المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علوم اللغة العربية
عدد المواضيع في هذا القسم 2653 موضوعاً
النحو
الصرف
المدارس النحوية
فقه اللغة
علم اللغة
علم الدلالة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الإمام عليٌ (عليه السلام) بشّره رسول الله بالجنة
2024-05-04
معنى الـمُبطئ
2024-05-04
{فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم}
2024-05-04
معنى الصد
2024-05-04
معنى الظليل
2024-05-04
معنى النقير
2024-05-04

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


بيننا وبين القدماء في وصف بعض الأصوات (القدماء والأصوات)  
  
7529   11:42 صباحاً   التاريخ: 25-11-2018
المؤلف : د. رمضان عبد التواب
الكتاب أو المصدر : المدخل الى علم اللغة
الجزء والصفحة : ص62- 82
القسم : علوم اللغة العربية / علم اللغة / مستويات علم اللغة / المستوى الصوتي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-11-2018 22877
التاريخ: 25-11-2018 5062
التاريخ: 27-11-2018 1952
التاريخ: 13-11-2018 3527


بيننا وبين القدماء في وصف بعض الأصوات:
حين نطالع كتب القدماء من علماء العربية في وصف أصوات اللغة الفصحى، نجد خلافا بيننا وبينهم في وصف بعض هذه الأصوات.
ويرجع ذلك في نظرنا إلى أحد أمرين، أولهما: أن نطق العربية الفصحى أصابه التطور فاختلف نطق بعض الأصوات في زماننا على مستوى النطق الفصيح، عنه في زمان أولئك القدماء، الذين وصفوا ما سمعوه، وأصابوا في هذا الوصف.
والثاني أن يكون نطق الفصحى في زماننا، هو بعينه نطق العرب القدماء، لم يصبه تطور، ولم يحدث فيه تغيير، غير أن القدماء وهموا في وصف هذا النطق.
ونحن نميل في الأعم الأغلب، إلى تصديق القدماء في أوصافهم، ونؤمن بالتطور اللغوي الذي أصاب بعض أصوات الفصحى، ولا نلجأ إلى تخطئة القدماء في وصفهم إلا إذا أعيتنا الحيل في القول بتطور هذا الصوت أو ذاك.
وينحصر الخلاف بيننا وبين القدماء في وصف خمسة أصوات وهي: الضاد والطاء والجيم والقاف والعين. وفيما يلي تفصيل القول في ذلك:
الضاد:
عرفنا من قبل أن الضاد حسب نطقنا لها الآن، تعد المقابل المفخم للدال، أي أنها صوت شديد مجهور مفخم، ينطق بنفس الطريقة، التي تنطق بها الدال، مع فارق واحد، هو ارتفاع مؤخرة اللسان نحو الطبق، في النطق بصوت الضاد. وعلى هذا فالضاد العربية هي المقابل المطبق للدال.

ص62

غير أننا إذا نظرنا إلى وصف القدماء لها، من النحويين واللغويين وعلماء القراءات، عرفنا أن الضاد القديمة، تختلف عن الضاد التي ننطقها الآن، في أمرين جوهريين:
أولهما: أن الضاد القديمة ليس مخرجها الأسنان واللثة، بل حافة اللسان أو جانبه.
وثانيهما: أنها لم تكن انفجارية "شديدة"، بل كانت صوتا احتكاكيا "رخوا".
فقد عدها الخليل بن أحمد، في حيز الجيم والشين، وهما من الأصوات الغارية، فقال وهو يذكر أحياز الحروف: "ثم الجيم والشين والضاد في حيز واحد"(1).
كما يقول سيبويه: "ومن بين أول حافة اللسان وما يليه من الأضراس مخرج الضاد"(2). ويوضح ذلك "المبرد" فيقول: "الضاد ومخرجها من الشدق، فبعض الناس تجري له في الأيمن، وبعضهم تجري له في الأيسر"(3). كما يقول ابن جني: "ومن أول حافة اللسان وما يليها من الأضراس، مخرج الضاد، إلا أنك إن شئت تكلفتها من الجانب الأيمن، وإن شئت من الجانب الأيسر"(4).
يتضح من هذه النصوص، الفرق الأول بين الضاد القديمة والضاد

ص63

التي ننطقها الآن، وأنها كانت جانبية، وليست أسنانية لثوية. أما الفرق الثاني، وهو أنها لم تكن انفجارية، بل احتكاكية أو رخوة، فيتضح من قول سيبويه في تقسيم الحروف: "ومنها الرخوة وهي: الهاء والحاء والغين والخاء والشين والصاد والضاد والزاي والسين والظاء والثاء والذال والفاء"(5).
وقد عرفنا من قبل أن الضاد التي ننطقها اليوم في مصر، هي المقابل المطبق أو المفخم للدال، فالدال صوت ينطق بنفس الطريقة التي ينطق بها صوت الضاد، مع فارق واحد، وهو أن مؤخرة اللسان، ترتفع قليلا في اتجاه الطبق عند نطق الضاد، ولا يحدث مثل ذلك مع الدال. أما الضاد القديمة، فلا يقابلها شيء من الأصوات؛ إذ يقول سيبويه: "ولولا الإطباق ... لخرجت الضاد من الكلام؛ لأنه ليس شيء من موضعها غيرها"(6).
وعلى هذا فالضاد التي ننطقها اليوم، ليست هي الضاد القديمة، التي كانت عند العرب القدماء، وإنما هي تطور عنها. ولنسمع في هذه الضاد القديمة آراء بعض العلماء:
يقول المستشرق "شاده" عن سيبويه إنه "عد من الرخوة حرفا خرج منها بعده، في كثير من اللهجات العربية، وهو الضاد، فإنها ليست الآن من الرخاوة إلا في لفظ من قال: ضرب مثلا، بضاد جانبية المخرج. وأما في النطق المعتاد في مصر، يعني بضاد مقدمة المخرج، فقد لحقت فيه الشديدة"(7).

