1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

تأملات قرآنية

مصطلحات قرآنية

هل تعلم

علوم القرآن

أسباب النزول

التفسير والمفسرون

التفسير

مفهوم التفسير

التفسير الموضوعي

التأويل

مناهج التفسير

منهج تفسير القرآن بالقرآن

منهج التفسير الفقهي

منهج التفسير الأثري أو الروائي

منهج التفسير الإجتهادي

منهج التفسير الأدبي

منهج التفسير اللغوي

منهج التفسير العرفاني

منهج التفسير بالرأي

منهج التفسير العلمي

مواضيع عامة في المناهج

التفاسير وتراجم مفسريها

التفاسير

تراجم المفسرين

القراء والقراءات

القرآء

رأي المفسرين في القراءات

تحليل النص القرآني

أحكام التلاوة

تاريخ القرآن

جمع وتدوين القرآن

التحريف ونفيه عن القرآن

نزول القرآن

الناسخ والمنسوخ

المحكم والمتشابه

المكي والمدني

الأمثال في القرآن

فضائل السور

مواضيع عامة في علوم القرآن

فضائل اهل البيت القرآنية

الشفاء في القرآن

رسم وحركات القرآن

القسم في القرآن

اشباه ونظائر

آداب قراءة القرآن

الإعجاز القرآني

الوحي القرآني

الصرفة وموضوعاتها

الإعجاز الغيبي

الإعجاز العلمي والطبيعي

الإعجاز البلاغي والبياني

الإعجاز العددي

مواضيع إعجازية عامة

قصص قرآنية

قصص الأنبياء

قصة النبي ابراهيم وقومه

قصة النبي إدريس وقومه

قصة النبي اسماعيل

قصة النبي ذو الكفل

قصة النبي لوط وقومه

قصة النبي موسى وهارون وقومهم

قصة النبي داوود وقومه

قصة النبي زكريا وابنه يحيى

قصة النبي شعيب وقومه

قصة النبي سليمان وقومه

قصة النبي صالح وقومه

قصة النبي نوح وقومه

قصة النبي هود وقومه

قصة النبي إسحاق ويعقوب ويوسف

قصة النبي يونس وقومه

قصة النبي إلياس واليسع

قصة ذي القرنين وقصص أخرى

قصة نبي الله آدم

قصة نبي الله عيسى وقومه

قصة النبي أيوب وقومه

قصة النبي محمد صلى الله عليه وآله

سيرة النبي والائمة

سيرة الإمام المهدي ـ عليه السلام

سيرة الامام علي ـ عليه السلام

سيرة النبي محمد صلى الله عليه وآله

مواضيع عامة في سيرة النبي والأئمة

حضارات

مقالات عامة من التاريخ الإسلامي

العصر الجاهلي قبل الإسلام

اليهود

مواضيع عامة في القصص القرآنية

العقائد في القرآن

أصول

التوحيد

النبوة

العدل

الامامة

المعاد

سؤال وجواب

شبهات وردود

فرق واديان ومذاهب

الشفاعة والتوسل

مقالات عقائدية عامة

قضايا أخلاقية في القرآن الكريم

قضايا إجتماعية في القرآن الكريم

مقالات قرآنية

التفسير الجامع

حرف الألف

سورة آل عمران

سورة الأنعام

سورة الأعراف

سورة الأنفال

سورة إبراهيم

سورة الإسراء

سورة الأنبياء

سورة الأحزاب

سورة الأحقاف

سورة الإنسان

سورة الانفطار

سورة الإنشقاق

سورة الأعلى

سورة الإخلاص

حرف الباء

سورة البقرة

سورة البروج

سورة البلد

سورة البينة

حرف التاء

سورة التوبة

سورة التغابن

سورة التحريم

سورة التكوير

سورة التين

سورة التكاثر

حرف الجيم

سورة الجاثية

سورة الجمعة

سورة الجن

حرف الحاء

سورة الحجر

سورة الحج

سورة الحديد

سورة الحشر

سورة الحاقة

الحجرات

حرف الدال

سورة الدخان

حرف الذال

سورة الذاريات

حرف الراء

سورة الرعد

سورة الروم

سورة الرحمن

حرف الزاي

سورة الزمر

سورة الزخرف

سورة الزلزلة

حرف السين

سورة السجدة

سورة سبأ

حرف الشين

سورة الشعراء

سورة الشورى

سورة الشمس

سورة الشرح

حرف الصاد

سورة الصافات

سورة ص

سورة الصف

حرف الضاد

سورة الضحى

حرف الطاء

سورة طه

سورة الطور

سورة الطلاق

سورة الطارق

حرف العين

سورة العنكبوت

سورة عبس

سورة العلق

سورة العاديات

سورة العصر

حرف الغين

سورة غافر

سورة الغاشية

حرف الفاء

سورة الفاتحة

سورة الفرقان

سورة فاطر

سورة فصلت

