أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-4-2016
3221
التاريخ: 10-4-2016
3945
التاريخ: 13-3-2019
2182
التاريخ: 14-10-2015
3134
|
طالما كان النقد محدوداً بحدود القطع المسكوكة من قبل الدولة، كان الدافع عند الافراد نحو تكديس تلك الكمية من المال قوياً وفعّالاً، واذا تحقق ذلك الدافع فانه سيحرم طبقة من الناس، وهي طبقة الفقراء، من اشباع الحد الادنى من حاجاتها الاساسية، هنا نصل الى قمة النقاش والجدل العلمي، ونقول: اذا لم يتدخل الدين في حل تلك المشكلة، فان الظلم سينتشر ويضرب باطنابه في المجتمع الانساني.
وهذا بحد ذاته يزعزع الاساس الذي بُنيت عليه الرسالة الاجتماعية للدين، وهو تحقيق العدالة الاجتماعية من اجل عبادة الله بضمير مطمئن وقلب صاف نظيف. وقد لمسنا عن قرب حثّ الدين على الانفاق المستمر، واخراج حق الله الى فضاء المجتمع والناس. وكان ذلك الحق يتجمع في بيت المال ويوزّع على الاصناف التي وردت في الآية الكريمة: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [التوبة: 60] بينما كانت الغنيمة (الفيءُ) تقسّم على المقاتلين، كما فصّلنا ذلك سابقاً.
فكان دافع كنـز المال عند القلة من أسوء الدوافع الانسانية تجاه اخوانهم من بني آدم، حيث الفقراء والمعوزون، وقد يتبادر الى الذهن سؤال وهو: ما الذي يدفع الانسان الى كنـز المال؟ والجواب على ذلك هو ان الدافع الذي يدفع الثري لكنـز المال دون اخراج حقّه المنصوص هو: البخل، والطمع، والحرص.
فالبخل يعبّر عن حبس الثروة عن الآخرين وتحمّل البخيل مسؤولية ذلك امام الله سبحانه. ويعبّر الطمع عن تحرّك شهوة التملك فوق الحدود المعقولة، وعدم اقتناع الانسان برزقٍ محدود. بينما يعكس الحرص عدم الثقة بتقدير الله سبحانه وتعالى.
وتلك صفات ذميمة تحبس الثروة الشخصية عن متناول اليد الاجتماعية، ولا تنفع صاحبها ايضاً، بل توقعه في الحساب الشديد امام الله عزّ وجلّ يوم القيامة. ولذلك هدد القرآن المجيد الكانز، بخيلاً كان او حريصاً، بأشدّ العذاب، فهو كمن يحبس الخير عن الافاضة في مجاري النظام الاجتماعي، اختياراً.
قال تعالى: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ} [آل عمران: 180] ، {وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ} [محمد: 38]، {وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} [الليل: 8 - 10].
ويقف على النقيض من ذلك تماماً، المبذر. وهو الذي يُسرف في اهدار الثروة حدّاً يخرج عن المعقول. وقد نعت القرآن الكريم المبذرين بأنهم اخوان الشياطين: {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ} [الإسراء: 27] وظاهر الآية الكريمة مطلق التبذير، ولا شك ان تبذير ثروة المسلمين اعظم ذنباً من التبذير الشخصي المجرد. ولذلك عاب المسلمون على الخليفة الثالث تبذيره ثروتهم عبر منحها لأقربائه من بني امية.
الا ان الامام امير المؤمنين (عليه السلام) كان أميناً مخلصاً، في المال الاجتماعي، يوزعه على الفقراء واهل الحاجة والمسكنة بالمساواة والعدل، وكان (عليه السلام) كثيراً ما يردد: «ان هذا المال ليس لي ولا لك»، و«ولو كان المالُ لي سويت بينهم، فكيف وانما المالُ مالُ الله»، «ولكنني آسى أن يلي امرَ هذهِ الامةِ سُفهاؤها وفُجّارُها، فيتخذوا مالَ اللهِ دُولاً...»، ولذلك كان المال عند الامام (عليه السلام)، وخصوصاً النقد، اداةً من ادوات بسط العدالة الحقوقية بين الناس.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|