ص64

ويقول المستشرق "برجشتراسر": "أما الضاد فهي الآن شديدة عند أكثر أهل المدن، وهي رخوة "عند القدماء" كما هي الآن عند أكثر البدو، ومع ذلك فليس لفظها البدوي الحاضر نفس لفظها العتيق؛ لأن مخرج الضاد "عند القدماء" من حافة اللسان. ومن القدماء من يقول: من جانبه الأيسر، ومنهم من يقول: من الأيمن، ومنهم من يقول: من كليهما، فمخرجها قريب من مخرج اللام من بعض الوجوه. والفرق بينهما هو أن الضاد من الحروف المطبقة كالصاد، وأنها من ذوات الدوي "الاحتكاك"، واللام غير مطبقة، صوتية محضة، فالضاد العتيقة حرف غريب جدا، غير موجود -حسبما أعرف- في لغة من اللغات إلا العربية، ولذلك كانوا يكنون عن العرب، بالناطقين بالضاد. ويغلب على ظني أن النطق العتيق للضاد، لا يوجد الآن عند أحد من العرب، غير أن للضاد نطقا قريبا منه جدا عند أهل حضرموت، وهو كاللام المطبقة. ويظهر أن الأندلسيين، كانوا ينطقون الضاد مثل ذلك، ولذلك استبدلها الإسبان بصوت "ld" في الكلمات العربية المستعارة في لغتهم، مثال ذلك أن كلمة: "القاضي" صارت في الإسبانية alcalde. ومما يدل أيضا على أن الضاد كانت في نطقها قريبة من اللام، أن الزمخشري ذكر في كتابه: "المفصل" أن بعض العرب، كانت تقول: "الطجع" بدل: "اضطجع". ونشأ نطق الضاد عند البدو، من نطقها العتيق بتغيير مخرجها من حافة اللسان إلى طرفه، ونطقها عند أهل المدن، نشأ من هذا النطق البدوي، يإعماد طرف اللسان على الفك الأعلى، بدل تقريبه منه فقط، فصار الحرف بذلك في نطقه شديدا، بعد أن كان رخوا"(8).

ص65

ويبدو أن ما حدث للكلمة العربية ذات الضاد في الإسبانية، حدث مثله لتلك الكلمات في اللغة الإندونيسية، مثل قولهم: hail= حيض، lalalat= ضلالة، loha= ضحى(9).
ويرى "كانتينو" أن "النطق القديم كان "ظ ل"، أي ظاء ذات زائدة انحرافية، أي بتقريب طرف اللسان، من الثنايا كما في النطق بالظاء، وبأن يجري النفس لا من طرف اللسان فقط، بل من جانبيه أيضا(10).
كما يقول المستشرق "هنري فليش": "ولقد كان العرب يتباهون بنطقهم الخاص لصوت الضاد، وهو عبارة عن صوت مفخم، يحتمل أنه كان ظاء جانبية أي أنه كان يجمع الظاء واللام في ظاهرة واحدة. وقد اختفى هذا الصوت، فلم يعد يسمع في العالم العربي، وأصبح بصفة عامة إما صوتا انفجاريا، هو مطبق الدال، وإما صوتا أسنانيا هو الظاء"(11).
وأخيرا يرى الدكتور إبراهيم أنيس أنه "يستدل من وصف القدماء لهذا الصوت، على أن الضاد كما وصفها الخليل ومن نحوا نحوه، تخالف تلك الضاد التي ننطق بها الآن؛ إذ معها ينفصل العضوان المكونان للنطق انفصالا بطيئا نسبيا، ترتب عله أن حل محل الانفجار الفجائي انفجار بطيء، نلحظ معه مرحلة انتقال بين هذا النوع من الأصوات، وما يليه من صوت لين، فإذا نطق بالضاد القديمة، وقد وليتها فتحة مثلا، أحسسنا بمرحلة انتقال بين الصوتين، تميز فيها كل منهما تميزا كاملا هذا إلى أن

ص66

الضاد، كما وصفها القدماء، كانت تتكون بمرور الهواء بالحنجرة، فيحرك الوترين الصوتيين، ثم يتحذ مجراه في الحلق والفم، غير أن مجراه في الفم جانبي عن يسار الفم عند أكثر الرواة، أو عن يمينه عند بعضهم، أو من كلا الجانبين، كما يستفاد من كلام سيبويه ...
والذي نستطيع تأكيده هنا، هو أن الضاد القديمة، قد أصابها بعض التطور، حتى صارت إلى ما نعهده لها من نطق في مصر ... ولا يزال العراقيون حتى الآن، وبعض البدو ينطقون بنوع من الضاد، يشبه إلى حد ما الظاء، كما يشبه إلى حد كبير ذلك الوصف، الذي روي لنا عن الضاد القديمة. والذين مارسوا التعليم في بلاد العراق يذكرون، كيف يخلط التلاميذ هناك بين الظاء والضاد. والضاد القديمة -كما أتخيلها- يمكن النطق بها، بأن يبدأ المرء بالضاد الحديثة، ثم ينتهي نطقه بالظاء، فهي إذن مرحلة وسطى، فيها شيء من شدة الضاد الحديثة، وشيء من رخاوة الظاء العربية، ولذلك كان يعدها القدماء من الأصوات الرخوة"(12).
هذه هي بعض الآراء التي قيلت في الضاد العربية القديمة. ويبدو من وصف القدماء لها، ومن تطورها في بعض اللهجات واللغات، أنها كانت لاما مطبقة، كما يقول "برجشتراسر"، كما يبدو أنها كان فيها بعض الشبه بالظاء والضاد، وإلا ما تطورت في اتجاه كل واحد من هذين الصوتين، في اللهجات العربية الحديثة.
وأما ما ذهب إليه الدكتور كمال بشر، من احتمال أن يكون القدماء قد "وصفوا الضاد المولدة، لا الضاد العربية الأصلية"(13)، وترجيحه هذا

