المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24
أثر التبدل المناخي على الزراعة Climatic Effects on Agriculture
2024-11-24
نماذج التبدل المناخي Climatic Change Models
2024-11-24
التربة المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
نظرية زحزحة القارات وحركة الصفائح Plate Tectonic and Drifting Continents
2024-11-24



الغيث والمطر  
  
4719   04:06 مساءاً   التاريخ: 23-03-2015
المؤلف : د. صاحب خليل إبراهيم
الكتاب أو المصدر : الصّورة السّمعيّة في الشعر العربي قبل الإسلام
الجزء والصفحة : ص35-41
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الجاهلي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-12-2019 11798
التاريخ: 22-03-2015 8499
التاريخ: 22-03-2015 13370
التاريخ: 22-03-2015 1664

عنى الشعراء الجاهليون إلى جانب الأطلال بالغيث والمطر، في لوحات الافتتاح وفي لوحات أخر، لكون الغيث يرمز إلى الخصب والحياة والخلود، في حين يرمز المطر إلى الفناء، فهم يستخدمون اللفظتين على وفق ما يستدعيه الموقف، وما تتطلبه الظروف، فهو رمز فناء عندما يهطل بغزارة شديدة فينتقم من الطلل، ويعفّي الرسوم، ومن هنا ينزع الشاعر إلى تأكيد الألم الممض الذي يعتمل بأعماقه جرّاء هرب (الزمان- المكان) من حياته، وما لهما من معطيات وقيم روحية ومادية، وتلك نزعة إنسانية لا يستطيع المرء التخلي عنها، وبخاصة الشاعر، فيلتجيء إلى أن يكّون لنا صوراً سمعية تشترك فيها بعض الحواس بغية التأثير فينا.

على أن جميع ذبذبات السمع النابضة في أصوات الألفاظ (أجش سماكياً) والملّث، ورجفت رحى، والهزيم، والزجل، وأصوات النوق العشار، والحنّان، والودق، والوابل، والمزن ... ) لها معنى شكل صورة سمعية، وسنوضح ذلك من خلال تحليل تلك الاستشهادات.

وقد تفنن الشعراء في اختيار تلك الألفاظ لتشكل نسيج صورهم السمعية، فذكروا لنا السحب الممطرة المصحوبة بالصوت، إذ يستخدم النابغة الذبياني الصوت الغليظ الذي يريد به السحاب المصحوب بالرعد يسقي دار سعدي:

أَجَشَّ سماكيّاً كأنَّ رَبابَهُ

أراعيلُ شتّى منْ قلائِصَ أُبَّدِ(1)

ونجد الهمزة من (أجشّ) قد انتشرت في نسيج البيت، كأن، أراعيل، أُبّد، مما أدى إلى انتشار نوع من النغم المتجانس، بالرغم من ثقل الهمزة، وخشونة اللفظة (أجش) المنسجمة مع غلظ الصوت.

ولو تأملنا تشكيلة الحروف من (الهمزة) الذي هو شديد لا مهموس ولا مجهور، نجد أنّ (الجيم) من (أجَشّ) احتكاكي مجهور، يتذبذب الوتران الصوتيان عند نطقه، في حين نجد (الشين) مهموساً لا يتذبذب الوتران الصوتيان عند النطق به، وهذا الجهر والهمس، والتذبذب في الوترين وعدمه أدّى إلى تشكيل صوت اللفظة الموحي بالغِلَظ، وبالتالي تشكيل المعنى بهذا الاتجاه ورسم الصورة السمعية، في حين نجد السين من (سماكيا) صفيرياً رخواً مهموساً، يجاوره في اللفظة حرف (الميم) المجهور، وحرف المدّ اللين (الألف)، والكاف المهموس، ذلك كله يعطينا نغماً متوافقاً.

كما نجد التجانس النغمي يقع في شين (أجَشّ، وشتّى، وكاف (سماكيّا، وكأن)، وباء (ربابه وأُبدّ).

من ذلك كله تتشكل لنا صورة سمعية قوية عبر أصوات الألفاظ ومعانيها ودلالاتها مما ينسجم ووقع الصوت في الأداء الشعري المتفق وغرض الشاعر في مدحه للنعمان بن الجلاح الكلبي، وذكر إغارته على ذبيان، فقوة الألفاظ من قوة الغارة مما أدّى إلى إشاعة قوة الصوت ووقعه في أداء الشاعر من خلال الصورة السمعية.

