المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 16330 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الحث على المشاورة والتواضع
2024-04-24
معنى ضرب في الأرض
2024-04-24
معنى الاصعاد
2024-04-24
معنى سلطان
2024-04-24
معنى ربيون
2024-04-24
الإمام علي (علي السلام) وحديث المنزلة
2024-04-24

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


تفسير آية (44-48) من سورة التوبة  
  
2519   12:16 صباحاً   التاريخ: 8-8-2019
المؤلف : إعداد : المرجع الإلكتروني للمعلوماتية
الكتاب أو المصدر : تفاسير الشيعة
الجزء والصفحة : .....
القسم : القرآن الكريم وعلومه / التفسير الجامع / حرف التاء / سورة التوبة /

 

قال تعالى : {لَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (44) إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ (45) وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ (46) لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (47) لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ} [التوبة : 44 - 48].

 

تفسير مجمع البيان

- ذكر الطبرسي في تفسير هذه الآيات (1) :

 

قال تعالى : {لَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (44) إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ} [التوبة : 44 - 45] .

ثم بين سبحانه حال المؤمنين والمنافقين في الاستئذان ، فقال : {لا يستأذنك} أي : لا يطلب منك الإذن في القعود عن الجهاد معك بالمعاذير الفاسدة .

وقيل : معناه لا يستأذنك في الخروج ، لأنه مستغن عنه بدعائك إلى ذلك ، بل يتأهب له ، عن أبي مسلم . {الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم} والمعنى : في أن يجاهدوا فحذف في فأفضى الفعل {والله عليم بالمتقين} قال ابن عباس : هذا تعيير للمنافقين حين استأذنوه في القعود عن الجهاد ، وعذر للمؤمنين في قوله {لم يذهبوا حتى يستأذنوه} والمعنى : أنه لم يخرجهم من صفة المتقين إلا لأنه علم أنهم ليسوا منهم {إنما يستأذنك} في التأخر عن الجهاد والتخلف عن القتال معك . وقيل : في الخروج لأن المنافق إنما يستأذنك في الخروج تملقا ، ولا يتأهب كما يتأهب المؤمنون ، عن أبي مسلم {الذين لا يؤمنون بالله} أي : لا يصدقون به {واليوم الآخر} يعني : بالبعث والنشور {وارتابت قلوبهم} أي : اضطربت وشكت {فهم في ريبهم يترددون} فهم في شكهم يذهبون ويرجعون ، والتردد هو التصرف بالذهاب والرجوع مرات متقاربة ، مثل التحير . وأراد به المنافقين أي : يتوقعون الإذن لشكهم في دين الله ، وفيما وعد المجاهدين ، ولو أنهم كانوا مخلصين لوثقوا بالنصر ، وبثواب الله ، فبادروا إلى الجهاد ، ولم يستأذنوك فيه .

 

- {ولَوْ أَرادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً ولكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقاعِدِينَ (46) لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ ما زادُوكُمْ إِلاَّ خَبالاً ولَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ واللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (47) لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ حَتَّى جاءَ الْحَقُّ وظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وهُمْ كارِهُونَ} [التوبة : 46-48] .

 

ثم أخبر سبحانه عن هؤلاء المنافقين ، فقال : {ولو أرادوا الخروج} مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، نصرة له ، أو رغبة في جهاد الكفار ، كما أراد المؤمنون ذلك ، {لأعدوا له عدة} أي : لاستعدوا للخروج عدة ، وهي ما يعد لأمر يحدث قبل وقوعه . والمراد : لأخذوا أهبة الحرب من الكراع والسلاح ، لأن إمارة من أراد أمرا أن يتأهب له قبل حدوثه . {ولكن كره الله انبعاثهم} معناه ولكن كره الله خروجهم إلى الغزو ، ولعلمه أنهم لو خرجوا لكانوا يمشون بالنميمة بين المسلمين ، وكانوا عيونا للمشركين ، وكان الضرر في خروجهم أكثر من الفائدة {فثبطهم} عن الخروج الذي عزموا عليه ، لا عن الخروج الذي أمرهم به ، لأن الأول كفر ، والثاني طاعة ، ولا ينبغي أن يقال كيف كره انبعاثهم بعدما أمر به في الآية الأولى ؟ لأنه إنما أمر بذلك على وجه الذب عن الدين ، ونية الجهاد ، وكره ذلك على نية التضريب والفساد ، فقد كره غير ما أمر به . ومعنى ثبطهم : بطأ بهم ، وخذلهم لما يعلم منهم من الفساد .

