المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



[جهاد الحسين و استشهاده‏]  
  
2452   03:28 مساءً   التاريخ: 10-4-2019
المؤلف : جمال الدين محمد بن يوسف الزرندي الحنفي.
الكتاب أو المصدر : معارج الوصول
الجزء والصفحة : ص97-111.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء /

لمّا عزم (عليه السلام) على الخروج إلى العراق، حين كاتبه أهل الكوفة و راسلوه، أتاه عبد اللّه بن عمر (رضما) فقال له: يا ابن بنت رسول اللّه أين تريد؟ قال: أريد العراق قال: إنّ رسول اللّه خيّر بين الدنيا و الآخرة فاختار الآخرة، و إنّه لن ينالها أحد منكم، فارجع‏ ، فأبى، فاعتنقه و قال له: أستودعك اللّه من مقتول، و السّلام‏ .

 [إخبار رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله بمقتله‏]

و قد كان (صلّى اللّه عليه [و آله‏] و سلّم) علم ما يصيب الحسين من بعده، أخبره به جبريل عن اللّه عزّ و جلّ، روت أم سلمة (عليه السلام) قالت: دخل النبيّ (صلّى اللّه عليه [و آله‏] و سلّم) فقال: احفظي الباب لا يدخل عليّ أحد، فسمعت نحيبه، فدخلت فاذا الحسين بين يديه، فقلت: و اللّه يا رسول اللّه ما رأيته حين دخل.

فقال: إنّ جبريل كان عندي آنفا فقال: إنّ أمّتك ستقتله بعدك بأرض يقال لها كربلاء، تريد أن أريك تربته يا محمّد؟، فتناول جبريل من ترابها فأراه النبيّ (صلّى اللّه عليه [و آله‏] و سلّم) و دفعه إليه.

قالت أمّ سلمة: فأخذته فجعلته في قارورة، فأصبته يوم قتل الحسين و قد صار دما .

 [بيان الحسين عليه السّلام لأهدافه السامية من نهضته‏]

و يروى أنّ الحسين (عليه السلام) خطب حين أزمع على الخروج فقال: الحمد للّه، ما شاء اللّه، و لا قوّة إلّا باللّه، و صلّى اللّه على رسوله (صلّى اللّه عليه [و آله‏] و سلّم).

خطّ الموت على ولد آدم مخطّ القلادة على جيد الفتاة، و  ما أولهني إلى أسلافي شوق يعقوب إلى يوسف و أخيه.

و [خير] لي مصرع أنا لاقيه، كأنّي أنظر إلى أوصالي غبراء عفراء، تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس و كربلاء، فيملأن مني أجوافا جوفا، و أكراشا سغبا، لا محيص عن يوم خطّ بالقلم، رضا اللّه رضانا أهل البيت، نصبر على بلائه ليوفّينا أجور الصابرين، لن تشذّ عن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه [و آله‏] و سلّم) لحمته، هي مجموعة له في حظيرة القدس، تقرّبهم عينه، و ينجز لهم وعده.

من كان باذلا فينا مهجته، و موطنا على لقائنا نفسه، فليرحل، فإنّي راحل مصبحا إن شاء اللّه‏ .

 [إخبار النبيّ (صلّى اللّه عليه [و آله‏] و سلّم)عن مكان شهادته‏]

فرحل إلى الكوفة، فلمّا أن وصل إلى المكان الذي أصيب فيه و أحيط به قال: ما اسم هذا المكان؟/ 25/ قالوا: أرض كربلاء، فقال: صدق رسول اللّه (صلّى اللّه عليه [و آله‏] و سلّم) أرض كرب و بلاء ، و قال لأصحابه: ضعوا رحالكم، مناخ القوم مهراق دمائهم .

فلم يساعده أهل الكوفة، و لم يفوا بما شرطوا و ضمنوا له، و أسلموه و خذلوه حتّى قتل (عليه السلام) يوم الجمعة  يوم عاشوراء بكربلا سنة إحدى و ستّين.

و يعرف ذلك المكان أيضا بالطفّ‏ .

 [قاتله‏]

قال أبو جعفر محمّد بن عليّ: قتله رجل من مذحج‏ .

و قال مصعب [بن عبد اللّه‏] الزبير [ي‏]: قتله سنان بن أنس النخعي‏ .

و قيل: قتله شمر بن ذي الجوشن، و كان أبرص، و أجهز عليه خولّى بن يزيد الأصبحي من حمير و أتى برأسه إلى عبيد اللّه بن زياد  و قال له:

أوقر ركابي فضّة و ذهبا                   أنا قتلت الملك المحبّبا

قتلت خير النّاس أمّا و أبا                  

[مبلغ سنّه‏]

و كان عمره يوم قتل (عليه السلام) ستّا أو سبعا  و خمسين، و قيل: أربعا و خمسين‏  و الأوّل أصحّ‏ .

