أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-12-2014
6876
التاريخ: 13-5-2016
3390
التاريخ: 15-6-2017
3006
التاريخ: 28-5-2017
3448
|
نشر كعب الأحبار أمنياته بهلاك العرب !
استطاع كعب الأحبار أن يقنع عمر بن الخطاب في خلافته بأن الإسلام كالبعير سيكبر عن قريب ويهرم وينتهي ! وأن قريشاً والعرب سيهلكون ويبادون ! وأن الكعبة ستهدم فلا تبنى أبداً ! ومكة تخرب فلا تعمر أبداً !
ففي مسند أحمد : 3 / 463 : « كنت في مجلس فيه عمر بن الخطاب بالمدينة فقال لرجل من القوم : يا فلان كيف سمعت رسول الله ينعتُ الإسلام ؟ قال : سمعت رسول الله يقول : إن الإسلام بدأ جذعاً ثم ثنياً ثم رباعياً ثم سديسياً ثم بازلاً . فقال عمر بن الخطاب : فما بعد البزول إلا النقصان » ! البزول أقصى سن البعير -
الصحاح : 4 / 1321 .
وهكذا صارت فرية كعب الأحبار حديثاً نبوياً في أصح كتب الخلافة !
فقد روى أحمد : 1 / 23 ، عن عمر أنه سمع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : « سيخرج أهل مكة ثم لا يعبر بها إلا قليل ، ثم تمتلئ وتبنى ، ثم يخرجون منها فلا يعودون فيها أبداً » ! ورواه مسلم : 8 / 183 ورواه بخاري في صحيحه وعقد باباً : 2 / 159 باب هدم الكعبة !
وفي الفتن لنعيم بن حماد : 1 / 398 : « لاتستريبوا في هلكة قريش ، فإنهم أول من يهلك حتى أن النعل لتوجد في المزبلة فيقال خذوا هذه النعل إنها لنعل قرشي » . وقد بحثنا ذلك وردينا عليه ، في كتاب ألف سؤال وإشكال : 1 / 492 .
وقد ردَّ أهل البيت « عليهم السلام » فرية كعب بهلاك الأمة . فقد روى الصدوق « الخصال / 475 » عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أبشروا ثم أبشروا ، ثلاث مرات ، إنما مثل أمتي كمثل غيث لا يدرى أوله خير أم آخره ، إنما مثل أمتي كمثل حديقة أطعم منها فوج عاماً ، ثم أطعم منها فوج عاماً ، لعل آخرها فوجاً يكون أعرضها بحراً وأعمقها طولاً وفرعاً وأحسنها جَناً ! وكيف تهلك أمة أنا أولها ، واثنا عشر من بعدي من السعداء وأولي الألباب ، والمسيح عيسى بن مريم آخرها ؟ ولكن يهلك بين ذلك نَتَجُ الهَرَج ، ليسوا مني ولست منهم » .
زعم رواة السلطة أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال لا يصل العربي إلى درجة الأولياء الأبدال ! قال القرطبي في تفسيره : 3 / 259 : « واختلف العلماء في الناس المدفوع بهم الفساد من هم ؟ فقيل هم الأبدال ، وهم أربعون رجلاً كلما مات واحد بدَّل الله آخر » .
وقال أبو داود في سننه : 2 / 30 عن عنبسة بن عبد الواحد القرشي الأموي : « كنا نقول إنه من الأبدال ، قبل أن نسمع أن الأبدال من الموالي » !
وقال في سؤالات الآجري : 1 / 204 : « سئل أبو داود عن عنبسة بن عبد الواحد القرشي قال : سمعت محمد بن عيسى يقول : كنا نرى أنه من الأبدال حتى سمعنا أن الأبدال من الموالي . . عن عطاء قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : الأبدال من الموالي ، ولا يبغض الموالي إلا منافق » . وتاريخ بغداد : 12 / 279 وتهذيب الكمال : 22 / 421 .
وصححه المناوي : 3 / 220 وقال : « من علامتهم أيضاً أنه لا يولد لهم . . . وهذه الأخبار وإن فرض ضعفها جميعها ، لكن لايُنكر تقوي الحديث الضعيف بكثرة طرقه وتعدد مخرجيه إلا جاهل بالصناعة الحديثية ، أو معاند متعصب » .
