المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 6779 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

النسخ في الآية (106) من سورة المائدة
4-1-2016
تأثير الميزات الجغرافية على النشاط الاقتصادي - التجارة القديمة
15/12/2022
الوصف النباتي للبسلة (البازلاء)
28-9-2020
الإسلام والأحكام
1-07-2015
Answered by nobody
9/9/2022
الاستعمال السكني للأرض
10-10-2020


سياسة تتعين الولاة عند الدولة العباسية  
  
5357   04:59 مساءً   التاريخ: 26-4-2018
المؤلف : سفـيان ياسـين إبراهيـم
الكتاب أو المصدر : سياسة تعيين ولاة الشام والجزيرة في العصر العباسي الأول (132-247هـ / 749-861 م)
الجزء والصفحة : ص35- 64
القسم : التاريخ / التاريخ الاسلامي / الدولة العباسية / الدولة العباسية * /

الأسرة العباسية    

العباسيون ينسبون إلى العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر (1) بن مالك بن النظر (وهو أبو جميع قريش فمن لم يكن من ولد النظر فليس بقريشي) بن كنانة بن خزيمة بن مُدركة بن الياس بن مُضر بن نزار بن معد بن عدنان (2).

فالعباس بن عبد المطلب عم الرسول محمد صلى الله عليه[وآله] وسلم وكانت إليه سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام قبيل الإسلام ويكنى بأبي الفضل. أسلم قبيل فتح مكة سنة (8هـ/629 م). وشهد غزوات حُنين والطائف وتبوك وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكرمُ العباس بن عبد المطلب بعد إسلامه ويعظمه ويُجله (3) .

كذلك كان العباس محباً للرسول صلى الله عليه [وآله] وسلم مائلاً إليه وكان الرسول صلى الله عليه[وآله] وسلم يأتي منزله فيقيل فيه (4) . كما ان العباس روى الحديث النبوي عن الرسول صلى الله عليه[وآله] وسلم وتوفي بالمدينة المنورة في سنة (34 هـ/654 م). وابنه عبد الله بن العباس روى الحديث النبوي عن الرسول محمد صلى الله عليه[وآله] وسلم وتوفي في مدينة الطائف سـنة (68 هـ/687 م) (5). وفيما يأتي ولاة الشـام والجزيرة من الأسـرة العباسية:

(1) عبد الله بن محمد (95-158هـ/714-775 م) بن علي بن عبد الله بن العباس وكان يُلقب بأبي جعفر المنصور (6)، ولي الجزيرة للفترة من (132-136هـ/749-774م).

كان من أبرز أبناء الأسرة العباسية وكان بليغاً فصيحاً (7) ، عُرف بطلب العلم والفقه (8). له نشاط متميز في الدعوة العباسية فما أن بلغ الثامنة عشرة من عمره حتى شد رحاله يجوب الأقاليم الإسلامية إذ سافر إلى الموصل والتقى بواليها الحر بن يوسف (106-113هـ/ 724-731م)، فوصله وأكرمه (9). كانت هذه الرحلة استطلاعية لكسب تعاطف السكان لجانب العباسيين ثم عاد إلى الحميمة وعاد مرة أخرى إلى الموصل ليعمل ملاحاً في نهر دجلة ويتصل بمن فيها من أتباعهم (10).  ثم غادر الموصل هرباً من الأمويين، ودخل الكوفة ، ولم يبقَ فيها لشك الأمويين بنشاطه فقصد البصرة التي أرسله إليها والده محمد بن علي للدعوة (للرضا من آل محمد ) (11) . ولم يلبث طويلاً حتى عاد إلى الحميمة. ثم سافر أبو جعفر إلى إفريقية سنة (123هـ/740م) من أجل نشر الدعوة وجمع المؤيدين والأنصار، وأكد هذه الزيارة ابن الأبار (12) بقوله: " دخل المنصور إفريقية في أيام بني أمية … فراراً منهم ". ثم رجع إلى دمشق، ومنها إلى الحجاز للالتقاء بالدعاة العباسيين في موسم الحج (13) .

في سنة (129هـ/746 م) ثار عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب في إقليم فارس وأتاه عدد من بنو هاشم يقودهم أبو جعفر عبد الله بن محمد، ولم تذكر لنا المصادر التاريخية الأماكن التي قدم منها بنو هاشم ، وكان عبد الله بن معاوية قد استقر في مدينة اصطخر(14) ولكن ثورته فشلت وتم القضاء عليها من قبل الخلافة الأموية (15) . استمر النشاط المتميز لأبي جعفر إلى جانب أخيه إبراهيم الإمام بعد وفاة والده محمد بن علي، وبعد قتل إبراهيم الإمام من قبل الأمويين سنة (131 هـ/748 م) اطلع أبو جعفر على وصيته، ودخل مع أبي العباس وأفراد الأسرة العباسية الكوفة وكان قد التقى بمؤيدي الثورة العباسية وأنصارها في مسجد الكوفة وأخذ البيعة منهم، واستمرت جهوده في دعم الثورة العباسية إلى أن أُعلن في الكوفة عن قيام الخلافة العباسية في (ربيع الأول سنة 132هـ/تشرين الأول 749م)(16) ولاه الخليفة أبو العباس في سنة (132هـ/749 م) الجزيرة وأرمينية وأذربيجان(17).

وفي السنة نفسها ثار أهالي عدد من مدن الجزيرة وأهالي عدد من مدن الشام وهذه المدن هي قرقيسيا والرها وحران ونصيبين وماردن (ماردين) وكان موسى بن كعب والياً بالنيابة عن أبي جعفر على الجزيرة قد فشل في مواجهة هذا التمرد، فسار لحربهم أبو جعفر وجرت بين الطرفين عدة وقعات انتهت بانتصار أبي جعفر الذي قضى على تمرد هذه المدن (18).

وفي سنة (135هـ/ 752 م) سار إلى أرمينية لاضطرابات كانت بها واستخلف عليها الحسن بن قحطبة ثم عاد منها إلى الجزيرة في سنة (136هـ/753 م) (19). وفي السنة نفسها قَدِمَ أبو جعفر من الجزيرة يريد أبا العباس، فلقي أبا العباس واستأذنه في الحج فأذن له وولاه الموسم (موسم الحج) (20) أوكل على الجزيرة نائبه مقاتل بن حكيم ومعه جيش قد أعده أبو جعفر للمحافظة على الأمن في الإقليم إلى وقت رجوعه من الحج (21).

كتب أبو مسلم يستأذن أبا العباس في الحج في السنة نفسها التي أراد فيها أبو جعفر الحج فأذن له أبو العباس في القدوم للحج. وكان التوتر يسود العلاقة بين أبي جعفر وأبي مسلم الخراساني منذ قيام الخلافة العباسية ولمّا اقترب ابو مسلم الخراساني من بغداد خرج لاستقباله عدد من القادة وغيرهم وأشار أبو جعفر على أبي العباس بقتله وقال: " ان في رأسه غدره " فأبى ذلك أبو العباس وقال لأبي سلم: " لولا أن أبا جعفر يحج لوليتك الموسم " (22).

بعد تأدية أبي جعفر وأبي مسلم فريضة الحج، وصل الخبر إليهما بوفاة الخليفة أبي العباس وكان أبو مسلم متقدماً في طريق عودته من الحج على أبي جعفر، وبذلك انتهت ولاية أبي جعفر على الجزيرة واصبح ثاني خلفاء بني العباس (23)، لقد كان يردد دائماً عبارات تعبر عن شخصيته وعن سياسته منها : " إذا مدّ عدوك إليك يده فإن أمكنك أن تقطعها وإلاّ فقبلها" (24). توفي أبو جعفر المنصـور في مكة المكرمة محرماً سنة (158 هـ/774 م) (25).

(2) عبد الله بن علي (103-147هـ/721-754 م) بن عبد الله بن العباس، ولي بلاد الشام للفترة من (132-137هـ/749-754 م) (26).

استفاد عبد الله بن علي من الجو الأسري الذي تربى فيه فقد كان والده عالماً محدثاً روى الحديث عن الرسول محمد صلى الله عليه [وآله] وسلم وسمي بالسجاد (27) كما كان عبد الله بن علي على إطلاع على دواوين الخلافة الأموية وأكد هذا ابن الأثيـر (28) إذ قال: " قال عبد الله بن علي بن عبد الله بن العباس : جمعتُ دواوين بني أمية فلم أرَ ديواناً أصح ولا أصلح للعّامة والسلطان من ديوان هشام بن عبد الملك (105-125 هـ/723-742 م) " . وهذا يدل على المعرفة الإدارية لدى والي الشام عبد الله بن علي. رافق أفراد أسرته وعمه أبا العباس إلى الكوفة سنة (132هـ/749 م) وبعدها وجهه الخليفة أبو العباس لقتال الخليفة مروان بن محمد في معركة الزاب (29). كما اشترك مع أخيه صالح بن علي في الولاية على الشام بكتاب من الخليفة أبي العباس. ويبدو أن صالح بن علي كان والياً على فلسطين وبقية الشام تولاها عبد الله بن علي (30) ، أكد ذلك الطبري (31) إذ قال : " كان على فلسطين صالح بن علي وعلى قنسرين وحمص وكور دمشق والأردن عبد الله بن علي " . ثم أضيفت فيما بعد الأردن مع فلسطين لصالح بن علي .

وبعد وفاة الخليفة أبي العباس سنة (136هـ/753 م) وتولى الخلافة أبي جعفر المنصور دعا عبد الله بن علي بالخلافة لنفسه مدعياً أن الخليفة أبو العباس عهد بالخلافة من بعده لمن انتدب لقتال الخليفة الأموي مروان بن محمد وكان عبد الله بن علي هو الذي انتدب لقتال الخليفة مروان بن محمد (32) .

تمت البيعة لعبد الله بن علي بالخلافة من قبل عدد من القادة منهم حُميد بن قحطبة ، وقد توجه عبد الله بن علي إلى قنسرين وولى عليها زفر بن عاصم وولى عثمان بن عبد الأعلى دمشق والحكم بن ضبعان فلسطين ، كما كتب للحسن بن قحطبة وهو بأرمينية والى مالك بن الهيثم وهو بأذربيجان والى محمد بن صول وهو بشمشاط (33) وكان مقيماً فيها ومعه خمسة آلاف مقاتل دعاهم ولم يستجيبوا  له فسار إلى الجزيرة وكان عليها والياً مقاتل بن حكيم العكي وحاصره في مدينة حران ثم طلب مقاتل الصلح فصالحه وولى أخاه عبد الصمد بن علي الجزيرة بدلاً من مقاتل بن حكيم (34).

لم يحظ عبد الله بن علي بدعم الأسرة العباسية فلم يبايعه سوى عبد الصمد بن علي الذي بقى معه إلى النهاية (35) . ولم يبايعه أيضاً أخوه صالح بن علي . حتى ان عدد من أخوته تمنى أن لا يكون عبد الله بن علي خليفة في يومٍ ما (36) وعلى الرغم من ذلك سعى عمومة الخليفة المنصور لان يعفو الخليفة المنصور عن أخيهم عبد الله بن علي بعد ثورتهِ في وقت كان المنصور يسعى إلى الحفاظ على وحدة الأسرة العباسية بعدم السماح بحصول انشقاق وبعدم التساهل في أية حالة تمرد وعصيان ضد الخلافة العباسية .

