.

(4) ليس وراء الله للمرء مذهب: ليس بعد الحلف بالله شيء.

(5) مستراد: مكان يذهب فيه الإنسان كما يريد، كناية عن إكرام الغساسنة له في ديارهم. والمستراد من راد إذا خرج رائدًا لأهله. مذهب: مكان واسع الذهاب فيه.

(6) القار: القطران.

(7) سورة: منزلة. يتذبذب: يضطرب ولا يصل إليها.

(8) شعث: فساد ونقص. تلمه: تجمعه وتضمه.

(9) عتبى: عفو ورضا. يعتب: يعفو ويعطي.

 (10) ديوانه ص91.

(11) ديوانه ص91.

(12) عفا: درس وذهبت معالمه. البلعة: مجرى الماء من أعلى الوادي. الدوافع: التي تدفع الماء إلى الوادي. فرتنا: اسم امرأة. وباقي الأسماء أمكنة.

(13) كفكفت: كففت. المستهل: السائل المتصبب.

 (14) الشغاف: حجاب القلب، وهو أيضا داء يكون تحت الشراسيف في الشق الأيمن تبغيه أصابع المطببين. يقول: وقد حال دون البكاء على الديار دخل في الفؤاد حتى أصابه منه داء.

(15) في غير كنهه: في غير موضعه واستحقاقه. ووعيد أبي قابوس هنا بيان للهم الذي ذكره في البيت السابق وراكس والضواجع: واديان.

(16) ساورتني: وثبت علي. ضئيلة: حية قليلة اللحم شديدة السم. الرقش: جمع رقشاء وهي التي فيها نقط سود وبيض.

(17) ليل التمام: الليل الطويل. السليم: الملدوغ، قالوا عنه ذلك تفاؤلًا بسلامته. وكانوا يعلقون على الملدوغ حلي النساء ليبرأ. القعاقع: الأصوات الشديدة.

(18) تناذرها الراقون: أنذر بعضهم بعضًا ألا يتعرضوا لها. تطلقه طورًا: تخفف الأوجاع عن الملدوغ تارة.

(19) تستك: تسد وتصم الآذان.

(20) مثلك: أي أهل القوة والسلطان. رائع: فظيع مفزع.

(21) بطلًا: باطلًا. الأقارع: بنو قريع بن عوف، وكانوا قد وشوا به إلى النعمان. لا أحاول غيرها: أي لا أحاول هجاء غيرها. تجادع: تشاتم.

(22) شافع: أي معه آخر. يقصد أتاك رجل من أعدائي مضمر ساتر لعداوته ومعه رجل آخر يقول بقوله.

(23) الجوامع: الأغلال: يقول: إن هذا القول الذي نقل إليك لم أكن لأقوله لو حبست ووضعت في يدي الأغلال.

 (24) ذو أمة: الأمة: بالضم والكسر: الدين والاستقامة.

(25) لصاف وثيرة: موضعان، إلال: جبل عن يمين الإمام بعرفة. ومعنى البيت أنه أقسم بالإبل التي يمتطيها الحجاج إلى مكة فيدفع بعضها بعضا حين تسير.

(26) السمام: طائر شديد الطيران. تباري: تسابق. خوصًا: غائرة العيون من الجهد. رزايا: جمع رزية وهو المتروك المطروح من الإبل. ودائع: أي تركت في الطريق كأنها وديعة فيه.

(27) شعث: جمع أشعث، وهو المتغير الشعر من طول السفر. عامدون: قاصدون. الحني: القسي. خواضع: من الخضع، وهو تطامن العنق ودنو الرأس إلى الأرض. شبه الطوق في انحنائهن من الضمر بالقسي.

(28) العر: بفتح العين: الجرب. وبضمها: قروح تخرج في أعناق الإبل فإذا أرادوا أن يعالجوه كووا بعيرًا آخر صحيحًا فيبرأ المريض - ويقصد الشاعر أن يقول للنعمان: إنك تؤاخذني بذنب جانٍ مجرم وتتركه هو.

(29) إذا فتح التاء في "كنت" نصب ما بعدها، فتقول: فإن كنت لا ذا الضغن عني مكذبًا وإذا ضمت رفع ما بعدها.

(30) خطاطيف: جمع خطاف وهو ما يدلى في البئر لجذب ما فيه. حجن: جمع أحجن، وهو الأعوج، نوازع: جواذب.

(31) الظالع: المائل الجائر عن الحق.