وفي تهذيب الكمال : 7 / 264 : « كان حماد بن سلمة يعد من الأبدال ، وعلامة الأبدال أن لا يولد لهم ، تزوج سبعين امرأة فلم يولد له » !
وعدوا أكثر من عشرين من أئمتهم من غير العرب من الأبدال !
وزعم ابن عربي أن أصحاب المهدي ( عليه السلام ) كلهم من العجم ! قال في الفتوحات : 3 / 328 : « وهم من الأعاجم ما فيهم عربي ، لكن لا يتكلمون إلا بالعربية » !
لكن أئمة أهل البيت « عليهم السلام » ساوَوْا بين العرب والعجم ، ونصوا على أن أصحاب المهدي ( عليه السلام ) فيهم العرب والعجم ، قال الإمام الباقر ( عليه السلام ) كما في غيبة الطوسي / 284 : « يبايع القائم بين الركن والمقام ثلاث مائة ونيف عدة أهل بدر . فيهم النجباء من أهل مصر ، والأبدال من أهل الشام ، والأخيار من أهل العراق » .
روى ابن حماد : 1 / 310 عن عبد الله بن مسعود قال : بينما نحن عند رسول الله إذ جاء فتية من بني هاشم فتغير لونه ! قلنا : يا رسول الله ما نزال نرى في وجهك شيئاً نكرهه ، فقال : « إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا ، وإن أهل بيتي هؤلاء سيلقون بعدي بلاء وتطريداً وتشريداً حتى يأتي قوم من هاهنا من نحو المشرق أصحاب رايات سود يسألون الحق فلا يعطونه ، مرتين أو ثلاثاً ، فيقاتلون فينصرون ، فيعطون ما سألوا فلا يقبلوه ، حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي ، فيملؤها عدلاً كما ملؤوها ظلماً ، فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم ولو حبواً على الثلج ، فإنه المهدي » . « ورواه ابن أبي شيبة : 15 / 235 ، بنحوه . وابن ماجة : 2 / 1366 ، رواه ابن المنادي / 44 ، الحاكم : 4 / 464 » ، وفيه : « أتينا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فخرج إلينا مستبشراً يعرف السرور في وجهه ، فما سألناه عن شئ إلا أخبرنا به ، ولا سكتنا إلا ابتدأنا ، حتى مرت فتية من بني هاشم فيهم الحسن والحسين ، فلما رآهم التزمهم وانهملت عيناه ، فقلنا : ما نزال نرى في وجهك شيئاً نكرهه ، قال : إنا أهل بيت اختار لنا الله الآخرة على الدنيا ، وإنه سيلقى أهل بيتي من بعدي تطريداً وتشريداً في البلاد ، حتى ترتفع رايات سود من المشرق فيسألون الحق فلايعطونه ، ثم يطلبونه فلايعطونه ، ثم يسألونه فلا يعطونه فيقاتلون فينصرون . فمن أدركه منكم أو من أعقابكم فليأت إمام أهل بيتي ولو حبواً على الثلج ، فإنها رايات هدى يدفعونها إلى رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي ، فيملك الأرض فيملؤها قسطاً وعدلاً ، كما ملئت جوراً وظلماً » . ورواه البزار : 4 / 310 ، 354 ، الداني / 92 ، كابن شيبة بتفاوت يسير ، نحوه جامع السيوطي : 3 / 101 ، وزوائد ابن ماجة / 527 ، المعجم الأوسط : 6 / 327 والسنن في الفتن : 5 / 1029 ، بروايتين وفيه :
« بينما نحن عند رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إذ قال : يجئ قوم من هاهنا وأشار بيده نحو المشرق أصحاب رايات سود يسألون الحق فلا يعطونه ، مرتين أو ثلاثاً ، فيقاتلون فينصرون فيعطون ما سألوا فلا يقبلونه ، حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي فيملؤها عدلاً كما ملؤوها ظلماً . فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم ولو حبواً على الثلج » .
وقال نقاد الحديث عن رواية زائدة التي فيها : واسم أبيه اسم أبي : إنها زيادة في الحديث زادها زائدة بن قدامة .