سورة الفتح

سورة الفجر

سورة الفيل

سورة الفلق

حرف القاف

سورة القصص

سورة ق

سورة القمر

سورة القلم

سورة القيامة

سورة القدر

سورة القارعة

سورة قريش

حرف الكاف

سورة الكهف

سورة الكوثر

سورة الكافرون

حرف اللام

سورة لقمان

سورة الليل

حرف الميم

سورة المائدة

سورة مريم

سورة المؤمنين

سورة محمد

سورة المجادلة

سورة الممتحنة

سورة المنافقين

سورة المُلك

سورة المعارج

سورة المزمل

سورة المدثر

سورة المرسلات

سورة المطففين

سورة الماعون

سورة المسد

حرف النون

سورة النساء

سورة النحل

سورة النور

سورة النمل

سورة النجم

سورة نوح

سورة النبأ

سورة النازعات

سورة النصر

سورة الناس

حرف الهاء

سورة هود

سورة الهمزة

حرف الواو

سورة الواقعة

حرف الياء

سورة يونس

سورة يوسف

سورة يس

آيات الأحكام

العبادات

المعاملات

القرآن الكريم وعلومه : التفسير الجامع : حرف الواو : سورة الواقعة :

تفسير الاية(27-40) من سورة الواقعة

المؤلف:  اعداد : المرجع الإلكتروني للمعلوماتية

المصدر:  تفاسير الشيعة

الجزء والصفحة:  ......

4-10-2017

11774

قال تعالى : {وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ (27) فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ (28) وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ (29) وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (30) وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ (31) وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (32) لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ (33) وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ (34) إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً (35) فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا (36) عُرُبًا أَتْرَابًا (37) لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ (38) ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (39) وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ}[الواقعة: 27 - 40].

تفسير مجمع البيان
- ذكر الطبرسي في تفسير هذه  الآيات (1) :

ذكر سبحانه أصحاب اليمين وعجب من شأنهم فقال {وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين}هو مثل قوله ما أصحاب الميمنة وقد مر معناه {في سدر مخضود}أي(2) في نبق مخضود أي منزوع الشوكة قد خضد شوكة أي قطع عن ابن عباس وعكرمة وقتادة وقيل هو الذي خضد بكثرة حمله وذهاب شوكة وقيل هو الموقر حملا عن الضحاك ومجاهد ومقاتل بن حيان وقال الضحاك نظر المسلمون إلى وج ، وهو واد مخصب بالطائف فأعجبهم سدرة وقالوا يا ليت لنا مثل هذا فنزلت هذه الآية.

 {وطلح منضود}قال ابن عباس وغيره هو شجر الموز وقيل ليس بالموز ولكنه شجر له ظل بارد رطب عن الحسن وقيل هو شجر يكون باليمن وبالحجاز من أحسن الشجر منظرا وإنما ذكر هاتين الشجرتين لأن العرب كانوا يعرفون ذلك فإن عامة أشجارهم أم غيلان ذات أنوار ورائحة طيبة وروت العامة عن علي (عليه السلام) أنه قرأ عنده رجل {وطلح منضود}فقال ما شأن الطلح إنما هو وطلع كقوله ونخل طلعها هضيم فقيل له أ لا تغيره فقال إن القرآن لا يهاج اليوم ولا يحرك رواه عنه ابنه الحسن وقيس بن سعد(3) ورواه أصحابنا عن يعقوب بن شعيب قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) {وطلح منضود}قال لا وطلع منضود والمنضود الذي نضد بعضه على بعض نضد بالحمل من أوله إلى آخره فليست له سوق بارزة فمن عروقه إلى أفنانه ثمر كله {وظل ممدود}أي دائم لا تنسخه الشمس فهو باق لا يزول والعرب تقول لكل شيء طويل لا ينقطع ممدود قال لبيد :

غلب البقاء وكان غير مغلب *** دهر طويل دائم ممدود .

