المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الأخلاق والأدعية والزيارات
عدد المواضيع في هذا القسم 6311 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

المدلول اللغوي والمدلول النفسي
5-8-2016
سلالة لجش الثانية واهم ملوكها
1-11-2016
الشعوب السامية
27-8-2018
ثورة التوابين
16-3-2016
Gauss-Seidel Method
1-12-2021
قصة واقعية
14-11-2016


الأسباب الصارفة للشكر  
  
2826   08:41 صباحاً   التاريخ: 20-2-2019
المؤلف : محمد مهدي النراقي
الكتاب أو المصدر : جامع السعادات
الجزء والصفحة : ج3 , ص269-272
القسم : الأخلاق والأدعية والزيارات / أخلاقيات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-3-2021 2556
التاريخ: 17-2-2021 1778
التاريخ: 2024-06-08 728
التاريخ: 29-1-2022 2035

السبب الصارف لأكثر الخلق عن الشكر إما قصور معرفتهم بأن النعم كلها من اللّه - سبحانه-   أو قصور معرفتهم و أحاطتهم بصنوف النعم و آحادها ، او جهلهم بحقيقة الشكر و كونه استعمال النعمة في إتمام الحكمة التي أريدت بها و ظنهم ان حقيقة الشكر مجرد ان يقولوا بلسانهم : الحمد للّه ، أو الشكر للّه ، أو الغفلة الناشئة عن غلبة الشهوة و استيلاء الشيطان   بحيث لا يتنبهون للقيام بالشكر، كما في سائر الفضائل و الطاعات ، او عدم احتسابهم للجهل ما يعم الخلق و يشملهم في جميع الأحوال من النعم نعمة.

ولذلك لا يشكرون على جملة من النعم ، لكونها عامة للخلق ، مبذولة لهم في جميع الحالات   فلا يرى كل واحد لنفسه اختصاصا بها ، فلا يعدها نعمة , و تأكد ذلك بألفهم و اعتيادهم بها  فلا يتصورون خلاف ذلك ، و يظنون ان كل انسان يلزم ان يكون على هذه الأحوال , فلذلك تراهم لا يشكرون اللّه على روح الهواء ، و وفور الماء ، و صحة البصر و السمع ، و أمثال ذلك , و لو أخذ يمحقهم ، حتى انقطع عنهم الهواء ، و حبسوا في بيت حمام فيه هواء حار، او بئر فيها هواء تقبل رطوبة الماء ، ماتوا , فان ابتلى واحد بشي‏ء من ذلك ، ثم نجى منه ، ربما قدر ذلك نعمة و شكر اللّه‏ عليه.

وكذا البصير، اذا عميت عينه ، ثم اعيد عليه بصره ، عده نعمة و شكره ، و لو لم يبتل بالعمى وكان بصيرا دائما كان غافلا عن الشكر , و هذا غاية الجهل ، إذ شكرهم صار موقوفا على ان تسلب منهم النعمة ثم ترد عليهم في بعض الأحوال ، مع ان النعمة في جميع الأحوال أولى بالشكر.

فلما كانت رحمة اللّه واسعة قد عمت الخلق في جميع أحوالهم لم يعدها الجاهلون نعمة , و مثلهم كمثل العبد السوء الذي لو لم يضرب بطرو ترك الشكر، و إذا ضرب في غالب الأحوال ترك ساعة شكر المولى على ذلك , و من تأمل يعلم ان نعمة اللّه عليه في شربة ماء عند عطشه أعظم من ملك الأرض كلها , كما نقل : «أن بعض العلماء دخل على بعض الخلفاء ، و في يده كوز ماء يشربه ، فقال له : عظني .

فقال : لو لم تعط هذه الشربة إلا ببذل أموالك و ملكك كله ، و لو لم تعطه بقيت عطشانا ، فهل تعطيه؟ , قال : نعم! , قال : فكيف تفرح بملك لا يساوي شربة ماء؟!».

هذا مع أن كل عبد لو أمعن النظر في حاله ، لرأى من اللّه نعمة أو نعما كثيرة تخصه لا يشاركه فيها أحد ، أو يشاركه يسير من الناس ، إما في العقل ، أو في الخلق ، أو في الورع و التقوى  أو في الدين ، أو في صورته و شخصه ، أو أهله و ولده ، أو مسكنه و بلده ، أو رفقائه و أقاربه ، أو عزه و جاهه ، أو طول عمره و صحة جسمه ، أو غير ذلك من محابة.

بل نقول : لو كان أحد لا يكون مخصوصا بشي‏ء من ذلك ، فلا ريب في أنه يعتقد في نفسه اختصاصه و مزيته في بعض هذه على سائر الخلق , فان أكثر الناس يعتقدون كونهم اعقل الناس ، أو أحسن أخلاقا منهم ، مع أن الامر ليس كذلك , و لذلك لا يشكون من نقصان العقل كما يشكون من قلة المال ، و لا يسألون اللّه أن يعطيهم العقل كما يسألون منه زيادة المال ، و يرى من غيره عيوبا يكرهها و اخلاقا يذمها ، و لا يرى ذلك من نفسه.

و بالجملة : كل أحد يقدر في نفسه من المحاب و صفة الكمال ما لا يراه فى غيره ، و إن لم يكن مطابقا للواقع , و لذلك لو خير بأن يسلب منه ماله و يعطى ما خصص به غيره ، لكان لا يرضى به , بل التأمل يعطى : أن كل واحد من أكثر الناس لا يرضى أن يكون في جميع الصفات و الافعال و الدين و الدنيا مثل شخص آخر من الناس كائنا من كان ، بل لو و كل إليه الاختيار، و قيل له : أنت مخير في صيرورتك مثل من شئت و أردت من أفراد الناس ، لم يخير إلا نفسه.

و إلى هذا أشار اللّه- سبحانه- بقوله : {كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [المؤمنون : 53] ‏, و إذا كان الأمر هكذا ، فانى له لا يشكر اللّه على ذلك مع قطع النظر عن النعم العامة؟ , ولو لم يكن لشخص من نعم اللّه إلا الأمن و الصحة و القوة ، لعظمت النعمة في حقه و لم يخرج عن عهدة الشكر.

قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله): «من أصبح آمنا في سربه ، معافى في بدنه ، و عنده قوت يومه ، فكأنما خيرت له الدنيا بحذافيرها».

ومهما فتشت الناس ، لوجدتهم يشكون عن أمور وراء هذه الثلاث ، مع أنها و بال عليهم , بل لو لم تكن للإنسان نعمة سوى الايمان الذي به وصوله إلى النعيم المقيم و الملك العظيم ، لكان جديرا به أن يستعظم النعمة و يصرف في الشكر عمره , بل ينبغي للعاقل ألا يفرح إلا بالمعرفة واليقين و الايمان , و نحن نعلم من العلماء من لو سلم إليه جميع ما دخل تحت ملوك الأرض من الشرق إلى الغرب ، من أموال و اتباع ، و أنصار و بلدان و ممالك ، بدلا عن عشر عشير من علمه لم يأخذه ، لرجائه أن نعمة العلم تفضي به إلى قرب اللّه - تعالى- في الآخرة.

بل لو سلم اليه جميع ذلك عوضا عن لذة العلم في الدنيا ، مع نيله في الآخرة إلى ما يرجوه ، لم يأخذه و لم يرض به ، لعلمه بأن لذة العلم دائمة لا تنقطع ، و ثابتة لا تسرق ولا تغصب ، و صافية لا كدورة فيها ، بخلاف لذات الدنيا .

 




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.