{وقيل اقعدوا مع القاعدين} أي : وقيل لهم : اقعدوا مع النساء والصبيان ، ويحتمل أن يكون القائلون لهم ذلك أصحابهم الذين نهوهم عن الخروج مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، للجهاد . ويحتمل أن يكون ذلك من كلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم لهم على وجه التهديد والوعيد ، لا على وجه الإذن . ويجوز أن يكون أيضا على وجه الإذن لهم في القعود الذي عاتبه الله تعالى عليه ، إذ كان الأولى أن لا يأذن لهم ليظهر للناس نفاقهم . قال أبو مسلم : هذا يدل على أن الاستئذان كان في الخروج ، وأن الأذن من النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، لهم كان في الخروج ، لأنه إذا كره الله سبحانه خروجهم ، وأراد قعودهم ، وأذن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، في قعودهم ، فلا عتب عليه ، ولكنهم استأذنوا في الخروج تملقا ، وإرادة للفساد ، فأذن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، لهم فيه ، ولم يعلم ضمائرهم ، فعلم الله تعالى ذلك من نياتهم ، ومنعهم من الخروج ، إذ كره خروجهم .

ثم بين سبحانه وجه الحكمة في كراهية انبعاثهم ، وتثبيطهم عن الخروج ، فقال {لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا} معناه : لو خرج هؤلاء المنافقون معكم إلى الجهاد ، ما زادوكم بخروجهم إلا شرا وفسادا . وقيل : غدرا ومكرا ، عن الضحاك .

وقيل : يريد عجزا وجبنا ، عن ابن عباس أي : إنهم كانوا يجبنونكم عن لقاء العدو بتهويل الأمر عليكم . {ولأوضعوا خلالكم} أي : لأسرعوا في الدخول بينكم بالتضريب ، والإفساد ، والنميمة . يريد ولسعوا فيما بينكم بالتفريق بين المسلمين .

ويكون تقديره ولأعدوا الإبل وسطكم . وقيل : معناه لأوضعوا إبلهم خلالكم ، يتخلل الراكب الرجلين حتى يدخل بينهما فيقول ما لا ينبغي .

{يبغونكم الفتنة} بعدو الإبل وسطكم ، ومعنى يبغونكم : يبغون لكم أو فيكم أي : يطلبون لكم المحنة باختلاف الكلمة والفرقة . وقيل : معناه يبغونكم أن تكونوا مشركين . والفتنة : الشرك ، عن الحسن . وقيل : معناه يخوفونكم بالعدو ، ويخبرونكم أنكم منهزمون ، وأن عدوكم سيظهر عليكم ، عن الضحاك {وفيكم سماعون لهم} أي : وفيكم عيون للمنافقين ينقلون إليهم ما يسمعون منكم ، عن مجاهد ، وابن زيد . وقيل : معناه وفيكم قائلون منهم عند سماع قولهم ، يريد ضعفة المسلمين ، عن قتادة ، وابن إسحاق ، وجماعة {والله عليم بالظالمين} أي : بهؤلاء المنافقين الذين ظلموا أنفسهم لما أضمروا عليه من الفساد ، منهم عبد الله بن أبي ، وجد بن قيس ، وأوس بن قبطي .

ثم أقسم الله سبحانه فقال {لقد ابتغوا الفتنة من قبل} الفتنة : اسم يقع على كل سوء وشر ، والمعنى : لقد طلب هؤلاء المنافقون اختلاف كلمتكم ، وتشتيت أهوائكم ، وافتراق آرائكم ، من قبل غزوة تبوك أي : في يوم أحد ، حين انصرف عبد الله بن أبي بأصحابه ، وخذل النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فصرف الله سبحانه عن المسلمين فتنتهم . وقيل : أراد بالفتنة صرف الناس عن الإيمان ، وإلقاء الشبهة إلى ضعفاء المسلمين ، عن الحسن . وقيل : أراد بالفتنة الفتك بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم ، في غزوة تبوك ليلة العقبة ، وكانوا اثني عشر رجلا من المنافقين ، وقفوا على الثنية ليفتكوا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم ، عن سعيد بن جبير ، وابن جريح .

