نظرية منحنيات السواء ⁽¹⁾

في ظل الانتقادات التي تعرضت لها نظرية المنفعة الكلاسيكية جرى تطوير نظرية بديلة تستبدل الفكرة القائلة بأن المنفعة قابلة للقياس عددياً ، بافتراض منطقي مفاده  " ان الأفراد قادرون على تحديد ما اذا كانت أية مجموعة من السلع تعطي اشباعاً أكبر ، مساوياً أو أقل لما تعطيه أية مجموعة أخرى " ، فالفرد يستطيع ان يرتب سلم تفضيلاته من المجاميع الأقل اشباعاً ، وعندها لا يقيس المستهلك المنفعة التي يحصل عليها من استهلاكه السلع، بل يقوم بتفضيل تشكيلة مجموعة معينة من السلع ، وبذا فقد قاس اشباعه من كل مجموعة سلعية قياساً ترتيبياً فهو يرتب المجموعات السلعية وفق أهميتها النسبية بالنسبة له .

 منحنى السواء   

ان المفهوم الأساس في تحليل السواء هو منحنى السواء (Indifference  Curve) وهو يتكون من مجموعة من النقاط تعكس كل منها مجموعة سلعية تتساوى في الاشباع من وجهة نظر المستهلك مع مجموعة سلعية أخرى تمثلها نقطة أخرى على المنحنى نفسه ، ويعكس الجدول التالي التوافيق الممكنة من وجهة نظر المستهلك.

                        جدول (3-5) : جدول سواء فرد معين

يلاحظ من الجدول (5ـ3) والشكل البياني (4ـ3) بأن المجموعات المختلفة ( A , B , C , D ) من السلعتين تعطي المستهلك اشباعاً متساوياً ، وعليه لا يُفرّق بالاختيار بين أي واحدة من هذه المجموعات وأنها تقع على منحنى السواء نفسه.

ان وجود أكثر من منحنى سواء للمستهلك تسمى خارطة السواء ، وهي عبارة عن منحنيات السواء التي يواجهها المستهلك ، ومنحنى السواء الأعلى يعطي اشباعاً أعلى قالمنحنى (III) يعطي اشباعاً أعلى من المنحنى (II) فان الاشباع بين النقاط هو :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ يعد الاقتصادي الانجليزي فرانسيس ادجورت (Francis Edge Worth ) أول من استخدم تحليل منحنيات السواء وذلك في عام 1881 وذلك عندما عرض نظريته في المقايضة وذلك لبيان امكانية التبادل ، وفي عام 1906 قام الاقتصادي الايطالي وليفريدو باريتو  Vilfredo Pareto (1848ــ 1923) بتنقيحها في كتابه  " الاقتصاد السياسي " ، وتكاملت النظرية عام 1934 على يد الاقتصاديين البريطانيين جون هكس (John R.Hicks) و ألن (R.G.D. Allen).