ص67

الاحتمال بقوله: "ربما لكثرة استعمال هذا الصوت المولد، وشيوعه على الألسنة، عند قيام حركة التأليف اللغوي" فقد بنى مذهبه هذا على نص مصحف، في ترجمة المرحوم النجار لكتاب "العربية" للمستشرق "يوهان فك"، وهو: "كما يتعلق بهذا أيضا تغيير حرف الضاد. وهذا الصوت الذي هو في أصله، الحرف المطبق القسيم للدال، خاص بالعربية"(14). هذا النص بهذه الصورة، يفهم منه أن الضاد في الأصل، هي النظير المفخم للدال، أي أنها حينئذ كما يقول الدكتور بشر "كانت تشبه ضادنا الحالية، أو هي هي". غير أن ترجمة النجار بها تصحيف في هذا الموضع للأسف، وصوابه كما في الأصل الألماني(15): "الحرف المطبق القسيم للذال". وقد حدث مثل هذا التصحيف مرة أخرى، في تلك الترجمة: "كالدال المفخمة"(16)، وصوابه كما في الأصل الألماني(17): "كالذال المفخمة".
وإذا نظرنا إلى اللغات السامية، وجدنا أن الضاد العربية تقابل صادا في اللغة الأكادية والأوجاريتية والعبرية، فكلمة "أرض" في العربية، تقابل كلمة ersetu في الأكادية وكلمة ars في الأوجاريتية(18)، وكلمة eres في العبرية، كما تقابل الضاد عينا في السريانية مثل ara بمعنى "أرض"

ص68

كذلك. ولم تبق ضادا إلا في العربية الشمالية، والعربية الجنوبية "السبئية والمعينية" والحبشية، مثل كلمة rd في العربية الجنوبية، بمعنى"أرض" كذلك(19)، وكلمة dahay بمعنى: "الشمس، الضحى" في الحبشية(20).
وتقول مارية هفنر": إن "هذه الضاد احتكاكية في الحبشية، ولا بد أنها كانت كذلك في العربية الجنوبية. والدليل على صحة ذلك، ورود بعض الكلمات، التي كتبت بالضاد في بعض النقوش، وبالزاي في بعضها الآخر، فلو كانت هذه الضاد انفجارية، لما التبست على الكاتب إطلاقا، فدلت كتابته إياها بصورة الزاي على أنها كانت احتكاكية"(21).
وإذا كانت الضاد بهذه الصورة، توجد في بعض اللغات السامية كما رأينا، كان من التجوز قول ابن جني: "واعلم أن الضاد للعرب خاصة، ولا يوجد في كلام العجم إلا في القليل"(22).
أما السر في إطلاق "لغة الضاد" على اللغة العربية، فإنه يكمن في أن هذه الضاد، كانت مشكلة عويصة بالنسبة لمن يريد أن يتعلم العربية من الأعاجم. ويقول الدكتور إبراهيم أنيس: "يظهر أن القديمة، كانت عصية النطق على أهالي الأقطار التي فتحها العرب، أو حتى على بعض

ص69

القبائل العربية في شبه الجزيرة، مما يفسر تلك التسمية القديمة "لغة الضاد"، كما يظهر أن النطق القديم بالضاد، كان إحدى خصائص لهجة قريش"(23).
ويقول ابن الجزري: "والضاد انفرد بالاستطالة، وليس في الحروف ما يعسر على اللسان مثله، فإن ألسنة الناس فيه مختلفة، وقل من يحسنه، فمنهم من يخرجه ظاء، ومنهم من يمزجه بالذال، ومنهم من يجعله لاما مفخمة، ومنهم من يشمه الزاي. كل ذلك لا يجوز"(24).
وكل هذا الذي حكاه ابن الجزري، روت لنا كتب الإبدال طرفا منه، فمن أمثلة الضاد والظاء، ما حكاه أبو الطيب اللغوي من قوله: "الحضل والحظل: فساد يلحق أصول سعف النخل"(25).
ومن أمثلة الضاد والذال: "ما ينبض له عرق نبضا، وما ينبذ له عرق نبذا، وقد نبض العرق ينبض، ونبذ ينبذ إذا ضرب"(26). ومن أمثلة الضاد واللام: "تقيض فلان أباه وتقيله، تقيضا، وتقيلا: إذا نزع إليه في الشبه"(27). ومن أمثلة الضاد والزاي: "أنا على أوفاز، وعلى أوفاض، أي على عجلة"(28).

