أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-10-2016
2856
التاريخ: 17-9-2016
1591
التاريخ: 1-12-2016
2967
التاريخ: 21-9-2016
2400
|
الوضع السياسي في العراق في القرن العاشر قبل الميلاد.
بعد أن انتهت سلالة بابل الرابعة سيطرت على بلاد بابل سلالة القطر البحري الثانية و سلالة بابل الخامسة و كان ملوكها يحملون أسماء كيشية (1) و هؤلاء الملوك هم سمبار شباك الذي حكم سبعة عشر عاما امتدت من 1024 ق.م ، إلى 1007 ق. م و كانت مدة حكمه ضعيفة و مصادرنا عنها قليلة جدا جاء بعده أيا موكن زيرى الذي حكم اقل من عام واحد ثم جاء الملك كشو ـ نادن آخى و حكم عامين فقط. بنهاية حكمه انتهى حكم هذه السلالة (2) ، فجاءت بعدها سلالة بابل السادسة أو ما يعرف باسم سلالة بازى و هي عائلة احتل أفرادها مناصب مهمة في عهد مردوخ نادن آخى (3) وملوك هذه السلالة ثلاثة أولهم هو ((اى ـ اولماش ـ شاكن شومى )) الذي حكم ستة سنوات امتدت من 1003 ق. م إلى 987 ق. م ، و من ثم الملك الأخير في هذه السلالة و هو شركتى ـ شوقامونا و حكم لسنة واحدة (4) .
ان أهم ما يميز هذه السلالة بخاصة و الوضع العام في العراق القديم بعامة شمالا ووسطا و جنوبا هو ضعف الملوك و تزايد الأخطار الخارجية، و اشد هذه الأخطار هو الاندفاع الارامى نحو العراق بل و سيطرتهم على المراكز الحضارية فيه و بخاصة في بلاد بابل (5) و من ثم جاء دور سلالة بابل السابعة التي حكم فيها ملك واحد اسمه يدل على اصل اجنبى وضع بمفرده في قائمة الملوك البابلية ( إثبات الملوك البابلية ) و هذا الملك هو (( ماربينى ـ ابلا ـ اوصر )) الذي حكم لخمس سنوات امتدت من 983 ق .م و حتى 978 ق. م (6) .
بعد ذلك قامت سلالة بابل الثامنة التي أسسها نابو موكن ايلى و ذلك بحدود سنة 977 ق . م و امتد حكمه لمدة طويلة جاوزت الخمس و ثلاثين عاما (7) ، و في عهده تدهورت أحوال البلاد كثيرا فلوحظت شتى صنوف نذر السوء ، و امسى الآراميون أعداء لبابل فقد قاموا بقطع خطوط المواصلات بين بابل و توابعها، مما أدى إلى تعذر الاحتفال بعيد راس السنة الذي يتوجب فيه نقل التماثيل من و إلى مدينة بابل (8) ، فعد هذا حرمانا حقيقيا للبابليين من الاحتفال بعيدهم ، إذ كان الاحتفال بعيد راس السنة أهم حدث ديني سنوي ، حيث كان الملك يتناول يد الإله مردوخ و تعد بركة الإله من الأمور المهمة جدا في ازدهار البلاد ، و إن تعطيل مثل هذا الاحتفال يقدم لنا دليلا واضحا على حالة اللااستقرار التي كانت تمر بها بلاد بابل بعامة و العاصمة بخاصة (9) .
و في نهايات حكم سلالة بابل الثامنة بزغ نجم الآشوريين من جديد و استعادوا قوتهم و ابتدأ العهد الاشورى الحديث المتمثل بقيام الإمبراطورية الآشورية الأولى في سنة 911 ق . م ، و على يد الملك ادد نيرارى الثاني فصارت بلاد بابل تابعة للآشوريين و بقيت على هذا الحال حتى قيام الدولة البابلية الحديثة .
أما فيما يخص بلاد أشور و حالتها السياسية في القرن العاشر فلم تكن حتى نهايات هذا القرن بأحسن حال من بلاد بابل، إلا أن الآشوريين تمكنوا في النهاية من بناء قوة مثلت العصر الذهبي لهم ، و لنعد إلى بدايات القرن ، فقد حكم في بلاد أشور خمسة ملوك هم على التوالي أشور ـ رابى الثاني الذي حكم مدة طويلة وصلت إلى أربعين عاما امتدت من المدة الواقعة بين عامي 1013 ـ 973 ق.م. ، و على الرغم من هذه المدة الطويلة إلا أن حكمه لم يكن مؤثرا بسبب الضعف العام الذي تمر به البلاد (10) . و جاء بعده إلى الحكم أشور ـ ريش ـ ايشى الثانى الذي حكم أربعة أعوام شغلت المدة بين عامي 972 ـ 968 ق. م (11) . خلفه في الحكم تجلا تبلصر الثانى الذي حكم اثنين و ثلاثين عاما (967 ـ 935 ق. م) و في عهده وصل الآراميون إلى المنطقة المحيطة بنصيبين في منتصف الطريق بين الخابور و دجلة ، و لم تشر المصادر التاريخية إلى العمل الذي قام به هذا الملك في هذا الظرف. جاء بعده الى الحكم الملك أشور ـ دان الثانى الذي حكم اثنين و عشرين عاما ( 934 ـ 912 ق. م ) و تشير المصادر التاريخية إلى انه قام بعمل عسكري بالضد من الآراميين ، إذ تمكن من إجبارهم على التراجع عن المناطق التي وصلوها في عهد سلفه ، و بعد هذا الملك جاء إلى الحكم الملك ادد نيرارى الثانى الذي حكم في المدة الواقعة بين 911 ـ 891 ق . م و في عهده تأسست الإمبراطورية الآشورية الأولى التي بلغت من المجد ما لم تبلغه اى من ممالك أو إمبراطوريات العالم القديم .
أن دراسة الأوضاع السياسية للعراق القديم في القرنين الحادي عشر و العاشر قبل الميلاد أظهرت جملة أمور من أهمها إن البلاد كانت مقسمة إلى قسمين رئيسيين هما بلاد بابل و بلاد أشور و كل شطر يحكم من قبل ملوك مستقلين تتفاوت العلاقة فيما بينهم بين حرب و صدامات عسكرية و اتفاق ووئام وكانت المصالح السياسية هي صاحبة القول الفصل فيها .
في بداية القرن الحادي عشر كانت بلاد بابل أكثر استقرارا و أكثر قوة بفضل ما امتلك حكام سلالة بابل الرابعة من مؤهلات ، و من ثم تفوقت بلاد أشور و بالتحديد في عهد ملكها القوى تجلاتبلصر الأول و بعد وفاته كانت كل من بابل و أشور تمر بمرحلة ضعف سببها ضغط الأقوام من خارج الحدود ، هذا الأمر الذي أدى بالطرفين إلى تجاوز خلافاتهما و الاتحاد لصد الخطر الخارجي ، و كان اشد هذه الأخطار الخارجية هو ضغط القبائل الآرامية التي تمكنت في أخر الأمر من بلاد بابل و أضعفت إلى حد كبير بلاد أشور والتي قدر لها أن تستعيد قوتها و تسيطر على العراق بشطريه بابل و أشور و كان ذلك في نهايات القرن العاشر عندما أسس الملك الاشورى ادد نيرارى الثانى الإمبراطورية الآشورية الأولى بحدود 911 ق . م فابتدأ عهدا جديدا هو العهد الاشورى الحديث الذي ضم أعظم إمبراطورية في تاريخ العالم القديم .
_______________
(1) اعتمدت في موضوع ملوك هذه السلالة و مدد حكمهم على إثبات الملوك البابلية ، ينظر باقر ، طه ، مقدمة ...... ، ص 618 .
(2) اوتس ، جون ، المصدر السابق ، ص 166 .
(3) ينظر حول ذلك إثبات الملوك البابلية ، هامش رقم 28 .
(4) دونو ويت ، سومير ، المصدر السابق ، ص 102 .
(5) اوتس ، جون ، المصدر السابق ، ص 166 .
(6) باقر ، طه ، مقدمة في تاريخ الحضارات ... ، ص 618 .
(7) King , W., Chroncales Concerning Early Babylonian kings, (London, 1907) , pp.143 – 54.
(7) اوتس ، جون ، المصدر السابق ، ص 167 .
(8) ساركز ، هاري ، المصدر السابق ، ص 128 .
(9) باقر ، طه ، مقدمة ... ، ص 624
(10) رو، جورج ، المصدر السابق ، ص 377 .
(11) نفسه ، ص 377 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|