وقد ورد في الخبر أن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة لا يقطعها اقرءوا إن شئتم {وظل ممدود}وروي أيضا أن أوقاف الجنة كغدوات الصيف لا يكون فيه حر ولا برد {وماء مسكوب}أي مصبوب يجري الليل والنهار ولا ينقطع عنهم فهو مسكوب بسكب الله إياه في مجاريه وقيل مسكوب مصبوب على الخمر ليشرب بالمزاج وقيل مسكوب يجري دائما في غير أخدود عن سفيان وجماعة وقيل مسكوب ليشرب على ما يرى من حسنه وصفائه لا يحتاجون إلى تعب في استقائه.

 {وفاكهة كثيرة}أي وثمار مختلفة كثيرة غير قليلة والوجه في تكرير ذكر الفاكهة البيان عن اختلاف صفاتها فذكرت أولا بأنها متخيرة وذكرت هنا بأنها كثيرة ثم وصفت بقوله {لا مقطوعة ولا ممنوعة}أي لا تنقطع كما تنقطع فواكه الدنيا في الشتاء وفي أوقاف مخصوصة ولا تمتنع ببعد متناول أوشوك يؤذي اليد كما يكون ذلك في الدنيا وقيل إنها غير مقطوعة بالأزمان ولا ممنوعة بالأثمان لا يتوصل إليها إلا بالثمن {وفرش مرفوعة}أي بسط عالية كما يقال بناء مرفوع وقيل مرفوع بعضها فوق بعض عن الحسن والفراء وقيل معناه ونساء مرتفعات القدر في عقولهن وحسنهن وكمالهن عن الجبائي قال ولذلك عقبه بقوله {إنا أنشأناهن إنشاء} ويقال لامرأة الرجل هي فراشه ومنه قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) الولد للفراش وللعاهر الحجر.

{إنا أنشأناهن إنشاء} أي خلقناهن خلقا جديدا قال ابن عباس يعني النساء الآدميات والعجز الشمط يقول خلقتهن بعد الكبر والهرم في الدنيا خلقا آخر وقيل معناه أنشأنا الحور العين كما هن عليه على هيئاتهن لم ينتقلن من حال إلى حال كما يكون في الدنيا.

 {فجعلناهن أبكارا} أي عذارى عن الضحاك وقيل لا يأتيهن أزواجهن إلا وجدوهن أبكارا {عربا}أي متحننات على أزواجهن متحببات إليهم وقيل عاشقات لأزواجهن عن ابن عباس وقيل العروب اللعوب مع زوجها أنسا به كأنس العرب بكلام العربي {أترابا}أي متشابهات مستويات في السن عن ابن عباس وقتادة ومجاهد وقيل أمثال أزواجهن في السن.

 {لأصحاب اليمين}أي هذا الذي ذكرناه لأصحاب اليمين جزاءا وثوابا على طاعاتهم {ثلة من الأولين وثلة من الآخرين}أي جماعة من الأمم الماضية التي كانت قبل هذه الأمة وجماعة من مؤمني هذه الأمة قال الحسن سابقوا الأمم الماضية أكثر من سابقي هذه الأمة وتابعو الأمم الماضية مثل تابعي هذه الأمة إن أصحاب اليمين منهم مثل أصحاب اليمين منا وإنما نكر سبحانه الثلة ليدل على أنه ليس لجميع الأولين والآخرين وإنما هو لجماعة منهم كما يقال رجل من جملة الرجال وهذا الذي ذكرناه قول مقاتل وعطاء وجماعة من المفسرين وذهب جماعة منهم أن الثلتين جميعا من هذه الأمة وهو قول مجاهد والضحاك واختيار الزجاج وروي ذلك مرفوعا عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) أنه قال ((جميع الثلتين من أمتي)).