ص70
ويحدثنا اللغويون عما سموه "بالضاد الضعيفة"، وهو مظهر من مظاهر عدم تمكن بعض العرب القدماء، من نطق الضاد التي عرفنا وصفها من قبل، يقول ابن يعيش: "والضاد الضعيفة من لغة قوم اعتاصت عليهم، فربما أخرجوها طاء، وذلك أنهم يخرجونها من طرف اللسان وأطراف الثنايا، وربما راموا إخراجها من مخرجها، فلم يتأت لهم، فخرجت بين الضاد والظاء"(29).
وقد وصلت إلينا بعض الأخبار، التي تؤكد لنا أن الناس كانوا يخلطون الضاد بالظاء في بعض الأحيان، فقد روى أبو علي القالي أن رجلا "قال لعمر بن الخطاب، رضي الله عنه: يا أمير المؤمنين، أيضحى بضبي؟ قال: وما عليك لو قلت: بظبي؟! قال: إنها لغة. قال: انقطع العتاب، ولا يضحى بشيء من الوحش"(30). كم سجل الجاحظ مثل هذا الخلط بين الضاد والظاء فقال: "وزعم يزيد مولى ابن عون، قال: كان رجل بالبصرة له جارية تسمى ظمياء، فكان إذا دعاها، قال: يا ضمياء بالضاد، فقال ابن المقفع: قل: يا ظمياء! فناداها: يا ضمياء، فلما غير عليه ابن المقفع، مرتين أو ثلاثا، قال له: هي جاريتي أو جاريتك؟! "(31).
ويذهب المستشرق "برجشتراسر" إلى أن "نطق الظاء، كان قريبا من نطق الضاد، وكثيرا ما تطابقتا وتبادلتا، في تاريخ العربية. وأقدم مثال لذلك،

ص71

مأخوذ من القرآن الكريم، وهو: "الضنين" في سورة التكوير 81/ 24، فقد قرأها كثيرون بالظاء مكان الضاد، التي رسمت بها في كل المصاحف. وممن قرأها بالظاء: ابن كثير، وأبو عمرو، والكسائي، وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم كما قال مكي في كتاب الكشف"(32).
ومما لا شك فيه، أن العرب القدامى في البيئة القرشية، كانوا يفرقون بين الضاد والظاء، بدليل أن الكتابة العربية، التي شاعت أول ما شاعت في قريش، فرقت بين الصوتين في الصورة الموضوعة لكل واحد منهما. ويقول الدكتور إبراهيم أنيس: "لا يخالجنا الآن أدنى شك في أن العرب القدماء كانوا في نطقهم يميزون هذين الصوتين، تمييزا واضحا، ولكنهم فيما يبدو، كانوا فريقين: فريق يمثل الكثرة الغالبة، وهؤلاء هم الذين كانوا ينطقون بهما ذلك النطق، الذي وصفه سيبويه. أما الفريق الآخر، فكان يخلط بين الصورتين ... وهذا الخلط الذي وقع في بعض اللهجات المغمورة، إنما كان سببه أن هذين الصوتين -على حسب وصف سيبويه لهما- يشتركان في بعض النواحي الصوتية، أو بعبارة أخرى، كان وقعهما في الآذان متشابها. ولعل مما يستأنس به لهذا التشابه بين الصوتين في النطق القديم، وقوعهما في فاصلتين متواليتين من فواصل القرآن الكريم(33)، مثل ما جاء في قوله تعالى:

ص72

{فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ، وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْأِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ} (34).
ولعل هذا الخلط بين صوتي الضاد والظاء، كان قد شاع في القرن الثالث الهجري، وكان هذا هو السر فيما ذهب إليه أبو عبد الله محمد بن زياد الأعرابي، اللغوي المشهور "المتوفى سنة 231هـ" من أنه يجوز عند العرب، أن يعاقبوا بين الضاد والظاء، فقد روى ابن خلكان(35)، أن ابن الأعرابي كان يقول: "جائز في كلام العرب أن يعاقبوا بين الضاد والظاء، فلا يخطئ من يجعل هذه في موضع هذه وينشد:
إلى الله أشكو من خليل أوده ... ثلاث خصال كلها لي غائض
بالضاد "بدل غائظ"، ويقول: هكذا سمعته من فصحاء العرب".
ويزعم ابن جني أن ذلك ليس من باب المعاقبة، وإنما هي مادة أخرى، فيقول: "ويجوز عندي أن يكون غائض غير بدل. ولكنه من غاضه، أي نقصه، فيكون معناه: ينقصني ويتهضمني"(36).
والدليل على أن الخلط بين الضاد والظاء قديم في العربية، تلك المؤلفات الكثيرة، التي تعالج هذه المشكلة من قديم(37). ولقد كانت محاولات بعض من ألف في هذا الموضوع من اللغويين العرب، منحصرة

ص73

أحيانا في تنبيه الكتاب، حتى لا يخلطوا الضاد بالظاء في خطوطهم، متأثرين في ذلك بنطقهم، الذي كان من العسير إصلاحه.
ونحن نرى أثر هذا الخلط بين الضاد والظاء، في بعض البلاد العربية، في أيامنا هذه، فقد سبق أن أوردنا ما حكاه الدكتور أنيس عن نطق العراقيين للضاد نطقا مشابها للظاء. وليس هذا الأمر خاصا بالعراقيين فحسب، بل إن أهل تونس يخلطون في أيامنا هذه بين الضاد والظاء، فينطقونهما قريبين من الظاء.
وكان لنا زميل تونسي بجامعة ميونخ، يسألنا إن كانت هذه الكلمة أو تلك، تكتب بالظاء المشالة أو غير المشالة(38)؟ وهو يقصد بالمشألة، التي فوقها ألف، وهي الظاء المعروفة، وبغير المشالة: الخالية من هذه الألف في الخط، وهي الضاد المعروفة.
أما الضاد القديمة، فقد عرفنا من قبل أن هناك نطقا يشبهه، عند أهل حضرموت، وهو كاللام المطبقة فيما ذكره المستشرق "برجشتراسر". ويضيف الدكتور خليل نامي إلى ذلك أن "هذا النطق موجود أيضا في لهجات منطقة ظفار كالمهرية والشحرية، كما هو موجود أيضا في منطقة دثينة، بجنوب بلاد العرب، وهو موجود أيضا في لهجات الجزيرة بالسودان"(39).