وقد يكون الصوت مطلقاً ليس على وجه التحديد إلاّ في صوت المطر الدائم الذي استخدمه الشاعر للتعفية:

دارٌ لها غَيَّر آياتِها

 

كُلُّ مُلِثٍّ صوبُهُ زاخِرِ(2)

تَبعَّقَ ثَجّاجاً غزيرَ الحوافلِ ... نجد وقع الصوت في الأداء الشعري قد انتشر في نسيج البيت من خلال ميم (مُلِّث) المجهور لما له من رنين أنفي مستمر يتساوق ومعنى لفظة (ملث) أي المقيم الدائم المستمر.

كما نجد الصاد من (صوبه) مهموساً مطبقاً صفيرياً ينسجم والباء المجهور الانفجاري ويتساوق مع (صوبه) وهو السحاب ذو الصوت والماء الكثير الذي أدّى بدوره إلى تغيير علامات الدار.

ومن الشعراء من حدد الصوت بالرعد (رجفت فيه رحى) والرحى سحاب مستدير مستو من نواحيه يشبه الرحى في شكلها وصوتها، والصوت ثقيل في وسط شديد يتناسب ووقعة عمرو بن الحارث الغساني ببني مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان التي تحدث عنها النابغة في إطار التصوير عبر استحضار الصوت حيث قال:

إذا رجَفَتْ فيه رحىً مُرْجِحِنَّةٌ

كميش التوالي مُرْثَعِنِّ الأسافِلِ(3) ... وكلُ ملثٍّ مكفهرٍ سَحابُهُ

 

كما أنه أوضح وقع الصوت في الأداء الشعري من خلال الصورة السمعية عبر حروف الميم، ورجفت رحى مرجحنة.

ومن الشعراء من صوَّر السحاب المصحوب بالصوت للتنوع في الصور السمعية، فهو يشبه بصوت اليراع:

 

عفاها كلُّ هطّالٍ هزيمٍ ... يُشَبَّهُ صُوتهُ صوتَ اليَراعِ

وقفتُ بها أُسائلها طويلاً ... وما فيها مُجاوَبَةٌ لداعيَ(4)

 

حيث أراد الشاعر السحاب الذي لرعده صوت تعويضاً عن عدم إجابة الطلل، ولم يرد الصوت الشديد، ولذلك شبّهه بصوت اليراع.

ومن السحاب ما يكون ذا زَجَل أي صوت رعده، وإنّما قال (زجَل) لأنه خصه بالتطريب لكونه يسقي المنازل:

 

فسقى منازلها وحلَّتَها ... قَرِدُ الرَّبابِ لصوتهِ زَجَلُ(5)

ومن الشعراء من أراد بالزجل، إِرعاد المطر الشديد، وقد قرنه بالنعام لأنه شر كبير له، ويشكل نقمة لكونه سبيل هلاكه وتعليقه من أرجله، فالمطر مفزع للنعام والظليم، ومدعاة للهرب، وما استخدام (الزجل) وهو الإرعاد الشديد، إلاّ للفزع، لفزع الشاعر أولاً من الدهر وما يحدثه من خراب ودمار، وقد أورد الشاعر قصر (رَيْمان) العظيم وقد أمسى خاوياً مخرباً تسكنه الثعالب بعد ذهاب أصحابه الكرام، وما فزع النعام إلا فزعه هو أسقطه عليها:

 

منْ ساقِطِ الأكتافِ ذي ... زَجَلٍ أَرَّبَ به سحابُهُ

مثلِ النعّامِ مُعلَّقاً ... لمَّا دَنا قَرِداً رَبابُهُ(6)

 

وكأن في السحاب أصوات نوق عشاراتي عليها عشرة أشهر من حملها، وكذلك الإبل المسنة، والنوق التي اشتد فصيلها وقوي، تلك جميعها (تحنّ) وفي صوتها تطريب وهي ترعى ما أمرعت به الأرض بعد الغيث، فانسجم الحنين (صوت الناقة) مع صوت الغيث، (المزن) السحاب المثقل بالماء، ولم يستخدم لفظة (المطر) الصريحة، وابتعد عنها الشاعر لأنها تعفّي الطلول، قال:

