أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-3-2016
3207
التاريخ: 10-02-2015
3607
التاريخ: 2023-11-07
8530
التاريخ: 5-5-2016
4534
|
أُصيبت قريش أثر هزيمتها في بدر بإحباط نفسي شديد، ولأجل تعويض هذه الخسارة والهزيمة الكبيرة والأخذ بثأر قتلاها قرّروا أن يهاجموا المدينة بقوات مجهزة كبيرة، ونقل رجال رسول اللّه وعيونه في قريش قرارها حول هذا الموضوع، فشكّل (صلى الله عليه واله) لجنة عسكرية لمواجهة العدو، واقترح بعض من المسلمين بأنّه من الأفضل للجيش الإسلامي أن يواجه العدو خارج المدينة، وانطلق رسول اللّه (صلى الله عليه واله) برفقة ألف مقاتل تاركاً المدينة متجهاً نحو شمالها، وتخلّف عنهم خلال المسير ثلاثمائة رجل من أتباع عبد اللّه بن أبيّ المنافق الشهير أثر تثبيطه وتحريضه لهم فتنزّل عدد القوات الإسلامية إلى سبعمائة مقاتل، وفي صباح اليوم السابع من شوال من السنة الثالثة للهجرة اصطف الجيشان متقابلين في وادي جبل أُحد.
وقبل اندلاعها درس نبي الإسلام [وبإلقاء نظرة عسكرية] ساحة الحرب وتفحّصها، وقد أثار انتباهه منفذ كان من الممكن أن ينفذ منه العدو ويهاجم المسلمين من الخلف خلاله، ولذلك وجّه شخصاً يدعى عبد اللّه بن جبير مع خمسين رامياً وأقرّهم على تل حتى يمنعوا الاختراق المحتمل من ذلك المنفذ، وأمر (صلى الله عليه واله) بأن لا يترك ذلك المنفذ الحساس بأي حال من الأحوال سواء انتصر المسلمون أم انهزموا، ومن ناحية أُخرى كان لحامل اللواء دور كبير جداً في حروب ذلك العصر لذلك كانوا يعطون الراية أو اللواء لرجل قوي وشجاع، فانّ صمود وثبات حامل الراية وترفرفها في ساحة الحرب يبعث الطاقة في المقاتلين، وعلى العكس فإنّ موت حاملها وانتكاس الراية يسبب هبوطاً معنوياً في نفوسهم، ولهذا السبب يتم ترشيح مجموعة من أشجع المقاتلين قبل بدء الحرب لتولّي حمل الراية للحد من الهبوط النفسي للجنود.
قامت قريش بنفس هذه العملية في هذه الحرب واختارت حملة رايات من قبيلة بني عبد الدار المشهورة بالشجاعة غير انّ أصحاب رايتهم كانوا يلقون مصرعهم الواحد تلو الآخر على يد علي (عليه السلام) ، وكانت انتكاسات الراية المتتالية تبعث اليأس والعجز النفسي في نفوس مقاتلي قريش فلاذوا بالفرار.
ونقل عن الإمام الصادق (عليه السلام) بأنّه قال: «كان أصحاب اللواء يوم أُحد تسعة قتلهم علي بن أبي طالب عن آخرهم».
وقال ابن الأثير: «وكان علي هو الذي هزم أصحاب لواء قريش».
وعلى ما رواه المرحوم الشيخ الصدوق قد أكد عليٌّ (عليه السلام) في احتجاجاته على الشورى السداسية التي تشكّلت بهدف تعيين الخليفة بعد موت عمر على هذه النقطة، وقال: «نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قتل من بني عبد الدار تسعة مبارزة غيري كلّهم يأخذ اللواء، ثمّ جاء صواب مولاهم كأنّه قبة مبنية قد ازبدّ شدقاه واحمرت عيناه فاتقيتموه وحدتم عنه، وهو يقول: واللّه لا أقتل سادتي إلاّ محمداً، فخرجت إليه فاختلفت أنا و هو ضربتين فقطعته بنصفين وبقيت رجلاه وعجزه وفخده، غيري؟.
قالوا: اللهم لا».
وقد صدق كلّ أصحاب الشورى كلام علي (عليه السلام) .
