أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-4-2016
4116
التاريخ: أعيانالشيعة
9853
التاريخ: 7-02-2015
3500
التاريخ: 4-5-2022
1861
|
يعدّ شرب الخمر من الانحرافات السلوكية الاجتماعية التي لم يسمح بها الاسلام، ووعد مرتكبيها عقوبة شديدة وهي ثمانين جلدة، وكان شرب الخمر منتشراً في الجاهلية، بحيث ان معالجة مشكلة تناول الخمر لا تتم الا عن طريق الزام ديني تدريجي حاسم، والا، فان المشكلة لا يمكن علاجها، وهكذا كان، فقد عالجها الاسلام بحكمة تشريعاته، فانحصرت عندئذٍ في شريحة منحرفة كانت تحاول التحايل بشتّى الطرق من اجل الاستمرار في تناول ذلك السائل المحرَّم، وفي ذلك ثلاث روايات، وقد اضفنا رواية خاصة باختلال في عملية الزواج والطلاق والعدّة، واعتبرناها من الجنايات الاجتماعية، فهنا اربع روايات:
أ _ «شَرِبَ قوم الخمرَ بالشام، وعليهم يزيد بن ابي سفيان في زمن عمر، فقال لهم يزيد: هل شربتم الخمر؟ فقالوا: نعم، شربناها، وهي لنا حلال، فقال: أو ليس قال الله عزّ وجلّ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ * وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} [المائدة: 90 - 92] ، حتى فرغ من الآية، فقالوا: اقرأ التي بعدها، فقرأ: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [المائدة: 93] ، فنحن الذين آمنوا وأحسنوا.
فكتب بأمرهم الى عمر، فكتب اليه عمر: إن اتاك كتابي هذا ليلاً فلا تصبح حتى تبعث بهم اليَّ، وإن اتاك نهاراً فلا تمس حتى تبعثبهم اليَّ.
قال: فبعث بهم اليه ، فلما قدموا على عمر سألهم عمّا كان سألهم يزيد وردّوا عليه كما ردّوا على يزيد، فاستشار فيهم اصحاب النبي (صلى الله عيله واله) فردّوا المشورة اليه، قال: وعلي (عليه السلام) حاضر في القوم ساكت، فقال: ما تقول يا ابا الحسن؟ فقال امير المؤمنين (عليه السلام): انهم قوم افتروا على الله الكذب، وأحلّوا ما حرّم الله، فأرى ان تستتيبهم، فان ثبتوا وزعموا ان الخمر حلال، ضربتَ اعناقهم، وان هم رجعوا، ضربتهم ثمانين ثمانين بفريتهم على الله عزّ وجلّ، فدعاهم فأسمعهم مقالة علي (عليه السلام) فقال: ما تقولون؟ فقالوا: نستغفر الله ونتوب اليه، ونشهد ان الخمر حرام، وانما شربناها ونحن نعلم انها حرام، فضربهم ثمانين ثمانين جلدة».
ب _ روى الشيخ المفيد (ت 413 هـ) عن رجال من العامة والخاصة: «ان رجلاً رفع الى ابي بكر، وقد شرب الخمر، فأراد ان يقيم عليه الحدّ، فقال له: اني شربتها ولا علم لي بتحريمها، لانّي نشأت بين قوم يستحلّونها، ولم أعلم بتحريمها حتى الآن.
فأرتجّ على ابي بكر الامر بالحكم عليه، ولم يعلم وجه القضاء فيه، فأشار عليه بعض من حضر ان يستخبر امير المؤمنين (عليه السلام) عن الحكم في ذلك، فأرسل اليه من سأله عنه ، فقال امير المؤمنين (عليه السلام): مُر رجلين ثقتين من المسلمين يطوفان به على مجالس المهاجرين والانصار ويناشدانهم: هل فيهم احدٌ تلا عليه آية التحريم او اخبره بذلك عن رسول الله (صلى الله عيله واله)، فإن شهد بذلك رجلان منهم فأقم الحدّ عليه، وان لم يشهد احدٌ بذلك فاستتبه وخلّ سبيله، ففعل ذلك ابو بكر، فلم يشهد احد من المهاجرين والانصار انه تلا عليه آية التحريم، ولا أخبره عن رسول الله (صلى الله عيله واله) بذلك فاستتابه ابو بكر وخلى سبيله وسلّم لعلي (عليه السلام) في القضاء به».
ج _ «ان عمر بن الخطاب استشار في الخمر يشربها الرجل، فقال له علي بن ابي طالب: نرى ان نجلده ثمانين، فانه اذا شرب سكر، واذا سكر هذى، واذا هذى افترى، فجلد عمر في الخمر ثمانين».
د _ «أُتي عمر الخطاب بامرأة تزوجت في عدتها فأخذ مهرها فجعله في بيت المال وفرّق بينهما، وقال: لا يجتمعان، وعاقبهما، قال: فقال علي (رضي الله عنه): ليس هكذا ولكن هذه الجهالة من الناس، ولكن يفرّق بينهما، ثمّ تستكمل بقية العدة من الاول ثمّ تستقبل عدة اُخرى، وجعل لها على المهر بما استحلّ من فرجها، قال: فحمد الله عمر (رض) وأثنى عليه، ثمّ قال: يا ايها الناس ردّوا الى السنّة».
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|