{وقلبوا لك الأمور} أي : احتالوا في توهين أمرك ، وإيقاع الاختلاف بين المؤمنين ، وفي قتلك ، بكل ما أمكنهم فيه ، فلم يقدروا عليه . وقيل : انهم كانوا يريدون في كيده وجها من التدبير ، فإذا لم يتم ذلك فيه ، تركوه وطلبوا المكيدة في غيره ، فهذا تقليب الأمور ، عن أبي مسلم {حتى جاء الحق} معناه حتى جاء النصر والظفر الذي وعده الله به {وظهر أمر الله} أي : دينه وهو الاسلام ، على الكفار على رغمهم {وهم كارهون} أي : في حال كراهيتهم لذلك فهي جملة في موضع الحال .

_________________________

1. تفسير مجمع البيان ، ج5 ، ص 61-65 .

 

تفسير الكاشف

- ذكر محمد جواد مغنيه في تفسير هذه الآيات (1) :

{ لا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ والْيَوْمِ الآخِرِ أَنْ يُجاهِدُوا بِأَمْوالِهِمْ وأَنْفُسِهِمْ واللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ } . وما هو السبب المبرر للاستئذان ما دام الجهاد واجبا ؟ . وهل يستأذن المؤمن حقا بأن يصلي ويصوم وان يقول : لا إله إلا اللَّه محمد رسول اللَّه ؟ .

{ إِنَّما يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ والْيَوْمِ الآخِرِ } . ان كلا من هذه الآية والتي قبلها تدل بالمفهوم على معنى الأخرى ، لأن معنى : المؤمن لا يستأذن في التخلف عن الجهاد أن غير المؤمن يستأذن ، ومعنى غير المؤمن يستأذن ان المؤمن لا يستأذن . . وجمع اللَّه بين الآيتين لتأكيد المعنى وتقريره .

{ وارْتابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ } . أي انهم يتظاهرون بالإسلام ، أما في الواقع فهم مشككون لا يجزمون بصدقه ولا بكذبه ، وهذا هو النفاق لأن الصادق المخلص يتصرف بما يمليه عليه عقله ، ويعلنه على الملأ شكا كان أو يقينا .

{ ولَوْ أَرادُوا الْخُرُوجَ } مع رسول اللَّه إلى غزوة تبوك { لأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً } من الزاد والراحلة . وقد كانوا قادرين على ذلك { ولكِنْ كَرِهً اللَّهُ انْبِعاثَهُمْ } مع المؤمنين ، لأنهم لا يخرجون إلا للفساد والفتنة ، كما فعلوا في غزوة حنين ، حيث خرج أبو سفيان ومن لف لفه مع الرسول ، ولما حمي الوطيس ولوا الأدبار وتضعضع جيش المسلمين { فَثَبَّطَهُمْ } ان اللَّه سبحانه أمرهم بالخروج لأجل الجهاد ، فعزموا على الخروج للفساد وإشاعة الذعر والاضطراب في جيش المسلمين ، كما قال في الآية التالية : « لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ ما زادُوكُمْ إِلَّا خَبالًا » فثبطهم اللَّه عن هذا الخروج الذي أرادوا به الفتنة والفساد ، ولم يثبطهم عن الخروج للجهاد والقتال ، كيف وقد أمرهم به { وقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقاعِدِينَ } أي مع النسوة والأطفال والعجزة . ولم يبين سبحانه من الذي قال لهم هذا ، هل هي أنفسهم الأمارة ، أو لسان الحال ، أو بعضهم لبعض ؟ . اللَّه العالم .

وتسأل : قال تعالى لنبيه في الآية 43 : « لم أذنت لهم » . وفي هذه الآية قال : « كره اللَّه انبعاثهم فثبطهم » فكيف تجمع بين الآيتين ؟ .