ورواه من مصادرنا : دلائل الإمامة / 233 و 235 ، بعدة روايات عن ابن مسعود ، كابن حماد بتفاوت يسير . ومناقب أمير المؤمنين لمحمد بن سليمان : 2 / 110 ، بنحوه عن ابن مسعود ، وملاحم ابن طاووس / 52 ، عن ابن حماد ، وفي / 161 ، عن فتن زكريا ، وكشف الغمة : 3 / 262 ، عن أربعين أبي نعيم . وفي / 268 ، عن البيان للشافعي . والعدد القوية / 90 ، كرواية دلائل الإمامة الثانية بتفاوت يسير ، والثالثة ، وإثبات الهداة : 3 / 595 ، عن كشف الغمة ، والبحار : 51 / 82 ، عن كشف الغمة ، و : 51 / 83 عن أربعين الحافظ أبي نعيم . . الخ .
« لكن أدق نصوصه حديث الإمام الباقر ( عليه السلام ) الذي رواه النعماني / 273 ، عن أبي خالد الكابلي ، عن الإام الباقر ( عليه السلام ) قال : كأني بقوم قد خرجوا بالمشرق يطلبون الحق فلا يعطونه ، ثم يطلبونه فلا يعطونه ، فإذا رأوا ذلك وضعوا سيوفهم على عواتقهم ، فيعطون ما سألوه فلا يقبلونه حتى يقوموا ، ولا يدفعونها إلا إلى صاحبكم . قتلاهم شهداء . أما إني لو أدركت ذلك لاستبقيت نفسي لصاحب هذا الأمر » .
والنتيجة : أن هذا الحديث المعروف بحديث الرايات السود ، متواتر بالمعنى ، لأنه روي عن صحابة متعددين بطرق متعددة ، يعلم منها أن مضمونه صدر عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وأخبر عن ظلامة أهل بيته « عليهم السلام » وأنها تستمر حتى يأتي قوم من المشرق يمهدون لمهديهم : فيظهر ويسلمونه رايتهم ، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً .
أخبر النبي ( صلى الله عليه وآله ) بأن الله عز وجل سينقذ قريشاً والأمة بأهل بيته « عليهم السلام » ، ففي كمال الدين / 230 : « قال علي لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا رسول الله أَمِنَّا الهداة أم من غيرنا ؟ قال : بل منا الهداة إلى الله إلى يوم القيامة ، بنا استنقذهم الله عز وجل من ضلالة الشرك ، وبنا يستنقذهم من ضلالة الفتنة ، وبنا يصحبون إخواناً بعد ضلالة الفتنة ، كما بنا أصبحوا إخواناً بعد ضلالة الشرك . وبنا يختم الله كما بنا فتح الله » .
وفي أمالي المفيد / 288 ، عن علي ( عليه السلام ) قال : « لما نزلت على النبي ( صلى الله عليه وآله ) : إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالفَتْحُ ، قال لي : يا علي إنه قد جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالفَتْحُ ، فإذا رَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْوَاجًا . فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَابًا . يا علي إن الله قد كتب على المؤمنين الجهاد في الفتنة من بعدي كما كتب عليهم جهاد المشركين معي ، فقلت : يا رسول الله وما الفتنة التي كتب علينا فيها الجهاد ؟ قال : فتنة قوم يشهدون أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ، وهم مخالفون لسنتي وطاعنون في ديني !
فقلت : فعلامَ نقاتلهم يا رسول الله وهم يشهدون أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله ؟ فقال : على إحداثهم في دينهم ، وفراقهم لأمري ، واستحلالهم دماء عترتي ! قال فقلت : يا رسول الله إنك كنت وعدتني الشهادة فسل الله تعالى أن يعجلها لي ! فقال : أجل ، قد كنت وعدتك الشهادة فكيف صبرك إذا خضبت هذه من هذا ، وأومى إلى رأسي ولحيتي ؟ فقلت : يا رسول الله أما إذا بينت لي ما بينت فليس بموطن صبر ، ولكنه موطن بشرى وشكر . فقال : أجل فأعدَّ للخصومة فإنك مخاصِم أمتي . قلت : يا رسول الله أرشدني الفلج ، قال : إذا رأيت قوماً قد عدلوا عن الهدى إلى الضلال فخاصمهم ، فإن الهدى من الله والضلال من الشيطان .