ص74

الطاء:
عرفنا من قبل أن الطاء، كما ينطق بها اليوم، تقابل التاء في الترقيق والتفخيم، أي أنها صوت شديد مهموس مفخم، ولا فرق بينهما إلا في أن مؤخرة اللسان ترتفع تجاه الطبق عند نطق الطاء ولا ترتفع نحوه في نطق التاء.
أما الطاء عند القدماء، فهي صوت شديد مجهور مفخم، عدها سيبويه من الأصوات المجهورة، كما قال عنها: "ولولا الإطباق لصارت الطاء دالا"(40). أي أنها نظير الدال المفخم، عند سيبويه، في حين أنها في نطقنا اليوم، نظير التاء المفخم، كما سبق أن ذكرنا ذلك.
وقد مال معظم المحدثين، من دارسي الأصوات اللغوية، إلى تصديق رواية القدماء، عن الطاء العربية القديمة، من أنها كانت صوتا مجهورا، يشبه الضاد الحديثة، التي تطورت فضاع منها الجهر، وأصبحت تلك الطاء الحديثة، التي لم يكن لها وجود أصلا في العربية القديمة، فيذكر برجشتراسر أن "الطاء مهموسة اليوم، مجهورة "عند القدماء" ونطق الطاء العتيق قد أنمحى وتلاشى تماما"(41).
أما "شاده" فيرى على العكس من ذلك أن نطق الطاء العتيق، يوجد في جنوب جزيرة العرب، فيقول: "سيبويه يعد من المجهورة الطاء والقاف، وفي لفظ عصرنا لا نصيب للأوتار الصوتية في إنتاجهما، ولكن ذلك لا يصح إلا عن لفظ المدارس "يقصد الفصحى الحالية". وأما اللهجات فتخالفها مخالفة شديدة، فإن سكان جنوب جزيرة العرب مثلا،

ص75

يلفظون الطاء، كأنها ضاد المصريين، والقاف كأنها جيم المصريين بإطباق، فيقولون مثلا: "وجع فوجنا مضر" يعني: وقع فوقنا مطر، أو "قضعت ورجة" يعني: قطعت ورقة. ومثل ذلك يصح عن غير لهجة جنوب جزيرة العرب، من اللهجات العصرية"(42).
وأما الدكتور إبراهيم أنيس، فيعترف كذلك بالتطور الذي أصاب نطق هذا الصوت، فأبعده عن حالته القديمة، فيقول: "وقد أجمع الرواة في وصفهم للطاء القديمة، على أنها صوت مجهور، مما يحملنا على الاعتقاد بأن الطاء القديمة، تخالف التي ننطق بها الآن، على أن وصف الطاء في كتب الأقدمين، لا يمكن الباحث المدقق من تحديد كل صفات ذلك الصوت، ولا كيف كان ينطق به على وجه الدقة، غير أنه من الممكن أن نستنتج من وصفهم أنها كانت صوتا يشبه الضاد، التي نعرفها الآن. وهنا يتضح معنى قول ابن الجزري: إن المصريين ينطقون بالضاد المعجمة طاء مهملة. وليس من المحتمل أن يكون القدماء قد خلطوا في وصفهم بين صفتي الجهر والهمس، فيما يتعلق بهذا الصوت، ولكن الذي أرجحه أن صوت الطاء، كما وصفها القدماء كان يشبه الضاد الحديثة. ولعل الضاد القديمة كانت تشبه ما نسمعه الآن من العراقيين في نطقها. ثم تطور الصوتان فهمست الأولى، وأصبحت الطاء التي نعرفها الآن، كما اختلف مخرج الثانية وصفتها، فأصبحت تلك الضاد الحديثة. أي أن ما كان يسمى بالطاء، كان في الحقيقة ذلك الصوت الذي ننطق به الآن ونسميه ضادا، فلما همست أصبحت الطاء الحديثة، التي -فيما يظهر- لم تكن معروفة في

ص76

النطق العربي القديم، أما الضاد القديمة العصية النطق، فقد تطور مخرجها وصفتها، حتى أصبحت على الصورة التي نعهدها في مصر"(43).
أما الدكتور تمام حسان، فيرى أن الطاء القديمة كانت مهموسة، غير أنها كانت ذات نطق مهموز، وهذا هو ما أوقع اللغويين القدامى في الخطأ -في نظره- حين عدوا هذه الطاء مجهورة، فيقول: "أما الطاء التي وصفها لنا القراء القدماء فمجهورة على ما رأوا، وهذا يحتاج إلى قليل من المناقشة، ففي بعض اللهجات العامية المعاصرة، صوت من أصوات الطاء، يمكن وصفه بأنه مهموز، ولإيضاح ذلك نقول: إن طرف اللسان ومقدمته، يتصلان في نطقه بالثنايا واللثة وتعلو مؤخرة اللسان وتتراجع إلى الخلف في اتجاه الجدار الخلفي للحلق، ويقفل المجرى الأنفي للهواء الخارج من الرئتين، بخلق اتصال بين الطبق والجدار الخلفي للحلق. وفي نفس الوقت تقفل الأوتار الصوتية، فلا تسمح بمرور الهواء إلى خارج الرئتين، وبذلك تتكون منطقة في داخل الفم والحلق، يختلف ضغط الهواء فيها عنه في الرئتين وفي الخارج. وفجأة يتم انفصال الأعضاء المتحركة، التي وصفنا اتصالها في وقت ما، فيندفع هواء الرئتين إلى الخارج، ويندفع الهواء الخارجي إلى الداخل، فيحدثان بالتقائهما أثرا صوتيا، هو صوت الطاء، كالتي تنطق في بعض لهجات الصعيد مثلا.
"ومعنى كون الطاء مهموزة هنا، أنه صحبها إقفال الأوتار الصوتية حين النطق، فأصبح عنصر الهمز جزءا لا يتجزأ من نطقها. هذه الطاء مهموسة قطعا؛ لأن إقفال الأوتار الصوتية لا يسمح بوجود الجهر ... ويرجح عندي أن الطاء العربية الفصحى القديمة، التي وصفها القراء كانت في صوتها وفي نطقها بهذا الوصف، ثم لغرابة صوتها على السمع، أخطأ النحاة والقراء، فجعلوها مجهورة في دراستهم، وجعلوا الدال مقابلا مرققا لها"(44).