وتعرف الجواب مما قلناه في تفسير قوله تعالى : « لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ » وانه ليس عتابا واستفهاما حقيقيا ، وإنما الغرض منه بيان كذب المنافقين في معاذيرهم .

{ لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ ما زادُوكُمْ إِلَّا خَبالًا ولأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ } .

هذا بيان للحكمة في كراهيته تعالى خروج المنافقين في جيش المسلمين ، وانهم يندسون بينهم للكيد وبث التفرقة والفوضى بين الصفوف . . وهؤلاء موجودون في كل مكان وزمان ، ويعرفون اليوم بالطابور الخامس { وفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ } وهم السذج البسطاء الذين يؤخذون بالكواذب ، وينعقون مع كل ناعق { لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وقَلَّبُوا لَكَ الأُمُورَ } . يشير سبحانه إلى مكرهم وكيدهم للرسول قبل تبوك ، ومنه فرار أبي سفيان في غزوة حنين ، واعتزال ابن أبيّ بثلث الجيش في غزوة أحد .

{ حَتَّى جاءَ الْحَقُّ وظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وهُمْ كارِهُونَ } كل ما أراده اللَّه فهو حق ، وكل ما عداه فهو باطل ، وقد أراد سبحانه النصر للإسلام ونبيه ، فتم ما أراد وهيأ له الأسباب بفتح مكة ، والظفر في حنين ، وتبوك ، وبتطهير الجزيرة من اليهود الغدرة الفجرة ، والمراد بقوله : { وظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ } ان هذا النصر قد شهده الناس ، كل الناس . . وما زال حتى اليوم وإلى آخر يوم يقترن اسم محمد ابن عبد اللَّه باسم اللَّه في مشارق الأرض ومغاربها .

______________________

1. تفسير الكاشف ، ج4 ، ص 49-51 .

 

تفسير الميزان

- ذكر الطباطبائي في تفسير هذه الآيات (1) :

 

قوله تعالى : ﴿لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر﴾ إلى آخر الآيتين تذكر الآيتان أحد ما يعرف به المنافق ويتميز به من المؤمن وهو الاستيذان في التخلف عن الجهاد في سبيل الله . 

وقد بين الله سبحانه ذلك بأن الجهاد في سبيل الله بالأموال والأنفس من لوازم الإيمان بالله واليوم الآخر بحقيقة الإيمان لما يورثه هذا الإيمان من صفة التقوى ، والمؤمن لما كان على تقوى من قبل الإيمان بالله واليوم الآخر كان على بصيرة من وجوب الجهاد في سبيل الله بماله ونفسه . 

ولا يدعه ذلك أن يتثاقل عنه فيستأذن في القعود لكن المنافق لعدم الإيمان بالله واليوم الآخر فقد صفة التقوى فارتاب قلبه ولا يزال يتردد في ريبة فيحب التطرف ، ويستأذن في التخلف والقعود عن الجهاد . 

قوله تعالى : ﴿ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة﴾ إلى آخر الآية ، العدة الأهبة ، والانبعاث - على ما في المجمع ، - الانطلاق بسرعة في الأمر ، والتثبيط التوقيف عن الأمر بالتزهيد فيه . 

والآية معطوفة على ما تقدم من قوله : ﴿والله يعلم إنهم لكاذبون﴾ بحسب المعنى أي هم كاذبون في دعواهم عدم استطاعتهم الخروج بل ما كانوا يريدونه ولو أرادوه لأعدوا له عدة لأن من آثار من يريد أمرا من الأمور أن يتأهب له بما يناسبه من العدة والأهبة ولم يظهر منهم شيء من ذلك . 

وقوله : ﴿ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم﴾ أي جزاء بنفاقهم وامتنانا عليك وعلى المؤمنين لئلا يفسدوا جمعكم ، ويفرقوا كلمتكم بالتفتين وإلقاء الخلاف . 

