جواري وقهرمانات الخليفة أبو اسحق المهتدي بالله (255-256هـ/868-869م) (1) :

هو الخليفة الرابع عشر من قائمة السيوطي في خلفاء بني العباس ، يعد عهد الخليفة المهتدي بالله من المدد النادرة التي مرت بها الدولة العباسية على الرغم من كونها مدة قصيرة لا تتجاوز السنة الا انها مهمة في تاريخ الدولة العباسية بسبب : ان المهدي كان قد عزم على إبادة الأمراء الأتراك الذين أهانوا الخلفاء العباسيين وأذلوهم (2) ، على الرغم من عدم نجاحه في ذلك ، والثاني تبني المهتدي فـي خلافته إلى طرح الملاهي وتحريم الغناء (3) ، ونفي الجواري والقيان المغنون والشاعرات جميعا من سر من رأى ومن بغداد إلى واسط بعيداً عن عاصمة الدولة العباسية (4) .

فيختلف المهتدي عن بقية الخلفاء الذي سبقوه حتى شبه عهده بالخليفة العادل عمر بن عبد العزيز(5) ، لأنه كان يحمل من الصفات مثل الورع والتقوى ومخافة الله حتى قيل عنه أنه لم يزل صائماً منذ ولي إلى ان قتل (6) ، وعاش حياة التقشف في الأكل والملبس (7) ، ونظراً لأعمال هذا الخليفة الصالح لم يظهر للجواري والقيان دور في فعاليات قصور الخلافة تتحدث عنه المصادر ، مع ان الحقيقة تبقى ان والدة المهتدي نفسه هي أم ولد تعود للخليفة الواثق (8) ونجهل أية معلومة عنها .

_____________

(1) المهتدي : هو محمد بن الواثق ولد سنة ( 215هـ/ 830م ) ، بويع للخلافة سنة 255هـ/ 868م ، في حينها أتى المعتز فقام المهتدي وسلم عليه بالخلافة وجلس بين يديه فجيء بالشهود فشهدوا على المعتز بأنه عاجز عن الخلافة وبايع المهتدي ، قتل المهتدي على يد الأتراك سنة 256هـ/ 869م . ينظر : السيوطي : تاريخ الخلفاء ، ص ص 262-263

(2) مسكويه: تجارب الأمم، ج2، ص188؛ الخطيب البغدادي: تاريخ بغداد، ج7 ص79.

(3) ابن كثير: البداية والنهاية، ج10، ص268؛ ابن العماد: شذرات الذهب، ج2، ص 133.

(4) ابن كثير: البداية والنهاية، ج10، ص370؛ فيليب حتي: تاريخ العرب مطول ص362 .

(5) المسعودي : مروج الذهب ، ج4 ، ص39 ؛ السيوطي : تاريخ الخلفاء ، ص263 ؛ فيليب حتي : تاريخ العرب المطول ، ص327

(6) الخطيب البغدادي: تاريخ بغداد، ج6، ص65؛ ابن كثير: البداية والنهاية، ج11 ص170.

(7) ابن كثير: البداية والنهاية، ج10، ص268؛ ابن تغري بردي: النجوم الزاهرة، ج5 ص208.

(8) ابن خلكان : وفيات الأعيان ، ج5 ، ص192 ؛ ابن شاكر الكتبي : فوات الوفيات ، ج3 ، ص140 .