(32) أعيرته المنية: أخذته المنية استعارة.

(33) غير مصرد: من التصريد وهو شرب دون الري. زوراء: دار بالحيرة للنعمان. كانع حاضر.

 (34) مفضلية رقم 106.

 (35)راجع فصل الاعتذار في شعر الحرب للمؤلف.

(36)قالها وعلة في يوم الكلاب الثاني، وكان بين أهل اليمن من مذحج وهمدان وكندة، وبين بني تميم، سعد والرباب، ورئيس الرباب النعمان بن جساس، ورئيس سعد قيس بن عاصم المنقري. فلما غدوا على القتال نادى قيس بن عاصم: يا آل مقاعس، والمقاعس هو الحرث بن عمرو بن كعب بن سعر، فسمع الصوت وعلة الجرمي، وكان صاحب لواء اليمن يومئذ، فطرحه، وكان أول منهزم من قومه! وجعلت عليهم سعد الرباب فهزمهم, ولما أكثرت تميم القتل في أهل اليمن أمرهم قيس بن عاصم بالكف عن القتل وأن يحزوا عراقيبهم، وهو ما أشار إليه وعلة إلى فراره في الأبيات 1-3 وأشار إلى نداء قيس آل مقاعس في البيتين 6، 7 ثم إن وعلة لحق به رجل من بني نهد اسمه سليط من قتيب، فقال له النهدي: أردفني خلفك فإني أتخوف القتل، فأبى أن يردفه، وهو ما يشير إليه البيتان 9، 10. "مفضلة رقم 32".

(37) الكلاب: بضم الكاف: هو يوم الكلاب الثاني بين تميم واليمن. تحز: تقطع. الدوابر: الأصول، أي يقتل القوم فتذهب أصولهم ولا يبقى لهم أثر.

(38) تيمن: موضع باليمن. الكاسر: الذي يضم جناحيه يريد الانحطاط إلى الصيد، يكون للمذكر والمؤنث.

(39) الخدارية: الذي يضرب لونها إلى السواد. وهي صفة للعقاب. السفعاء: مأخوذ من السفعة، بضم فسكون، وهي سواد يضرب إلى حمرة، الأهاضيب: جمع أهضوبة، وهي المطرة العظيمة.

(40) حذنة: بضم الحاء المهملة والذال المعجمة وتشديد النون: أرض لبني عامر بن صعصعة. متواتر: متواتر العدو متتابعه، وهو صفة للنعام. شبهوا أنفسهم حين هربوا بنعام متتابع يخاف فارسًا.

(41) الهوادة: اللين والرقة. الأواصر: الروابط القرابة.

(42) مقاعس: أراد بني مقاعس. وهم بنو الحرث بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم. تطالعني: طلع مني وارتفع، يعنى فزعًا. ثغرة النحر: النقرة في أعلى الصدر. الجائر: حر في الجوف عند الجوع.

(43) التبس: اختلط، والمراد لا يدركوني. مبداهم: من يقيم في البادية. محاضرهم: من نزل الحاضرة. وأصلهما مكان البدو والحضر. المعنى: لا آلوا عدوًا وهربًا مخافة أن أوسر.

(44) الحداد: البواب والسجان. تبادر: أي إذا غدت فإنما همها قوت عيالها، فكيف يكون حالي إذا كان من أستى هذه حاله من الضيق.

(45) النهدي: رجل من بني فهد، يقال له سليط بن قتيب، بفتحتين، من بني رفاعة. الرداف: أن يركب شخص آخر خلفه. الفل: المهزوم، كأنه سماه بالمصدر. العابر: العبرى، أي الباكية الحزينة.

(46) الرحم، بكسر فسكون: هو الرحم بفتح فكسر. تدابر: تقاطع.

(47) تترى: متواترين، التاء مبدلة من الواو، أصلها "وترى" بفتح الواو، كالتقوى، من الوقاية. وهي من المواترة، وهي المتابعة، نصبت على الحال، وحقيقتها أنها مصدر في موضع الحال، ومن العرب من ينونها، وبه قرأ أبو عمرو وابن كثير في سورة المؤمنون 44 " ثم أرسلنا رسلنا تترىً" ويخطئ كثير من الكتاب في عصرنا فيظنونها فعلًا مضارعًا ويضعونها موضعه. أثائج: جاءت جماعات. أحمس: شديد القتال. فاجر يركب فيه الفجور.

 

 

 

 

 

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.