ص77

الجيم:
سبق أن عرفنا أن الجيم كما نسمعها الآن من مجيدي القراء، صوت غاري مجهور يجمع بين الشدة والرخاوة، وهو ما سبق أن سميناه بالصوت المزدوج.
أما سيبويه فقد عدها من الأصوات الشديدة، وإن كان قد وضعها بين الشين والياء في مخرج واحد، وتابعه على ذلك غيره من علماء الأصوات العرب(45).
ويبدو أن الازدواج في نطق بعض الأصوات العربية، لم يكن واضحا في تصور العلماء العرب، بدليل وهمهم في وصف ظاهرتي الكشكشة والكسكسة، في نطق بعض القبائل العربية للكاف المكسورة(46).

ص78

القاف:
عرفنا من قبل أن القاف، كما ينطق بها مجيدو القراءات في مصر، صوت لهوي شديد مهموس.
أما سيبويه ومن جاء بعده من النحويين والقراء، فإنهم يصفون القاف بأنها مجهورة، ونستنتج "من وصف القدماء لهذ الصوت أنه كان يشبه إلى حد كبير، تلك القاف المجهورة التي نسمعها الآن بين القبائل العربية في السودان، وجنوب العراق، فهم ينطقون بها نطقا يخالف نطقها في معظم اللهجات العربية الحديثة؛ إذ نسمعها منهم نوعا من الغين"(47).
ويقول "كانتينو": "وبما أن قسما كبيرا من الألسن الدارجة العربية، ينطق بقاف مجهورة، أمكننا الاعتقاد على سبيل الاحتمال والترجيح، بأن القاف كان بالفعل حرفا مجهورا في العربية القديمة. ويمكن أن يكون نطقه مهموسا في العربية الفصحى اليوم، ناتجا عن كونه أصبح مهموسا في اللهجات الحضرية المدنية؛ لأن أغلبية المثقفين اليوم، هم من أصل مدني"(48).
ويبدو أن القبائل العربية، لم تكن تنطق القاف بصورة موحدة، فها هو ابن دريد اللغوي يقول: "فأما بنو تميم، فإنهم يلحقون القاف بالكاف، فتغلظ جدا، فيقول(49): الكوم، يريدون: القوم، فتكون القاف بين الكاف والقاف. وهذه لغة معروفة في بني تميم قال الشاعر:
وقد تطورت القاف في اللهجات العربية الحديثة، تطورا كبيرا، فهي في كلام مصر والشام همزة، كما تنطق غينا في بعض مستويات النطق في

ص79

السودان وجنوبي العراق، وفي بعض الكلمات في مصر، مثل: يقدر يغدر. وتسمع جيما كالجيم القاهرية، في بعض البيئات بصعيد مصر، وبين كثير من قبائل البدو في الصحراء.
وكل نوع من هذه الأنواع الثلاثة للتطور، له أمثلته في العربية القديمة، فمن الأمثلة التي وردت بالقاف والهمزة، ما رواه أبو الطيب اللغوي، من قول العرب: قشبه وأشبه، أي لامه وعابه. والقوم زهاق مائة وزهاء مائة، أي قريب من مائة. والقفز والأفز، أي الوثب(50).
ومن الأمثلة التي وردت بالقاف والغين قولهم: غلام أقلف وأغلف، أي لم يختن. والقمز من الناس والغمز، أي الرذال ومن لا خير فيه. وقلقل في الأرض وغلغل، أي ذهب في الأرض(51).
ومن أمثلة القاف والجيم قولهم: بائقة وبائجة للداهية. وحبق وحبج، أي ضرط. وأحنق وأحنج، أي ضمر الفرس. وتلقفت البئر وتلجفت، أي أكل الماء جوانبها، وزلقت الموضع وزلجته، أي ملسته(52).
والملاحظ أن التطور الذي أصاب القاف هنا بأنواعه كان بتغيير مخرجها، وتطور الصوت بتغيير مخرجه يكون "بأحد طريقين: إما بانتقال المخرج إلى الوراء، أو إلى الأمام، باحثا الصوت في انتقاله، عن أقرب الأصوات شبها به، من الناحية الصوتية. فتعمق القاف في الحلق عند المصريين لا يصادف من أصوات الحلق، ما يشبه القاف إلا الهمزة، لوجود