 ومما يؤيد القول الأول ويعضده من طريق الرواية ما رواه نقلة الأخبار بالإسناد عن ابن مسعود قال تحدثنا عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) ليلة حتى أكثرنا الحديث ثم رجعنا إلى أهلنا فلما أصبحنا غدونا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) فقال عرضت علي الأنبياء الليلة باتباعها من أممها فكان النبي تجيء معه الثلة من أمته والنبي معه العصابة من أمته والنبي معه النفر من أمته والنبي معه الرجل(4) من أمته والنبي ما معه من أمته أحد حتى إذا أتى أخي موسى في كبكبة من بني إسرائيل فلما رأيتهم أعجبوني فقلت أي رب من هؤلاء فقال هذا أخوك موسى بن عمران ومن معه من بني إسرائيل فقلت رب فأين أمتي قال أنظر عن يمينك فإذا ظراب(5) مكة قد سدت بوجوه الرجال فقلت(6) من هؤلاء فقيل هؤلاء أمتك أ رضيت قلت رب رضيت وقال(7) أنظر عن يسارك فإذا الأفق قد انسد(8) بوجوهه الرجال فقلت رب من هؤلاء قيل هؤلاء أمتك أ رضيت قلت رب رضيت فقيل إن مع هؤلاء سبعين ألفا من أمتك يدخلون الجنة لا حساب عليهم قال فأنشأ عكاشة بن محصن من بني أسد(9) من خزيمة فقال يا نبي الله ادع ربك أن يجعلني منهم فقال اللهم اجعله منهم ثم أنشأ رجل آخر فقال يا نبي الله ادع ربك أن يجعلني منهم فقال سبقك بها عكاشة.

 فقال نبي الله فداكم أبي وأمي إن استطعتم أن تكونوا من السبعين فكونوا وإن عجزتم وقصرتم فكونوا من أهل الظراب فإن عجزتم(10) وقصرتم فكونوا من أهل الأفق وإني قد رأيت ثم ناسا كثيرا يتهاوشون كثيرا فقلت هؤلاء السبعون ألفا فاتفق رأينا على أنهم ناس ولدوا في الإسلام فلم يزالوا يعملون به حتى ماتوا عليه فانتهى(11) حديثهم إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) فقال ليس كذلك ولكنهم الذين لا يسرقون ولا يتكبرون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون ثم قال إني لأرجو أن يكون من تبعني ربع أهل الجنة قال فكبرنا ثم قال إني لأرجو أن يكونوا ثلث أهل الجنة فكبرنا ثم قال إني لأرجو أن يكونوا شطر أهل الجنة ثم تلا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) {ثلة من الأولين وثلة من الآخرين}.

_______________________

1- مجمع البيان ، الطبرسي ، ج9 ، ص363-366.

2- وفي المخطوطة : (في سدر) اي : في نبق (مخضود )اي : منزوع.

3- قيل ايضا : قيس بن سعيد.

4- وفي المخطوطة : رجل.

5- الظراب.

6- في المخطوطة :رب من ....

7- فيها قيل.

8- فيها ايضا : سد .

9 فيها ايضا : ابن خزيمة.

10- فيها : فقصرتم.

11- في نسختين : فانهى.

 

تفسير الكاشف
- ذكر محمد جواد مغنية في تفسير هذه  الآيات (1) :

{وأَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ}. بعد ان ذكر سبحانه ما أعده للسابقين من الكرامة والنعم ذكر ما أعده لمن هم أدنى ايمانا من السابقين ، وأسماهم أصحاب اليمين لأنهم يؤتون كتبهم بايمانهم كما قدمنا ، وهذا هو نصيبهم من الجنة {فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ}لا شوك له . {وطَلْحٍ مَنْضُودٍ } وهو الموز الذي نضد ثمره بتراكب بعضه على بعض {وظِلٍّ مَمْدُودٍ} إلى غير أجل ، فإن العرب تقول

لطويل الأمد : ممدود {وماءٍ مَسْكُوبٍ } يجري بلا انقطاع {وفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ} كما وكيفا {لا مَقْطُوعَةٍ ولا مَمْنُوعَةٍ}. ان شجر الدنيا يثمر في آن دون آن ، وثمره لصاحبه يمنع عنه من شاء ، أما شجر الآخرة فثمره دائم ، وفي متناول كل يد {وفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ}عالية ووثيرة ، وطريف قول بعض المفسرين : ان علو السرير يبلغ مسافة خمسمائة سنة .

{إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً فَجَعَلْناهُنَّ أَبْكاراً عُرُباً أَتْراباً}. أعد اللَّه سبحانه لأصحاب اليمين نساء أبكارا يتحببن لأزواجهن ، وكلهن في سن واحدة ، وقدرها أحد المفسرين بثلاث وثلاثين سنة ، أما قامة الواحدة منهن فقدرها بستين ذراعا في سبعة أذرع تماما كقامة آدم على حد قوله . . وغرضنا من هذه الإشارة التنبيه إلى ان بعض التفاسير لا يجوز الاعتماد عليها لأنها قول بلا علم }لأَصْحابِ الْيَمِينِ} متعلق بأنشأناهن ، وكرر سبحانه أصحاب اليمين لمجرد التأكيد بأن ما ذكره هو لأصحاب اليمين {ثُلَّةٌ مِنَ الأَوَّلِينَ وثُلَّةٌ مِنَ الآخِرِينَ} الكلام مستأنف ، ومعناه ان أصحاب اليمين بعضهم من عصر سابق ، وآخرون من عصر لاحق ، وهم بطبيعة الحال أقل عددا من أصحاب الشمال الذين يشير إليهم في الآيات التالية ، هم أقل لأن الصالحين قليل : {وقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ}- 13 سبأ .

___________________
1- الكاشف ، محمد جواد مغنية ، ج7 ، ص222-223.

تفسير الميزان
- ذكر الطباطبائي في تفسير هذه الآيات (1) :

قوله تعالى: {وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين} شروع في تفصيل ما انتهى إليه حال أصحاب الميمنة وفي تبديله من أصحاب اليمين يعلم أن أصحاب اليمين وأصحاب الميمنة واحد وهم الذين يؤتون كتابهم بيمينهم.

والجملة استفهامية مسوقة لتفخيم أمرهم والتعجيب من حالهم وهي خبر لقوله: {وأصحاب اليمين}.

قوله تعالى: {في سدر مخضود} السدر شجرة النبق، والمخضود ما قطع شوكه فلا شوك له.

قوله تعالى: {وطلح منضود} الطلح شجر الموز، وقيل: ليس بالموز بل شجر له ظل بارد رطب، وقيل: شجرة أم غيلان لها أنوار طيبة الرائحة، ونضد الأشياء جعل بعضها على بعض، والمعنى: وفي شجر موز منضود الثمر بعضه على بعض من أسفله إلى أعلاه.

قوله تعالى: {وظل ممدود وماء مسكوب} قيل: الممدود من الظل هو الدائم الذي لا تنسخه شمس فهو باق لا يزول، والماء المسكوب هو المصبوب الجاري من غير انقطاع.

قوله تعالى: {وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة} أي لا مقطوعة في بعض الأزمان كانقطاع الفواكه في شتاء ونحوه في الدنيا، ولا ممنوعة التناول لمانع من قبل أنفسهم كسأمة أو شبع أومن خارج كبعد المكان أو شوكة تمنع القطف أو غير ذلك.

قوله تعالى: {وفرش مرفوعة} الفرش جمع فراش وهو البساط، والمرفوعة العالية، وقيل: المراد بالفرش المرفوعة النساء المرتفعات قدرا في عقولهن وجمالهن وكمالهن والمرأة تسمى فراشا، ويناسب هذا المعنى قوله بعد: {إنا أنشأناهن إنشاء} إلخ.

قوله تعالى: {إنا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكارا عربا أترابا} أي إنا أوجدناهن وأحدثناهن وربيناهن أحداثا وتربية خاصة، وفيه تلويح إلى أنهن لا يختلف حالهن بالشباب والشيب وصباحة المنظر وخلافها، وقوله: {فجعلناهن أبكارا} أي خلقناهن عذارى كلما أتاهن أزواجهن وجدوهن أبكارا.

