المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


النقائض  
  
2440   04:02 مساءاً   التاريخ: 23-03-2015
المؤلف : د. صاحب خليل إبراهيم
الكتاب أو المصدر : الصّورة السّمعيّة في الشعر العربي قبل الإسلام
الجزء والصفحة : ص114-117
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الجاهلي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-04-2015 3921
التاريخ: 1-04-2015 6721
التاريخ: 22-03-2015 14245
التاريخ: 4-12-2019 3603

أساس النقائض الهجاء، حيث ينقض الشاعر ما قاله الشاعر الأول من هجاء له، والنقائض في الشعر الجاهلي، ولكنها شكلت نواة النقائض في العصر الأموي، وبالرغم من ذلك فالنقائض قد ضمنت ألفاظاً سمعية مثل: القول، والشتم، والهزء، وهي لا تخرج عن ألفاظ الهجاء المختلفة، وفي رأينا لا تشكل إضافة ما هو جديد في أدائها السمعي.

ومن تلك النقائض ما حدث بين قيس بن زهير وعروة بن الورد، قال قيس بن زهير:

 

أذَنْبٌ علينا شتم عروة خالَهُ ... بقرّة أحساءٍ ويوماً ببدبَدِ

هَلُمَ إلينا نكفكَ الأمرَ كُلَّهُ ... فَعالاً وإحسانا وإنْ شئتَ فابعدِ(1)

 

فأجابه عروة بن الورد:

 

إني امرؤٌ عافي أنائي شركةٌ ... وأنتَ امرؤ عافي أنائك واحدُ

أتهزأُ منّي أنْ سمنتَ وأنْ تَرى ... بوجهي شحوبَ الحقِ، والحقُ جاهدُ(2)

 

وتستمر المهاجاة والمنافرة بين قيس بن زهير(3)، وعروة بن الورد(4)، ولا تخرج الألفاظ السمعية عن (الشتم، والقول) ضمن إطار الهجاء.

وكان النابغة قد ردّ على هجاء زرعة العامري فردّ عليه عامر بن الطفيل بأبيات لا تخرج عن منافذ الأداء السمعي من حيث الألفاظ (مبلغ، الجواب، القول، مقالتي، علمتم).

ومما قاله عامر بن الطفيل:

 

أَلا من مُبْلغٌ عنّي زياداً ... غداةَ القاعِ إذْ أَزفَ الضِّرابُ

وإنّي سوف أحكمُ غَيْرَ عادٍ ... ولا قدع إذا التُمسَ الجَوابُ

وليسَ الجهلُ عن سنٍّ ولكنْ ... غَدَتْ بنوافِذِ القولِ الركابُ

فإنّ بني بغيضٍ قد أتاهمْ ... رسولُ الناصحينَ فما أجابوا

ولا ردّوا مَحورةَ ذاك حتى ... أتانا الحِلْمُ وانخرقَ الحجابُ

فإنّ مقالتي ما قد علمتمْ ... وخيلي قد يحلّ لها النهابُ(5)

 

في حين رد عليه النابغة، ولم يخرج عن لفظة القول:

 

فإنْ يَكُ عامرٌ قد قال جهلاً ... فإنَّ مَظَنَّةَ الجهلِ الشّبابُ(6)

 

ومن تلك النقائض ما كان بين الحادرة وزبّان بن سيّار(7) ومما قاله الحادرة في هجو زبّان بن سيّار:

 

فإنْ تحسبوها بالحجابِ ذليلةً ... فما أنا يوماً إنْ ركبتُ ذَليلُ

سأمنعها في عصبةٍ ثعلبيّةٍ ... لهم عددٌ وافٍ وعزّ أصيلُ(8)

ويلاحظ من النص أن الحادرة يفتخر في معرض التعريض بزبّان، وقد تخللت البيتين ألفاظٌ توحي بالسمع (تحسبوها) و(عدد) فضلاً عن الأفعال التي تدل على الحركة مثل (تحسبوها، وركبت، وسأمنعها). على أن (العين) حرف حلقي مجهور قد انتشر في البيت الثاني قد أفاد في تقوية النغم والمعنى.

