أقرأ أيضاً
التاريخ: 13/11/2022
1735
التاريخ: 11-10-2016
2535
التاريخ: 2024-09-22
310
التاريخ: 18-12-2020
1834
|
الموت داهية من الدواهي العظمى ، ومن كل داهية أشد و ادهى ، و هو من الأخطار العظيمة والأهوال الجسيمة ، فمن علم أن الموت مصرعه والتراب مضجعه ، والقبر مقره وبطن الأرض مستقرة ، و الدود أنيسه والعقارب والحيات جليسه ، فجدير أن تطول حسرته وتدوم عبرته ، وتنحصر فيه فكرته وتعظم بليته ، وتشتد لأجله رزيته ، و يرى نفسه في أصحاب القبور و يعدها من الأموات ، إذ كل ما هو آت قريب ، و البعيد ما ليس بآت ، و حقيقة ألا يكون ذكره و فكره و غمه و همه و قوله و فعله و سعيه وجده إلا فيه و له ، قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) : «لو أن البهائم يعلمون ما تعلمون ما اكلتم منها سمينا».
أو قال (صلّى اللّه عليه و آله) لقوم يتحدثون و يضحكون : «اذكروا الموت ، أما و الذي نفسي بيده! لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا و لبكيتم كثيرا».
و مر(صلّى اللّه عليه و آله) بمجلس قد استعلاه الضحك ، فقال : «شوبوا مجلسكم بذكر مكدر اللذات», قالوا : و ما مكدر اللذات؟ , قال : «الموت».
ثم غفلة الناس عن الموت لقلة فكرهم فيه و ذكرهم له ، و من يذكره ليس يذكره بقلب فارغ ، بل بقلب مشغول بشهوات الدنيا و علائقها ، فلا ينفع ذكره في قلبه ، فالطريق فيه : أن يفرغ القلب عن كل شيء إلا عن ذكر الموت الذي بين يديه ، كالذي يريد ان يسافر إلى بلد بعيد ما بينهما مفازة مخطرة ، أو بحر عظيم لا بد أن يركبه ، فانه لا يتفكر إلا فيه ، و من تفكر في الموت بهذا الطريق و تكرر منه ذلك ، لأثر ذكره في قلبه ، و عند ذلك يقل فرحه و سروره بالدنيا ، و تنزجر نفسه عنها ، و ينكسر قلبه ، و يستعد لأجله.
وأوقع طريق فيه : أن يكثر ذكر أقرانه الذين مضوا قبله ، و نقلوا من انس العشرة إلى وحشة الوحدة.
ومن ضياء المهود إلى ظلمة اللحود ، و من ملاعبة الجواري و الغلمان إلى مصاحبة الهوام و الديدان ، و يتذكر مصرعهم تحت التراب ، و يتذكر صورهم في مناصبهم و أحوالهم ، ثم يتفكر كيف محى التراب الآن حسن صورتهم ، و كيف تبددت أجزاؤهم في قبورهم ، و كيف أرملوا نساءهم و أيتموا أولادهم و ضيعوا أموالهم و خلت منهم مساكنهم و مجالسهم و انقطعت آثارهم واوحشت ديارهم ، فمهما تذكر رجلا رجلا ، و فصل في قلبه حاله و كيفية حياته ، و توهم صورته ، و تذكر نشاطه و أمله في العيش و البقاء ، و نسيانه للموت ، و انخداعه بمؤثثات الأسباب ، و ركونه إلى القوة و الشباب ، و ميله إلى الضحك و اللهو، و غفلته عما بين يديه من الموت الذريع و الهلاك السريع ، و انه كيف كان يتردد و الآن قد تهدمت رجلاه و مفاصله ، و كيف كان ينطق و قد أكل الدود لسانه ، و كيف كان يضحك و قد أكل التراب أسنانه ، و كيف دبر لنفسه الأمور و جمع من حطام الدنيا مالا يتفق احتياجه إليه على مر الاعوام و الشهور و كر الازمنة و الدهور, ثم يتأمل أنه مثلهم ، و غفلته كغفلتهم ، و سيصير حاله في القبر كحالهم فملازمة هذه الأفكار و أمثالها ، مع دخول المقابر و تشييع الجنائز و مشاهدة المرضى ، تجدد ذكر الموت في قلبه ، حتى يغلب عليه بحيث يصير الموت نصب عينيه ، و عند ذلك ربما يستعد له و يتجافى عن دار الغرور، و اما الذكر بظاهر القلب و عذبة اللسان فقليل الجدوى في التنبيه و الايقاظ.
ومهما طاب قلبه بشيء من أسباب الدنيا ، فينبغي أن يتذكر في الحال أنه لا بد من مفارقته , كما نقل : أن بعض الأكابر نظر إلى داره فاعجبه حسنها ، فبكى و قال : و اللّه لولا الموت لكنت بها مسرورا.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
بيان مكتب المرجع الديني الأعلى سماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله) عقب الهجوم الإرهابي على المسافرين الأبرياء في مدينة پاراچنار، في پاكستان
|
|
|