وقوله: {عربا أترابا}العرب جمع عروب وهي المتحننة إلى زوجها أو الغنجة أو العاشقة لزوجها، والأتراب جمع ترب بالكسر فالسكون بمعنى المثل أي أنهن أمثال أو أمثال في السن لأزواجهن.

قوله تعالى: {لأصحاب اليمين ثلة من الأولين وثلة من الآخرين} يتضح معناه بما تقدم، ويستفاد من الآيات أن أصحاب اليمين في الآخرين جمع كثير كالأولين لكن السابقين المقربين في الآخرين أقل جمعا منهم في الأولين.

_______________________
1- الميزان ، الطباطبائي ، ج19 ، ص108-109.

تفسير الامثل
- ذكر الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسير هذه  الآيات (1) :

أصحاب اليمين وهباتهم:

بعد بيان الهبات والنعم الماديّة والمعنوية (للمقرّبين) يأتي الدور في الحديث عن (أصحاب اليمين) تلك الجماعة السعيدة التي تستلم صفحة أعمالها في (اليد اليمنى) إشارة لنيل الفوز والنجاح في الإمتحان الربّاني.

ويشير سبحانه إلى نعم ستّ، ممّا أنعم به عليهم تمثّل مرحلة أدنى في مقابل سبع نِعم منحها سبحانه إلى المقرّبين من عباده.

تبدأ الآيات في الحديث عنهم أوّلا من حيث مقامهم العالي، حيث يقول عزّوجلّ: {وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين}(2).

إنّ هذا الوصف هو أروع وصف هؤلاء، لأنّ هذا التعبير يستعمل في موارد لا تستطيع الألفاظ التعبير عنه، وهو تعبير عن المقام العالي لأصحاب اليمين.

وتشير الآية اللاحقة إلى أوّل نعمة منحت لهذه الجماعة حيث تقول: {في سدر مخضود}(3). وفي الحقيقة أنّ هذا أنسب وأليق وصف توصف به أشجار الجنّة في دائرة ألفاظنا الدنيوية، لأنّ (السدر) كما يقول أئمّة اللغة: شجر قوي معمّر يصل طوله إلى أربعين متراً أحياناً وعمره يقرب من ألفي سنة، ولها ظلّ ظليل ولطيف، والسلبية الموجودة في هذا الشجر أنّه ذو شوك إلاّ أنّ وصفه بـ (مخضود) من مادّة (خضد) ـ على وزن (مجد) ـ بمعنى (إزالة الشوك) تنهي آثار هذه السلبية في شجر سدر الجنّة.

وجاء في حديث: كان أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقولون: إنّ الله ينفعنا بالأعراب ومسائلهم، أقبل أعرابي يوماً، فقال: يارسول الله لقد ذكر الله في القرآن شجرة مؤذية وما كنت أرى أنّ في الجنّة شجرة تؤذي صاحبها؟

فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «وما هي» قال: السدر، فإنّ لها شوكاً.

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «أليس يقول الله: في سدر مخضود، يخضده الله من شوكه فيجعل مكان كلّ شوكة ثمرة، إنّها تنبت ثمراً يفتق الثمر منها عن إثنين وسبعين لوناً من الطعام ما فيها لون يشبه الآخر»(4).

ثمّ يأتي الحديث عن ثاني هبة لهم حيث يقول سبحانه: {وطلح منضود}.

«الطلح»: شجرة خضراء لطيفة اللون والرائحة، وذكر البعض أنّها شجرة الموز التي تتميّز بأوراق عريضة جدّاً وخضراء وجميلة، وفاكهتها حلوة ولذيذة.

و«منضود» : من مادّة (نضد) بمعنى متراكم.

وممكن أن يشير هذا التعبير إلى تراكم الأوراق أوتراكم الفاكهة أوكليهما، حتّى أنّ البعض قال: إنّ هذه الأشجار مليئة بالفاكهة إلى حدّ أنّها تغطّي سيقان وأوراق الأشجار.