 

هَبَّتْ جنَوبٌ بأعلاهُ ومالَ بهِ ... أعجازُ مُزْنٍ يَسُحُّ الماءَ دَلاّحِ

كأنَ فيهِ عِشاراً جِلّةً شُرفاً ... شُعْثاً لها ميمَ قد هَمّتْ بإرشاحِ(7)

 

ويسمعنا شاعر آخر صوت السحاب المتدني المصحوب بالرعد كصوت الرحى الثقيلة لقرب السحاب، فالغيث هنا قد أنبت الكلأ والعشب الحسن حتى ارتفع عن الأرض:

 

وغيثٍ مَرَتْهُ الريحُ فاعتمَّ نبتُهُ ... بَهيٍّ تُناصيهِ الوحوشُ قد أثمرا

إذا رَجفتْ فيه رحىً مُرجَحِنّةٌ ... تَبَعَّجَ بالرعد الحَبيُ مُسَيَّرا(8)

في حين أسمعنا امرؤ القيس الغيث /الحنّان/، الذي له صوت مثل حنين الإبل من الاستحسان والاستطراب، إذ لم يكن الصوت مفزعاً، كي ينسجم والمنظر الممرع المليء بالكلأ، وقد نزلت فيه الإبل ترعى، بالرغم من شدة صوت الرعد بدلالة السحاب الداني من الأرض:

 

وغيثٍ كألوانِ الفَناقد هبطتُهُ ... تَعاورَ فيهِ كُلُّ أوطفَ حَنّانِ(9)

 

وإذا ما تجاوزنا السحاب إلى المطر فسنجد الصورة المدركة بالحواس وخاصة السمع، لنتعرف على أثر الشاعر الإبداعي في توظيفه الخاص للمدركات الحسية، حيث السحاب الثقيل، والمطر الدائم الرعد، وتعاقب المطر والرياح رمزي الفناء على الطلل، وبيّن لنا الشاعر وقع الصوت في الأداء الشعري من خلال الصور السمعية عبر حرف الميم المنتشر في البيت وهو مجهور ذو رنين:

 

فتراوحنَها وكُلّ مُلِثٍّ ... دائم الرعدِ مُرجَحنّ السَّحابِ(10)

 

ونسمع للمطر صوتاً:

 

أَرَّب على مغانيها مُلِثٌّ ... هزيمٌ ودْقُهُ حتّى عَفاها(11)

استخدم بشر هنا الودق: المطر الشديد الدائم الواسع القطر لتعفية الطلل، طلل هند، وماهنيدة هنا (تصغير)، و (هند) إلا قصيدة الهجاء، أو الإبل التي أخذها لقاء هجائه أوساً. والهاء من (هند) مهموس رخو ينسجم مع حبال الهجاء الرثة البالية لقدمها، بفضل قصائد المديح التي أزجاها لأوس(12).

ويتساوق التنوين من (هند) والنون الذي فيه غنّة مع (هزيم ودقه) أي المطر الشديد الكثير الذي له صوت يتشقق بالماء تشققاً مع صوت يصدر منه.

ونسمع للمطر جلبة لشدة وقعه، وغزارته، لأنه مطر العشيّ، يسيل الأرض ويغرق الجحور، وقد أورد لفظة (الودق) أي شدة المطر مقترنة بالفرَس ذي العَدْوِ السريع على التشبيه:

 

خفاهُنَّ منْ انفاقِهِنَّ كأنّما ... خَفاهُنَّ وَدْقٌ منْ عَشّيٍ مُجَلِّبِ(13)

كما استخدم الشاعر الغيث للخير، والوَدْق: للمطر الشديد، في لوحة صيد، حيث يعلو الغلامُ الفرَسَ، ويدفعه لمطاردة حمر الوحش، فَرَمَزَ للاندفاع بالوَدْق، ورمز بالغيث (الرحمة) لاصطياده، ثوراً من بقر الوحش:

 

وأدركهنَ ثانياً مِنْ عِنَانِهِ ... كغيثِ العشي الأقهبِ المُتَوَدِّقِ(14)

 

استخدم النون الثقيلة في أدراكهن للتوكيد، والنون في (ثانياً وعنِانِه) والقاف في (الأقهب والمتودَق) لتقوية الجرس الموسيقي، كما تجانس لفظ (المتودق) المتفعل مع المعنى الشديد المطر. ولا بد للمطر من أن يحدث صوتاً، ذلك كله لتشكيل الصورة السمعية.