 [رجزه في ساحة القتال‏]

و كان (عليه السلام) يرتجز في اليوم الذي قتل فيه و يقول:

الموت خير من ركوب العار                و العار خير من ركوب النار

و اللّه من هذا و هذا جاري‏                

[نقش خاتمه‏]

و كان نقش خاتمه (رض): طالب الدنيا في تعب.

و قيل كان نقشه: علمت فاعمل .

[أولاده‏]

و كان له أربعة بنين: عليّ الأكبر و عليّ الأصغر [زين العابدين‏] و أبو بكر و عبد اللّه، و ابنتان.

و لم يعقب من الذكور من أولاده إلّا أبو محمّد- و قيل أبو الحسن- عليّ بن الحسين زين العابدين، فجميع الحسينية على وجه الأرض من عليّ بن الحسين‏ .

 [تسمية المستشهدين من بني هاشم‏]

و قتل مع الحسين من إخوته ستة نفر: عبّاس و عبد اللّه و جعفر و عثمان، و أمّهم أخت الشمر  قاتله [ابن‏] ذي الجوشن أخزاه اللّه، و عبد اللّه و أبو بكر.

و قتل معه من ولده اثنان: عليّ الأكبر و عبد اللّه.

فأمّا عبد اللّه فإنّه مات صغيرا يرضع، أصابه سهم و هو في حجر أبيه فاضطرب و مات‏ .

و أمّا عليّ الأكبر فقتل في المعركة، كان يحمل عليهم و يقول:

أنا عليّ بن الحسين بن عليّ‏               إنّا- و بيت اللّه- أولى بالنبيّ‏

أضربكم بالسيف أحمي عن أبي‏          

فحمل عليه مرة بن منقذ رجل من عبد القيس فطعنه، فضمّه الحسين عليه السّلام إليه حتّى مات‏ ، و لم يعقب بإجماع‏ .

و أبو بكر بن الحسين مات صغيرا قبل أبيه‏ .

و كان عليّ بن الحسين زين العابدين مريضا في ذلك اليوم من لطف اللّه فبقي و لم يقتل، فأعقب، فجميع‏  الأئمّة و الحسينيّة من نسله عليه السّلام.

و قتل مع الحسين عليه السّلام من أولاد أخيه الحسن ثلاثة: القاسم و عبد اللّه و أبو بكر .

و قتل معه من أولاد [عبد اللّه بن‏] جعفر بن أبي طالب اثنان: محمّد و عون‏ .

و من أولاد عقيل بن أبي طالب أربعة: عبد اللّه و جعفر و عقيل و عبد الرحمان‏ .

قال الحسن البصري رحمه اللّه: ما كان لهم يومئذ على وجه الأرض شبيه‏ .

[بعض ما ظهر من الآثار عند قتله‏]

و روى ابن الجوزي في كتاب التبصرة عن محمّد بن سيرين (رحمه الله) قال: لمّا قتل الحسين اظلمّت الدنيا ثلاثة أيّام ثمّ ظهرت هذه/ 26/ الحمرة في السماء .

و قال ابن سعد: ما رفع حجر في الدنيا لمّا قتل الحسين عليه السّلام إلّا و تحته دم عبيط، و لقد مطرت السماء  دما بقي أثره في الثياب حتّى تقطعت‏ .

و قال السدي (رحمه الله): لمّا قتل الحسين (عليه السلام) بكت السماء و بكاؤها حمرتها .

قال الإمام أبو الفرج ابن الجوزي‏ : لمّا كان الغضبان يحمرّ وجهه عند الغضب، فيستدلّ بذلك على غضبه، و أنّه أمارة الشخص، و الحقّ سبحانه ليس بجسم، فأظهر تأثير غضبه على من قتل الحسين عليه السّلام بحمرة الأفق، و ذلك دليل على عظم الجناية.

و ناحت الجنّ عليه فسمعوا من قولهم:

مسح الرسول جبينه‏              فله بريق في الخدود

أبواه من عليا قريش‏              جدّه خير الجدود

قالت أمّ سلمة (رض): لما كان ليلة قتل الحسين سمعت قائلا يقول:

أيّها القاتلون [جهلا] حسينا                أبشروا بالعذاب و التنكيل‏

قد لعنتم على لسان ابن داوود             و موسى و حامل الإنجيل‏

قالت: فبكيت و فتحت القارورة فإذا الحصيات قد جرت دما .

[موقف الربيع بن خثيم‏]

و لمّا أخبر الربيع بن خثيم بقتل الحسين عليه السّلام قال‏ : {قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} [الزمر: 46] ‏ .