وقال بعض المفسّرين : بالنظر إلى أنّ أوراق شجر السدر صغيرة جدّاً، وأوراق شجر الموز كبيرة جدّاً، فإنّ ذكر هاتين الشجرتين إشارة جميلة إلى جميع أشجار الجنّة التي تكون صفاتها بين صفات هاتين الشجرتين(5).

ثمّ يستعرض سبحانه ذكر النعمة الثالثة من نعم أهل اليمين بقوله : {وظلّ ممدود}.

فسّر البعض هذا (الظلّ الواسع) بحالة شبيهة للظلّ الذي يكون بين الطلوعين من حيث إنتشاره في كلّ مكان، وقد نقل حديث للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بهذا المعنى في روضة الكافي(6).

والمقصود هنا أن لا حَرَّ في الجنّة، وأنّ أهلها في ظلال لطيفة واسعة تلطّف الروح.

وينتقل الحديث إلى مياه الجنّة حيث يقول سبحانه: (وماء مسكوب).

«مسكوب» من مادّة (سكب) على وزن «حرب» وتعني في الأصل الصبّ، ولأنّ صبّ الماء يكون من الأعلى إلى الأسفل بصورة تيّار أو شلاّل فإنّه بذلك يصوّر لنا مشهداً رائعاً حيث إنّ خرير المياه ينعش الروح. ويبهر العيون، وهذه هي إحدى الهبات التي منحها الله لأهل الجنّة، ومن الطبيعي أنّ هذه الجنّة المليئة بالأشجار العظيمة، والمياه الجارية، لابدّ أن تكون فيها فواكه كثيرة، وهذا ما ذكرته الآية الكريمة، حيث يقول سبحانه في ذكر خامس نعمة : {وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة}.

نعم، ليست كفواكه الدنيا من حيث محدوديتها في فصول معيّنة من أسابيع أو شهور، أو يصعب قطفها بلحاظ الأشواك، أو العلو مثل النخيل، أو مانع ذاتي في نفس الإنسان، أوأنّ المضيف الأصلي الذي هوالله والملائكة الموكّلين بخدمة أهل الجنّة يبخلون عليهم .. كلاّ، لا يوجد شيء من هذا القبيل، فالمتقضي موجود بشكل كامل، والمانع بكلّ أشكاله مفقود.

ثمّ يشير سبحانه إلى نعمة اُخرى حيث يقول: (وفرش مرفوعة) أي الزوجات الرفيعات القدر والشأن.

«فرش»: جمع فراش وتعني في الأصل كلّ فراش يفرش ولهذا التناسب فإنّها تستعمل في بعض الأحيان كناية عن الزوج (سواء كان رجلا أو امرأة) لذا جاء في الحديث عن الرّسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال: (الولد للفراش وللعاهر الحجر)(7).

وفسّر البعض الفرش بمعناها الحقيقي وليس كناية، وإعتبرها إشارة إلى الفرش الثمينة والتي لها قيمة عظيمة في الجنّة. ولكن إذا فسّرت بهذه الصورة، فسيقطع إرتباط هذه الآية مع الآيات اللاحقة التي تتحدّث عن حوريات وزوجات الجنّة.

ويصف القرآن الكريم زوجات الجنّة بقوله تعالى: {إنّا أنشأناهنّ إنشاءً}.

وهذه الآية لعلّها تشير إلى الزوجات المؤمنات في هذه الدنيا حيث يمنحهنّ الله سبحانه خلقاً جديداً في يوم القيامة، ويدخلن الجنّة وهنّ في قمّة الحيوية والشباب والجمال والكمال الظاهر والباطن، وبشكل يتناسب مع كمال الجنّة وخلوّها من كلّ نقص وعيب.

وإذا كان المقصود بذلك (الحوريات) فإنّ الله تعالى خلقهنّ بصورة لا يعتريهنّ فيها غبار العجز والضعف، ويمكن أن يكون التعبير بالإنشاء إشارة إلى المعنيين أيضاً.

ثمّ يضيف تعالى : (فجعلناهنّ أبكاراً).

وإحتمال أن يكون الوصف مستمرّاً، كما صرّح كثير من المفسّرين بذلك، واُشير له في الرّوايات الإسلامية أيضاً، حيث الزواج لا يغيّر وضعهنّ ويبقين أبكاراً(8).