ولم نجد رداً لزبّان بن سيّار إلاّ ما قاله في الحادرة:

 

كأنكَ حادرةُ المنكبـ ... ين رصعاء تُنْقِضُ في حائِرِ

عجوز الضفادع قد حَدَرتْ ... تطيفُ به ولدةُ الحاضِرِ(9)

 

وقد عرَّضَ به من خلال التشبيه، وجعله مشتهراً ينظر الناس إليه لمنكبيه الضخمين وبسبب هذه الأبيات سُميَّ الشاعر بالحادرة فغلب عليه، وقد شبهه خصمه بالضفدعة الغليظة، وهو هجاء خرج عن المباشرة عبر الألفاظ السمعية الصريحة، على أن التشكيلات الصوتية انتشرت في البيتين من خلال حرف (الضاد) المجهور المطبق في (تنقض والضفادع والحاضر) ممّا أدّى إلى قوة الصوت وإبراز الصورة القبيحة للمهجو وهذا ما توخاه الشاعر.

وثمة نقيضة لأنس بن العلاء أخ بني الحارث بن الخزرج يرد على قيس بن الخطيم، على أن قصيدة ابن الخطيم لم تخرج عن ألفاظ (التبليغ، والرسالة، (الهجاء)، فضلاً عن الفخر بفروسيته عبر الأفعال الدالة على ذلك، ولفظة (الحمد) و(التذكر)(10).

في حين أن نقيضة أنس بن العلاء قد ضمت لفظة (الحمد) وذهبت القصيدة إلى الفخر الذاتي والقبلي، في حين توجد نقائض بين العباس بن مرداس وخفاف بن ندبة السلمي، لم تخرج في ألفاظها السمعية عند الشاعرين عن (الشتم، والزعم، والمعايب، والكذب، والقَسَم، والهجاء، الخبر، العلم، والقوافي، التعبير، التبليغ، الوعيد، والسؤال).

ولم تتضح قصيدة الهجاء ونقيضتها إلا في قصيدة العباس بن مرداس:

 

ألم تَرَ أنّي كرهت الحروب ... وإني ندمتُ على ما مضى

ندامة زارٍ على نفسهِ ... تلك التي عارها يُتَّقى

وأيقنت أنّي لما جئته ... من الأمر لابسُ ثَوبَيْ خَزى(11)

 

وقد نقضه خفاف بقوله:

 

أَعباس إما كرهت الحروب ... فقد ذقت منْ عَضِّها ما كفى

أألقحت حرباً لها درة ... زبونا تسعّرها باللظى

فأصبحت تبكي على زَلَّةٍ ... وماذا يردُّ عليك البُكا(12)

 

نجد الهجاء في قصيدة العباس بن مرداس قد ضم ألفاظاً سمعية مثل إعلان الندم على ما مضى وإعلان كرهه للحرب، وتوجيه العتاب للنفس، والعار الذي يتقى نتيجة الهجاء، واليقين، والأمر، والخزي.

في حين استخدم خفاف الاستفهام والبكاء، فضلاً عن الصورة العامة للسخرية بالمهجو وقد ردّ على ندامة العباس بأنه هو الذي اختار طريق الحرب، مؤكداً ذلك عبر الأفعال المُشدّدة (عضّها، ودرّة، تسعّرها، اللّظى، زلّة، يردّ).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) شعره: ق22/53. قرة إحساء وبدبد: مواضع معروفة في شبه الجزيرة العربية.

(2) ديوانه: 21.

(3) شعره: ق21/53.

(4) ديوانه، 127-128.

(5) ديوانه: 19-21. القدع: الهيوب للشيء. المَحُورَة: الجواب.

(6) ديوان النابغة الذبياني: 57.

(7) ديوان الحادرة: ق5/97، وق6/98.

(8) ديوانه: 101.

 (9) ديوان الحادرة: 97 الهامش.

(10) ديوان قيس بن الخطيم: 216-217، ونقيضة أنس بن العلاء في ديوان الحادرة أيضاً:

 (11) ديوان العباس بن مرداس: ق1/29-30.

(12) العباس بن مرداس: 30 الهامش.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.


قسم الشؤون الفكرية يصدر العدد الثامن والثلاثين من مجلة دراسات استشراقية
مجمع أبي الفضل العباس (عليه السلام) يستقبل الطلبة المشاركين في حفل التخرج المركزي
جامعة الكفيل تحيي ذكرى هدم مراقد أئمة البقيع (عليهم السلام)
الانتهاء من خياطة الأوشحة والأعلام الخاصة بالحفل المركزي لتخرج طلبة الجامعات