يا علي إن الهدى هو اتباع أمر الله دون الهوى والرأي ! وكأنك بقوم قد تأولوا القرآن ، وأخذوا بالشبهات ، واستحلوا الخمر بالنبيذ ، والبخس بالزكاة ، والسحت بالهدية ! قلت : يا رسول الله فما هم إذا فعلوا ذلك ، أهم أهل ردة أم أهل فتنة ؟ قال : هم أهل فتنة يعمهون فيها إلى أن يدركهم العدل !
فقلت : يا رسول الله العدل منا أم من غيرنا ؟ فقال : بل منا ، بنا يفتح الله وبنا يختم وبنا ألف الله بين القلوب بعد الشرك ، وبنا يؤلف الله بين القلوب بعد الفتنة ، فقلت :
الحمد لله على ما وهب لنا من فضله » .
ومنها : في كنز العمال : 16 / 196 ، من وصية النبي ( صلى الله عليه وآله ) : « يا علي إن القوم سيفتنون ويفتخرون بأحسابهم وأموالهم ، ويزكون أنفسهم ، ويمنون بدينهم على ربهم ، ويتمنون رحمته ويأمنون عقابه ، ويستحلون حرامه بالمشتبهات الكاذبة ، فيستحلون الخمر بالنبيد ، والسحت بالهدية ، والربا بالبيع . . . إلى أن ينقذهم الله بنا أهل البيت عند ظهورنا . . يا علي : بنا فتح الله الإسلام وبنا يختمه ، وبنا أهلك الأوثان ومن يعبدها ، وبنا يقصم كل جبار وكل منافق ، حتى إنا لنقتل في الحق مثل من قُتل في الباطل . يا علي : إنما مثل هذه الأمة مثل حديقة أطعمت فوجاً عاماً ، ثم فوجاً عاماً ، فلعل آخرها فوجاً أن يكون أثبتها أصلاً ، وأحسنها فرعاً ، وأحلاها جنىً ، وأكثرها خيراً وأوسعها عدلاً ، وأطولها ملكاً » .
وكان الإمام الصادق ( عليه السلام ) « الكافي : 8 / 266 » : « إذا ذكر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : بأبي وأمي وقومي وعشيرتي ! عجبٌ للعرب كيف لا تحملنا على رؤوسها ، والله عز وجل يقول في كتابه : وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا ! فبرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أنقذوا » .
وفي المسترشد لمحمد بن جرير الطبري الشيعي / 374 ، والاحتجاج للطبرسي : 1 / 93 والإمامة والسياسة : 1 / 18 ، من حديث طويل عن السقيفة : « أن أبا بكر دعا علياً إلى البيعة فامتنع وقال : إني لأخو رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لا يقولها غيري إلا كذاب ، وأنا والله أحق بهذا الأمر منكم وأنتم أولى بالبيعة لي ، إنكم أخذتم هذا الأمر من العرب بالحجة وتأخذونه منا أهل البيت غصباً وظلماً ! احتججتم على العرب بأنكم أولى الناس بهذا الأمر منهم بقرابة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فأعطوكم المقادة وسلموا لكم الأمر ، فأنا أحتج عليكم بما احتججتم به على العرب ، فنحن والله أولى بمحمد ( صلى الله عليه وآله ) منكم ، فأنصفونا من أنفسكم إن كنتم تؤمنون بالله ، واعرفوا لنا من هذا الأمر ما عرفته لكم العرب ، وإلا فبوؤوا بالظلم وأنتم تعلمون !
