المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6253 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



الأكل و جواسيس المملكة؟!  
  
1749   09:01 صباحاً   التاريخ: 20-2-2019
المؤلف : محمد مهدي النراقي
الكتاب أو المصدر : جامع السعادات
الجزء والصفحة : ج3 , ص255-256
القسم : الاخلاق و الادعية / أخلاقيات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-3-2021 2100
التاريخ: 27-9-2019 3566
التاريخ: 28-3-2020 1636
التاريخ: 20-1-2021 1772

الأكل يتوقف أولا على ادراك الغذاء المأكول رؤية و لمسا و استشماما و ذوقا ، اذ ما لم يبصره لم يمكنه تمييزه و طلبه ، و ما لم يلامسه لم يتمكن من درك بعض اوصافه اللازمة في الأكل   وما لم يشمه لم يتشخص ما يكره رائحته عما تطيب رائحته ، و ربما توقف تحصيله على استشمام رائحته من بعد ، لا سيما لبعض الحيوانات ، و ما لم يذقه لم يدرك انه موافق او مخالف له ، و بذلك ظهر توقفه على خلق الحواس المدركة الظاهرة ، فخلقها اللّه سبحانه.

ثم ، الأسباب التي يتوقف عليها خلق هذه الحواس مما لا تتناهى ، فلا نتعرض لبيانها , و بعد ادراك الغذاء- على ما ذكر- لا بد له من قوة أخرى يعرف بها كون الغذاء الذي ذاقه سابقا و رآه مرة أخرى موافقا او مخالفا ، وهذه القوة هي الحس المشترك الذي يتأدى إليه جميع المحسوسات و يجتمع فيه ، فانك إذا اكلت شيئا اصفر- مثلا- فوجدته مرا مخالفا لك فتركته   فإذا رأيته مرة أخرى فلا تعرف انه مر ما لم تذقه ، لو لا الحس المشترك.

اذ العين تبصر الصفرة و لا تدرك المرارة ، و الذوق يدرك المرارة و لا يدرك الصفرة ، فلا بد من حاكم يجتمع عنده الصفرة و المرارة جميعا ، حتى إذا أدرك الصفرة حكم بأنه مر، فيمتنع عن تناوله ثانيا.

وهذه القوة - اعني الحس المشترك - يتوقف خلقه على أسباب ونعم لا يمكن احصاؤها ، فلتذرها على سنابلها.

ثم الإدراك بالحواس الظاهرة و الحس المشترك ، مما تشترك فيه سائر الحيوانات ، ولو انحصر ادراك الإنسان أيضا به لكان ناقصا , اذ البهيمة تأكل ما تستلذ به في الحال و يضرها في ثاني الحال ، فتمرض و تموت ، اذ ليس لها الا الإحساس بالحاضر، و اما ادراك العواقب فليس لها إليه سبيل.

فيتوقف تمييز صلاح العواقب و فسادها على قوة أخرى , فخلق اللّه للإنسان العقل ، به يدرك مضرة الأطعمة و منفعتها في المآل ، و به يدرك كيفية طبخ الأطعمة و تركيبها و اعداد أسبابها   فينتفع بعقله في الأكل الذي هو سبب صحته ، و هو اخس فوائد العقل و أقل الحكم فيه ، اذ الحكم و الفوائد المترتبة عليه أكثر من ان تحصى ، وأعظم الحكم فيه معرفة اللّه و معرفة صفاته و افعاله , و العقل بمنزلة السلطان في مملكة البدن ، و الحواس الخمس كالجواسيس و أصحاب الاخبار والموكلين بنواحي المملكة ، وقد وكل كل واحد منها بأمر خاص.

فواحدة بأخبار الالوان ، و أخرى بأخبار الأصوات ، و أخرى بأخبار الروائح ، و أخرى بأخبار الطعوم ، و أخرى بأخبار الحر و البرد و الخشونة و الملاسة و اللين و الصلابة.

فهذه الجواسيس يقتنصون الاخبار من أقطار المملكة ، و يسلمونها إلى الحس المشترك ، و هو قاعد في مقدمة الدماغ ، مثل صاحب الكتب و القصص على باب الملك ، يجمع القصص و الكتب الواردة من نواحي العالم ، و يأخذها و يسلمها إلى العقل الذي هو السلطان مختومة ، اذ ليس له الا أخذها و حفظها ، و اما معرفة حقائق ما فيها فليس اليه.

ولكن إذا صادف القلب العاقل الذي هو الأمير و الملك، سلم ، لانها آتية إليه مختومة ، فيفتشها الملك و يطلع على أسرار المملكة ، و يحكم فيها بأحكام عجيبة لا يمكن استقصاؤها.

وبحسب ما يلوح له من الاحكام و المصالح يحول الجنود - اعنى الأعضاء - فى الطلب او الهرب او إتمام التدبيرات التي تعن له.

ثم عجائب حكم العقل و الأسباب التي يتوقف خلقه عليها ليس دركها في مقدرة البشر، و هذه ما يتوقف عليه الأكل من الادراكات و أسبابها.




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.