أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-4-2017
2904
التاريخ: 7-4-2022
2258
التاريخ: 13-12-2014
3297
التاريخ: 2-4-2017
3241
|
كانت مكة تعيش قبل الاسلام أجواءً تسيطر عليها الافكار الاجتماعية الوثنية. وكان الذين دخلوا الاسلام لاحقاً وتنعموا بمرافقة النبي (صلى الله عليه واله) وصحبته، انفسهم من الناشطين في فعاليات ذلك المجتمع الجاهلي.
فقد كان ابو بكر يعيش مع والده «ابو قحافة» الذي كان اجيراً عند «عبد الله بن جدعان» للنداء على طعامه والى هذا اشار امية بن الصلت في قصيدته التي يمدح فيها عبد الله بن جدعان:
له داع بمكة مشمعل وآخر فوق دارته ينادي
وكان «عبد الله بن جدعان» نخّاساً يبيع الجواري في الجاهلية.
اما عمر بن الخطاب فقد كان دلالاً يسعى بين البائع والمشتري. وقيل انه كان في الجاهلية مبرطشاً وهو «الذي يكتري للناس الابل والحمير ويأخذ عليه جعلاً».
وطبيعة اسلام عثمان بن عفان تكشف عن المحيط الذي كان يعيش فيه. قال البلاذري: «ولما اسلم عثمان بن عفان اوثقه عمه الحكم بن ابي العاص ابن امية، رباطاً وقال: أترغب عن دين آبائك الى دين مُحدَث، والله لا احلّك ابداً، فلما رأى صلابته في دينه تركه. وحلفت امه (اروى بنت كريز) ألا تأكل له طعاماً، ولا تلبس له ثوباً، ولا تشرب له شراباً حتى يدع دين محمد، فتحولت الى بيت اخيها (عامر بن كريز) فاقامت به حولاً، فلما يئست منه رجعت الى منـزلها. قالوا: وأتى عثمان ابا احيحة فقال له: اني قد آمنت واتبعت محمداً (صلى الله عليه واله) فقال: قُبّحِتَ وقُبّحَ ما جئت به ثم خرج من عنده وأتى ابا سفيان بن حرب، فاعلمه اسلامه فعنفه».
اما معاوية بن ابي سفيان، فقد اسلم مع أبيه وأمه وأخيه يزيد يوم فتح مكة.
والمقطع التالي يكشف عن الوضع الاجتماعي والاخلاقي الذي كان يعيشه اولئك النفر قبل الاسلام:
لما عزم النبي (صلى الله عليه واله) على فتح مكة، لجأ ابو سفيان الى العباس عمّ النبي مضطراً، والتمسه ان يأخذه الى رسول الله (صلى الله عليه واله). فاردفه العباس على بغلة رسول الله (صلى الله عليه واله) واتى به الى النبي (صلى الله عليه واله) بعد ما مكث ابو سفيان عشرين سنة عدواً لرسول الله (صلى الله عليه واله) يهجو المسلمين ويهجونه ويعاديه عداوة لم يعادها أحدٌ قط. قال العباس لابي سفيان: ويحك اسلم واشهد ان لا اله الا الله، وان محمداً رسول الله.
فحين عرض النبي (صلى الله عليه واله) الاسلام على ابي سفيان قال له: كيف اصنع بالعزّى؟ فسمعه عمر بن الخطاب من وراء القبة فقال له: ت خ ر أ عليها، فقال له ابو سفيان: ويحك يا عمر، انك رجل فاحش. فاسلم في الظاهر ولم يؤمن بقلبه. وذلك لما رواه المقريزي باسناده ان ابا سفيان دخل على عثمان، حين صارت الخلافة اليه، فقال: قد صارت اليك بعد تيم وعدي، فأدرها كالكرة واجعل اوتادها بني امية فانما هو الملك ولا ادري ما جنة ولا نار. وفي رواية اخرى انه قال: أهل في الدار احد غير بني امية؟ وكان اعمى فقيل له: لا. فقلا: تلقفوها يا بني امية تلقف الصبيان للكرة، فوالله ما من جنة ولا نار ولا حساب ولا عقاب.
اما هند زوجة ابي سفيان فقد كانت من اعداء الاسلام ومناصري الشرك والوثنية. يقول ابن الطقطقي: «وكانت في وقعة اُحد، لما صرع حمزة بن عبد المطلب (رضي الله عنه) عم رسول الله (صلى الله عليه واله) من طعنة الحربة التي طعنها[وحشي] جاءت هند فمثّلت بحمزة وأخذة قطعة من كبده فمضغتها حنقاً عليه لانه كان قد قتل رجلاً من اقاربها، فلذلك يقال لمعاوية: ابن آكلة الاكباد. ولما فتح النبي (صلى الله عليه واله) مكة حضرت اليه متنكرة في جملة نساء من نساء مكة أتين ليبايعنه، فلما تقدمت هند لمبايعته اشترط (صلوات الله عليه وآله) شروط الاسلام عليها، وهو لا يعلم انها هند. فأجابته بأجوبة قوية على خوفها منه. فمما قال لها وقالت:
قال لها (صلى الله عليه واله): «تبايعنني على ان لا تقتلن اولادكن». وكانوا في الجاهلية يقتلون الاولاد.
فقالت هند: اما نحن فقد ربيناهم صغاراً وقتلتهم كباراً يوم بدر.
فقال (صلى الله عليه واله): «وعلى ان لا تعصينني في معروف».
قالت: ما جلسنا هذا المجلس وفي عزمنا ان نعصيك.
قال (صلى الله عليه واله): «وعلى ان لا تسرقن».
قالت: والله ما سرقت عمري شيئاً اللهم الا انني كنت آخذ من مال ابي سفيان شيئاً في بعض الوقت. وكان ابو سفيان زوجها حاضراً. فحينئذٍ علم رسول الله (صلى الله عليه واله) انها هند.
فقال (صلى الله عليه واله): هند؟
قالت: نعم يا رسول الله. فلم يقل شيئاً لان الاسلام جبّ ما قبله.
ثم قال (صلى الله عليه واله): «وعلى ان لا تزنين».
قالت: وهل تزني الحرة؟ قالوا: فالتفت رسول الله (صلى الله عليه واله) الى العباس (رضي الله عنه) وتبسم».
فلا ريب ان الاسر الجاهلية في مكة وغيرها كانت ترتكب اعمالاً تتناسب مع الوضع الجاهلي السائد من عبادةٍ للاصنام وشربٍ للخمر وانتهاكٍ للحرمات. بينما كانت اسرة رسول الله (صلى الله عليه واله) واجداده من بني هاشم من الاسر الموحّدة التي لم تلوّثها الجاهلية بأعرافها وتقاليدها ومعتقداتها.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|