ص80

صفة الشدة في كل منهما. فليس غريبا إذن أن تطورت القاف في لغة الكلام عندنا إلى الهمزة، فليس بين أصوات الحلق صوت شديد إلا الهمزة. أما الانتقال بمخرج القاف إلى الأمام، فنجد أن أقرب المخارج لها، هو مخرج الجيم القاهرية والكاف، فلا غرابة أن تتطور القاف إلى أحدهما. وقد رحج تطور القاف في لغة البدو، وبعض أهالي صعيد مصر، إلى الجيم القاهرية، أن القاف في الأصل صوت مجهور، فحين تتطور تنتقل إلى صوت مجهور أيضا، يشبهها صفة، لهذا اختارت القاف في تطورها الأمامي، الجيم دون الكاف؛ لأن كلا من القاف الأصلية، والجيم القاهرية، صوت شديد مجهور"(53).
هذا، ويلاحظ "كانتينو" أن اللهجات الحديثة، التي صار القاف القديم فيها حرفا مهموسا "أي القاف التي ننطقها اليوم، أو الكاف، أو الهمزة" هي لهجات حضرية(54).

ص81

العين:
عرفنا من قبل أن العين صوت حلقي رخو مجهور مرقق بحسب الوصف المؤسس على التجارب المعملية الصوتية في العصر الحديث.
وقد عد سيبويه وغيره من القدماء(55)، صوت العين من الأصوات المتوسطة، "وربما كان ذلك، لعدم وضوح الاحتكاك في نطقه وضوحا سمعيا. ولكن الأصوات المتوسطة تشترك جميعها في خصائص، ليست موجودة في نطق العين، وأوضح هذه الخصائص، حرية مرور الهواء في المجرى الأنفي، أو المجرى الفمي، دون سد طريقه، أو عرقلة سيره، بالتضييق عند نقطة ما. وقد اتضح بصورة الأشعة، أن في نطق العين تضيقا كبيرا للحلق. وهذا ما يدعونا وما دعا غيرنا من المحدثين قبل ذلك، إلى اعتبار صوت العين رخوا لا متوسطا"(56).
ص82
__________
(1) كتاب العين للخليل بن أحمد 1/ 64.
(2) كتاب سيبويه 2/ 405.
(3) المقتضب للمبرد 1/ 193.
(4) سر صناعة الإعراب 1/ 52.
(5) كتاب سيبويه 2/ 406.
(6) كتاب سيبويه 2/ 406.
(7) علم الأصوات عند سيبويه وعندنا ص9.
(8) التطور النحوي 18.
(9) انظر: Kamus Lengkap.
(10) دروس في علم أصوات العربية 86.
(11) العربية الفصحى 37
(12) الأصوات اللغوية، للدكتور إبراهيم أنيس 49.
(13) علم اللغة العام: الأصوات 137.
(14) العربية ليوهان فك، بترجمة النجار 102/ 9.
)15)Arabiya s 58 20 انظر ترجمتنا للعربية 111/ 9.
(16) العربية، بترجمة النجار 103/ 2.
)17) Arabiyss وانظر ترجمتنا 112/ 2.
(18) أحيانا تقابل الضاد ظاء في الأوجاريتية كذلك. انظر كتاب: "جوردون" cH Gordon Ugarite Manuel p 23.
)19) انظر كتاب "موسكاتي" Moscati An lntroduction وكتاب "بروكلمان" C Brokeln Grondriss l 128.
(20) انظر كتاب "بريتوريوس" Praetorius Athiop.Grammatik
(21) انظر MHofner Altsudarabische Grammatik 18.
(22) سر صناعة الإعراب 1/ 222.
(23) الأصوات اللغوية ص50
(24) النشر في القراءات العشر 1/ 219
(25) الإبدال لأبي الطيب 2/ 270
(26) الإبدال لأبي الطيب 2/ 16
(27) الإبدال لأبي الطيب 2/ 277
(28) الإبدال لأبي الطيب 2/ 138
(29) شرح المفصل 10/ 127 وانظر كلاما غير مفهوم عن هذه الضاد الضعيفة، في كتاب سيبويه 2/ 404.
(30) ذيل الأمالي والنوادر للقالي 143 وانظر الخبر برواية أخرى، في المزهر للسيوطي 1/ 562، 563.
(31) البيان والتبيين 2/ 211.
(32) التطور النحوي 11 وانظر الكشف لمكي 2/ 364 ويرى المفسرون أن المعنى مختلف على القراءتين، فهي بالضاد بمعنى: "بخيل"، وبالظاء بمعنى: "متهم". انظر الكشف في الموضع السابق، وتفسير القرطبي 19/ 242 وزينة الفضلاء 97.
(33) يرى الدكتور إبراهيم أنيس، أن الانسجام الموسيقي بين فواصل كثير من الآيات القرآنية، يهدينا إلى النطق الأصلي لبعض أصوات اللغة وقت نزول القرآن. انظر مقاله: "على هدي الفواصل القرآنية" في مجموعة البحوث والمحاضرات لمجمع اللغة العربية "1961/ 1962" ص107-118.
(34) سورة فصلت 41/ 50، 51 وانظر: معنى القول المأثور لغة الضاد 118، 119.
(35) وفيات الأعيان 3/ 433 وانظر كذلك: طبقات الزبيدي 215.
(36) سر صناعة الإعراب 1/ 222.
(37) انظر الإحصاء الذي علمناه لهذه المؤلفات في مقالتنا: "مشكلة الضاد العربية وتراث الضاد والظاء" في مجلة المجمع العلمي العراقي "المجلد 21 سنة 1971" ومقدمة زينة الفضلاء لابن الأنباري بتحقيقنا.
(38) تعبير "الظاء المشالة" تعبير قديم، كما يطلق على الطاء كذلك انظر: شرح القاموس لابن الطيب الفاسي 1/ 112، 113.
(39) انظر مقالة الدكتور خليل نامي: "حرف الضاد وكثرة مخارجه" في مجلة كلية الآداب، جامعة القاهرة "العدد الأول من المجلد 21" مايو 1959 ص62 وانظر كذلك: "دروس في علم أصوات العربية" لكانتينو 87.
(40) كتاب سيبويه 2/ 406.
(41) التطور النحوي 9.
(42)علم الأصوات عند سيبويه وعندنا 13.
(43) الأصوات اللغوية 58.
(44) مناهج البحث في اللغة 94.
(45) سيبويه 1/ 405، 406 وسر صناعة الإعراب 1/ 69 وانظر كذلك فقرة بعنوان: "قضية الجيم" للدكتور إبراهيم أنيس، في مقال له بعنوان: "على هدي الفواصل القرآنية" في مجموعة البحوث والمحاضرات بمجمع اللغة العربية "1961، 1962م".
(46)انظر كتابنا: فصول في فقه العربية 140-150.
(47)الأصوات اللغوية للدكتور إبراهيم أنيس 77.
(48)دروس في علم أصوات العربية 107.
(49) جمهرة اللغة 1/ 5 وعلق كرنكو في الهامش بقول: "معنى تغليظ القاف التلفظ بالكاف الفارسي ... وهذا الشعر لأبي الأسود الدؤلي، ويروى لحاتم الطائي ولغيره". وانظر النص كذلك في الصاحبي لابن فارس 36.
(50) الإبدال لأبي الطيب 2/ 561، 562.
(51) الإبدال لأبي الطيب 2/ 328، 329.
(52) الإبدال لأبي الطيب 1/ 239-245.
(53) الأصوات اللغوية للدكتور إبراهيم أنيس 79.
(54) دروس في علم أصوات العربية 108.
(55) سيبويه 1/ 406 وسر صناعة الإعراب 1/ 69.
(56) مناهج البحث في اللغة 102.