إن التوتر في العلاقة فيما بين الخليفة أبي جعفر وعبد الله بن علي كان واضحاً منذ الأيام الأولى التي بويع فيها الخليفة أبو جعفر بالخلافة وأكد ذلك الطبري (37) إذ قال : " في سنة (136هـ/753م) تلقى الخليفة أبو جعفر خبر وفاة الخليفة أبي العباس والبيعة له من بعده ، وكان هذا بحضور أبي مسلم الخراساني فجزع الخليفة أبو جعفر جزعاً شديداً فقال له أبو مسلم: ما هذا الجزع وقد أتتك الخلافة ؟ فقال: أتخوف شـر عبد الله بن علي، فقال أبو مسلم : لا تخفه ! فأنا أكفيك أمره إن شاء الله، إنما عامة جنده ومن معه أهل خراسان وهم لا يعصوني فسُرّي عن أبي جعفر ما كان فيه".

لما بلغ الخليفة أبو جعفر المنصور خبر خروج عبد الله بن علي وجه إليه أبا مسـلم الخراساني، فلما بلغ عبد الله بن علي قدوم أبي مسـلم الخراسـاني نحوه أقام في مدينة حران (38) . ودارت معارك كثيرة بين جيش عبد الله بن علي وجيش أبى مسلم الخراساني إلى أن انتصر أبو مسلم على عبد الله بن علي في الموضع المعروف بدير الأعور إذ انهزم عبد الله بن علي ومن معه وسار في نفر من خواصه إلى البصرة التي كان يتولاها أخوه سليمان بن علي (39). وكان لخسارته المعركة علاقة بانسحابه من عدد من المناطق الحيوية التي اسـتفاد منها أبو مسلم، وكذلك قتله لعدد من القادة الخراسانيين الذي كانوا إلى جانبه.

لقد حصل عبد الله بن علي على أمان من المنصور وكتبه له عبد الله بن المقفع وشدد فيه على الخليفة المنصور مما أثار حنقه ضد الكاتب، جاء فيه: " … وإن أنا نلت عبد الله بن علي أو أحداً ممن أقدمه معه … فأنا نفيٌ من محمد بن علي بن عبد الله ومولود لغير رَشْدِه، وقد حّلَ لجميع أمة محمد خلعي وحربي … ".

 ولكن الخلـيفة المنصـور أمر بحبس عبد الله بن علي بعد إعطائه الأمان وتمكن منه. (40) وعندما كان محبوساً كان يكـثر من التمثيـل بقول الشاعر الأموي العرجي (41): " أضاعوني   وأي فتى أضاعوا " فبلغ ذلك المنصور فقال: " هو أضاع نفسه لسوء فعله فكانت أنفسنا عندنا البَرّ من نفسه" (42) .

لم يكن للأمان الذي أعطاه الخليفة المنصور لعبد الله بن علي وكتبه عبد الله بن المقفع أية قيمة في نظر الخليفة المنصور وفقد عبد الله بن علي حياته في ظروف غامضة ومن بين ما روى في دلك إن الدار التي حُبس فيها وقعت عليه، فمات سنة (147هـ / 764م). كما كانت وفاة عبد الله بن المقفع، هي الأخرى غامضة (43) .

(3) صالح بن علي (96-151 هـ / 714-768 م ) بن عبد الله بن العباس (44)، ولي الشام للفترة من ( 137-144 هـ / 754-761م ) .

انتقل صالح بن علي مع اخوته وأفراد الأسرة العباسية بعد مقتل إبراهيم الإمام من الحميمة إلى الكوفة (45). عندما كان عبد الله بن علي يقود الجيش العباسي المحاصر لمدينة دمشق وافاه صالح بن علي، مرسلاً من الخليفة أبي العباس، واشترك معه في حصار دمشق ودخولها وكان معه ثمانية آلاف مقاتل (46) بعدها تلقى أوامر الخليفة أبي العباس بمطاردة أخر الخلفاء الأمويين مروان بن محمد، سار صالح إلى نهر أي فطرس (47) وسار الخليفة مروان فنزل الجيزة (48)، وارتحل صالح يسير بازائه فأدركه في قرية بوصير (49) فقتله عامر بن إسماعيل (50) الذي كان على مقدمة جيش صالح بن علي المطارد للخليفة مروان بن محمد (51).

ولى الخليفة أبو العباس عمه صالح بن علي مصر سنة (133 هـ / 750م) وبعث صالح بوفد من أهل مصر إلى الخليفة أبي العباس ببيعة أهالي مصر له (52). وفي السنة نفسها ورد إليه كتاب الخليفة أبي العباس بإمارته على فلسطين ويأمره بالاستخلاف على مصر وفلسطين فاستخلف عليهما أبا عون عبد الملك بن يزيد (53).

في سنة (133هـ / 750م) وجه صالح بن علي القائد سعيد بن عبد الله لغزو الصائفة ضد الروم البيزنطيين (54) . في سنة (136هـ / 753م ) تولى مصر ولايتهِ الثانية ، وتولى معها ولاية إفريقية (55) في السنة نفسها  ثار الحكم بن ضبعان (56) الجذامي بفلسطين فبعث صالح بن علي جيشاً من مصر إلى فلسطين بقيادة أبي عون عبد الملك بن يزيد لقتال الحكم وتم القضاء على ثورة الحكم في فلسطين وتوجه صالح بن علي بنفسه نحو فلسطين ولكنه عاد قبل أن يصل إليها إذ بلغه خبر القضاء على ثورة الحكم بن ضبعان ، وقد أوكل ابنه الفضل على مصر أثناء توجهه إلى فلسطين (57) ، لحين تعيين أبي عون والياً عليها قال الكندي (58) :" سار صالح إلى فلسطين ، وكتب إلى أبي عون [ عبد الملك بن يزيد ] بالسير إليه ، كان خروج صالح لأربع خلون من شهر رمضان سنة سبع وثلاثين ومئة فلقيه أبو عون … فأمّره على مصر صلاتها وخراجها ومضى صالح إلى فلسطين".

كما تولى صالح بن علي القضاء على ثورة عثمان بن سُراقه (59) الذي ثار على الخلافة بدمشق بعد وفاة الخليفة أبي العباس، إذ أعلن ان هاشم بن يزيد بن خالد بن يزيد بن معاوية الأموي خليفة، فتصدى لهما صالح بن علي وقتل عثمان بن سُراقه واختفى هاشم بن يزيد سنة (137هـ/754 م) (60). وكانت الشام كلها في هذه السنة تحت ولاية صالح بن علي (61) .

في سنة (138هـ/756 م) غزا صالح بن علي الصائفة فنزل دابق (62) واقبل الإمبراطور البيزنطي قسطنطين بن إليون يقود الجيش البيزنطي لقتال صالح بن علي فلقيه صالح وانتصر عليه (63). وفي السنة ذاتها غزا الصائفة ومعه العباس بن محمد بن علي فوصله صالح بأربعين ألف دينار وخرج معهم عيسى بن علي فوصله أيضاً بأربعين ألف دينار فأمر ببناء ما كان هدمه الروم البيزنطيون من مدينة ملطية (64). أقام صالح بن علي في ملطية ومعه العباس بن محمد حتى أكمل بناؤها سنة (139هـ/756 م) وغزوا الصائفة وتوغلوا في الأراضي البيزنطية وغزا مع صالح أختاه أم عيسى ولبابة وكانتا نذرتا إن زالت الخلافة الأموية أن تجاهدا في سبيل الله (65). كانت علاقة الخليفة المنصور بأعمامه علاقة جيدة فقد كان كثير العطاء لعمومته قال الطبري (66): " أمر المنصور لعمومته سليمان، وعيسى، وصالح، وإسماعيل، [أبناء علي بن عبد الله بن العباس] لكل رجل منهم بألف ألف معونة؟ له من بيت المال وكان أول خليفة أعطى ألف ألف من بيت المال، فكانت تجري في الدواوين ".

عندما دخلت سنة (140هـ/ 757 م) بنيت مدينة المصيصة إذ كتب الخليفة المنصور إلى صالح بن علي في بنائها فأرسل إليها جبريل بن يحيى إذ أشرف جبريل على بنائها (67). وفي سنة (144هـ/761 م) وجّه صالح بن علي، مسلمة بن يحيى أخا جبريل بن يحيى فبنى حصن اذنه (68).

وسنورد خطبتين لصالح بن علي تتضح من خلالهما شخصية صالح بن علي وسياسته وحزمه أولاهما الخطبة التي ألقاها في المؤتمر الهاشمي الذي قيل أن بني هاشم عقدوه في أواخر الحكم الأموي، عُقد هذا المؤتمر في الأبواء (69) ، حضره هاشميون كثيرون منهم : إبراهيم الإمام وأبي العباس وعبد الله بن محمد أبو جعفر وصالح بن علي وعبد الله بن الحسن وأبناه محمد وإبراهيم وغيرهم فقال صالح بن علي : " إنكم القوم الذين تمتد أعين الناس إليهم فقد جمعكم الله في هذا الموضع فاجتمعوا على بقية أحدكم فتفرقوا في الآفاق وأدعوا الله أن يفتح عليكم وينصركم" (70).

أما الخطبة الثانية فتُظهر لنا سياسة صالح بن علي الشديدة وحزمه تجاه المعارضين ولم تذكر المصادر التاريخية والأدبية إلى من وجهت هذه الخطبة ولكن على الأرجح أنه وجهها لمعارضي الخلافة في الشام لطبيعة الظروف الصعبة التي واجهها هناك ومنها ثورة عثمان بن سراقه سنة (137هـ/ 754 م) .

وقد أورد لنا ابن عبد ربه (71) هذه الخطبة: " يا اعضاد النفاق ، وعَمد الضلالة ، أغركم لين إبساسي وطولُ إيناسي حتى ظن جاهِلكم ان ذلك لفلول حدّ ، وفتور جدّ ، وخوّر قناة، كذبت الظنون أنها العترة بعضها من بعض فإذ قد استمرأتم العافية فعندي فصال وفطام وسيفٌ يُقد الهام ، وأني أقول:

أغـــركم أنــــــي بأكــرم شـيمةٍ *** رفيقٌ وأني بالفـواحش أخـرقُ

ومثلي إذا لم يُجز أحسن سعيه *** تكّلــم نعمـــاه بغيــها فتنطبـــقُ

لعمــري لقد فاحشتني فغلبتنـي *** هنيئاً مريئاً أنت بالفحشِ أرفقُ

توفي صـالح بن علي في سنة (151هـ/768 م) وله من العمر ثمانٍ وخمسون سنة (72) .

(4) العباس بن محمد (121-186هـ/739-802 م) بن علي بن عبد الله بن العباس (73)، ولي الجزيرة للفترة من (141-155هـ/758-771 م) .

دخل العباس بن محمد الكوفة وكان من بين المقيمين بالخفاء فيها مع أبناء الأسرة العباسية وشارك كمقاتل إلى جانبهم في دعم الثورة العباسية وحتى قيام الخلافة العباسية (74). تولى العباس بن محمد إلى جانب صالح بن علي بناء مدينة المصيصة وكانت حصناً صغيراً وكان الروم البيزنطيون يهاجمونها كثيراً إذ أمر الخليفة المنصور ببناء سور يحيط بالمدينة وخندق، وأسكنها المقاتلة وتولى ذلك كما أشرنا مسبقاً العباس بن محمد وصالح بن علي. وكان ذلك في سنة (140هـ/757 م) (75). والسنة التي تلتها تولى العباس بن محمد ولاية الجزيرة من قبل الخليفة المنصور (76) .

عندما ثار محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب سنة (145هـ/762م) في عهد الخليفة المنصور في المدينة المنورة كتب الخليفة المنصور إلى العباس بن محمد والي الجزيرة يخبره بخبر محمد وقال: " إني راحل ساعة كتبتُ إلى الكوفة فأمّدني في كل يوم بما قدرت عليه من الرجال من أهل الجزيرة ". وكتب بمثل ذلك إلى والي الشام عبد الوهاب بن إبراهيم الإمام وقد أمده بما طلب (77).