 [نياحة زينب بنت عقيل عليه‏]

قال الطبراني (رحمه الله): خرجت زينب الصغرى بنت عقيل بن أبي طالب إلى البقيع حين سمعت بقتل الحسين و أهل بيته تبكي على قتلاها بالطف و تقول‏ :

ماذا تقولون إن قال النبيّ لكم:            ماذا فعلتم و كنتم آخر الأمم‏

بأهل بيتي و أنصاري و خالصتي‏                   منهم اسارى و قتلى ضرّجوا بدم‏

ما كان ذاك جزائي إذ نصحت لكم‏                   أن تخلفوني بسوء في ذوي رحمي‏

 [ما وجد منحوتا على حجر قبل شهادته بمئات الأعوام‏]

قال محمّد بن سيرين (رحمه الله): وجد حجر قبل مبعث النبيّ (صلّى اللّه عليه [و آله‏] و سلّم) بثلاثمئة سنة، و قيل: بخمسمئة سنة، عليه كتاب بالسريانية فنقلوها بالعربية فإذا هي:

أترجو أمّة قتلت حسينا            شفاعة جدّه يوم الحساب‏

 [رثاء الشافعي له‏]

و نقل أبو القاسم الفضل بن محمد المستملي أنّ القاضي أبا بكر سهل بن محمّد حدّثه قال: قال أبو القاسم بكران بن الطيب: بلغني أنّ الشافعي (رحمه الله) أنشد:

تأوّب همّي و الفؤاد كئيب‏                  و أرّق عيني و الرقاد غريب‏

و ممّا نفى نومي و شيّب لمّتي‏            تصاريف أيّام لهنّ خطوب‏

تزلزلت الدنيا لآل محمّد                     و كادت لهم صمّ الجبال تذوب‏

و غارت نجوم و اقشعرّت ذوائب‏         و هتّك أستار  و شقّ جيوب‏

فللنبل إعوال‏  و للرمح رنّة                و للخيل من بعد الصهيل‏  نحيب‏

فمن مبلغ عنّي الحسين رسالة             و إن كرهتها أنفس و قلوب‏

قتيل بلا جرم كأنّ قميصه‏                  صبيغ بماء الارجوان خضيب‏

يصلّى على المختار من آل هاشم‏                   و يغزى بنوه!! إنّ ذا لعجيب‏

لئن كان ذنبي حبّ آل محمّد                فذلك ذنب لست عنه أتوب‏

فهم شفعائي يوم حشري و موقفي‏                 و حبّهم للشافعي ذنوب؟

 [رثاء بعض الأمراء له‏]

رثى الأمير عضد الدين محمّد بن عليّ بن أحمد بن عليّ بن عبد اللّه الوزير (رحمه الله)  الحسين بن عليّ عليه السّلام و أهل بيته بأبيات كالماء الزلال بل أرق، أو السحر الحلال بل أدق:

بدت كربلا ملأى من الكرب و البلا        فقوما معي في أرضها و قفا نبكي‏

بها قتلوا سبط النبيّ محمّد                 و باعوا هناك‏  الرشد بالمال و الملك‏

و ضاعت دماء بالعراء عزيزة             مكرّمة أذكى رياحا من المسك‏

فياويل‏  أقوام طغاة تعرّضوا               لتلك الدماء الفاطميّات بالسفك‏

إذا ما ذكرنا ذلك الخطب نابنا               ضروب من الأحزان و الضرّو الضنك‏

و حلّ بأهل الأرض حرب لهذه‏            المصيبة حتّى الروم و الهند و الترك‏

فتى أمّه بنت الرسول و صنوه‏            غدا سيّدا في العالمين بلا شك‏

أبوه ابن عمّ المصطفى في الصبا اهتدى‏ و لم يتلوّث ساعة قط بالشرك‏

و ليس يني في حبّ آل محمّد              و نصرتهم إلّا أولو الجهل و الإفك‏

محبّوهم بالصدق يعطون كلّما             يريدون للدنيا و للدين في و شك‏

و إن نكبوا  يوما فذاك ليخلصوا           كما يخلص الا بريز بالذوب و السبك‏

و من لم يكن مستمسكا بودادهم‏          يقع في متاهات الضلالة و الهلك‏

إذا جاء طوفان البلاء فخاب من‏            تخلّف من فرط الشقاء عن الفلك‏

و لاؤهم ماء فرات بلا قذى‏                و ودّهم ورد طرىّ بلا شوك‏

أحبّ مع الآل الصحابة راشدا              و عمّ بلا استثناء بعض و لا ترك‏

و كن لوداد الآل و الصحب كلّهم‏                   وجدنا: أولي الألباب و العلم و النسك‏




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.