‏سنهتم في مناقشاتنا للحقول الدلالية في هذه الفقرة بالعلاقات التلاؤمية (لكن انظر ٤-٤ ‏) واشهر مثال لنظرية الحقول هو مال ترير ( 1٩٣٤ ) الذي قارن حقل الجانب الفكري للغة الالمانية حوالي عام 1200 بالألمانية في حوالي 1300 ، على الرغم من وجود بعض الشكوك حول دقة ملاحظات ترير (انظر اولمان  1962للمزيد من التفاصيل) . قسم ترير حقل الفترة الاولى الى kunst و list ، حيث تشير الكلمة الاولى الى الصفات الكيسة والكلمة الثانية الى المهارات غير الكيسة واستعملت لفظة wisheit لتشمل كلا الجانبين . في المرحلة الثانية ، على كل حال ، قسم ترير الحقل الى ثلاثة اقسام wisheit . الخبرة الدينية kunst المعرفة و wizzen الفن "اي لفظة جديدة ولفظة مفقودة ولفظةwisheit التي تستعمل الان للدلالة على الجز، فقط وليس الكل) . وهذا مبين في الشكل 2.

‏ان مثال توير يقارن لغة واحدة في حقبتين مختلفتين . نستطيع ايضا ان نقارن لغتين لكي نرى كيف يقسمان حقلا معينا . يقول اللساني الدانماركي يلمسلف ( ١٩٥٣ ‏ص ٣٣ ‏) ان بوسعنا ان نقارن نظام الالوان في كل من الانكليزية

ص78

والويلزية الأدبية ضمن بعد واحد (الشكل 3) . سنناقش الالوان بتفصيل اكثر

ص79

‏هناك أمثلة مشابهة اخرى كثيرة . يناقش نايدا ( ٩٦٤ ‏ا ص ٠ ‏ه) بموجب . التصنيف الكلمات المقابلة لـ "ضوضاء" في احدى اللغات ألمكسيكية . هناك  ست كلمات لـ " ضوضاء" . تشير الى صراخ الأطفال وكلام الناس بصوت عال والنقاش الحاد وصرخات الغضب والصوت المتصاعد وصوت التشييع كما لاحظ نايدا في لغة المايا ثلاث كلمات للبحث :

‏آ) الانتقاء الجيد من الرديء

‏ب) بشكل مرتبك    

‏جـ) بشكل منتظم

‏و يذكر ايضا ان في شيلوك (في افريقا ) ثلاث كلمات للكسر، واحدة لكسر العصي وغيرها ، وواحدة لقطع الخيط والثالثة لكسر البيض . ونستطيع ان نضيف الى هذه القائمة عددا من الأصناف المألوفة : المعادن كالحديد والنحاس ، الخ ، و اللبائن كالآسد والنمر، الخ ، وأنوع السيارة وهكذا .

ان في جميع هذه الأمثلة قائمة كلمات تشير الى عناصر صنف معين يقسم حقلا دلاليا . كما ان الكلمات في جميع الحالات تقريبا متضاربة . فلا نستطيع ان نقول هذه قبعة حمراء وهذا قبعة خضراء ، عن القبعة نفسها . كما اننا : لا نسمح بوصف مخلوق ما آسدا وفيلا في الوقت نفسه . ان تضارب الألفاظ ضمن حقل لغوي غالبا ما يتبين بوضوح في اللغة . فجملة : اليوم الذي ذهبت فيه الى هناك كان يوم الاحد ، تتضمن انها لم تذهب الى هناك يوم الاثنين أواي يوم آخر من أيام الاسبوع (لكن ليس بالضرورة : انها لم تذهب الى هناك في آب) في حين ان : بل ضرب ماري (بنبر تقابلي) تتضمن انه لم يركلها ولم . يصفعها : فالكلمات يضرب ويركل ويصفع تعود جميعها الى حقل دلالي واحد . ونستطيع على كل حال تمييز الألفاظ التي تبدو خليطا : فالقبعة يمكن ان تكون برتقالية- حمراء ، وحيوان التيغون   tigonهو الهجين بين الأسد والنمر. غير اننا بتقديم مثل هذه الالفاظ نزيد فقط الكلمات الموجودة ضمن الحقل .

ص80

‏ونجري تقسيما أدق له . والتمييز في بعض الحالات بين الفاظ الحقل واضح ، ينعكس بالتمييزات الواضحة في الخبرة ، وهذا هو الحال مع بعض الاستثناءات مع أسماء الحيوانات . وفي حالات أخرى الكلمات التي ذكرها نايدا عن الضوضاء ، فالتمييز أقل وضوحا .

‏وعموما فان العناصر في الحقل غير مرتبة ، اي انه ليست هناك طريقة طبيعية ، بقدر ما يتعلق الامر بمعنى هذه العناصر لترتيبها في اي نوع من النظام . واذا أردنا ان ندرجها فمن المحتمل اننا نفعل ذلك في ترتيب الفبائي . ومع الاقرار حقا بأن للعالم اطارا لتصنيف المعادن  و اللبائن، فتلك مسألة مختلفة ،اذ ليست ثمة طريقة نستطيع بموجب خاصية دلالية واضحة ان نرتب الفيل والزرافة والكركدن . الا ان هناك بعض مجاميع الكلمات التي يبدوان لها نظاما بشكل ما . فأيام الاسبوع و اشهر السنة تشكل مجاميع عناصر متضاربة ، اذ لا يمكننا القول : هذا الشهر هو تشرين الثاني وهو أيضا آذار. لكن لها ايضا علاقات تسلسلية مثل : الاحد يأتي مباشرة قبل الاثنين _ الاحد هو اليوم السابق للاثنين الخ . وبالمثل فان المقاييس مثل انج وقدم وياردة يمكن ان توضع في نظام يبدأ بالوحدة الصغرى . والأرقام واحد واثنان وثلاثة . الخ ، هي مثال واضح آخر. ويورد نايدا نظام عد مختلفا من لغة برازيلية تكون فيه الألفاظ (بترجمة تقرييه) : صفر - واحد او اثنان- ثلاثة أو اربعة - كثير(أي اكثر من اربعة) . فالحقل مقسم بشكل مختلف تماما عن الطريقة المقسم بها في لغات اخرى ، لكن أساس التسلسل ، المتضمن مفهوم " اكثر من "، واحد بكل وضوح .

ص81