غزا العباس بن محمد الروم البيزنطيين في سنتي (142 و143 هـ/759 و760 م) (78) وغزا الصائفة أيضاً سنة (149هـ/ 766 م) ومعه الحسن بن قحطبة ومحمد بن الأشعث (79). في سنة (155هـ/771 م) عزل الخليفة المنصور أخاه العباس بن محمد عن ولاية الجزيرة وولى عليها موسى بن مصعب إذ عزل أخاه العباس وغرمه مالاً وغضب عليه وحبسه ثم رضى عنه فيما بعد (80). ولم تشر المصادر التاريخية إلى ذلك، كما أنها لا تتناسب كما سنرى في الصفحات القادمة مع دوره ومكانته بين العباسيين. وبعد وفاة الخليفة المنصور أخذ العباس بن محمد في مكة البيعة بالخلافة للمهدي (81).

في سنة (159هـ/577 م) كان العباس بن محمد على الصائفة حتى بلغ مدينة انقرة وكان على جيش العباس، الحسن الوصيف (82)، وكان المهدي ضم للعباس عدد من القادة من أهل خراسان وغيرهم، وخرج الخليفة المهدي معسكراً بالقرب من نهر البردان (83) وأقام فيه حتى وجه العباس بن محمد ولم يجعل للعباس على الحسن الوصيف تفويضاً في عزل ولا غيره (84).

وعندما أراد الخليفة المهدي، خلع عيسى بن موسى، كتب إليه سنة (159هـ/757م) يطلب منه القدوم إليه فأحس عيسى بما يراد به فامتنع من القدوم فبعث الخليفة المهدي إليه عمه العباس بن محمد وكتب إليه كتاباً أوصاه فيه بما أحب أن يبلغه فقدم العباس على عيسى بن موسى بكتاب الخليفة المهدي ورسالته إليه فانصرف إلى الخليفة المهدي بجوابه في ذلك (85).

لقد استأذن العباس بن محمد الخليفة المهدي في الحج في سنة (162هـ/ 778 م) فعاتبه على أن لا يكون استئذانه قبل أن يولي الموسم أحداً فيوليه إياه ، فقال : " يا أمير المؤمنين عمداً أخرت ذلك لأني لم أرد الولاية " (86).

عند إعلان الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن علي ثورته على الخلافة العباسية في خلافة الخليفة الهادي (169-170هـ/784-785 م) في سنة (169هـ/784م) بعد انقضاء الموسم تمت مواجهته بمعركة فخ (87) التي اشترك بها العباس بن محمد وسليمان بن أبي جعفر وعيسى بن موسى وتم القضاء عليه وهرب عمه إدريس بن عبد الله إلى إقليم المغرب (88). لقد كان أول المبايعين لهارون الرشيد بالخلافة عمه سليمان بن أبي جعفر المنصور وعم أبيه العباس بن محمد وعم جده عبد الصمد بن علي (89) وهذا يدل على ولاء أفراد الأسرة العباسية للخلافة والحرص على تماسك الأسرة والحفاظ على الخلافة في محاولة لعدم تكرار أي انشقاق داخل الأسرة العباسية حول الخلافة .

لما أعلن يحيى بن عبد الله بن حسن بن حسن بن علي ثورته ضد الخلافة في عهد الخليفة الرشيد وبعد القضاء عليها أعطى الخليفة الرشيد أماناً ليحيى بخط يده أشهد عليه العباس بن محمد وعبد الصمد بن علي اللذين كانا دائمي الحضور في مجلس الخليفة ومن المقربين إليه وكان يأخذ برأيهما في أمور الخلافة كافة (90) واستمر العباس بن محمد ملازماً للرشيد قال السيوطي (91) : " اجتمع للرشيد ما لم يجتمع لغيره ، وزراءه البرامكة ، وقاضيه أبو يوسف ، وشاعره مروان بن أبي حفصة ، ونديمه العباس بن محمد عم أبيه … " .

كان العباس بن محمد شيخ بني العباس في عصره ذا رأي وسخاء وجود (92) . تنسب إليه محلة العباسية في الجانب الغربي من مدينة بغداد (93) . نقل لنا الطبري (94) قولاً لإسحاق بن عيسى عن العباس بن محمد : " لم يكن أحد من بني العباس يتكلم فيبلغ حاجته على البديهة غير أبي جعفر وداود بن علي والعباس بن محمد " .

(5) عبد الوهاب بن إبراهيم الإمام بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس (95) ، ولي الشام للفترة من (144-158هـ/761-774 م) .

لم تشر المصادر التاريخية المتوافرة إلى وجود نشاط له في الدعوة السرية ولكن ذلك متوقع منه خاصة وأنه عاش إلى جانب والده وجده اللذين كانا أقطاب الدعوة ثم انتقل معهما إلى الكوفة قبل إعلان الثورة ، لكن دوره كان واضحاً في عدد من المعارك بعد إعلان الثورة .

ولي الشام من قبل الخليفة المنصور (96) . وفي سنة (140هـ/757 م) كان على الصائفة ومعه الحسن بن قحطبة واقبل الروم البيزنطيون عند نهر جيحان وانسحبوا ولم يقاتلوا الجيش العباسي وأحجموا عنه (97) . تولى عبد الوهاب بن إبراهيم موسم الحج من قبل الخليفة المنصور في سنتي (146 و 147هـ/763 و 764 م) (98) كما انه غزا الصائفة في سنتي (151 و152 هـ/768 و 769 م) (99) .

روي في أحد الأيام أنه كان في رحبة (المتسع والساحة) (100) الخليفة المنصور ينتظرون ركوبه ومعهم إسماعيل بن عبد الله القسري (101) فقال عبد الوهاب بن إبراهيم لإسماعيل: " متى يظهر قحطانيكم يا إسماعيل؟ قال إسماعيل: قد ظهر وإني لأنتظر أن يركب عنقك وأعناق نظرائك غداً فهو المهدي ولي عهد المسلمين ابن أمير المؤمنين ". وأُعجب المنصور برد إسماعيل وولاه الموصل وكان ذلك سنة (151هـ/768 م) (102) .

كان الخليفة المنصور ولّى عبد الوهاب بن إبراهيم فلسطين فعسف أهلها وقد اشتكى وفد من أهل فلسطين للخليفة المنصور عن سوء معاملة عبد الوهاب لهم وعن سوء إدارته لفلسطين إذ عزله الخليفة المنصور بعد ذلك (103) ، وأكد هذا الذهبي (104) بقوله عنه : " ولي إمرة الشام فلم تُحمد سيرته " .

تولى عبد الوهاب بن إبراهيم الشام من قبل الخليفة المنصور ولكن الخليفة المنصور كان يخاف عبد الوهاب فلما حضرت الخليفة المنصور الوفاة قال لحاجبه الربيع بن يونس :

"ما أخاف إلا صاحب الشام عبد الوهاب بن إبراهيم الإمام" ثم رفع يديه إلى السماء وقال: " اللهم أكفني عبد الوهاب ". قال الربيع: " فلما مات المنصور ودليّته في القبر وعرضت عليه الحجارة سمعت هاتفاً يهتف من القبر، مات عبد الوهاب وأجيبت الدعوة " (105). إذ توفي عبد الوهاب في دمشق سنة (158هـ/774 م).

6. الفضل بن صالح (122-172هـ/740-788م) بن علي بن عبد الله بن العباس (106)، ولي الجزيرة للفترة من (159-161هـ/775-777م) .

سبق للفضل مشاركته لأبيه في عدد من الحملات العسكرية على الروم البيزنطيين عندما كان أبوه والياً على الشام (107) . كما تولى موسم الحج في سنة (138هـ/755م) وعندما خرج من عند أبيه حاجاً أدركته ولايته على الموسم (موسم الحج) في الطريق فمرّ بالمدينة المنورة فاحرم منها (108) ، إذ ولى الخليفة أبو جعفر الموسم للفضل بن صالح في هذه السنة وأوصاه كما ذكر الطبري (109) " إن وقعت عيناك على محمد وإبراهيم بن عبد الله بن حسن فلا يفارقانك ، وإن لم ترهما فلا تسأل عنهما ، فقدم المدينة فتلقاه أهلها جميعاً منهم عبد الله بن حسن وسائر بني حسن إلاّ محمد وإبراهيم ابني عبد الله بن حسن … فقال لعبد الله بن حسن ما منع ابنيك أن يلقياني مع أهلها ! قال : والله ما منعهما من ذلك ريبة ولا سوء … " . وفي خلافة الخليفة المنصور تولى الفضل بن صالح ولاية دمشق (110). وفي سنة (149هـ/766 م) قادَ الفضل بن صالح حملة عسكرية على الروم البيزنطيين (111).

عُزل الفضل بن صالح عن الجزيرة سنة (161هـ/ 777 م) وعُين بدلاً عنه عبد الصمد بن علي (112). تولى الفضل بن صالح مصر من قِبل الخليفة المهدي (113) في سنة (169هـ/785 م) في السنة نفسها التي توفى فيها الخليفة المهدي وعندما تولى الهادي الخلافة اقر الفضل على ولاية مصر (114) إذ وصل إليها ومعه جيش كبير أتى بهم من الشام، وحال وصوله واجه ثورة أهل الحوف (115) وقائدهم دحية بن مصعب (116) وقد كانت ولايته على مصر أقل من سنة (117) . وعلى الرغم من الإشارة إلى أدب الفضل وفصاحته ونظمه الشعر، لكننا لا نعرف نماذج من ذلك. توفي الفضل في سنة (172هـ/788 م) (118) .

(7) عبد الصمد بن علي (106-185هـ / 724-801 م) بن عبد الله بن العباس (119)، ولي الجزيرة للفترة من (161-163هـ/777-779م).

نتوقع أن يكون له نشاط في الثورة العباسية لكن المصادر لم تخبرنا بذلك. وقد كان عبد الصمد بن علي برفقة أفراد أسرته عندما انتقلوا إلى الكوفة (120) . وفي سنة (132هـ/749م) شارك عبد الصمد بن علي أخاه عبد الله بن علي في دخول قنسرين وحمص والتوجه نحو دمشق وحصارها إذ تولى عبد الصمد حصار دمشق من جهة باب الفراديس وبعد حصارها دخل دمشق ، ثم توجه جيش الخلافة العباسية فأصبحت بلاد الشام ضمن سيطرة الخلافة العباسية ومن بينها فلسطين والأردن (121) .

تصدى عبد الصمد بن علي لأبي الورد مجزأه بن الكوثر بن زفر بن الحارث الكلابي عندما دعا إلى آل أبي سفيان إذ قضى على تمرده سنة (133هـ/750 م) (122). عندما ثار عبد الله بن علي على الخليفة المنصور جعل أخاه عبد الصمد ولي عهده فحاربه قائد أبي مسلم حميد بن قحطبة وظفر به، وكلّم إسماعيل بن علي الخليفة المنصور من أجل العفو عن عبد الصمد بن علي فرد عليه الخليفة المنصور قائلاً: " لولا أنت لم ينج مني سالماً عبد الصمد" (123).

كما كان عبد الصمد بن علي مع أخيه إسماعيل عندما ثار مهلهل الحروري على إسماعيل في فارس فقتله إسماعيل وهزم عسكره وأسر من أصحابه أربعمائة فقال له عبد الصمد بن علي: " أصلح الله الأمير، اضرب أعناقهم! " . فقال له إسماعيل: " ان أول من علم قتال أهل القبلة علي بن أبي طالب، ولم يقتل أسيراً، ولا يتبع منهزماً، ولا يجهز على جريح " (124) .

وفي أثناء خروج إبراهيم بن عبد الله بن الحسن على الخلافة العباسية سنة (145هـ/762 م) سيّرَ إبراهيم بن عبد الله إلى فارس عمرو بن شدّاد (125) فقدمها وبها إسماعيل وعبد الصمد ابنا علي بن عبد الله فبلغهما دُنو عمرو وهما باصطخر فقصدا دارا بجرد (126) فتحصنا بها فصارت فارس في يد عمرو بن شدّاد (127) .

