x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
محمد بن يحيى الرَباحي
المؤلف: عمر فرّوخ
المصدر: تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة: ج4، ص261-263
2-3-2018
3600
هو أبو عبد اللّه محمد بن يحيى بن عبد السلام الأزديّ الأندلسيّ الرباحيّ (1)، أصله من جيّان و منزله في قرطبة. «و كان يعرف بالقلفاط أيضا» (بغية الوعاة ١١٣) .
رحل إلى المشرق و أخذ في مصر عن أبي جعفر بن النحّاس (٢٣٨ ه) كتاب سيبويه، و عن ابن ولاّد (ت ٣٣٢ ه) ، و كان ابن ولاّد يهتمّ أيضا بسيبويه و له كتاب «تفسير أبيات (شواهد) سيبويه» .
و عاد الرباحيّ إلى قرطبة و تصدّر للتدريس و أقرأ كتاب سيبويه فكثر الملتفّون حول حلقته لبراعته و لطريقته المبتكرة في إقراء النحو.
و كانت وفاته في رمضان من سنة 358(صيف 969 م) .
كان الرباحيّ بارعا في علم النحو مقتدرا في نظم الشعر على النهج العربي البدويّ. له أرجوزة في رثاء أحمد بن موسى بن حدير (2) أوغل في بنائها على مذهب العرب و في الخروج فيها عن مذهب المحدثين فلم يرضها العامّة.
و كان الرباحيّ قد طالع كتب علماء الكلام و نظر في كتب المنطق فبرع في الاحتجاج و في سياقة الأدلّة حتّى كان يجادل الفقهاء و الأطبّاء و أهل التنجيم - و ليس ذلك كلّه من اختصاصه-فيجول معهم في دقائق صناعاتهم و ربّما غلبهم بالحجّة. و استفاد الرباحيّ من هذه الخاصّة في نفسه فكان يعقد مجلسا للمناظرة (في النحو) في كلّ جمعة. «و لم يكن عند مؤدّبي العربية و لا عند غيرهم، ممّن (3)عني بالنحو، كبير علم حتّى ورد الرباحيّ عليهم. و ذلك أن المؤدّبين إنّما كانوا يعانون إقامة الصناعة في تلقين تلاميذهم العوامل و ما شاكلها، و تقريب المعاني لهم. و لم يأخذوا أنفسهم بعلم دقائق العربية (النحو) و غوامضها و الاعتلال لمسائلها. ثمّ كانوا لا ينظرون في إمالة و لا ادغام و لا تصريف و لا أبنية، و لا يجيبون في شيء منها حتّى نهج لهم (الرباحي) سبيل النظر، و أعلمهم بما عليه أهل هذا الشأن في المشرق، من استقصاء الفنّ بوجوهه و استيفائه على حدوده و أنّهم بذلك (أي المشارقة) استحقّوا اسم الرياسة» .
مختارات من آثاره:
- كتب محمّد بن يحيى الرباحيّ إلى أبي بكر الزبيدي (ت ٣٧٩ ه) بقصيدة في مطلعها:
خليليّ من فرعي زبيد بن مذحجِ... قفا و اسمعا، قد يسعد الشجي الشجي (4)
أ لم تعلما أنّي أرقت، و شاقني... خيال سرى وهنا و لمّا يعرّج (5)
- و رثى الرباحيّ أحمد بن موسى بن حدير بأرجوزة قلّد فيها مقصورة ابن دريد (6) أوّلها ثم أحد أبياتها اللذان يليان:
إحدى الرزايا و لا أعطي السوى... رزء به دهري و لو عزّ العزا (7)
سائل بطسم و الذين قبلهم... و الحضر و الحيّ الحلال من سبا (8)
____________________
١) نسبة إلى قلعة رباح (بنقطة واحدة تحت الباء) قرب طليطلة، و كان أبوه أو جدّه قد سكنها.
٢) كان موسى بن محمّد بن حدير من الذين ساعدوا عبد الرحمن الناصر على الوصول إلى الخلافة ثمّ أصبح حاجبا (رئيسا للوزارة) (الظاهر أن المرثيّ ابنه) .
3) في الزبيدي (ص 336، السطر الثالث من أسفل) «من عني بالنحو» (المقصود أن النحاة لم يكونوا بعد قد تعمّقوا في فقه النحو و في طريقة تعليمه) .
4) زبيد (بضمّ الزاي للتصغير) : قوم من مذحج (بفتح فسكون فكسر) من عرب الجنوب. الشجي الحزين. الشجي الأولى مفعول به و الثانية فاعل (أو بالعكس) . يسعد: يعين (إذا اجتمع حزينان، فربّما تعزّى كل واحد منهما إذا رأى مصيبة الآخر أشدّ من مصيبته هو) .
5) سرى: مرّ، سار ليلا. و هنا: بعد منتصف الليل. لم يعرّج: لم يتوقّف، لم يمل (لم يجعل طريقه) إلى مكاني.
6) ابن زيد (ت ٣٢١ ه) -راجع الجزء الثاني.
7) إحدى الرزايا (المصائب الكبار) . السوى (بكسر السين و ضمّها) : العدل، التساوي (لا أعطي السوى: لا أجعل مصيبة مساوية لها) . عزّ العزاء: قلّ، صعب نسيان هذه المصيبة.
8) طسم: قبيلة عربية بادت (انقرضت) . الحضر: بلد (أو قصر) في العراق. الحيّ الحلال (بكسر الحاء) الأقوام النازلون في مكان موقّتا. سبا: أهل سبا (أهل اليمن) . -اسأل جميع الناس (من البدو و الحضر، و منذ أقدم الأزمنة)