هو العلم الذي يتخصص في المفردة اللغوية ويتخذ منها موضوعاً له، فهو يهتم بصيغ المفردات اللغوية للغة معينة – كاللغة العربية – ودراسة ما يطرأ عليها من تغييرات من زيادة في حروفها وحركاتها ونقصان، التي من شأنها إحداث تغيير في المعنى الأصلي للمفردة ، ولا علاقة لعلم الصرف بالإعراب والبناء اللذين يعدان من اهتمامات النحو. واصغر وحدة يتناولها علم الصرف تسمى ب (الجذر، مورفيم) التي تعد ذات دلالة في اللغة المدروسة، ولا يمكن أن ينقسم هذا المورفيم الى أقسام أخر تحمل معنى. وتأتي أهمية علم الصرف بعد أهمية النحو أو مساويا له، لما له من علاقة وطيدة في فهم معاني اللغة ودراسته خصائصها من ناحية المردة المستقلة وما تدل عليه من معانٍ إذا تغيرت صيغتها الصرفية وفق الميزان الصرفي المعروف، لذلك نرى المكتبة العربية قد زخرت بنتاج العلماء الصرفيين القدامى والمحدثين ممن كان لهم الفضل في رفد هذا العلم بكلم ما هو من شأنه إفادة طلاب هذه العلوم ومريديها.





هو العلم الذي يدرس لغة معينة ويتخصص بها – كاللغة العربية – فيحاول الكشف عن خصائصها وأسرارها والقوانين التي تسير عليها في حياتها ومعرفة أسرار تطورها ، ودراسة ظواهرها المختلفة دراسة مفصلة كرداسة ظاهرة الاشتقاق والإعراب والخط... الخ.
يتبع فقه اللغة من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي في دراسته، فهو بذلك يتضمن جميع الدراسات التي تخص نشأة اللغة الانسانية، واحتكاكها مع اللغات المختلفة ، ونشأة اللغة الفصحى المشتركة، ونشأة اللهجات داخل اللغة، وعلاقة هذه اللغة مع أخواتها إذا ما كانت تنتمي الى فصيل معين ، مثل انتماء اللغة العربية الى فصيل اللغات الجزرية (السامية)، وكذلك تتضمن دراسة النظام الصوتي ودلالة الألفاظ وبنيتها ، ودراسة أساليب هذه اللغة والاختلاف فيها.
إن الغاية الأساس من فقه اللغة هي دراسة الحضارة والأدب، وبيان مستوى الرقي البشري والحياة العقلية من جميع وجوهها، فتكون دراسته للغة بذلك كوسيلة لا غاية في ذاتها.





هو العلم الذي يهتم بدراسة المعنى أي العلم الذي يدرس الشروط التي يجب أن تتوفر في الكلمة (الرمز) حتى تكون حاملا معنى، كما يسمى علم الدلالة في بعض الأحيان بـ(علم المعنى)،إذن فهو علم تكون مادته الألفاظ اللغوية و(الرموز اللغوية) وكل ما يلزم فيها من النظام التركيبي اللغوي سواء للمفردة أو السياق.



موكب أهالي كربلاء يستذكر شهادة الإمام الصادق (عليه السلام)
العتبة العباسية تستذكر شهادة الإمام الصادق (عليه السلام) بإقامة مجلس عزاء
أهالي كربلاء يحيون ذكرى شهادة الإمام الصادق (عليه السلام) في مدينة الكاظمية
شعبة مدارس الكفيل النسوية تعقد اجتماعًا تحضيريًّا لوضع الأسئلة الامتحانية