وقوله : ﴿وقيل اقعدوا مع القاعدين﴾ أمر غير تشريعي لا ينافي الأمر التشريعي بالنفر والخروج ، فقد أمرهم الله بلسان نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) بالنفر والخروج - وهو أمر تشريعي - وأمرهم من ناحية سريرتهم الفاسدة والريب المتردد في قلوبهم وسجاياهم الباطنية الخبيثة بالقعود - وهو أمر غير تشريعي - ولا تنافي بينهما . 

ولم ينسب قول : ﴿اقعدوا مع القاعدين﴾ إلى نفسه تنزيها لنفسه عن الأمر بما لا يرتضيه وهناك أسباب متخللة آمرة بذلك كالشيطان والنفس ، وإنما ينسب إليه تعالى بالواسطة لانطباق معنى الجزاء والامتنان على المؤمنين عليه . 

وليتوافق الأمران المتخالفان صورة في السياق أعني قوله : ﴿قيل لكم انفروا في سبيل الله﴾ وقوله : ﴿قيل اقعدوا مع القاعدين﴾ . 

قوله تعالى : ﴿لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم﴾ الآية الخبال هو الفساد واضطراب الرأي ، والإيضاح : الإسراع في الشر ، والخلال : البين ! والبغي هو الطلب فمعنى يبغونكم الفتنة أي يطلبون لكم أو فيكم الفتنة على ما قيل ، والفتنة هي المحنة كالفرقة واختلاف الكلمة على ما يناسب الآية من معانيها ، والسماع السريع الإجابة والقبول . 

والآية في مقام التعليل لقوله : ﴿ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم﴾ امتنانا ، ولذا جيء بالفصل من غير عطف ، والمعنى ظاهر . 

قوله تعالى : ﴿لقد ابتغوا الفتنة من قبل وقلبوا لك الأمور حتى جاء الحق وظهر أمر الله وهم كارهون﴾ أي أقسم لقد طلبوا المحنة واختلاف الكلمة وتفرق الجماعة من قبل هذه الغزوة - وهي غزوة تبوك - كما في غزوة أحد حين رجع عبد الله بن أبي بن سلول بثلث القوم وخذل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وقلبوا لك الأمور بدعوة الناس إلى الخلاف وتحريضهم على المعصية وخذلانهم عن الجهاد وبعث اليهود والمشركين على قتال المؤمنين والتجسس وغير ذلك حتى جاء الحق - وهو الحق الذي يجب أن يتبع - وظهر أمر الله - وهو الذي يريده من الدين - وهم كارهون لجميع ذلك . 

والآية تستشهد على الآية السابقة بذكر الأمثال كما يستدل على الأمر بمثله ، وتوجيه الخطاب إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) خاصة بعد عمومه في الآية السابقة لاختصاص الأمر فيه بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أعني تقليب الأمور عليه بخلاف ما في الآية السابقة من خروجهم في الناس .

___________________________

1 . تفسير الميزان ، ج9 ، ص 241-243 .

 

تفسير الأمثل

- ذكر الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسير هذه الآيات (1) :

 

قال تعالى : {لَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (44) إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ} [التوبة : 44 - 45] .

يتناول القرآن أحد علامات المؤمنين والمنافقين ، فيقول : {لا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ والْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يُجاهِدُوا بِأَمْوالِهِمْ وأَنْفُسِهِمْ}‏ .

بل ينهضون مسرعين دون سأم أو ملل عند صدور الأمر بالجهاد ويدعوهم الإيمان باللّه واليوم الآخر ومسئولياتهم وإيمانهم بمحكمة القيامة ، كلّ ذلك يدعوهم إلى هذا الطريق ويوصد بوجوههم الأعذار والحجج الواهية {واللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ}‏ .

ثمّ يضيف القرآن : {إِنَّما يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ والْيَوْمِ الْآخِرِ} .

ويعقّب مؤكّدا عدم إيمانهم بالقول : {وارْتابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ‏} .

وبالرّغم من أنّ الصفات الواردة في الآيات آنفا جاءت بصيغة الفعل المضارع ، إلّا أنّ المراد منها بيان صفات المؤمنين وصفات المنافقين وأحوالهم ، ولا فرق بين الماضي والحال والاستقبال في ذلك .