فقال أبو عبيدة بن الجراح : يا أبا الحسن أبو بكر أقوى على هذا الأمر ، وأشد احتمالاً ، فارض به وسلم له ، وأنت بهذا الأمر خليق وبه حقيق في فضلك وقرابتك وسابقتك ! فقال لهم علي : أنا أحق بهذا الأمر منه وأنتم أولى بالبيعة لي ! أخذتم هذا الأمر من الأنصار واحتججتم عليهم بالقرابة من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وتأخذونه منا أهل البيت غصباً ، ألستم زعمتم للأنصار أنكم أولى بهذا الأمر منهم لمكانكم من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فأعطوكم المقادة وسلموا لكم الإمارة . وأنا أحتج عليكم بمثل ما احتججتم على الأنصار ، أنا أولى برسول الله حياً وميتاً ، وأنا وصيه ووزيره ومستودع سره وعلمه ، وأنا الصديق الأكبر والفاروق الأعظم ، أول من آمن به وصدقه ، وأحسنكم بلاءً في جهاد المشركين ، وأعرفكم بالكتاب والسنة ، وأفقهكم في الدين ، وأعلمكم بعواقب الأمور ، وأذربكم لساناً وأثبتكم جناناً ، فعلامَ تنازعونا هذا الأمر !
أنصفونا إن كنتم تخافون الله من أنفسكم ، واعرفوا لنا الأمر مثل ما عرفته لكم الأنصار ، وإلا فبوؤوا بالظلم والعدوان وأنتم تعلمون .
فقال عمر : إنك لست متروكاً حتى تبايع طوعاً أو كرهاً ! فقال علي : إحلب حلباً لك شطره ، أشدد له اليوم ليرد عليك غداً ! إذاً والله لا أقبل قولك ، ولا أحفل بمقامك ولا أبايع ! فقال أبو بكر : مهلاً يا أبا الحسن ، ما نشك فيك ولا نُكرهك !
فقام أبو عبيدة إلى علي فقال : يا ابن عم لسنا ندفع قرابتك ولا سابقتك ولا علمك ولا نصرتك ، ولكنك حدث السن ، وكان لعلي يومئذ ثلاث وثلاثون سنة ، وأبو بكر شيخ من مشايخ قومك وهو أحمل لثقل هذا الأمر ، وقد مضى الأمر بما فيه فسلم له ، فإن عمَّرك الله يسلموا هذا الأمر إليك ، ولا يختلف فيك اثنان . فقال علي ( عليه السلام ) : يا معشر قريش ، الله الله ، لا تخرجوا سلطان محمد ( صلى الله عليه وآله ) من بيته إلى بيوتكم ، فإنكم إن تدفعونا أهل البيت عن مقامه في الناس وحقه تؤزروا ! والله إنه لفينا لا فيكم ، فلا تتبعوا الهوى فتزدادوا من الحق بعداً ، وتفسدوا قديمكم بشر من حديثكم . . وكثر الكلام في هذا المعنى وارتفع الصوت وخشي عمر أن يصغي الناس إلى قول علي ، ففسح المجلس وقال : إن الله يقلب القلوب ، ولا تزال يا أبا الحسن ترغب عن قول الجماعة ، فانصرفوا يومهم ذلك » .
روى البخاري : 4 / 109 ، 176 ، 8 / 104 : « عن زينب ابنة جحش أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) دخل عليها فزعاً يقول : لا إله إلا الله ، ويلٌ للعرب من شر قد اقترب ، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه ، وحلَّق بإصبعه الإبهام والتي تليها ! قالت زينب فقلت : يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال : نعم ، إذا كثر الخبث » .
وفي البخاري : 8 / 88 : « قال أبو هريرة : سمعت الصادق المصدوق يقول : هلكة أمتي علي يدي غَلَمَةٍ من قريش . فقال مروان : لعنة الله عليهم غلمة ! فقال أبو هريرة : لو شئت أن أقول بني فلان وبني فلان لفعلت ! فكنت أخرج مع جدي إلى بني مروان حين ملكوا بالشام ، فإذا رآهم غلماناً أحداثاً قال لنا : عسى هؤلاء أن يكونوا منهم ! قلنا أنت أعلم » .
وفي مسند أحمد : 2 / 390 ، عن أبي هريرة قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « وَيْلٌ للعرب من شر قد اقترب ! فتناً كقطع الليل المظلم ، يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً ، يبيع قوم دينهم بعرض من الدنيا قليل المتمسك يومئذ بدينه كالقابض على الجمر » .
وفي مسند أحمد : 1 / 319 : « إذا رأيت الأمَة ولدت ربتها أو ربها ، ورأيت أصحاب الشاء تطاولوا بالبنيان ، ورأيت الحفاة الجياع العالة ، كانوا رؤوس الناس ، فذلك من معالم الساعة وأشراطها . قال : يا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ومن أصحاب الشاء والحفاة الجياع العالة ؟ قال : العرب » .