واستخدم بعض الشعراء لفظة الوابل(15) أي المطر الشديد الذي له صوت قوي (كثير الرعد) وله هزيم مثل هزمة الناقة على ولدها، وبالرغم من ذلك فقد أمرعت الأرض:

 

مَرَتِ الجنوبُ له الغمامَ بِوابلٍ ... ومجلجلٍ قَرِدَ الربابَ مديمِ(16)

 

وكأن الشاعر قد استخدم (الوابل) لِمَحْوِ لَوْمِ عاذلته، ليعلو فوق صوتها، ويتساوق مع مفاخره في المعركة وما فيها من صراخ واحتدام الأصوات المختلط بعضها ببعض.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) النابغة الذبياني: 100 أجش: أجشّ الصوت: غِلَظُ الصوت، أراد أنه سحاب ذو رعد. سماكياً، منسوب إلى نوء السماك، والسماك طائفة من النجوم وهو نوء غزير الأمطار. أراعيل: طائفة من الناس أو الأنعام: شبّه السحاب بذود من النوق. الرباب: السحاب. أبّد: أي قد توحشت.

(2) الأعشى: ق 18/ 139.

(3) النابغة الذبياني: 195. الأعشى: ق5/ 70/ 53، ق 18/ 3/ 139، ق 35/ 19/ 235، لبيد: ق 14/ 19/ 112، الخنساء: 10.

(4) بشر بن أبي خازم: ق 23/ 109.

(5) عمرو بن قميئة: ق 10/ 52.

(6) الأعشى: ق 54/ 289.

(7) أوس بن حجر: ق 5/ 16-17.

(8) امرؤ القيس: ق 60/ 266. تبعج: تشقق. الحبي: السحاب المتدني.

(9) المصدر نفسه: ق9/ 91.

(10) عبيد بن الأبرص: ق/ 6/ 21، 34/ 1-3/ 89، ق 35/ 1/ 90، وينظر ديوان النابغة الذبياني: 89-90، وعنترة العبسي: ب2/ 336، والمخبّل السعدي: ق 31/ 6/ 132، ودريد بن الصمة: ق 17/ 56، ولبيد: ق 48/ 4/ 298.

(11) بشر بن أبي خازم: ق 46/ 220، وينظر ديوان زهير بن أبي سلمى: ق9/ 2/ 100.

(12) تروى حادثة لها أثر في حياة بشر تكمن في هجائه لأوس بن حارثة سيد بني جديلة من طيء، وذلك أن النعمان بن المنذر ملك الحيرة كان دعا بحلة وعنده وفود العرب من كل حيّ ألبسها أوساً، فحسده قوم من أهله، فطلبوا من الحطيئة أن يهجوه فرفض بعد أن أغروه بثلاثمائة ناقة، فقال لهم بشر بن أبي خازم أنا أهجوه لكم فأخذ الإبل وهجاً أوس بن حارثة. ينظر الكامل لابن الأثير: 1/ 229.

وقد أفحش بشر في هجاء أوس، وتمكن أوس من بشر فأسره، وقيل أراد حرقه، ورُوي أن أوساً أدخل بشراً في جلد بعير حين سلخه حتى جف عليه فصار كأنه العصفور، فبلغ ذلك سعدى بنت حصن أم أوس وكانت سيدة من سادات طيء، فقبّحت عمل ابنها ونصحته أن يخرجه ويرد عليه ماله الذي سلبه منه بالإغارة، ويعفو عنه ويحبوه ويكرم كي يغسل من أوس ما صنعه بشر ففعل ما أمرته به أمه، فقال بشر لأوس: لا جرم والله لا مدحت أحداً حتى أموت غيرك، وصدق بشر فقد مدح أوساً وأكثر من مديحه، ينظر الكامل لابن الأثير: 1/ 229.

(13) امرؤ القيس: ق 3/ 51.

(14) امرؤ القيس: ق 30/ 174، وينظر ديوان زيد الخيل: ق7: 4/ 36.

(15) طفيل الغنوي: ق1/ 34/ 26.

(16) لبيد: ق 13/ 112.

 

 

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.