وعلى كل حال فإن المؤمنين- بسبب إيمانهم- لديهم إرادة ثابتة وتصميم أكيد لا يقبل التهاون والرجوع حيث يرون طريقهم بجلاء ووضوح ، فمقصدهم معلوم وهدفهم واضح ، ولذلك فهم يمضون بخطى واثقة نحو الأمام ولا يترددون أبدا .

أمّا المنافقون فلأن هدفهم مظلم وغير معلوم ، فهم مترددون حائرون ذاهلون ، ويبحثون دائما عن الأعذار والحجج الواهية للتخلص والفرار من تحمل المسؤولية الملقاة على عواتقهم .

وهاتان العلامتان لا تختصان بالمؤمنين والمنافقين في صدر الإسلام ومعركة تبوك فحسب ، بل يمكن في عصرنا الحاضر أن نميز المؤمنين الصادقين من المدّعين الكاذبين بهاتين الصفتين .

فالمؤمن شجاع ذو إرادة وتصميم وخطى واثقة ، والمنافق جبان وخائف ومتردد وحائر ويبحث عن المعاذير دائما .

 

- {ولَوْ أَرادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً ولكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقاعِدِينَ (46) لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ ما زادُوكُمْ إِلاَّ خَبالاً ولَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ واللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (47) لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ حَتَّى جاءَ الْحَقُّ وظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وهُمْ كارِهُونَ} [التوبة : 46-48] .

 

عدم وجودهم أفضل :

في الآية الأولى- من الآيات أعلاه- بيان لعلامة أخرى من علائم كذبهم ، وهي في الحقيقة تكمل البحث الوارد في الآيات المتقدمة آنفا ، إذ جاء فيها واللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ‏ فالآية محل البحث تقول : {ولَوْ أَرادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً} .

ولم ينتظروا الإذن لهم ، {ولكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ‏ «2» وقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقاعِدِينَ‏} .

وهناك كلام بين المفسّرين في المراد ب «قيل اقعدوا» فمن هو القائل ؟! أهو اللّه سبحانه ، أم النّبي ، أم باطنهم؟! الظاهر أنّه أمر تكويني نهض من باطنهم المظلم ، وإنّه مقتضى عقيدتهم الفاسدة وأعمالهم القبيحة ، وكثيرا ما يرى أن مقتضى الحال يظهرونه في هيئة الأمر أو النهي . ويستفاد من الآية محل البحث أنّ لكلّ عمل ونيّة اقتضاء يبتلى به الإنسان شاء أم أبى ، وليس لكلّ أحد قابلية السير في سبيل اللّه وتحمّل الأعباء الكبرى ، بل هو توفيق من قبل اللّه يوليه من يجد فيه طهارة النيّة والاستعداد والإخلاص .

وفي الآية التالية إشارة إلى هذه الحقيقة ، وهي أن عدم مساهمة مثل هؤلاء الأفراد في ساحة الجهاد ليس مدعاة للتأثر والأسف فحسب ، بل لعله مدعاة للسرور ، لأنّهم لا ينفعونكم فحسب ، بل سيكونون بنفاقهم ومعنوياتهم المتزلزلة وانحرافهم الأخلاقي مصدرا لمشاكل أخرى جديدة .

والآية في الحقيقة تعطي درسا للمسلمين أن لا يكترثوا بكثرة المقاتلين أو قلّتهم وكميتهم وعددهم ، بل عليهم أن يفكروا في اختيار المخلصين المؤمنين وإن كانوا قلّة ، فهذا درس لمسلمي الماضي والحاضر والمستقبل .

وتقول الآية : {لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ‏} أي إلى تبوك للقتال‏ {ما زادُوكُمْ إِلَّا خَبالًا} .

«الخبال» بمعنى الاضطراب والتردد .

والخبل على زنة «الأجل» معناه الجنون .

والخبل على زنة «الطبل» معناه فساد الأعضاء .

فبناء على ذلك فإنّ حضورهم بتلك الروحيّة الفاسدة المقرونة بالتردد والنفاق لا أثر له سوى إيجاد الشك والتردد وتثبيط العزائم بين جنود الإسلام .