وعلى أية حال هزم جيش قريش وأراد مقاتلوا فرقة عبد اللّه بن جبير مغادرة موقعهم بمجرد مشاهدتم لهذا المشهد بدافع تجميع الغنائم، فذكّرهم عبد اللّه بأمر الرسول فلم يعبأوا به، وانحدر منهم ما يزيد عن 40 من التل لجمع الغنائم، وبقي عبد اللّه بن جبير مع ما يقل عن عشرة مقاتلين هناك.
وفي هذه الأثناء كان خالد بن الوليد مع مجموعة من الفرسان يترصّدون للمسلمين، وحيث قد رأى ما هم عليه هاجمهم، وبعد القضاء عليهم واصل هجومه على المسلمين من الخط الخلفي، وقد تزامن هذا مع رفرفة رايتهم بيد إحدى نساء قريش وتدعى عمرة بنت علقمة، وكنّ قد أتين لتشجيع جيش المشركين في ساحة القتال، ومنذ ذلك الحين تغيّرت معادلة الحرب كلية واختل تناسق وانسجام المسلمين العسكري والقتالي، وانقطع الاتصال بين المقاتلين والقيادة وانهزم المسلمون، واستشهد حوالي سبعين مقاتلاً من بينهم: حمزة بن عبد المطلب ومصعب بن عمير أحد حملة رايات الجيش الإسلامي و من مجاهدي الإسلام.
ومن ناحية أُخرى هبطت معنويات كثير من المسلمين إذا أشاع العدو نبأ قتل رسول اللّه في ساحة القتال وتراجع أغلب المسلمين أثر الضغط العسكري الجديد لجيش المشركين، وتفرّقوا، ولم يصمد إلى جانب الرسول سوى عدد قليل، وتوالت اللحظات الحرجة والمصيرية في تاريخ الإسلام هناك حيث ينجلي دور علي (عليه السلام) الكبير، إذ كان يقارعهم بسيفه بشجاعة وببسالة لا مثيل لها مع رسول اللّه جنباً إلى جنب يحمي الوجود المقدس لقائد الإسلام العظيم من الهجمات المتوالية لكتائب المشركين الهائلة.
وكتب ابن الأثير في تاريخه : «فلمّا قتلهم أبصر النبي (صلى الله عليه واله) جماعة من المشركين، فقال لعلي : احمل عليهم ففرّقهم وقتّل فيهم، ثمّ أبصر جماعة أُخرى فقال له : احمل عليهم، فحمل عليهم وفرّقهم وقتل فيهم، فقال جبرائيل : يا رسول اللّه هذه المواساة ،فقال رسول اللّه (صلى الله عليه واله) «إنّه مني وأنا منه » فقال جبرائيل: وأنا منكما، قال فسمعوا صوتاً يقول: لا سيف إلاّ ذو الفقار ولا فتى إلاّ علي».
وكتب ابن أبي الحديد أيضاً : «لمّا فرّ معظم أصحابه عنه يوم أحد كثرت عليه كتائب المشركين، وقصدته (صلى الله عليه واله) كتيبة بني كنانة فيها بنوسفيان بن عويف، وهم خالد بن سفيان، وأبو الشعشاء بن سفيان، وأبو الحمراء بن سفيان ، فقال رسول اللّه (صلى الله عليه واله):«يا علي اكفني هذه الكتيبة» فحمل عليها وانّها لتقارب خمسين فارساً، وهو (عليه السلام) راجل فمازال يضربها بالسيف حتى تتفرّق عنه، ثمّ تجتمع عليه هكذا مراراً حتى قتل بني سفيان بن عويف الأربعة وتمام العشرة منها ممّن لا يعرف بأسمائهم، فقال جبرائيل (عليه السلام) لرسول اللّه (صلى الله عليه واله):يا محمد انّ هذه المواساة لقد عجبت الملائكة من مواساة هذا الفتى، فقال رسول اللّه (صلى الله عليه واله): «ما يمنعه وهو مني وأنا منه»، فقال جبرائيل: وأنا منكما، قال : وسمع ذلك اليوم صوت من قبل السماء لا يرى شخص الصارخ به ينادي مراراً : «لا سيف إلاّ ذو الفقار ولا فتى إلاّ علي»، فسئل رسول اللّه (صلى الله عليه واله)عنه فقال: «هذا جبرائيل».
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|