ويضيف في وصفهنّ بوصف آخر فيقول تعالى : (عُرُباً).

(عُرُباً) جمع (عروبة) على وزن (ضرورة) بمعنى المرأة التي يحكي وضع حالها عن مقام عفّتها وطهارتها، وعمّا تكنّه من المحبّة لزوجها، (إعراب): على وزن (إظهار) معناه هو نفس مدلول الإظهار، ويأتي هذا المصطلح أيضاً بمعنى الفصاحة ولطافة الكلام، ويمكن جمع المعنيين في هذه الآية.

والوصف الآخر لهن (أتراباً) أي أنّها متماثلات في الجمال وأتراب في الظاهر والباطن، ومتماثلات في العمر مع أزواجهنّ.

(أتراب) جمع (ترب) على وزن (ذهن) بمعنى المثل والشبيه، وقال البعض: إنّ هذا المعنى أخذ من الترائب وهي عظام قفص الصدر، لأنّها تتشابه الواحدة مع الاُخرى.

إنّ هذا الشبه والتماثل يمكن أن يكون في أعمار الزوجات بالنسبة لأزواجهنّ، كي يدركن إحساسات ومشاعر أزواجهنّ كاملة، وبذلك تصبح الحياة أكثر سعادة وإنسجاماً، بالرغم من أنّ السعادة تحصل مع إختلاف العمر أحياناً، إلاّ أنّ الغالب ليس كذلك. كما يمكن أن يكون المقصود بالتشابه والتساوي في الصفات الجمالية والنفسية وحسن الظاهر والباطن.

ثمّ يضيف تعالى : (لأصحاب اليمين).

وهذا تأكيد جديد على إختصاص هذه الصفات والنعم الإلهيّة بهم.

ويحتمل أيضاً أن تكون هذه الجملة مكمّلة لجملة {إنّا أنشأناهنّ إنشاءً}(9).

وفي نهاية هذا العرض يقول سبحانه: {ثلّة من الأوّلين وثلّة من الآخرين}.

«ثلّة»: في الأصل بمعنى قطعة مجتمعة من الصوف، ثمّ اُطلقت على كلّ مجموعة من الناس عظيمة ومتماسكة، وبهذا الترتيب فإنّ مجموعة عظيمة من أصحاب اليمين هم من الاُمم السابقة، ومجموعة عظيمة من الاُمّة الإسلامية، لأنّ بين المجموعتين كثير من الصالحين والمؤمنين. بالرغم من أنّ السابقين للإيمان في الاُمّة الإسلامية أقلّ من السابقين للإيمان في الاُمم السابقة، وذلك لكثرة تلك الاُمم وكثرة أنبيائها.

وقال البعض : إنّ هاتين المجموعتين كلاهما من الاُمّة الإسلامية، قسم من أوّلهم وقسم من آخرهم، إلاّ أنّ التّفسير الأوّل أصحّ.

_______________________

1- الامثل ، ناصر مكارم الشيرازي ، ج13 ، ص504-508.

2 ـ إنّ الحديث عن تركيب هذه الجملة جاء في نهاية الآية (8) من نفس هذه السورة.

3 ـ الجار والمجرور متعلّق بعامل مقدّر والخلاصة أنّها خبر لمبتدأ محذوف تقديره (هم في سدر مخضود).

4 ـ روح المعاني ج27 ص120، والدرّ المنثور ج6 ص156.

5 ـ التفسير الكبير ، ذيل الاية مورد البحث.

6 ـ روضة الكافي، مطابق نقل نور الثقلين، ج5، ص216.

7- اصول الكافي ، ج5 ، ص491،ح3.

8 ـ روح المعاني، ج27، ص123 وبالضمن يجدر الإنتباه إلى أنّ هذه الحالة، مع فاء التفريع

عطفت على الآية السابقة.

9 ـ في الصورة الاُولى عبارة (أصحاب اليمين) خبر لمبتدأ محذوف، وفي التقدير تصبح هكذا: (هذه كلّها لأصحاب اليمين) وفي الصورة الثانية جار ومجرور متعلّق بأنشأناهنّ، والتّفسير الأوّل أصحّ.

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي