أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-8-2019
1687
التاريخ: 14-4-2020
1669
التاريخ: 13-12-2019
3310
التاريخ: 25-4-2021
1629
|
خرجت طائفة من الخوارج بعد واقعة النخيلة الى مكة فوجه معوية بن ابي سفيان من يقيم الحج للناس . فناوشه هؤلاء الخوارج . فبلغ معاوية ذلك فوجه بسر بن أرطأة . على عسكر له فتوافقوا وتراضوا بعد الحرب بأن يصلي بالناس رجل من بني شيبة لئلا يفوت الناس الحج . فلما انقضى الحج نظرت الخوارج في أمرها . وقالوا ان علياً ومعاوية قد أفسدا أمر هذه الأمة فلو قتلناهما لعاد الأمر الى حقه . وقال رجل من أشجع والله ما عمرو دونهما . وانه لأصل هذا الفساد . فقال عبد الرحمن بن ملجم . انا اقتل علياً . فقالوا وكيف لك به . قال اغتاله . فقال الحجاج بن عبدالله الصريمي . وهو البرك . وأنا اقتل معاوية . وقال راذويه مولى بني العنبر بن عمرو بن تميم . وأنا اقتل عمرواً . فأجمع رأيهم على أن يكون قتلهم في ليلة واحدة فجعلوا تلك الليلة . ليلة احدى وعشرين من شهر رمضان (1) فخرج كل واحد منهم الى ناحية . فأتى ابن ملجم الكوفة فأخفى نفسه وتزوج بامرأة عاهر . يقال لها قطام بنت علقمة من تيم الرباب . وكانت خارجية وكانت. قد طلبت منه الصداق وهو ثلاثة آلاف درهم وعبد وأمة. ثم قالت له لا أقنع منك إلا بقتل علي بن ابي طالب ، فقال لها لك ما سألت . فكيف لي به. قالت تروم ذلك غيلة . فان سلمت ارحت الناس من شر . وأقمت مع أهلك . وان أصبت سرت إلى الجنة ونعيم لا يزول فانعم لها . وفي ذلك يقول :
ثلاثـــة آلافــــ وعبــــد وقينــــــة *** وقتــل علي بالحســـام المسمم
فلا مهر اغلى من علي وان غلا *** ولا فتك الا دون فتك ابن ملجم
قال : فأقام ابن ملجم عندها . ثم قالت له بعد أيام الا تمضي لما قصدت لشد ما أحببت أهلك . قال اني وعدت صاحبي وقتاً بعينه . وكان هناك رجل من أشجع يقال له شبيب . فواطأه عبد الرحمن على ما أضمره ، : فلما كانت ليلة احدى وعشرين من شهر رمضان . خرج ابن ملجم
وشبيب الأشجعي . فاعتورا الباب الذي يدخل منه علي (عليه السلام) وكان مغلساً ويوقظ الناس للصلاة . فخرج كما كان يفعل فضربه شبيب فأخطأه . وأصاب سيفه الباب وربه ابن ملجم على رأسه فقال علي (عليه السلام) فزت ورب الكعبة (2) شأنكم بالرجل ، يروى عن بعض من كان بالمسجد من الأنصار . قال سمعت كلمة علي (عليه السلام) ورأيت بريق السيف . فأما ابن ملجم فحمل على الناس بسيفه فأفرجوا له . وتلقاه المغيرة بن نوفل بن الحرث بن عبد المطلب بقطيفة فرمى بها عليه واحتمله فضرب به الأرض. وكان المغيرة أيداً فقعد على صدره. وأما شبيب فانتزع السيف منه رجل من حضرموت وصرعه وقعد على صدره . وكثر الناس فجعلوا يصيحون صاحب السيف فخاف الحضرمي ان يكبوا عليه . ولا يسمعوا عذره فرمى بالسيف . وانسل شبيب بين الناس ، وجيء بعبد الرحمن بين أناس يقودونه . فأمر علي (عليه السلام) بسجنه فسجن . فقال علي (عليه السلام) ان أعش فالأمر الي وان أصب فالأمر لكم . فان آثرتم أن تقتصوا فضربة بضربه. وان تعفوا أقرب للتقوى قال الراوي . وسمع ابن ملجم الرنة من الدار فقال له من حضره أي عدو الله انه لا بأس على امير المؤمنين (عليه السلام) فقال أعلى من تبكي أم كلثوم . أما والله لقد اشتريت سيفي بألف درهم وما زلت أعرضه فما يعيبه أحد الا أصلحت ذلك العيب ولقد أسقيته السم حتى لفظه. ولقد ضربته ضربة لو قسمت على من بالمشرق والمغرب لأتت عليهم (3) . وقضى صلوات الله وسلامه عليه في آخر اليوم الثالث في الواحد والعشرين من شهر الله سنة أربعين من الهجرة. ورثاه ابو زبيد الطائي :
ان الكرام على ما كان من خلق *** رهط امرىء خاره للدين مختار
طب بصير باضغان الرجال ولم *** يعدل بحبر رسول الله احبار
وقطرة قطرت اذ حان موعدها *** وكل شيء له وقت ومقدار
حتى تنصلها في مسجد طهر *** على امام هدى ان معشر جاروا
حمت ليدخل جنات ابو حسن *** وأوجبت بعده للقاتل النار
وقال الكميت رحمه الله :
والوصي الذي أمال التجو *** بي به عرش امة لانهدام
قتلوا يوم ذاك اذ قتلوه *** حكماً لا كغابر الحكام
الإمام الزكي والفارس المعـ *** ـلم تحت العجاج غير الكهام
راعياً كان مسجعاً ففقدنا *** ه وفقد المسيم هلك السوام (4)
____________
(1) وهناك اختلاف في الليلة . يروى جعلوا لليلة تسعة عشر من شهر رمضان .
(2) هذه رواية المبرد . أما الأخبار الواردة والمعول عليها . هو ان ابن ملجم كان قد أخفى سيفه تحت ثيابه . حتى اذا صلى علي (عليه السلام) في محرابه صلاة الفجر . قام إليه ووقف خلف الأسطوانة حتى اذا سجد السجدة الأولى ورفع رأسه من السجود أهوى بالسيف عليه فشق رأسه الى موضع سجوده فصاح علي (عليه السلام) فزت ورب الكعبة . قتلني اللعين ابن اليهودية . ثم جعل يأخذه التراب ويضعه على الجرح وهو يقول : منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة اخرى الخ .
(3) الكامل للمبرد ج2 ص128 ، طبع المكتبة التجارية .
(4) أما صاحب معاوية . وهو الحجاج بنت عبدالله الصريمي ـ البرك ـ فانه جاء الى معاوية وهو يصلي فأصاب مأكمته . وكان معاوية عظيم الاوراك . فقطع منه عرقاً يقال له عرق النكاح . فلم يولد لمعاوية بعد ذلك ولد، فلما ألقى القبض على البرك وجيء به الى معاوية . صاح الأمان والبشارة . قتل علي في هذه الصبيحة . فاستؤني به حتى جاء الخبر فقطع معاوية يديه ورجليه . وأمر معاوية . بعد هذا الحادث باتخاذ المقصورة .
وأما صاحب عمرو بن العاص ، وهو ـ زاذويه . فانه أرصد لعمرو . وكان عمرو قد اشتكى تلك الليلة بطنه فلم يخرج للصلاة . وأمر خارجة ـ وهو رجل من رهطه ـ أن يخرج للصلاة . فجاء الرجل وضربه فقتله . ولما ألقى القبض عليه وأدخل على عمرو . سمع الناس يخاطبونه بالأمرة . قال أوما قتلت عمرواً ؟ قيل له انما قتلت خارجة . فقال أردت عمرواً والله أراد خارجة . فقال الشاعر . :
فليتها اذا فدت عمرواً بخارجة * فدت علياً بمن شاءت من البشر
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|