وتضيف الآية قائلة : {ولَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ} «3» ثمّ تنذر المسلمين من المتأثرين بهم في صفوف المسلمين‏ {وفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ‏} .

«السمّاع» تطلق على من يسمع كثيرا دون تروّ أو تدقيق ، فيصدّق كل كلام يسمعه .

فبناء على ذلك فإنّ وظيفة المسلمين الراسخين في الإيمان مراقبت مثل هؤلاء الضعفاء لئلا يقعوا فريسة المنافقين الذئاب . كما يرد هذا الاحتمال ، وهو أنّ المراد من السمّاع في الآية هو الجاسوس الذي يتجسّس بين المسلمين ويجمع الأخبار للمنافقين .

وتختتم الآية بالقول : {واللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ‏} .

وفي آخر آية من الآيات محل البحث إنذار للنّبيّ صلى اللّه عليه وآله وسلّم بأنّ هؤلاء المنافقين لم يبادروا لأوّل مرّة إلى التخريب والتفرقة وبذر السموم ، بل ينبغي أن تتذكر- يا رسول اللّه- أنّ هؤلاء ارتكبوا من قبل مثل هذه الأمور وهم يتربصون الفرص الآن لينالوا مناهم‏ {لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ}‏ .

وهذه الآية تشير إلى ما جرى في معركة أحد حيث رجع عبد اللّه بن أبي وأصحابه وانسحبوا وهم في منتصف الطريق ، أو أنّها تشير إلى مؤامرات المنافقين عامّة التي كانوا يكيدونها للنّبي صلى اللّه عليه وآله وسلّم أو للمسلمين ، ولم يغفل التاريخ أن يسجلها على صفحاته ! {وقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ} وخطّطوا للإيقاع بالمسلمين ، أو لمنعهم من الجهاد بين يديك ، إلّا أن كل تلك المؤامرات لم تفلح ، وإنما رقموا على الماء ورشقوا سهامهم على الحجر {حَتَّى جاءَ الْحَقُّ وظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وهُمْ كارِهُونَ}‏ .

غير أن مشيئة العباد وإرادتهم لا أثر لها إزاء مشيئة اللّه وإرادته ، فقد شاء اللّه أن ينصرك وأن يبلغ رسالتك إلى أصقاع المعمورة ، ويزيل العراقيل والموانع عن‏ منهاجك ، وقد فعل .

إلّا أنّ ما يهمنا هنا أن نعرف أنّ مدلول الآيات آنفة الذكر لا يختص بعصر النّبي صلى اللّه عليه وآله وسلّم وزمانه ، ففي كل جيل وكل عصر جماعة من المنافقين تحاول أن تنثر سموم التفرقة في اللحظات الحسّاسة والمصيرية ، ليحبطوا روح الوحدة ويثيروا الشكوك والتردد في أفكار الناس ، غير أنّ المجتمع إذا كان واعيا فهو منتصر بأمر اللّه ووعده الذي وعد أولياءه ، وهو- سبحانه- الذي يذر ما يرقم المنافقون ومخططاتهم سدى ، شريطة أن يجاهد أولياؤه في سبيله مخلصين ، وأن يراقبوا بحذر أعداءهم المتوغلين بينهم .

___________________________

1. تفسير الأمثل ، ج5 ، ص 247-250 .

2. ثبطهم مشتق من التثبيط ويعني الوقوف بوجه العمل المزمع إجراؤه بوجه من الوجوه .

3. أوضعوا من مادة الإيضاع ومعناه ، الإسراع في الحركة ، ومعناه هنا الإسراع في النفوذ بين صفوف المقاتلين ، والفتنة هنا بمعنى التفرقة واختلاف الكلمة .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .



جامعة الكفيل تكرم الفائزين بأبحاث طلبة كلية الصيدلة وطب الأسنان
مشروع التكليف الشرعي بنسخته السادسة الورود الفاطمية... أضخم حفل لفتيات كربلاء
ضمن جناح جمعيّة العميد العلميّة والفكريّة المجمع العلمي يعرض إصداراته في معرض تونس الدولي للكتاب
جامعة الكفيل تعقد مؤتمرها الطلابي العلمي الرابع