في سنة (146هـ/763 م) أصبح عبد الصمد بن علي والياً على مكة المكرمة (128) واستمر والياً عليها وعلى الطائف (129) إلى أن عُزل عنهما في سنة (149هـ/766 م) (130) وعينه الخليفة المنصور في سنة (155هـ/771 م) والياً على المدينة المنورة (131) إلى أن عزله عنها الخليفة المهدي سنة (159هـ/775 م) (132) كما تولى عبد الصمد البصرة في خلافة الرشيد (133).

لقد كان عبد الصمد بن علي كثيراً ما ينتقد الخليفة المنصور إذ قال السيوطي (134) :

"قال عبد الصمد بن علي للخليفة المنصـور: " لقد هجمت بالعقوبة حتى كأنك لم تسمع بالعفو، قال [المنصور] : لأن بني مروان لم تبْلَ رممُهم، وآل أبي طالب لم تغمد سيوفهم ، ونحن بين قوم قد رأونا اليوم خلفاء فليس تتمهد هيبتنا في صدورهم إلاّ نسيان العفو واستعمال العقوبة " . في حالة صحة هذا الرأي مع المنصور في وجوب العفو وعدم الشدة والقسوة فنحن لا نعلم هل كان عبد الصمد بن علي خارج المواقع الرسمية للخلافة وكان بإمكانه قول ذلك للمنصور أم كان بموقع رسمي وهذا احتمال ضعيف إذ لا نتوقع وهو والٍ على المدينة المنورة أو الطائف أو غير ذلك من الأقاليم أن يقول هذا للخليفة المنصور والأرجح انه لم يكن لديه موقع رسمي عندما قال ذلك .

تم تعيين عبد الصمد بن علي على الجزيرة من قبل الخليفة المهدي سنة (161هـ/777 م) وفي سنة (163هـ/779 م) كان مسير الخليفة المهدي مع ابنه هارون إذ سلك طريق الموصل حتى دخل إقليم الجزيرة ولم يستقبله عبد الصمد ولا هيأ له نُزلاً على الطرق ولم يسوّ الطريق أمام الجيش فغضب عليه الخليفة المهدي فدعاه وجرى بينهما كلامٌ أغلظ له فيه القول الخليفة المهدي فرد عليه عبد الصمد ولم يتحمله فأمر بحبسه وعزله عن الجزيرة ،ثم أخرجه من السجن سنة (166 هـ/782 م) (135) كما تولى عبد الصمد بن علي الموصل وتوابعها سنة (167هـ/783 م) (136) .

في عهد الخليفة الرشيد كان عبد الصمد بن علي إلى جانبه في آرائه وسياسته ومن ضمنها تعيين ابنه محمد ولياً للعهد من بعده وكان محمد ابن خمس سنين إذ قام عبد الصمد بن علي فقال : " أيها الناس لا يغرنكم صغر السّن فإنها الشجرة المباركة أصلها ثابت وفرعها في السماء…" (137). في سنة (176هـ/792 م) حصلت الفتنة بدمشق بين القبائل الشمالية والجنوبية وكان على دمشق حينئذ عبد الصمد بن علي. يبدو هنا ان عبد الصمد لم يكن والياً على الشام كله إنما دمشق فقط. فجمع رؤساء القبائل وسعى في الصلح بينهم فأتى بني القين من قبيلة قضاعة وكلمهم في الصلح فقالوا انصرفوا عنا حتى ننظر ثم سارت عدد من القبائل اليمانية إلى بني القين وقتلوا منهم نحو ستمائة فاستنجدت بنو القين قبيلة قضاعة وقبيلة سليما فلم ينجدوهم فاستنجدوا قيساً فأجابوهم وساروا معهم إلى قتال اليمانيين فقتلوا منهم ثمانمائة وكثر القتال بينهم ثم عزل الخليفة الرشيد عبد الصمد بن علي عن دمشق وولاها إبراهيم بن صالح (138).

 وقد أصيب عبد الصمد بن علي بالعمى في سنوات حياته الأخيرة (139). ووصفه الذهبي (140)"بشيخ آل العباس وبقية عمومة المنصور".

 توفى عبد الصمد بن علي في سنة (185هـ/801م) (141) .

(8) هارون بن محمد (148-193هـ / 765-809 م) بن عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس وكان يُلقب بالرشيد (142)،ولي الشام للفترة من(163-167هـ/779-783 م)وولي الجزيرة للفترة من (163-166هـ/779-782 م) .

ظهرت عليه ملامح النجابة والذكاء منذ صغره (143) . وعندما بلغ من العمر خمس عشرة سنة، ولاه والده الأقاليم الغربية من الخلافة في سنة (163هـ/779 م) فضلا عن اقليمي الشام والجزيرة، وكان هارون يرسل ولاة بالنيابة عنه يتولون الأقاليم التي يتولاها (144). وفي السنة ذاتها توجه هارون في غزوه إلى الروم البيزنطيين بأمر من والده الخليفة المهدي الذي ضمّ إليه مجموعة من القادة وسار معه حتى اقترب هارون من حدود الإمبراطورية البيزنطية ورجع الخليفة المهدي إلى القدس، ولما توغل هارون داخل حدود الإمبراطورية البيزنطية صادفه خبر وفاة الإمبراطور البيزنطي ليون (Leon) (159-163هـ/775-779 م) فأبعد الروم البيزنطيين عن الثغور وحققت الحملة هدفها في صدّ هذا الخطر وفتح حصن صمالو (145) .

في سنة (165هـ/781 م) عقد المهدي لابنه هارون على الصائفة فسار حتى اقترب من القسطنطينية فوافاه عسكر الروم البيزنطيين، وكان هارون في تعبئة لم تعبأ في الإسلام مثلها وانتهت هذه الحملة بالهدنة ، وعند عودة هارون من هذه الحملة عقد له والده الخليفة المهدي بولاية العهد بعد موسى الهادي وسماه الرشيد (146) .

عُزل الرشيد عن الجزيرة سنة (166هـ/782 م) ليتولاها علي بن سليمان بن علي وفي السنة التي تلّتها عزل الرشيد عن الشام ليتولاه إبراهيم بن صالح بن علي .

لقد كان الرشيد عالماً بالأدب وأخبار العرب وفصيحاً له شعر وله حوارات مع علماء عصره، وليس لدينا نماذج نوردها إلاّ هذا النص في حواره مع إسحاق بن إبراهيم الموصلي وقد أنشده أبياتاً منها:

وكيف أخاف الفقر أو احرم الغنى *** ورأي أمير المؤمنين جميلُ

قال له الرشيد: " لله در أبياتٍ تأتينا بها ما أحكم أصولها وأحسن فصولها وأقل فضولها!

فقال إسحاق الموصلي: أخذ الجائزة مع هذا الكلام ظلم " (147). كما كان الرشيد شجاعاً

كثير الغزوات يُلقب بجبار بني العباس حازماً كريماً متواضعاً. توفى في سنة (193هـ/808 م) (148).

(9) علي بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس (149)، ولي الجزيرة للفترة من (166-169هـ/782-785 م) ومن (171-173هـ/787-789 م) .

ولاه الخليفة المهدي اليمن ثم عزله عنها سنة (162هـ/778 م) (150) رافق علي بن سليمان الخليفة المهدي أثناء مسيرهِ مع ابنه هارون خلال حملة الصائفة ضد الروم البيزنطيين، كما كان بمعية الخليفة المهدي عندما زارا الموصل وحَلب والقدس فصليا فيها ومعهما العباس بن محمد والفضل بن صالح (151) .

 في سنة (168هـ/784 م) نقض الروم البيزنطيون اتفاقية الصلح الذي عُقد بينهم وبين الخليفة الرشيد سنة (165 هـ/781 م) وكان علي بن سليمان خلال هذه الفترة والياً على الجزيرة وجند قنسرين، إذ تصدى لهذا الأمر بتوجيه يزيد بن بدر البّطال (152) في سَريّة إلى الروم البيزنطيين فغنموا وظفروا (153). وفي السنة ذاتها أي سنة (168هـ/784 م) كتب الخليفة المهدي إلى علي يأمره ببناء مدينة الحدّث (154).

تولى علي "صلاة الجزيرة وحربها وخراجها" من قبل الخليفة المهدي سنة (166هـ/ 782 م) (155) وتولى مصر من قبل الخليفة الهادي سنة (169هـ/785 م) وبينما كان علي بن سليمان في مصر راودته نفسه بالخلافة وطمع فيها ، فسخط عليه الخليفة الرشيد وعزله عن مصر سنة (171 هـ/787م)(156) ليتولى الجزيرة للمرة الثانية الى أن عُزل عنها سنة (173هـ/789 م) لكن طمعه بالخلافة لا يتطابق مع إعادة توليته على الجزيرة علماً ان الكندي ينفرد بهذه الرواية من بين المصادر التاريخية .

(10) إبراهيم بن صالح بن علي بن عبد الله بن العباس (157)، ولي الشام للفترة من (167-175هـ/783-791 م) .

ولي مصر سنة (165هـ/781 م) (158)، وولي الشام في سنة (167هـ/783 م) وعن توليته على الشام قال الصفدي (159) :

كما ولي إبراهيم بن صالح *** والشُرّ عنها لم يكن بنازح

إذ أكدت الاضطرابات التي كانت تتكرر في دمشق وخاصة عندما تولى الشام إبراهيم بن صالح. ومن أهم هذه الاضطرابات النزاعات بين القبائل الشمالية والجنوبية.

 عُزل عن مصر سنة (168هـ/784 م) (160) . وأضيفت له جزيرة قبرص إدارياً في خلافة الخليفة الهادي . استمر إبراهيم بن صالح والياً على الشام الى ان عزله عنه الخليفة الرشيد سنة (175هـ/791 م) (161) وفي السنة التي تلتها تولى مصر ولايته الثانية عليها وهي السنة ذاتها التي توفى فيها (162) .

(11) إسحاق بن إبراهيم بن صالح بن علي بن عبد الله بن العباس، ولي الشام للفترة من (175-176 هـ/791-792 م) (163) .

في ولايته على الشام وقعت ثورة عامر بن عمارة بن خُريم الغطفاني حتى تفانى فيها الكثيرون وتفاقم أمرها.

عندما خرج إبراهيم بن صالح والد إسحاق من دمشق مع الوفد الذي قدم به على الخليفة الرشـيد استخلف على دمشق ابنه إسحاق وضم إليه رجلاً من قبيلة كندة اسمه الهيثم بن عوف، فغضب الناس وحبس إسحاق بن إبراهيم زعماء من قيس وعامل الناس بدمشق بقسوة وساءت سياسته اتجاه رعيته فنفر الناس بدمشق وتداعوا الى العصبية والحرب واستمر هذا أشهراً حتى خرج إسحاق بن إبراهيم الى حمص (164).

(12) عبد الملك بن صالح بن علي بن عبد الله بن العباس (165)، ولي الشام للفترة من (177-180 هـ/793-796 م) .

تولى عبد الملك بن صالح الموصل في سنة (169هـ/785 م) (166) وولاه الخليفة الرشيد المدينة المنورة بعد عزله عن الموصل سنة (171هـ/787 م) فقال رجلٌ ليحيى بن خالد البرمكي: " كيف استكفى أمير المؤمنين المدينة من بين أعماله عبد الملك بن صالح؟

قال: أحب أن يباهي قريشاً ويعلمهم أن في بني العباس بقية حسنة " (167) . وعُزل عنها في السنة ذاتها (168) .

قاد عبد الملك بن صالح العديد من حملات الصوافي على الروم البيزنطيين ومن بينها الصائفة التي قادها سنة (173هـ/789 م) (169). وفي سنة (177 هـ/793 م) ولي الشام، وفي بعض الأحيان يقوم باختيار القادة المناسبين وإرسالهم في حملات الصوافي ضد الروم البيزنطيين كما حدث عندما أرسل البختري بن شريك بن العلاء العبسي في سنة (178 هـ/794 م) (170) وفي السنة نفسها ولي عبد الملك بن صالح مصر من قبل الخليفة الرشيد (171) .

وعندما ثار الوليد بن طريف الحروريّ بالجزيرة سنة (179 هـ/ 795 م) وحاصر عبد الملك بن صالح في الرّقة، استنجد بالخليفة الرشيد وأنجده بالعديد من الحملات تحت قيادة العديد من القادة وفشلوا في القضاء عليه الى أن استطاع القائد يزيد بن مزيد الشيباني من القضاء على ثورة الوليد بن طريف (172) .

حبس الخليفة الرشيد عبد الملك في سنة (188 هـ/803 م) وذلك أن ابنه عبد الرحمن وكاتب والده قُمامة بن يزيد الذي كان مولى لعبد الملك رفعا عنه أنه يؤهل نفسه للخلافة وأنه يراسل رؤساء القبائل في الشام والجزيرة، وكان عبد الملك نبيلاً، فصيحاً، حسن البيان ، فقال : " ما سبب حبسي ؟ … " . فأحضره الخليفة الرشيد وقال: " هذا ابنك عبد الرحمن يذكر ما كنت تدبره من المعصية والشقاق، فقال : ليس يخلو ابني أن يكون مأموراً مغدوراً أو عدواً محذوراً ، … قال [الرشيد] فهذا قُمامة بن يزيد كاتبك يذكر مثل ذلك ، … قال من كذب عليّ وأشاط بدمي لغير مأمون ان يبهتني " (173) .

 عندما تولى محمد الأمين الخلافة (193-198هـ/808-812 م) أخرج عبد الملك من السجن وردّ عليه أمواله وضياعه ودفع إليه ابنه عبد الرحمن وكاتبه قُمامة وتم حبسهما (174) . وقد وقف عبد الملك الى جانب الخليفة الأمين في أثناء فتنته مع أخيه المأمون على الخلافة (175) توفى عبد الملك في الرقة سنة (197هـ/812 م) وكان من بين أفصح أفراد الأسرة العباسية في عصره (176) .

(13) القاسم بن هارون (173-208هـ/790-823 م) بن محمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس وكان يُلقب بالمؤتمن (177)، ولي الجزيرة للفترة من (183-193هـ/799-808 م) وولي الشام للفترة من (186-195هـ/802-810 م) .

تتجاهل المصادر التاريخية سيرة حياته واكتفت بمواليده ولم تطرق الى طبيعة تربيته حتى تولى الجزيرة والشام، بخلاف معرفتنا بحياة بقية أخوته ، ومن الأرجح أنه عاش مع عبد الملك بن صالح ضمن أسرته بدليل مطالبة عبد الملك له بولاية العهد من الخليفة الرشيد كما سنتطرق الى ذلك في أثناء حديثنا عن هذا الوالي .

تولى القاسم بن هارون الجزيرة سنة (183هـ/799 م) وتولى الشام سنة (186هـ/802 م) (178) ، ووجهه الخليفة الرشيد بالصائفة سنة (187هـ/802 م) الى الروم البيزنطيين ومعه عبد الملك بن صالح وانضم لجيش القاسم عدد من أهالي إقليم الثغور والعواصم ، فعندما توغل القاسم داخل حدود الإمبراطورية البيزنطية أرسل إليه الإمبراطور البيزنطي نقفور سنة (187-196هـ/802-811 م) يسأله ان ينصرف ويعطيه ثلاث مائة وعشرين أسيراً من المسلمين ففعل وانصرف (179) .

لقد كان القاسم في حجر عبد الملك بن صالح فلما بايع الخليفة الرشيد بولاية العهد لأبنائه الأمين والمأمون والمعتصم كتب إليه عبد الملك:

يا أيها الملك الذي

اعقد لقاسم بيعةٍ

الله فردٌ واحد

لو كان نجماً كان سَعْدا

وأقدح له في الملك زنْدا

فاجعل ولاة العهد فرْدا

فبايع الخليفة الرشيد لابنه القاسم بولاية العهد بعد أخوته الأمين والمأمون والمعتصم وسماه المؤتمن وولاه إقليم الثغور والعواصم (180) . ولم يزل القاسم والياً على الجزيرة إلى أن عزله عنها الخليفة الأمين سنة (193هـ/-808 م) (181) بينما أقره على الشام وعزله عن جند قنسرين وأضافها لوالي الجزيرة خزيمة بن خازم (182)، وفي سنة (201هـ/816 م) خلع الخليفة المأمون أخاه القاسم عن ولاية العهد (183) .

(14) سليمان بن عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس (184)، ولي الشام للفترة من (195-198هـ/810-813 م) .

سليمان بن أبي جعفر أحد أبرز القادة من الأسرة العباسية الذين قادوا الجيش العباسي في قتال الحسين بن علي بن الحسن في معركة فخ قرب مكة المكرمة بعد خروجه على الخلافة العباسية وتم القضاء على الحسين بن علي في هذه المعركة (185) . وغزا سليمان بن أبي جعفر الروم البيزنطيين سنة (174هـ/790 م) (186) .

عندما تولى هارون الرشيد الخلافة كان عمه سليمان بن أبي جعفر أول المبايعين له بالخلافة (187). كما ولى الخليفة الرشيد عمه سليمان البصرة ثم عزله عنها آخر سنة (174هـ/790م) (188) وتولى سليمان الشام ثم وثب به أهلها فأخرجوه ونهبوا كل ما كان معه ويعود السبب في ذلك إلى عدم اهتمامه برعيته وبالنواحي العمرانية في دمشق وبالأخص جامع دمشق (189). سُجن سليمان بن أبي جعفر بأمر من الخليفة الأمين وظل محبوساً في سجنه إلى أن أخرجه هرثمة بن اعين بعد هزيمة الخليفة الأمين وانتصار الخليفة المأمون عليه (190).

بينما ذكر المسعودي (191) بأن سليمان من أهم المقربين للخليفة الأمين، قد يعني المسعودي ان ذلك كان قبل الفتنة مع أخيه المأمون.

(15) محمد بن هارون (179-227هـ/795-841 م) بن محمد بن عبد الله بن علي بن عبد الله بن العباس وكان يلقب بأبي إسحاق المعتصم (192)، ولي الشام للفترة من (213-214هـ/828-829 م).

لم يحصل اهتمام بتربيته وتعليمه من قبل الخليفة الرشيد مثل ما حصل عليه أخواه الأمين والمأمون ولهذا فقد برز في الأمور العسكرية الحربية وتروى روايات كثيرة عن قوتهِ وشجاعتهِ ولم تُروَ روايات عن علمه وأدبه وربما يرجع هذه الأمر لكون والدته تركية أو ان الخليفة الرشيد أراد له التربية العسكرية. وجه الخليفة المأمون أخاه أبا إسحاق المعتصم إلى الروم البيزنطيين في سنة (216هـ/831 م) وقد فتح المعتصم في حملتهِ هذه العديد من الحصون ومنها مدينة مطمورة (193) وهي إحدى بنود الروم البيزنطيين (194) . وعندما غزا الخليفة المأمون الروم البيزنطيين في سنة (217هـ/832 م) وصار إلى حصن لؤلؤة (195) أمر ببناء حصنين هناك يقابلان حصن لؤلؤة، ثم توجه إلى قرية سَلَغوس (196) ترك على الحصن الذي كان بيده أحمد بن بسطام وترك المعتصم على الحصن الثاني الذي كان بيده محمد بن الفرج وتركا كل ما يحتاجه الجند في هذين الحصنين (197) .

كان الخليفة المأمون يستشير أخاه المعتصم في عدد من الأمور منها عندما استشار المعتصم وابنه العباس بن المأمون في قتل إبراهيم بن المهدي بن شكلة قال: "اني شاورت جميع أصحابي في أمرك حتى شاورت أخي أبا إسحاق وابني العباس، فكلهم اشار علي بقتلك، فأبيت إلا العفو عنك " (198).

في سنة (210هـ/825 م) أمر الخليفة المأمون أخاه محمد المعتصم باتخاذ الأتراك وجلبهم (199) وكان الخليفة المأمون قد ولى أبا إسحاق المعتصم الشام ومصر سنة (213هـ/828م) وبالأحرى كانت توليته على المغرب كله بدءاً من الشام ومصر وما بعد مصر (200) .

(16) العباس بن عبد الله (المأمون) بن هارون بن محمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس (201)، ولي الجزيرة للفترة من (213-218هـ/728-833 م) وولي الشام للفترة من (214-223هـ/729-837 م) .

في سنة (213هـ/828 م) ولى الخليفة المأمون ابنه العباس الجزيرة (202) وأضـيفت إليه أيضاً ثغور إقليم العواصم وفي السنة التي تليها عينه الخليفة المأمون على الشام.

عندما ثار الخارجي بلال الشاري في أطراف الموصل توجه إليه الخليفة المأمون ثم رجع فوجه إليه ابنه العباس ومعه عدد من القادة ووالي الموصل هارون بن أبي خالد، إذ تم القضاء على ثورة بلال وقتله (203) . كما وجه الخليفة المأمون ابنه العباس على رأس حملة ضد الروم البيزنطيين وأمره بنزول طُوانة (204) والإشراف على بنائها وجُعل عليها سور وأربعة أبواب على كل باب منها حصن، وكتب الخليفة المأمون إلى أبي إسحاق المعتصم والي الشام أنه فرض على جند دمشق وجند الأردن وجند فلسطين أربعة آلاف رجل وانه يجري على الفارس مائة درهم، وعلى الراجل أربعين درهماً، وفرض على أهل مصر فرضاً وعلى أهل الجزيرة وعلى أهل بغداد فأتاه الجند من هذه الأقاليم ونزلوا معهُ طُوانة (205) .

في سنة (216هـ/831 م) غزا الخليفة المأمون الروم البيزنطيين وفتح اثني عشر حصناً ووجه ابنه العباس لملاقاة الإمبراطور البيزنطي تيوفيل إذ هزمه وتم الانتصار للعباس بن المأمون (206). لكن لم تسعفنا المصادر التاريخية بأسماء الحصون وبُعدها عن حدود الخلافة العباسية ولم تذكر أيضاً والمنطقة التي حصلت فيها المعركة.

لقد كان العباس بن المأمون مع أبيه الخليفة ومعهما أيضاً محمد المعتصم عندما توفى الخليفة المأمون في طريق عودته من حملة ضد الروم البيزنطيين، وعندما أراد عدد من القادة العسكريين أن يبايعوا العباس بالخلافة أبى ذلك وبايع عمه أبا إسحاق المعتصم بالخلافة سنة (218هـ/833 م) ثم توجه المعتصم نحو بغداد (207) .

أقر الخليفة المعتصم ابن أخيه العباس على ولايته على الجزيرة وثغور العواصم (208) . ثم حصل الانشقاق في الأسرة العباسية مجدداً إذ تكرر ما فعله عبد الله بن علي وغيره ولكن هذه المرة على يد العباس بن المأمون الذي دعا بالخلافة لنفسه خارجاً على الخليفة المعتصم ووقف إلى جانبه القائد عجيف بن عنبسة وكان على حرس الخليفة المعتصم وبايعه مجموعة من قادة الجيش العباسي وأجمعوا على قتال الخليفة المعتصم والفتك به (209) .

بلغ الخبر للمعتصم بتجدد طموح العباس وربما كان ذلك وشاية من عدد من القادة الأتراك أو بدفع من عدد من القادة العرب وقد استقدمه المعتصم معه في عودته من بلاد الروم البيزنطيين. ومن ثم أمر بلعنه وسبه فسموه اللعين (210) . وتوفى العباس بظروف غامضة وليس لدينا دليل أنه قام بثورة علنية وصريحة ضد عمه الخليفة المعتصم في منطقة أو أقاليم ولايته.

(17) عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الملك بن صالح بن علي بن عبد الله بن العباس (211).

ولي الجزيرة في خلافة الواثق بالله (227-232هـ/ 841-846 م) ولفترة قصيرة جداً في سنة (230هـ/844 م) وعزله الخليفة الواثق عنها (212) . ولم تتوافر لدينا أية معلومات أخرى في المصادر التاريخية عن هذا الوالي .

(18) إبراهيم بن جعفر (المتوكل) بن محمد بن هارون بن محمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس (213). ولي الشام للفترة من (235-247هـ/849-861 م).

عندما كتب الخليفة المتوكل العهد بين أولاده الثلاثة بولاية العهد من بعده كان تسلسل إبراهيم الثالث من بعد أخويه المنتصر والمعتز وسماه والده (المؤيد)، وعقد لكل واحد منهم لواءين أحدهما أسود وهو لواء العهد والآخر أبيض وهو لواء العمل أي لواء الولاية على الأقاليم، وولاه الشام ما عدا جند قنسرين، ثم أضيفت أرمينية وأذربيجان إدارياً من جديد إلى الشام تحت إدارة والٍ واحد وهو إبراهيم سنة (235هـ/849 م) إذ قسم الخليفة المتوكل أقاليم الخلافة على أولاده الثلاثة (214) .

لكن في أعقاب تولية المنتصر الخلافة (247-248هـ/860-861 م) خلع المؤيد والمعتز سنة (247هـ/861 م) وربما كان ذلك بتحريض من الأتراك ضدهما (215) . انتهى الأمر بإبراهيم المؤيد بالسجن إذ سجنه الخليفة المعتز (252-255هـ/865-868 م) ومات في السجن سنة (252هـ/866 م) (216) .

(19) محمد بن جعفر (المتوكل) (223-248هـ/837-862 م) بن هارون بن محمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس الملقب (بالمنتصر) (217)، ولي الجزيرة للفترة من (235-247هـ/849-861 م) .

في سنة (233هـ/847 م) ولى الخليفة المتوكل ابنه محمد الحرمين الشريفين واليمن والطائف (218) . وفي سنة (235هـ/849 م) ضم الخليفة المتوكل لابنه محمد المنتصر الأقاليم الغربية من الخلافة العباسية بما فيها الجزيرة والثغور والعواصم وجند قنسرين من الشام (219) . وعين على الجزيرة بغا الكبير بالنيابة عنه (220) ، كما ولى العديد من النواب على بقية الأقاليم التي تولاها .

في سنة (247هـ/861 م) كان الخليفة المتوكل قد جفا ابنه محمداً المنتصر واستغل الأتراك هذا الجفاء للتخلص من الخليفة المتوكل وتنصيب ابنه محمد المنتصر وكانت بداية لتدخلهم في الشؤون السياسية للخلافة العباسية. إذ دخل عليه مجموعة من الأتراك منهم بغا الصغير واوتامش وباغر وآخرين وكان الخليفة المتوكل في مجلس خلوة فوثبوا عليه فقتلوه بأسيافهم (221) وبويع لمحمد المنتصر بالخلافة وانتهت ولايته على الأقاليم التي تولاها ومن ضمنها الجزيرة (222) .

________________

 (1) أبـو المنذر هشـام بن محمد بن السائب الكلبي (ت 204هـ/819 م)، جمهرة النسب، بغداد، (د.م)، 1986م، ج1، ص22-28 ؛ ابن دُريد، المصدر السابق، ج1، ص11-25 ؛ القلقشندي، نهاية …، ص143 ؛ يونس حمادي عبد الجبار، الأسرة العباسية (132-218 هـ/749-833 م)، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية الآداب، جامعة الموصل، 1991 م، ص1 ؛

The Encyclopedia of Islam,vol., 1, p., 15.

(2) ابن الكلبي، المصدر السابق، ج1، ص17-21؛ ابن دريد، المصدر السابق، ج1، ص25-32.

(3) أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر (ت 463 هـ/1070 م)، الاستيعاب، تحقيق علي محمد البجاوي، بيروت، دار الجيل، 1992 م، مج 2، ص811-813؛ شهاب الدين أبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني ( ت 852 هـ/ 1448 م)، الإصابة في تمييز الصحابة، القاهرة، مطبعة السعادة، 1328 هـ، أعادت طبعه بالأوفست مكتبة المثنى–بغداد، ج2، ص271 ؛ فوزي، العباسيون…، ج1، ص39 .

(4) البلاذري، أنساب …، ق3، ص1؛ صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي (ت 764 هـ/1362 م)، نكت الهميان في نكت العميان، القاهرة، المطبعة الجمالية، 1911 م، ص175-178.

(5) أبو عمرو خليفة بن خياط (ت 240 هـ/854 م)، الطبقات، تحقيق سهيل زكار (د.م)، (د.ت)، ج1، ق1، ص10-11 ؛ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت 748 هـ/1347 م)، تاريخ الذهبي، تحقيق عمر عبد السلام تدمري، ط2، بيروت، دار الكتاب العربي، 1998 م، حوادث ووفيات (141 –160 هـ/758-777 م)، ص195 ؛ عبد السلام الترمانيني، أهم أحداث التاريـخ الإسلامي، ط1، الكويت، طبع قسم التراث العربي بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، 1982 م، مج2، ج1، ص730 .

(6) ابن الكلبي، المصدر السابق، ج1، ص31-32؛ عبد الجبار الجومرد، داهية العرب أبي جعفر المنصور مؤسس دولة بني العباس، ط1، بيروت، دار الطليعة،1963 م، ص151-152.

(7) أحمد بن شاكر الكتبي (ت 764 هـ/1362 م)، فوات الوفيات، تحقيق احسان عباس، بيروت، دار صادر، 1973م، ج2، ص216-217 ؛ طقّوش، المرجع السابق، ص47 .

(8) البلاذري، أنساب …، ق3، ص182 .

(9) عبد الجبار، المرجع السابق، ص42 ؛ الجومرد، داهية …، ص64 .

(10) ابن خلكان، المصدر السابق، ج2، ص411 .

(11) البلاذري، أنساب…، ق3، ص182 .

(12) أبو عبد الله محمد بن أبي بكر القضاعي المعروف بابن الأبـّار (ت 658 هـ/1260 م)، الحُلة السَيّراء، تحقيق حسين مؤنس، ط1، القاهرة، الشركة العربية للطباعة والنشر، 1963م، ج1، ص33 .

(13) عبد الجبار، المرجع السابق، ص43 ؛ الجومرد، داهية …، ص66 .

(14) اصطخر، مدينة في إقليم فارس من أقدم مدنه وأشهرها، ابن حوقل، المصدر السابق، ص236 ؛ الحموي، المصدر السابق، مج1، ص211 .

(15) البلاذري، أنساب …، ق3، ص182 ؛ الازدي، المصدر السابق، ج2، ص107 .

(16) ابن الأثير، الكامل …، مج5، ص416 .

(17) ابن خياط، تاريخ …، ج2، ص633 ؛ ابن الأثير، الكامل …، مج5، ص445 .

(18) ابن الأثير، الكامل …، مج5، ص434-435 ؛ الذهبي، تاريخ …، حوادث (121-141هـ/738-758م)، ص341 ؛ الجومرد، أبو جعفر …، ص131-132 .

(19) البلاذري، أنساب …، ق3، ص191 .

(20) الازدي، المصدر السابق، ج2، ص159 ؛ أغابيوس بن قسطنطين المنبجي (من القرن الرابع للهجرة / العاشر للميلاد)، المنتخب من تاريخ المنبجي، تحقيق عمر عبد السلام تدمري، ط1، طرابلس، دار المنصور، 1986م، ص117 .

(21) المنبجي، المصدر نفسه، ص118 ؛ ابن الأثير، الكامل …، مج5، ص459 .

(22) الازدي، المصدر السابق، ج2، ص159 .

(23) البلاذري، أنساب …، ق3، ص185 .

(24) البلاذري، المصدر نفسه والقسم، ص190 .

(25) الكتبي، المصدر السابق، ج2، ص216 .

(26) صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي (ت 764 هـ/1362 م)، أمراء دمشق في الإسلام، تحقيق صلاح الدين المنجد، دمشق، مطبعة الترقي، 1955م، ص49 ؛ أبو العباس أحمد بن عبد الله القلقشندي (ت 821 هـ/1418 م)، مآثر الأناقة في معالم الخلافة، تحقيق عبد الستار أحمد فراج، بيروت، عالم الكتب، 1964م، ج1، ص181-182 ؛ للمزيد من المعلومات عن عبد الله بن علي ينظر

Fawwas Ahmad Tuqan, Abdallah Ibn Ali Are bellious uncle of Al mansūr, Studies In islam, 1969, vol. 6, pp., 1-26.

(27) مؤلف مجهول (عاش في القرن الثالث للهجرة / التاسع للميلاد)، أخبار الدولة العباسية، تحقيق عبد العزيز الدوري وعبد الجبار المطلبي، بيروت، دار الطليعة للطباعة والنشر، 1971م، ص145-159 ؛ عبد الجبار، المرجع السابق، ص20 ؛ الخضري بك، المرجع السابق، ص7-8 .

(28) الكامل …، مج5، ص262 .

(29) اليعقوبي، تاريخ …، ج2، ص345 ؛ الطبري، المصدر السابق، ج7، ص423 .

(30) الطبري، المصدر نفسه والجزء، ص458 .

(31) المصدر نفسه والجزء، ص465-467 .

(32) المسـعودي، مروج …، ج3، ص289 ؛ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (748هـ/1347م)، العبر في خبر من غبر، تحقيق محمد السعيد بن بسيوني زغلول، بيروت، دار الكتب العلمية، 1985م، ج1، ص143 ؛ الكتبي، المصدر السابق، ج2، ص192 .

(33) شمشاط، مدينة في إقليم الثغور واقعة على شاطئ نهر الفرات، ابن رستة، المصدر السابق، ص106 ؛ الحموي، المصدر السابق، مج3، ص362 .

(34) البلاذري، أنساب …، ق3، ص106 .

(35) مؤلف مجهول (عاش في القرن السادس للهجرة / عاش في القرن الثاني عشر للميلاد)، العيون والحدائق وأخبار الحقائق، (د.ت)، أعادت طبعه بالأوفست مكتبة المثنى – بغداد، ج3، ص219 .

(36) المنبجي، المصدر السابق، ص118 ؛ موفق الجوادي، العلاقة بين الخلفاء العباسيين وأفراد الأسرة العباسية (132-324 هـ/ 749-935 م)، مجلة الزرقاء للبحوث والدراسات، جامعة الزرقاء الأهلية، الزرقاء – الأردن، مج2، ع1، حزيران، 2000م، ص133 .

(37) المصدر السابق، ج 7، ص472 .

(38) الطبري، المصدر نفسه والجزء، ص 475 . 

(39) المسعودي، مروج …، ج 3، ص 290؛ أبو الحسن علي بن أبي عبد الله محمد بن أبي السرور ( ت 660 هـ / 1261م )، بلغة الظرفاء في ذكرى تواريخ الخلفاء، القاهرة، مطبعة النجاح، 1909م، ص 47 ؛

Hugh kennedy , The Early Abbasid caliphate Apolitical History , London , Croom Helm, 1981, PP., 58- 61.

(40) الجهشياري، المصدر السابق، ص104 ؛ محمد ماهر حماده، سلسلة وثائق الإسلام، ط2، بيروت، مؤسسة الرسالة، 1981م ص31 . 

(41) العرجي، عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان، شاعر من الأدباء الظرفاء الاسخياء ولُقب بالعرجي لسكناه قرية العرج قرب الطائف توفى ( نحو سنة 120 هـ / نحو سنة 738م )، أبو الفرج علي بن الحسين بن محمد احمد بن الهيثم المعروف بالاصفهاني ( ت 356هـ / 967م )، الأغاني، القـاهرة، مطبعة بولاق، ( د.ت )، ج11، ص 153-155 ؛ خير الدين الزركلي، الأعلام، ط4، بيروت، دار العلم للملايين، 1979 م، ج4، ص109 .

(42) ابن خلكان، المصدر السابق، ج5، ص400 .

(43) المقدسي، البدء …، ج 6، ص 78 ؛ الذهبي، العبر …، ج1، ص 159 ؛ الترمانيني، المرجع السابق، مج 2، ج 1، ص 730 .

(44) أبو محمد علي بن احمد بن سعيد بن حزم ( ت 456هـ / 1063م )، جمهرة انساب العرب، ( د.م)، (د.ت)، ص20  .

(45) الطبري، المصدر السابق، ج7، ص 423 .

(46) الازدي، المصدر السابق، ج 2، ص 134-135 ؛ الذهبي، تاريخ …، حوادث ( 121-141 هـ / 738-758م)، ص235 ؛ الترمانيني، المرجع السابق، مج 2، ج 1، ص 666 .

(47) نهر في فلسطين ينبع من جبال نابلس، الحموي، المصدر السابق، مج 5، ص 315 .

(48) الجيزة، مدينة تقع غرب مدينة الفسطاط في مصر، اليعقوبي، البلدان، ص 91 ؛ الحموي، المصدر السابق، مج 2، ص 200 .

(49) بوصير، قرية في شمال مصر، ابن حوقل، المصدر السابق، ص 148 ؛ الحموي، المصدر السابق، مج 1، ص 509 .

(50) عامر بن اسماعيل، قائد في الجيش العباسي المطارد للخليفة الاموي مروان بن محمد، وهو من بني الحارث بن كعب توفي سنة (157هـ/773م). الازدي، المصدر السابق، ج2، ص135، 226.

(51) الازدي، المصدر نفسه والجزء، ص135 .

(52) ابن قتيبة، الأمامة …، ج2، ص156 .

(53) محمد بن يوسف الكندي ( ت 350هـ / 961م )، ولاة مصر، تحقيق حسين نصار، بيروت، دار صـادر، (د.ت)، ص 122-123 ؛ عرموط، المرجع السابق، ص 98 .

(54) الطبري، المصدر السابق، ج 7، ص 406 .

(55) جمال الدين ابي المحاسن يوسف بن تَغْرى بُرْدَى ( ت 874 هـ / 1469م )، النجوم الزاهرة في معرفة ملوك مصر والقاهرة، القاهرة، المؤسسة المصرية العامة للتأليف والترجمة والطباعة والنشر، ( د.ت )، ج1، ص 331؛ فوزي، العباسيون …، ج1، ص 257 .

(56) الحكم بن ضبعان الجذامي، اخر وال اموي على فلسطين والاردن وثب على الخليفة الاموي مروان بن محمد عندما مر بالاردن وفلسطين بعد معركة الزاب. الازدي، المصدر السابق، ج2، ص136.

(57) الكندي، المصدر السابق، ص 125 . 

(58) المصدر نفسه، ص126 .

(59) عثمان بن سراقه الازدي، من خراعه بن عامر بن الجبار بن سعد بن الحَدْم بن عبد الله الغطريف، احد القادة العسكريين للخليفة ابي العباس ثار على الخليفة المنصور سنة (137هـ/755م)، الازدي، المصدر السابق، ج2، ص144، 164.

(60) الذهبي، العبر … ج1، ص144 .

(61) الصفدي، امراء …، ص42 ؛ الزركلي، المرجع السابق، ج3، ص192 .

(62) دابق، احدى قرى الثغور الجزرية الواقعة شمال مدينة حلب، الحموي، المصدر السابق، مج2، ص416.

(63) ابن خياط، تاريـخ…، ج2، ص639 ؛ الذهبي، تاريخ…، حوادث (141-160هـ/758-776 م)، ص437.

(64) الطبري، المصدر السابق، ج7، ص497 ؛ عماد الدين أبي الفدا إسماعيل بن عمر بن كثير (ت774هـ/1372م)، البداية والنهاية، ط1، طبع مكتبة المعارف – بيروت ومكتبة النصر – الرياض، 1966 م، ج10، ص73.

(65) الطبري، المصدر السابق، ج7، ص500 ؛ الازدي، المصدر السابق، ج2، ص171 .

(66) المصدر السابق، ج8، ص84-85 .

(67) الازدي، المصدر السابق، ج2، ص173 ؛ ابن خلكان، المصدر السابق، ج1، ص127 .

(68) ابن خياط، تاريخ…، ج2، ص647 ؛ الزركلي  المرجع السابق، ج3، ص193 ؛ الترمانيني، المرجع السابق، مج2، ج1، ص666 .

(69) الأبواء، قرية قريبة من المدينة المنورة، الحموي، المصدر السابق، مج1، ص79 .

(70) ابو الفرج علي بن الحسين بن محمد بن أحمد بن الهيثم المعروف بالأصفهاني (ت 356هـ/967 م)، مقاتل الطالبيين، تحقيق أحمد صقر، بيروت، دار المعرفة للطباعة والنشر، (د.ت)، ص256-257 ؛ حمادة، المرجع السابق، ص106 .

(71) ابن عبد ربه، المصدر السابق، ج4، ص100 ؛ حمادة، المرجع السابق، ص90 .

(72) ابن تغرى بردى، المصدر السابق، ج2، ص332 .

(73) ابن حزم، المصدر السابق، ص20 .

(74) البلاذري، أنساب …، ق3، ص143 .

(75) اليعقوبي، تاريخ …، مج2، ص387 .

(76) اليعقوبي، المصدر نفسه والمجلد، ص384 ؛ عبد الجبار، المرجع السابق، ص115 .

(77) الطبري، المصدر السابق، ج7، ص621 .

(78) اليعقوبي، تاريخ …، مج2، ص390 .

(79) ابن الأثير، الكامل …، مج5، ص590 ؛ الذهبي، العبر …، ج1، ص162 .

(80) الطبري، المصدر السابق، ج8، ص46-47 .

(81) الطبري، المصدر السابق، ج8، ص60-61 .

(82) الحسن الوصيف، أحد القادة البارزين في الخلافة العباسية كانت له مشاركات في عدد من حملات الصوافي على الروم البيزنطيين، ابن الأثير، الكامل …، مج6، ص40 ، 84.

(83) البرَدَان، نهر يمر بمدينة طرسوس في الثغور الشامية ينبع من أراضي الإمبراطورية البيزنطية ويصب في بحر الشام، الحموي، المصدر السابق، مج1، ص376 .

(84) الطبري، المصدر السابق، ج8، ص116 .

(85) الطبري، المصدر نفسه والجزء، ص122 .

(86) الطبري، المصدر نفسه والجزء، ص143 .

(87) فخ، وادي في مكة وقعت فيه المعركة ، الحموي، المصدر السابق، مج4، ص237.

(88) اليعقوبي، تاريخ …، مج2، ص405 ؛ الازدي، المصدر السابق، ج2، ص258 .

(89) الازدي، المصدر السابق، ج2 ، ص262 .

(90) الطبري، المصدر السابق، ج8، ص243 .

(91) جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق المعروف بالسيوطي (ت911 هـ/ 1505 م)، تاريخ الخلفاء، تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد، ط1، القاهرة، مطبعة السعادة، 1952 م، ص286 .

(92) الذهبي، تاريخ …، حوادث، (181-190 هـ/797-805 م)، ص205 .

(93) الزركلي، المرجع السابق، ج3، ص265 ؛ الترمانيني، المرجع السابق، مج2، ج1، ص691 .

(94) الطبري، المصدر السابق، ج8، ص88 .

(95) الذهبي، تاريخ …، حوادث (121-140هـ/738-757 م)، ص365 .

(96) مجهول، أخبار …، ص404 ؛ الصفدي، أمراء …، ص54 .

(97) الطبري، المصدر السابق ، ج7، ص500 ؛ الخضري بك، المرجع السابق، ص80 .

(98) ابن خياط، تاريخ …، ج2، ص652 ؛ الازدي، المصدر السابق، ج2، ص200 ؛ ابن كثير، المصدر السابق، ج10، ص103 .

(99) الطبري، المصدر السابق ، ج8، ص39 ، 41 ؛ ابن كثير، المصدر السابق، ج10، ص109 ؛ الزركلي، المرجع السابق، ج4، ص179 .

(100) ابن منظور، المصدر السابق، مج1، ص1139.

(101) اسماعيل بن عبد الله بن يزيد بن اسد بن كرز القسري، تولى ولاية الموصل في خلافة الخليفة المنصور، كما انه روى الحديث عن الرسول (صلى الله عليه وسلم)، الازدي، المصدر السابق، ج2، ص214، 215.

(102) الازدي، المصدر نفسه والجزء، ص214 .

(103) الجهشياري، المصدر السابق، ص137 ؛ عرموط، المرجع السابق، ص112 .

(104) تاريخ …، حوادث (141-160هـ/758-776 م)، ص514 .

(105) ابن خلكان، المصدر السابق، ج3، ص470 .

(106) الطبري، المصدر السابق، ج7، 499 .

(107) اليعقوبي، تاريخ …، مج2، ص390 .

(108) الطبري، المصدر السابق، ج7، ص499 .

(109) المصدر نفسه والجزء، ص520 .

(110) صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي (ت764 هـ/ 1362 م)، تحفة ذوي الألباب فيمن حكم دمشق من الخلفاء والملوك والنواب، تحقيق صلاح الدين المنجد، دمشق، مطبعة الترقي، 1955 م، ص119 .

(111) اليعقوبي، تاريخ …، مج2، ص390 .

(112) الطبري، المصدر السابق، ج8، ص140 ؛ الازدي، المصدر السابق، ج2، ص240 .

(113) الكندي، المصدر السابق، ص152 .

(114) ابن تغرى بردى، المصدر السابق، ج2، ص60 .

(115) الحوف، تسمية تطلق على الأراضي الواقعة شمال مصر وتحاذي الشام شرقاً والى مدينة دمياط غرباً، ابن حوقل، المصدر السابق، ص150 ؛ الحموي، المصدر السابق، مج2، ص322 .

(116) الكندي، المصدر السابق، ص152 ؛ أحمد حسين، موسوعة تاريخ مصر، القاهرة، مطبعة الشعب، (د.ت)، ج2، ص446-447 ؛ ناصر الأنصاري، موسوعة حكام مصر، ط3، القاهرة، دار الشروق، 1989 م، ص69 .

(117) ابن تغرى بردى، المصدر السابق، ج2، ص61 .

(118) الذهبي، العبر …، ج1، ص202 ؛ الزركلي، المرجع السابق، ج5، ص149 .

(119) ابن حزم، المصدر السابق، ص20؛ ابن خلكان، المصدر السابق، ج3، ص195-196.

(120) ابن الأثير، الكامل …، مج5، ص409 .

(121) الطبري، المصدر السابق، ج7، ص440 ؛ الكوفي، المصدر السابق، ج8، ص186-187 .

(122) الازدي، المصدر السابق، ج2، ص140 ؛ فوزي، العباسيون …، ج1، ص134 .

(123) البلاذري، أنساب …، ق3، ص101؛ الكوفي، المصدر السابق، ج8، ص215-217.

(124) اليعقوبي، تاريخ …، مج2، ص383 .

(125) عمرو بن شدّاد، والي إقليم فارس في سنة (156هـ/772 م)، قتله والي البصرة الهيثم بن معاوية في السنة نفسها التي تولى فيها إقليم فارس، ابن الأثير، الكامل …، مج6، ص11، ادوارد فون زامباور، معجم الأنساب والأسرات الحاكمة في التاريخ الإسلامي، ترجمة سيده إسماعيل كاشف وآخرون، بيروت، دار الرائد العربي، 1980 م، ص74 .

(126) دارابجرد، قرية تابعة لمدينة اصطخر في إقليم فارس، الحموي، المصدر السابق، مج2، ص149 .

(127) الطبري، المصدر السابق، ج7، ص636 ؛ ابن الأثير، الكامل …، مج5، ص564 .

(128) الطبري، المصدر السابق، ج7، ص656 ؛ ابن الأثير، الكامل …، مج5، ص576 .

(129) الطبري، المصدر السابق، ج8، ص26 ؛ ابن الأثير، الكامل …، مج5، ص583 .

(130) الطبري، المصدر السابق، ج8، ص28 .

(131) الطبري، المصدر نفسه والجزء، ص49 .

(132) الطبري، المصدر نفسه والجزء، ص116 .

(133) ابن خياط، تاريخ …، ج2، ص743 ؛ ابن الغملاس، ولاة البصرة ومتسلموها، بغداد، مطبعة دار البصرى، 1962 م، ص18 .

(134) المصدر السابق، ص267 .

(135) الطبري، المصدر السابق، ج8، ص147-148 .

(136) الازدي، المصدر السابق، ج2، ص250 .

(137) اليعقوبي، تاريخ …، مج2، ص408 .

(138) ابن الأثير، الكامل …، مج6، ص127-128؛ أبو الفدا، المختصر …، ج2، ص13.

(139) الذهبي، تاريخ …، حوادث (181-190هـ/797-805 م)، ص273 ؛ الصفدي، نكت …، ص194.

(140) العبر …، ج1، ص224 .

(141) الازدي، المصدر السابق، ج2، ص300 .

(142) الكتبي، المصدر السابق، ج4، ص225 ؛ للمزيد من المعلومات عن هارون الرشيد ينظر عبد الجبار الجومرد، هارون الرشيد حقائق عن عهده وخلافته، ط1، بيروت، شركة المطبوعات للتوزيع والنشر، 1999 م،  ص51-67 .

(143) طقّوش، المرجع السابق، ص91 ؛ الجومرد، هارون …، ص55 .

(144) الازدي، المصدر السابق، ج2، ص245 ؛ عرموط، المرجع السابق، ص108 .

(145) مجهول، العيون …، ج3، ص278 ؛ الجومرد، هارون …، ص77-78 ؛

Hitti, op., cit., p., 299.

(146) مجهول، العيون …، ج3، ص278-279 ؛ حسين، المرجع السابق، ج2، ص445 .

(147) الكتبي، المصدر السابق، ج4، ص226 .

(148) شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت748 هـ/1374 م)، سيّر أعلام النبلاء، تحقيق كامل الخرّاط، ط11، بيروت، مؤسسة الرسالة، 2001 م، ج9، ص294 .

(149) ابن تغرى بردى، المصدر السابق، ج2، ص61 ؛ الزركلي، المرجع السابق، ج4، ص291 .

(150) اليعقوبي، تاريخ…، مج2، ص399 .

(151) الطبري، المصدر السابق، ج8، ص148 .

(152) يزيد بن بدر البّطال، أحد القادة العسكريين للخليفة المهدي اشترك في عدد من المعارك مع الروم البيزنطيين، ابن الأثير، الكامل …، مج6، ص78 .

(153) الطبري، المصدر السابق، ج8، ص167 .

(154) الحدث، قلعة حصينة في الثغور الجزرية تقع بين مدينتي ملطية وسمسياط، ابن خياط، تاريخ …، ج2، ص692 ؛ الحموي، المصدر السابق، مج2، ص227.

(155) الازدي، المصدر السابق، ج2، ص247 ؛ عبد الجبار، المرجع السابق، ص120 .

(156) الكندي، المصدر السابق، ص154-155 ؛ حسين، المرجع السابق، ج2، ص447 .

(157) أبو القاسم علي بن الحسين بن هبة الله الشافعي المعروف بابن عساكر (ت571 هـ/1175 م)، تهذيب تاريخ دمشق الكبير، تهذيب وترتيب عبد القادر  بدران، ط2، بيروت، دار المسيرة، 1979 م، ج2، ص222 .

(158) الصفدي، أمراء …، ص3 ؛ ابن تغرى بردى، المصدر السابق، ج1، ص49 .

(159) تحفة …، ص122 .

(160) الصفدي، أمراء …، ص3، ابن تغرى بردى، المصدر السابق، ج1، ص49 .

(161) ابن عساكر، المصدر السابق، ج2، ص222 .

(162) ابن تغرى بردى، المصدر اسابق، ج1، ص83 .

(163) الصفدي، أمراء …، ص28 .

(164) ابن عساكر، المصدر السابق، ج2، ص409-410 .

(165) الازدي، المصدر السابق، ج2، ص257 .

(166) الازدي، المصدر نفسه والجزء، ص263 ؛ عبيد، المرجع السابق، ص58 .

(167) الازدي، المصدر السابق، ج2، ص264، الذهبي، سير …، ج9، ص221 .

(168)  الازدي، المصدر السابق، ج2، ص267 .

(169) الازدي، المصدر نفسه والجزء، ص270.

(170) ابن خياط، تاريخ …، ج2، ص718 .

(171) الكندي، المصدر السابق، ص162 ؛ تقي الدين أبي العباس أحمد بن علي المقريزي (ت845هـ/1441م)، كتاب المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار المعروف الخطط المقريزية، القاهرة، مطبعة بولاق، 1270هـ، ج1، ص109 .

(172) اليعقوبي، تاريخ …، مج2، ص410-411 .

(173) اليعقوبي، المصدر نفسه والمجلد، ص424 .

(174) اليعقوبي، تاريخ...، مج2، ص434 ؛ الخزرجي، المرجع السابق، ص66 .

(175) الازدي، المصدر السابق، ج2، ص319 .

(176) المسعودي، مروج …، ج3، ص396 .

(177) الذهبي، تاريخ …، حوادث (201-210هـ/816-825 م)، ص298 .

(178) ابن شداد، المصدر السابق، ج3، ق1، ص24-25 .

(179) ابن خياط، تاريخ …، ج2، ص734 .

(180) الازدي، المصدر السابق، ج2، ص302-303 ؛ المقدسي، البدء …، ص107 .

(181) الازدي، المصدر السابق، ج2، ص318 ؛ الدوري، المرجع السابق، ص149 ؛

Mahmud, OP., cit., p., 95.

(182) ابن شداد، المصدر السابق، ج3، ق1، ص25 .

(183) ابن خياط، تاريخ …، ج2، ص764 .

(184) ابن عساكر، المصدر السابق، ج6، ص281 .

(185) المسعودي، مروج …، ج3، ص326-327 .

(186) اليعقوبي، تاريخ …، مج2، ص431 .

(187) الازدي، المصدر السابق، ج2، ص262 .

(188) ابن خياط، تاريخ …، ج2، ص743 ؛ ابن الغملاس، المرجع السابق، ص18 .

(189) اليعقوبي، تاريخ …، مج2، ص409 .

(190) اليعقوبي، المصدر نفسه والمجلد، ص441 .

(191) أبو الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي (ت346هـ/957 م)، التنبيه والإشراف، بيروت، مكتبة خياط، 1965 م، ص349 .

(192) ابن حزم، المصدر السابق، ص23 ؛ الترمانيني، المرجع السابق، مج2، ج1، ص858-859 .

(193) مطمورة، إحدى مدن الـروم البيزنطيين القريبة من طرسوس ؛ الحموي، المصدر السابق، مج5، ص151.

(194) الطبري، المصدر السابق، ج8، ص625 .

(195) حصن لؤلؤة، يقع شمال مدينة طرسوس في اراضي الامبراطورية البيزنطية من الجهة المقابلة للأبواب القليقية، ابن خرداذبة، المصدر السابق، ص100 ، 110 ؛ الحموي، المصدر السابق، مج5، ص26.

(196) سَلغَوس، إحدى الحصون في إقليم الثغور شمال مدينة طرسوس ؛ الحموي، المصدر السابق، مج3، ص238.

(197) اليعقوبي، تاريخ …، مج2، ص467 .

(198) اليعقوبي، المصدر نفسه والمجلد، ص458 ؛ محمد بن علي بن محمد بن علي بن أحمد بن العمراني (ت في حدود سنة 580 هـ/حدود سنة 1184 م)، الأنباء في تاريخ الخلفاء، تحقيق قاسم السامرائي، ليدن، 1973 م، ص100 .

(199) ابن قتيبة، المعارف، ص3911 ؛

The Encyclopedia of Islam, vol. 1, p., 18.

(200) الازدي، المصدر السابق، ج2، ص385 ؛ ظهير الدين علي بن محمد البغدادي المعروف بابن الكازروني (ت 697 هـ/1297 م)، مختصر التاريخ من أول الزمـان إلى منتهى دولة بني العباس، تحقيق مصطفى جواد، بغداد، المؤسسة العامة للصحافة والطباعة، 1970 م، ص128 ؛ شلبي، المرجع السابق، ج3، ص192 .

(201) ابن حزم، المصدر السابق، ص24 . 

(202) الازدي، المصدر السابق، ج2، ص385 .

(203) الازدي، المصدر السابق، ج2، 395 .

(204) طوانة، مدينة في إقليم الثغور والعواصم قريبة من مدينة المصيصة، في الجهة الثانية المقابلة للأبواب القليقية ، الحموي، المصدر السابق مج4، ص45 .

(205) الطبري، المصدر السابق، ج8، ص631 .

(206) اليعقوبي، تاريخ …، مج2، ص465 .

(207) ابن قتيبة، المعارف، ص392 ؛ الدوري، المرجع السابق، ص175 .

(208) ابن شداد، المصدر السابق، ج3، ق1، ص26 ؛ عرموط، المرجع السابق، ص105 .

(209) الازدي، المصدر السابق، ج2، ص427 ؛ الدوري، المرجع السابق، ص176 .

(210) الازدي، المصدر السابق، ج2، ص428 .

(211) ابن حزم، المصدر السابق، ص36 ؛ ابن شداد، المصدر السابق، ج3، ق1، ص26 .

(212) ابن شداد، المصدر نفسه والجزء والقسم والصفحة .

(213) الذهبي، تاريخ …، حوادث (251-260هـ/865-873 م)، ص66 .

(214) اليعقوبي، تاريخ …، مج2، ص487 ؛ الطبري، المصدر السابق، ج9، ص176 .

(215) الطبري، المصدر نفسه والجزء، ص246؛ ابن أبي السرور، المصدر السابق، ص55.

(216) غريغوريوس أبو الفرج بن اهرون الطبيب الملطي المعروف بابن العبري (ت685 هـ/1286 م)، تاريخ مختصر الدول، تحقيق انطون صالحاني، الحازمية، دار الرائد اللبناني، 1983 م، ص254 .

(217) ابن حزم، المصدر السابق، ص26 .

(218) الطبري، المصدر السابق، ج9، ص162 .

(219) الطبري، المصدر نفسه والجزء، ص 175-176 ؛ ال كمال، المرجع السابق، ج1، ص382 ؛ عرموط، المرجع السابق، ص102.

(220) ابن شداد، المصدر السابق، ج3، ق1، ص27.

(221) اليعقوبي، تاريخ …، مج2، ص492 ؛ ابن ابي السرور، المصدر السابق، ص54 .

(222) ابن شداد، المصدر السابق، ج3، ق1، ص27 .

 

 




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).