وفي الكافي : 8 / 103 : « سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) عن قول الله عز وجل : أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً ؟ قال : ما تقولون في ذلك ؟ قلت : نقول : هم الأفجران من قريش : بنو أمية ، وبنو المغيرة ، قال : هي والله قريش قاطبة . إن الله تبارك وتعالى خاطب نبيه ( صلى الله عليه وآله ) فقال إني فضلت قريشاً على العرب ، وأتممت عليهم نعمتي وبعثت إليهم رسولي ، فبدلوا نعمتي كفراً ، وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ البَوَارِ » .
10 . رفض الأئمة ( ( عليهم السلام ) ) تعصب العرب ضد الشعوب الأخرى
مَيَّزَ الحكام القرشيون العرب على غيرهم من الشعوب ، واصر أهل البيت « عليهم السلام » على المساواة بينهم وجوز تزويجهم من بعضهم . واشتكى الموالي إلى علي ( عليه السلام ) ، فعن الإمام الصادق ( عليه السلام ) « الكافي : 5 / 318 » : « أتت الموالي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فقالوا : نشكو إليك هؤلاء العرب إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كان يعطينا معهم العطايا بالسوية ، وزوج سلمان وبلالاً وصهيباً ، وأبوا علينا هؤلاء وقالوا لا نفعل ! فذهب إليهم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فكلمهم فيهم فصاح الأعاريب : أبينا ذلك يا أبا الحسن أبينا ذلك ! فخرج وهو مغضب يجر رداءه وهو يقول : يا معشر الموالي إن هؤلاء قد صيروكم بمنزلة اليهود والنصارى يتزوجون إليكم ولا يزوجونكم ، ولا يعطونكم مثل ما يأخذون ، فاتجروا بارك الله لكم ، فإني قد سمعت رسول الله يقول : الرزق عشرة أجزاء ، تسعة أجزاء في التجارة ، وواحدة في غيرها » .
وفي الكافي : 5 / 345 : « لقي هشام بن الحكم بعض الخوارج فقال : يا هشام ما تقول في العجم ، يجوز أن يتزوجوا في العرب ؟ قال : نعم . قال : فالعرب يتزوجوا من قريش ؟ قال : نعم ، قال : فقريش يتزوجوا في بني هاشم ؟ قال : نعم . قال : عمن أخذت هذا ؟ قال : عن جعفر بن محمد ( عليه السلام ) سمعته يقول : أتتكافأ دماؤكم ، ولا تتكافأ فروجكم » ؟ !
وقال الكاظم ( عليه السلام ) كما في الخصال / 123 : « الناس ثلاثة : عربي ومولى وعلج ، فأما العرب فنحن ، وأما المولى فمن والانا ، وأما العلج فمن تبرأ منا وناصبنا » .
وفي الكافي : 8 / 226 ، عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) قال : « كان عند أبي الحسن موسى ( عليه السلام ) رجل من قريش فجعل يذكر قريشاً والعرب ، فقال له أبو الحسن ( عليه السلام ) عند ذلك : دع هذا ، الناس ثلاثة : عربي ومولى وعلج ، فنحن العرب ، وشيعتنا الموالي ، ومن لم يكن على مثل ما نحن عليه فهو علج ! فقال القرشي : تقول هذا يا أبا الحسن ، فأين أفخاذ قريش والعرب ؟ ! فقال أبو الحسن : هو ما قلت لك » !
الإمام الصادق ( عليه السلام ) « الكافي : 8 / 166 » : « نحن بنو هاشم ، وشيعتنا العرب وسائر الناس الأعراب . . . نحن قريش ، وشيعتنا العرب ، وسائر الناس علوج الروم » .
وقال الصادق ( عليه السلام ) « الكافي : 8 / 316 » : « والله لا يحبنا من العرب والعجم إلا
أهل البيوتات والشرف والمعدن ، ولا يبغضنا من هؤلاء وهؤلاء إلا كل دَنِسٍ مُلْصَق » .
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
اللجنتان العلمية والتحضيرية تناقش ملخصات الأبحاث المقدمة لمؤتمر العميد العالمي السابع
|
|
|